المحتوى
مع تحول الناس إلى التكنولوجيا لمساعدتهم في مختلف المهام في حياتهم المهنية والشخصية، أصبح المساعدون الاِفتراضيون المدعومون من الذكاء الاِصطناعي (AI) منتشرين بشكل متزايد كونهم يشكّلون جِسراً بين العالم الرقمي والعالم البشري.
وفقاً لـ (Statista)؛ سيكون هناك أكثر من (8) مليارات مساعد صوت رقمي قيد الاِستخدام، في جميع أنحاء العالم بحلول عام (2024)، أي ما يعادل تقريباً عدد سكان العالم.
سنتحدّث في مقالنا هذا عن المساعدين الاِفتراضييّن، وميزاتهم وكيفية الاِستفادة منهم من قِبل العلامات التجارية، بالإضافة إلى أشهر أنواعهم.
ما هو مساعد الذكاء الاصطناعي (AI Virtual Assistant)؟
يمكن تعريف مساعد الذكاء الاصطناعي، على أنَّه برنامج يعتمد على تقنيات مثل معالجة اللغة الطبيعية (NLP)، لمتابعة الأوامر الصوتية والنصية. يمكنها فهم اللغة الطبيعية وإكمال المهام بناءً على أوامرك المنطوقة. سواء كان الأمر يتعلّق بالبحث عن المعلومات أو تعيين التذكيرات أو جدولة الأحداث.
غالباً ما يعتمد مساعدوا الذكاء الاِصطناعي على السحابة، ممَّا يعني أنَّه يمكنك الوصول إليهم في أي مكان طالما كان هناك اِتصال بالإنترنت. ولدمجها بشكل أكبر في حياتك اليومية؛ يمكن توصيلها بالأجهزة الذكية. حيثُ يعتمد أفضل مساعدو الذكاء الاِصطناعي على خوارزميات التعليم الذاتي، لمعرفة تفضيلاتك أو أنماط الكلام الخاصّة بك.
الفوائد الرئيسية لبناء مساعدين افتراضيين للأعمال
ينشر الذكاء الاِصطناعي التحادثي المصمَّم جيداً الرضا على جميع المستويات. من المدير المالي الواعي للميزانية وصولاً إلى الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات، والإدارات الأخرى التي تمَّ إنقاذها من المهام الروتينيّة المتكرّرة. وتشمل أبرز فوائده:
1- تحسين خدمة العملاء وتقديم دعم (24/7/365)
عن طريق تقليل عدد المكالمات وطلبات الخدمة للوكلاء البشريين. باِستخدام مساعدي الذكاء الاِصطناعي، يمكنك أتمتة تدفّق الأعمال للتفاعل مع العملاء. سيسمح ذلك لموظّفيك بالتركيز على المهام الأكثر تعقيداً وعدم إضاعة الوقت في الطلبات التي يمكن معالجتها بطريقة آلية.
كما أنَّك غير معرّض لاِختيار بين دفع العمل الإضافي أو اِحتمال فقدان عميل أو موظف لتحسين خدمة عملائك. حيث أنَّ مساعد الذكاء الاِصطناعي سيحلّ المشكلة على مدار اليوم والسّنة.
2- تنمية الأعمال بشكل فعال
بفضل الأجهزة المحمولة، يمكن للشركات تقديم اِستجابات في الوقت الفِعلي بشكل متزايد للمستخدمين على مدار الساعة، ممَّا ينهي الاِنزعاج لفترات الاِنتظار الطويلة في مراكز الاِتصال.
وبينما يمكن للعامل البشري أن يعمل على زيادة المبيعات، يمكن أيضاً للمساعد الاِفتراضي المدرّب بشكل صحيح، تحسين معدل التحويل من عميل محتمل إلى زبون. من خلال طرح أسئلة تمّ اِختبارها ومصمّمة خصّيصاً لمنشأتك، يمكن لها أن تثير اِهتمام العملاء وتدعم جهود فريق المبيعات من خلال مسار التحويل.
