المحتوى
لطالما كانت المبيعات عملية تعتمد على التفاعل البشري المباشر، ولكن مع تطوّر التكنولوجيا، أصبح من الممكن الآن أتمتة العديد من المهام الروتينية في هذا المجال؛ لإتاحة الوقت لفرق المبيعات للتركيز على الأنشطة ذات القيمة المضافة.
يُقدّم الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من الأدوات التي تُساعد في تحسين كفاءة عمليات المبيعات، من خلال توفير رؤى أعمق حول سلوك العملاء وتسريع عملية اِتّخاذ القرارات. إذ يُتيح الذكاء الاصطناعي للشركات تقليل التكاليف بنسبة تصل إلى (90)% مع زيادة الإيرادات في الوقت نفسه.
في هذا المقال، سنكشف لك عن (7) طرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المبيعات، لتعزيز الأداء وتحقيق نتائج اِستثنائية!
ما هو الذكاء الاصطناعي في المبيعات؟
الذكاء الاصطناعي في المبيعات هو مصطلح شامل يشمل تقنيات عديدة مثل التعلم الآلي والرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغة الطبيعية والتعلّم العميق، والتي تهدف جميعها إلى المساعدة في أداء مهام ذهنية بمستوى يماثل أو يتفوق على البشر.
يؤثّر الذكاء الاصطناعي بعمق على عمليات المبيعات، حيثُ لا يقتصر على الأتمتة، بل يتجاوزها ليحلّل البيانات الكبيرة ويستخرج منها رؤى قيّمة دقيقة تُساهم في التنبؤ والتوصية واِتّخاذ القرارات. على سبيل المثال؛ يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين التوصيات على منصات مثل أمازون ونتفليكس.
كما يُساعد الذكاء الاصطناعي على تحديد العملاء المحتملين، وتقديم توصيات حول الخطوات المُثلى في عمليات البيع، والتنبّؤ بالنتائج، وتحسين الأسعار. إذ يُمكن للأدوات التي تعتمد على التعلّم الآلي تحسين أدائها بشكل مستمرّ دون تدخل بشري كبير، ممَّا يجعلها أكثر فعَّالية وكفاءة مع مرور الوقت.
من أمثلة هذا النوع من الأدوات، الأدوات التي تولّد عناوين رسائل البريد الإلكتروني، وتتعلّم من نتائج اِختبارات الأداء لتحسينها بشكل تلقائي. تزيد هذه القدرة على التطوّر الذاتي من فاعلية الأدوات التسويقية بشكلّ مستمر، ممَّا يُعزّز الأداء ويزيد من الذكاء التحليلي في عمليات المبيعات.
7 حالات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المبيعات
أصبح الذكاء الاصطناعي أداة قوية في عالم المبيعات، حيثُ يُساهم في تحسين الكفاءة وزيادة فرص النجاح. نسلّط الضوء فيما يلي على أهمّ حالات اِستخدام الذكاء الاصطناعي التي تُعزّز أداء المبيعات بشكل فعَّال:
1- التنبؤ بالمبيعات
توفّر أنظمة الذكاء الاصطناعي القدرة على التنبؤ بالنتائج المستقبلية اِستناداً إلى البيانات التاريخية. وتشمل التوقّعات الشائعة التي يُمكن أن تقدّمها هذه الأنظمة:
- تحديد الصفقات أو العملاء المحتملين الأكثر اِحتمالاً للإغلاق.
- اِقتراح الصفقات أو العملاء المحتملين الذين يجب اِستهدافهم بعد ذلك.
- التعرّف على العملاء الجدد الذين قد يكون لديهم اِهتمام بعروضك.
وتعتمد دقّة هذه التوقّعات على النظام المستخدم وجودة البيانات المدخلة، فإنّه مع المدخلات الصحيحة في الماضي والحاضر، يُمكن للذكاء الاصطناعي إظهار من هو الأكثر اِحتمالاً للشراء في المستقبل.
تُساهم التوقعات التنبؤية أيضاً في تعزيز أداء فرق المبيعات، حيثُ يُساعد الذكاء الاصطناعي مديري المبيعات في توقّع أداء فريقهم في الربع القادم، ممَّا يُتيح لهم اِتخاذ خطوات اِستباقية اِستناداً إلى الأرقام المتاحة.
2- تلخيص الاجتماعات والمكالمات
يقوم كلّ مندوب مبيعات بإجراء مكالمات عديدة مع العملاء المحتملين، ما يستلزم اِستثماراً كبيراً من الوقت والطاقة لتلخيص النقاشات وتحديد الخطوات التالية.
