المحتوى
غالباً ما تأتي التحولات الكُبرى في التجارة الإلكترونية من حيثُ لا نتوقّعها. إعلان شركة “سلة” عن استحواذها الكامل على منصة “سويبلي” لحلول الإعلانات الرقمية قد يبدو خبراً مالياً عادياً، لكنّه في الواقع يكشف عن إعادة تشكيل جوهرية لمشهد التسويق الرقمي في السعودية والمنطقة.
يأتي استحواذ سلة على سويبلي في إطار استراتيجية أوسع لتعزيز مكانة سلة كمنصة شاملة لا تقتصر على التجارة الإلكترونية، بل تمتدّ إلى توفير حلول تسويقية متكاملة!
لماذا استحوذت سلة على سويبلي؟
لفهم أهمية هذه الصفقة، لا بُدَّ من التوقّف عند الأدوار التي تلعبها كِلتا الشركتين:
- “سلة”، التي انطلقت في 2016 بهدف تمكين الأفراد من إنشاء متاجر إلكترونية خلال ساعات. اليوم بعد أقل من عقد، تحولت إلى منظومة متكاملة تضمّ أكثر من 80 ألف تاجر نشط، وتُعالج مبيعات تفوق 7 مليارات دولار.
- في المقابل، “سويبلي”، التي تأسست عام 2021، ونجحت في تطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي لتحسين أداء الإعلانات الرقمية، مقدمةً خدماتها لـ35 ألف معلن، وتجار “سلة” وحدهم شكّلوا 65% من دخلها، مما جعلها جزءاً أساسياً من بيئة عمل “سلة” قبل حتَّى إتمام الاستحواذ.
تأثير استحواذ سلة على سويبلي على المتاجر الإلكترونية
لماذا تشتري “سلة” ما تملكه بالفعل؟ هذا السؤال الأول الذي قد يخطر ببالك الآن!
الصفقات الذكية غالباً ما تبدو غير ضرورية للوهلة الأولى. لماذا تستحوذ “سلة” على منصة يعتمد معظم مستخدميها عليها بالفعل؟ الجواب يكمن في السيطرة.
لم يكن التجار في السابق يملكون حلاً إعلانياً متكاملاً داخل “سلة“، وكانوا يعتمدون على حلول خارجية، ومنصات إعلانية عالمية لا تفهم بالضرورة تعقيدات السوق المحلية. لكن الآن، مع دمج “إعلانات سلة” في المنصة، يُمكن للتاجر:
- إطلاق حملات إعلانية مباشرة من لوحة تحكّم متجره.
- تحليل بيانات العملاء بدقّة، وتحسين استهداف الإعلانات.
- قياس العائد على الاستثمار الإعلاني لحظياً.
هذا التكامل يخلق تجربة تسويقية أكثر كفاءة، ويجعل الإعلانات جزء أساسي من التجربة التجارية نفسها.
اشترك في نشرة تواصل
التغيير هو الثابت الوحيد، والمعلومة الدقيقة هي الفارق. تواصل، نشرة شهرية تغوص في جديد التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية وتأخذك إلى ما وراء العناوين. اشترك الآن، وابقَ في قلب الحدث!
هل تحاول سلة منافسة عمالقة الإعلان؟
مع دخول “سلة” إلى سوق الإعلانات الرقمية عبر “إعلانات سلة”، فإنَّها تدخل بشكل مباشر في منافسة مع منصات إعلانية ضخمة مثل جوجل وميتا. ولكن هل تمتلك سلة ما يكفي لمنافسة هؤلاء العمالقة؟
قد لا يكون الهدف المباشر لـ “سلة” هو التفوق على هذه المنصات، بقدر ما هو تقديم بديل محلي وحل إعلاني متكامل داخل منظومتها يستفيد من فهمها العميق للسوق السعودية.
عبر “إعلانات سلة”، يُمكنها جذب ميزانيات التسويق الرقمي التي كانت تذهب إلى المنصات الأجنبية، مستفيدة من قاعدة عملائها الواسعة التي تجاوزت 100 ألف متجر نشط.
مستقبل الإعلانات الرقمية في السعودية بعد استحواذ سلة
في ظل توقّعات بوصول الإنفاق على الإعلانات الرقمية في السعودية إلى 20 مليار ريال بحلول 2030، فإنَّ امتلاك “سلة” لمنصة إعلانية متكاملة تمثّل ضرورة استراتيجية تتماشى مع رؤية 2030، الهادفة إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي وتوفير حلول محلية بديلة عن الاعتماد على الشركات الأجنبية.
الخلاصة
يؤكّد استحواذ سلة على سويبلي التزامها بتقديم تجربة متكاملة للتجار، حيثُ لا تقتصر خدماتها على تسهيل عمليات البيع، بل تمتدّ إلى تمكينهم من تحقيق أقصى استفادة من أدوات الإعلان الحديثة.
ومع اتجاه العالم نحو الرقمنة المتكاملة، قد يكون هذا الاستحواذ هو البداية فقط، فمع وجود 100 ألف متجر نشط على “سلة”، وارتفاع نسبة التجار المشتركين في خططها المدفوعة إلى 70%، قد نشهد توسع “إعلانات سلة” إلى أسواق جديدة أو تطوير نماذج تسويق أكثر تطوراً!
ممّا يُثير تساؤلاً مهماً؛ هل يمكن ل “سلة” الهيمنة على قطاع التجارة الإلكترونية والإعلان الرقمي في آنٍ واحد؟ ربَّما لم تتّضح الإجابة بعد، لكن ملامحها بدأت تتشكّل بالفعل..