3- سهولة جمع البيانات الرئيسية
تتطلّب بيانات تجربة العملاء التي تمّ جمعها من خلال مكالمات أو محادثات الدعم التقليدية، أن يقوم المحلّلون بالتنقل خلال ساعات لا حصر لها من المكالمات الهاتفية والمعلومات التي تمّ جمعها وتسجيلها بواسطة وكيل دعم العملاء المباشر.
ولكن باِستخدام المساعد الاِفتراضي للذكاء الاِصطناعي (IVAs)، يمكن إرسال اِستفسارات العميل والبيانات الوصفية المرتبطة بها على الفور. وتصنيفها للتحليل دون الحاجة إلى وكيل دعم العملاء لتدوين ملاحظات كاملة.
4- تجربة مستخدم شخصية
يتكيّف مساعدوا الذكاء الاِصطناعي مع اِحتياجات كل مستخدم، ممّا يوفّر للعميل مستوى عالٍ من التّخصيص. على سبيل المثال، لا تتذكر وكالات ترويج الاِستثمار اِسم المستخدم فحسب، بل تتذكّر أيضاً تفضيلاته. يساعد هذا في زيادة تفاعل المستخدم، وكذلك تحسين رضا العملاء وولائهم.
كيفية استخدام مساعدين افتراضيين في الأعمال
إذا لم تكن متأكداً من اِستخدام المساعد الصوتي في حياتك العادية، فقد تتأثّر أكثر بكيفية عملها في الأعمال التجارية. بشكل عام، يستخدم (38%) من القوى العاملة حالياً مساعداً صوتياً في حياتهم العملية اليومية.
كيف تستخدم الشركات المساعدين الصوتيين؟ وجدت دراسة (Salesforce) إجابات على ذلك:
- يعتمد (%92) من المستخدمين على المساعد الاِفتراضي للبحث عن المعلومات.
- (75%) يستخدمونها لضبط التذكيرات.
- (73%) يرسلون رسائل نصية من خلالهم.
- (69%) يقومون بحجز حدث تقويم (مثل اجتماع أو موعد).
- (61%) يأخذون المذكرات من خلال أصدقائهم الذين يستخدمون الصوت.
- (61%)يرسلون رسائل البريد الإلكتروني من خلالهم.
- (57%) يشترون المنتجات أو الخدمات في أيام عملهم.
لذلك، من منظور الأعمال التجارية والمستهلكين، فإن المساعدين الصوتييّن متأصّلون بالفعل في حياتنا اليومية. على الرُّغم من كونهم تقنيّات جديدة نسبياً. لقد أثبتت أنَّها أدوات إنتاجيّة رائعة في مجال الأعمال.
أشهر (3) من مساعدي الذكاء الاصطناعي الافتراضيين
ربما تكون على دراية ببعض المساعدين الافتراضيين المدعومين بالذكاء الاصطناعي الذين يستخدمهم الأشخاص يومًا بعد يوم. ووفقًا لأبحاث (Salesforce)، يستخدمها (27%) من المستهلكين يومياً. ومن المرجّح أن يرتفع هذا الرقم أكثر عندما يصبح أكثر اندماجاً في منازلنا وأجهزتنا ومركباتنا.
1- (Siri) من شركة (Apple)
يتصدر (Apple Siri) القائمة. هذا المساعد الأفتراضي يعرفه الجميع تقريباً، وقد حظي باِهتمام أكثر من أي مساعد آخر. يعتمد على واجهة مستخدم اللغة الطبيعية (UI) والاستعلامات الصوتية، والتي تمكّنه من أداء العديد من الوظائف المفيدة.
يتوفر على منصات (Apple) الرئيسيّة مثل (IOS) و (macOS) و (iPadOS). إنّه مخصّص للغاية، ويتكيّف مع لغات المستخدمين وعمليات البحث والتفضيلات وغير ذلك الكثير.
فيما يلي بعض أهم وظائف (Siri):
- الإجابة عن الأسئلة.
