المحتوى
تلعب اِستراتيجية تموضع علامتك التجارية دوراً مهماً في تحديد كيفية إدراك جمهورك المستهدف لها وتمييزها عن منافسيك، ومع ظهور الذكاء الاصطناعي، يمكنك الاِرتقاء بعلامتك إلى مستويات جديدة.
من خلال اِستغلال قوة الرؤى التنبؤية، يمكنك فهم جمهورك بشكل أفضل، واِتّخاذ قرارات مستندة إلى البيانات، تُكسبك ميزة تنافسية قوية، وتضمن النجاح والتفوق لعلامتك.
ظهور الذكاء الاصطناعي في الترويج للعلامات التجارية
في الوقت الذي تتّجه فيه جميع الشركات نحوَ الرقمنة، برزَ الذكاء الاصطناعي كعامل قوي في تحديد تموضع العلامة التجارية.
فمن خلال اِستغلال الكمّ الهائل من البيانات التي يتمّ توليدها عبر الموقع الإلكتروني أو منصَّات الوسائط الاِجتماعية، يُمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي اِستخلاص رؤى قيمة، ممَّا يمكّن الشركات من تعديل اِستراتيجيات تموضعها بشكل أكثر فعَّالية.
المزايا التنافسية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحديد تموضع العلامة التجارية
فيما يلي (4) مزايا تنافسية تنشأ عندما تتبنَّى الشركات عملية التكامل بين الذكاء الاصطناعي والبيانات في مساعيها لتحديد تموضع علامتها التجارية:
1- تعزيز فهم العملاء
إنَّ فهم الجمهور المستهدف هو أساس تحديد تموضع العلامة التجارية الفعَّال. إذ يُمكن للذكاء الاِصطناعي، عند تطبيقه على البيانات المتوفّرة، توفير تفاصيل غير مسبوقة حول تفضيلات العملاء وسلوكياتهم ومشاعرهم.
ويمكن تحليل العملاء بواسطة الذكاء الاصطناعي من خلال:
- تحليل التفضيلات: يمكن للذكاء الاِصطناعي من خلال تحليل تفاعلات العملاء، تحديد الأنماط التي تشير إلى تفضيلات المستهلكين، ممَّا يساعد الشركات على تصميم عروضها وفقاً لذلك.
- الرؤى السلوكية: فهم كيفية تفاعل العملاء مع المحتوى والمنتجات، يسمح للعلامات التجارية بتحسين اِستراتيجياتها وتلبية سلوك المستهلكين بشكل أفضل.
- تحليل المشاعر: يمكن للذكاء الاصطناعي تقييم المشاعر في محادثات التواصل الاجتماعي، ممَّا يمكّن العلامات التجارية من قياس الصورة العامة وتعديل تموضعها وفقاً لذلك.
- الميزة التنافسية: بفضل الفهم الشامل لجمهورها، يُمكن للعلامات التجارية تحديد تموضعها بشكل أكثر أصالة، والتأثير على المستهلكين.
2- التحليل التنافسي وقياس الأداء
يتفوَّق الذكاء الاصطناعي في مراقبة وتحليل أنشطة المنافسين. ويُعدُّ هذا الذكاء التنافسي مفيداً في تحسين اِستراتيجية تموضع العلامة التجارية لتتميّز في السوق.
ويمكن تحليل المنافسين بواسطة الذكاء الاصطناعي من خلال:
- تتبّع الاِستراتيجية: يُساعد تتبّع وتحليل اِسترتيجيات المنافسين، على تحديد النهج الناجح والمجالات التي يمكن التميز فيها.
- مشاعر المستهلك تجاه المنافسين: من خلال تحليل المحادثات حول المنافسين، يمكن للعلامات التجارية الحصول على رؤى حول مشاعر المستهلكين، ممَّا يساعد في تحديد اِستراتيجيات تموضعهم.
- مقارنة تفاعل الجمهور: يكشف تحديد مقاييس تفاعل الجمهور ومقارنتها، عن المجالات التي يمكن أن تتفوّق فيها العلامة التجارية على المنافسين.
- التميز التنافسي: بفضل الأفكار المستمدّة من تحليل المنافسين، يمكن للعلامات التجارية التموضع كعلامة متفوّقة، ومعالجة الفجوات في السوق للتميز عن المنافسين.
3- مراقبة العلامة التجارية في الوقت الفعلي
تُعدّ المراقبة في الوقت الفعلي أمراً ضرورياً؛ للحفاظ على صورة إيجابية للعلامة التجارية. إذ يوفّر الذكاء الاصطناعي القدرة على فحص المواقع والقنوات الاجتماعية بشكلّ مستمر، وتقديم تنبيهات فورية لإشارات العلامة التجارية، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
ويمكن ذلك من خلال:
- تنبيهات فورية: من خلال إخطار العلامات التجارية على الفور عند الإشارة إليها، ممَّا يسمح باِستجابات سريعة لتعليقات العملاء أو المشكلات الناشئة.
- إدارة الأزمات: تُتيح هذهِ المراقبة معالجة الأزمات المحتملة بسرعة، ممَّا يقلل من الضرر الذي يلحق بالسمعة.
- تحديد الفرص: من خلال الاِستفادة من الإشارات الإيجابية، والتفاعل مع المستخدمين، وتعزيز صورة إيجابية للعلامة التجارية.