الآن، يُمكن للذكاء الاصطناعي تلخيص المكالمات بدقّة عالية فور اِنتهائها، وإرسال هذه الملخصات تلقائياً إلى المشاركين، كما يُمكنه اِقتراح الخطوات التالية بناءً على ما تمَّت مناقشته.
وعلى الرّغم من أنَّ هذه المهام قد تبدو بسيطة، فإنَّ تكليف الذكاء الاصطناعي بها يوفّر الكثير من الوقت والجهد، ويُحرّر الموارد البشرية لأداء مهام أكثر أهميّة، مثل إتمام الصفقات.
3- تحليل مكالمات المبيعات
تحتوي مكالمات المبيعات على معلومات قيّمة حول اِحتياجات العملاء وتحدّياتهم، لكنَّ تحليلها يدوياً يستغرق وقتاً طويلاً. هُنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي، الذي يستطيع تحليل المكالمات بدقة، فهم نبرة وصوت المحادثة، وتحديد الفرص والتحديات التي قد تؤثّر على إتمام الصفقة.
4- التوصية بالإجراءات التالية لممثلي المبيعات
يُمثّل تحديد الأولويات تحدياً لمندوبي المبيعات، إذ يجب عليهم متابعة عدةّ صفقات في نفس الوقت. يُساعد الذكاء الاصطناعي في تحديد التسلسل الصحيح للمهام من خلال اِقتراح الخطوات المثلى لكلّ صفقة وفقاً لبيانات الصفقة ومرحلتها الحالية، ليُصبح بمثابة مدرّب وموجّه دائم يُحسّن من إنتاجية الفريق.
5- إنشاء رسائل المبيعات وعناوينها تلقائياً
يُعدُّ التواصل عبر البريد الإلكتروني أحد أركان عمل المبيعات، للتواصل مع العملاء المحتملين. ولكنَّ أداء كلّ هذا التواصل يدوياً أمر مُرهق وروتيني، وأقل فعَّالية.
يُمكن للذكاء الاصطناعي توليد نصوص إبداعية لرسائل البريد الإلكتروني وعناوين جذابة خلال ثوانٍ، ممَّا يُتيح توسيع نطاق التواصل بسهولة، سواء من خلال إنشاء مسودات أوّلية أو أتمتة إنشاء الرسائل بالكامل. وتزيد ميزة الذكاء الاصطناعي في توليد العديد من العناوين المميّزة من فرص فتح الرسائل بشكل كبير.
6- تحديد العملاء المحتملين الجدد في السوق
باِستخدام قوى تحليل البيانات، يُمكن للذكاء الاصطناعي العثور على أنماط في بيانات العملاء المحتملين التي تُمكّنه من تحديد العملاء الجدد في السوق، بناءً على المعايير المهمّة لشركتك.
إذ يستطيع للذكاء الاصطناعي تحليل خصائص العملاء المحتملين المناسبين لك، ومن ثمَّ تحليل قواعد بياناتهم لتحديد الأشخاص الجدد الذين تتماشى خصائصهم مع نوعية العملاء الذين تسعى لجذبهم.
7- التنبؤ بالاستعداد للشراء
يستخدم الذكاء الاصطناعي قدراته في التنبؤ؛ لتحديد اِحتمالية إتمام الصفقات مع العملاء المحتملين، وموعد استعدادهم للشراء.
فمن خلال تحليل كميات هائلة من البيانات التاريخية وبيانات السوق، يُمكن للذكاء الاصطناعي تحديد أولويات العملاء المحتملين الأقرب للشراء والتفاعل معهم بفعَّالية، ممَّا يساعد على تحسين معدّل إتمام صفقات المبيعات وتقديم توقُّعات دقيقة.
الخلاصة
في النهاية، السؤال الذي يطرح نفسه؛ هل أنت مستعدّ للاِستثمار في الذكاء الاصطناعي لتعزيز أعمالك؟ أم أنَّك ستظلّ متشبّثاً بالطرق التقليدية؟
إذا كنت تسعى إلى مستقبل مستدام ومزدهر، فقد حان الوقت لتبنّي هذه التكنولوجيا المتطوّرة. لذا، اِبدأ بالتفكير في كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في اِستراتيجياتك الحالية، واِتّخذ الخطوات اللازمة لتكون في طليعة هذا التحوّل.