- تقديم توصيات.
- إجراء مكالمات هاتفية وإرسال رسائل نصية.
- يشير إلى خدمات الإنترنت.
- تحديد الموقع.
2- (Alexa) من شركة (Amazon)
هو مساعد اِفتراضي آخر يعمل بالذكاء الاِصطناعي، وقد ازدادت شعبيّته على مرّ السنين. حيث يستخدم التفاعل الصوتي، ومعالجة اللغات الطبيعية، والاِستعلامات الصوتية، لتنفيذ المهام.
واحدة من أكثر ميزات (Alexa) شهرة هي كلمة التنبيه، والتي تتيح للمستخدمين تنشيطها بكلمة واحدة. هذا يميز (Alexa) عن الأجهزة الأخرى التي تتطلّب الضغط على زر. يتمُّ الآن استخدامها على أكثر من (100) مليون جهاز.
فيما يلي بعض أهم وظائف (Alexa):
- تشغيل الموسيقى والكتب الصوتية.
- قوائم المهام.
- تنظيم البودكاست.
- تحديثات الأخبار والرياضة.
- بيانات الطقس، وحركة المرور في الوقت الفعلي.
3- Google Assistant (مساعد جوجل)
منذُ إطلاقه في عام (2016)، اِرتقى مساعد جوجل كأفضل مساعد اِفتراضي يدعم الذكاء الاِصطناعي ويعمل بالصوت من إحدى الشركات الرائدة في العالم. حيث يُعدّ مساعد جوجل واحداً من أكثر مساعدي الذكاء الاصطناعي تقدُّماً.
وبفضل الشراكات المختلفة مع العديد من الشركات، أصبح مساعد (AI) متاحاً الآن على العديد من الأجهزة مثل الهواتف الذكية وسمّاعات الرأس والأجهزة المنزلية والسيارات.
كما يتمتّع مساعد جوجل بمدى واسع، حيث يعمل مع (10000) جهاز، عبر (1000) علامة تجارية.
وفيما يلي بعض أهم ميزات مساعد جوجل:
- إدخال الصوت والنص.
- متوفر على العديد من الأجهزة.
- يمتلك قدرة التحكّم بالصوت.
- يقوم بإنجاز المهام.
- التذكيرات والمواعيد.
- الترجمة الفوريّة.
مستقبل تقنية مساعد الذكاء الاصطناعي الافتراضي
مع تزايد عدد المستهلكين الذين يتسوقون عبر الإنترنت ويعملون عن بُعد، نما الطلب على المساعدين الاِفتراضييّن بشكل كبير. ومع زيادة اِرتياح الناس لهذه التكنولوجيا، ستصبح معياراً يتوقع المستهلكون رؤيته وهو يتطوّر ويتقدّم.
حيثُ لم يعد المساعدون الاِفتراضيون هم الفكرة اللاحقة المرحة التي تستخدمها الشركات لإظهار مدى ذكائها التكنولوجي. ولكنّها بالأحرى أداة أساسية لازمة لتوفير خدمة رقمية جيّدة للعملاء.
بناءً على ذلك، يبدو مستقبل تقنيّة مساعد الذكاء الاِصطناعي مشرقاً. ممّا يقود التقدم التكنولوجي أيضاً لتطوير مساعدين اِفتراضيين أكثر ذكاء. ومع اِستمرار تطور عملية البرمجة اللغوية العصبية (NLP)، سيتمكّن المساعدون الافتراضيّون من أداء مهام أكثر تعقيداً.
الخلاصة
في النهاية، ندرك جميعاً أنَّ الذكاء الاِصطناعي يصنع ثورة تكنولوجيّة عظيمة، في وقتنا الحالي. والمساعدون الاِفتراضيون هم أحد أهمّ نتائج هذا التطوّر التّقني.
فمن المهم اِستغلال هذه التطورات من قِبل الجميع، ولا سيما روّاد الأعمال للاِستفادة من أكبر قدر ممكن من هذه التقنيّات.