4- التخصيص
يُعدُّ التخصيص جزءاً لا يتجزَّأ من تحديد تموضع العلامة التجارية. إذ إنَّ قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل بيانات المستخدم على نطاق واسع تُمكّن العلامات التجارية من تقديم محتوى ومنتجات وتوصيات مخصَّصة تتناسب مع تفضيلات الأفراد.
ويمكن ذلك من خلال:
- تحليل سلوك المستخدم: للتنبؤ بالتفضيلات، ممَّا يمكّن العلامات التجارية من تقديم تجارب مخصَّصة.
- تخصيص المحتوى: يؤدِّي إيصال محتوى مخصَّص بناءً على تفضيلات المستخدم، إلى تعزيز التفاعل والاِتصال بين العلامة التجارية والمستهلك.
- توصيات المنتج: من خلال التوصية بمنتجات أو خدمات بناءً على تفضيلات المستخدم الفردية، ممَّا يزيد من اِحتمالية التحويل.
تحديات دمج الذكاء الاصطناعي في تحديد تموضع العلامة التجارية
على الرغم من الفوائد العديدة التي يوفّرها الذكاء الاصطناعي عند تحديد التموضع، إلَّا أنَّ هناك تحديات واِعتبارات على الشركات معالجتها:
1- خصوصية البيانات
يتطلَّب جمع البيانات من مصادر مختلفة، الاِلتزام الصارم بقواعد خصوصية البيانات. يجب أن تتأكَّد العلامات التجارية من حصولها على الأذونات اللَّازمة لجمع البيانات واِستخدامها من منصات مختلفة، مع إعطاء الأولوية لخصوصية المستهلك.
2- جودة البيانات
تختلف جودة ودقّة البيانات الواردة من مصادر مختلفة. لذلك، يجب أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على التعامل مع البيانات العشوائية، وتمييز المصادر الموثوقة عن المصادر الأقلّ مصداقية لضمان الحصول على نتائج دقيقة.
3- قابلية التوسع
مع زيادة حجم البيانات الواردة، من الضروري وجود حلول ذكاء اِصطناعي قابلة للتطوير. إذ تضمن القدرة على التعامل مع أحجام البيانات المتزايدة، قدرة العلامات التجارية على الحفاظ على فعَّالية اِستراتيجيات التموضع المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
4- التفسير الصحيح
يمكن أن يكون اِستخراج رؤى مفيدة من البيانات المتعدّدة أمراً معقّداً. لذا، تحتاج العلامات التجارية إلى تطوير الخبرة اللَّازمة لتفسير النتائج بفعَّالية، وتحويل البيانات إلى اِستراتيجيات قابلة للتنفيذ.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في تحديد تموضع العلامة التجارية
مع تطوّر خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ستتمكَّن الشركات من تحليل كميات هائلة من البيانات وفهم سلوكيات العملاء بشكل أفضل. سيؤدِّي ذلك إلى تحسين قدرة الشركات على تحديد التموضع المثالي.
وفيما يلي بعض الاِتجاهات المستقبلية:
- التخصيص المتقدّم: سيعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين جهود التخصيص بشكل أكبر، ممّا يوفّر تجارب أكثر تخصيصاً للمستهلكين.
- تكامل الواقع المعزز: يمكن أن يؤدّي تكامل الذكاء الاصطناعي مع الواقع المعزز (AR)، إلى إحداث ثورة في كيفية تموضع العلامات التجارية، ممَّا يخلق تجارب اِستثنائية للمستهلكين.
- الذكاء الاصطناعي الأخلاقي: مع تزايد المخاوف بشأن خصوصية البيانات، سيكون تطوير ممارسات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية أمراً مهماً للحفاظ على ثقة المستهلك.
- دقة تنبؤية أكبر: ستمكّن التطورات في التحليلات التنبؤية العلامات التجارية من تقديم توقّعات أكثر دقّة، والبقاء في صدارة اِتّجاهات السوق.
الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في تحديد تموضع العلامة التجارية
نستعرض أمثلة للشركات العالمية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحديد موضع علامتها التجارية:
- أمازون:
تستخدم أمازون خوارزميات الذكاء الاصطناعي؛ لتقديم توصيات المنتجات المخصَّصة بناءً على سلوك المستخدم، وسجلّ الشراء، والتفضيلات.
يُعزّز ذلك تجربة العملاء، ويعزّز تموضع العلامة التجارية كعملاق للتجارة الإلكترونية المبتكرة والمرتكزة على العميل. - نيتفليكس:
تستخدم نيتفليكس الذكاء الاصطناعي في نظام توصية المحتوى، حيثُ يتمّ تحليل عادات وتفضيلات المستخدمين لاِقتراح محتوى مخصص.
يُحافظ هذا على تفاعل المستخدمين، ويعزّز تموضع نيتفليكس كمنصة ترفيهية رائدة، تعتمد على البيانات، وترتكز على تقديم تجارب مخصَّصة وممتعة.
الخلاصة
أصبح دمج الذكاء الاِصطناعي في تحديد تموضع العلامة التجارية أكثر من ضرورة في العصر الرقمي الحالي. من خلال الاِستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي، يُمكن للعلامات التجارية تحديد تموضع مثالي للحضور في أذهان العملاء والتميّز بين المنافسين.