خطة للمسوقين للتعامل مع فيروس كورونا ؟

المفضلة القراءة لاحقاً

ما تزال أزمة فيروس كورونا مستمرةً في التصاعد حول العالم، حيث وصل عدد المصابين بالفيروس حتى وقت كتابة هذا الموضوع إلى 119,132 شخص توفي منهم 4,284.

وقد أدى الفيروس إلى شلل تام وجزئي في عدد من الدول حول العالم وفُرض الحجر الصحي على مدن كاملة، فيما تعطلت الكثير من النشاطات الاقتصادية والتجارية، وامتد تأثير الفيروس إلى مجال التسويق أيضًا حيث خُفضت ميزانية التسويق في عدد من الشركات لحين انتهاء الأزمة.

من المتوقع أيضًا أن يُلقي كورونا بظلاله على التسويق الرقمي والإلكتروني خاصة، ومن المهم أن نتجهّز من الآن في فهم أثره ومدى خطورته، بل وكذلك الوعي بالفرص والمنح التي قد نكتشفها في محنة كورونا.

كورونا يهدد قطاعات الأعمال والتكنولوجيا والمؤتمرات

في أماكن انتشار الفيروس زاد الهلع بين الناس مما دفع الأشخاص للبقاء في منازلهم، كما طلبت الكثير من الشركات من موظفيها العمل من المنزل، كما أصدرت الحكومات تعليمات ببقاء المواطنين في منازلهم وتجنب التجمع بالأماكن العامة.

كذلك أطاح كورونا بالعديد من المؤتمرات والأحداث الكبرى مثل المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة والذي يُعد أكبر حدث للهواتف الذكية بالعالم والذي كان مقررًا أن يُعقد في نهاية فبراير/شباط الماضي.

وكذلك ألغت فيسبوك مؤتمر قمة التسويق العالمية والتي كان موعدها هذا الشهر (مارس/آذار 2020)، كما ألغت جوجل مؤتمرها للمطورين الذي كان متوقعا عقده في مايو/أيار المقبل.

وتأثر قطاع السياحة في أنحاء العالم حيث يمثل الصينيون حوالي 10٪ من السياح الدوليين، فيما فرضت إيطاليا الوجهة السياحية المحبوبة إجراءات الحجر الصحي في كافة أنحاء البلاد.

ووفقًا للرابطة الدولية للنقل الجوي (IATA) فإن شركات الطيران في آسيا والمحيط الهادئ قد تخسر 27.80 مليار دولار من إيراداتها بعد تفشي المرض.

وفي الصين انخفضت الرحلات المتعلقة برأس السنة الصينية (12 فبراير/شباط) بنسبة 50٪ لتمثل أدنى مستوى لها في 20 سنة.

ومن المتوقع بحسب شركة الأبحاث Counterpoint Research المتخصصة في منتجات الأجهزة المحمولة والتقنية أن تنخفض مبيعات الهواتف الذكية بأكثر من 20٪ في الصين للربع الأول من عام 2020، مع انخفاض بنسبة 5٪ على مستوى العالم.

كما أعلنت كثير من شركات الشحن وتوصيل الطرود مثل Amazon و UPS و FedEx عن تأخيرات في التسليم بسبب الزيادة في الطلب عبر الإنترنت بسبب فيروس كورونا.

وتراجعت معدلات مبيعات التجارة الإلكترونية بعد ارتفاعها في بداية الأزمة لأن شركات الخدمات اللوجستية غير قادرة على تسليم البضائع، لأن الفيروس يُهدد سلاسل التوريد والإمداد وطرق نقل التجارة العالمية والمحلية.

 

وبحسب مجلة PRWeek التجارية فمن المتوقع أن تنمو المبيعات في هذه القطاعات بسبب كورونا:

  • منتجات النظافة.
  • منتجات العناية بالأطفال.
  • الأغذية المعلبة.
  • المنتجات الصحية والأدوية.
  • التأمين.

مقابل انخفاض مبيعات قطاعات:

  • الوجبات السريعة.
  • مبيعات التجزئة.
  • السياحة والسفر.
  • المجوهرات.
  • السيارات.

كيف أثّر كورونا على التسويق والإعلان؟

يُعد أي تهديد لقطاعات المال والأعمال والتكنولوجيا تهديدًا مباشرًا لقطاعات التسويق، فقد تعرضت الكثير من شركات التسويق الكبيرة لخسائر، حيث انخفضت أسهم شركة الإعلانات والعلاقات العملاقة WPP بنسبة 15٪، وكذلك شركة IPG الأمريكية بنسبة 5 ٪.

واختار العديد من عملاء وكالة Roast الرقمية للتسويق إيقاف الإنفاق على الإعلانات عبر الإنترنت أو تقليله بشكل كبير في المناطق المتأثرة.

وتتوقع مصادر The Drum (منصة إعلامية عالمية وأكبر موقع تسويق في أوروبا) انخفاض معدلات نمو الإعلانات السنوية في الصين من 7٪ إلى 3.9٪ خلال 2020، وزاد الطين بلة تفشي الفيروس مما سيؤدي بالفعل إلى انخفاض أكبر في ميزانية الإعلانات.

وفي المقابل تؤكد المصادر نفسها أن هناك مجالات للنمو للإعلانات الرقمية، وتتوقع أن ينمو الإنفاق على إعلانات التجارة الإلكترونية بنسبة 17.7٪ وإنفاق وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 22.2 ٪.

وقامت شركة التسويق الرقمي والاتصالات Dentsu Aegis Network باستطلاع المسوقين بالصين على مدار أسبوع عن سير عملهم خلال هذه الفترة، وقال 47٪ من الشركات إن مبيعاتها قد تأثرت بشكل كبير بسبب انتشار فيروس كورونا، و7٪ فقط قالوا أنهم توقفوا عن الإنفاق على الإعلان بالكامل.

ونتيجةً لانخفاض المبيعات وتعطل طرق التوصيل قد تُخفض بعض الشركات من ميزانية التسويق والإعلان، وهذا يحتاج من المسوقين المرونة والذكاء لإعادة صياغة خططهم واستراتيجياتهم بناءً على الوضع والميزانية الجديدة.

ما الفرص والمنح التي يقدمها كورونا؟

من هم المستفيدون من كورونا؟ هنا نتذكر المثل القائل “مصائب قوم عند قوم فوائد”؛ فقد حفّز تفشي فيروس كورونا إلى زيادة استخدام شركات البث حسب الطلب مثل نتفليكس، ومنصات العمل الافتراضية مثل منصة teams التابعة لميكروسوفت، وكذلك خدمات البث الحي ومنصات التعليم عن بعد وشركات الاتصالات وتطبيقات المحادثة والألعاب الإلكترونية.

وبحسب شركة QuestMobile العاملة في إنترنت الهواتف المحمولة بالصين فقد ارتفع الوقت الذي يقضيه الأشخاص على الإنترنت عبر الهاتف المحمول من 6.1 ساعات في أوائل شهر ديسمبر/ كانون الأول إلى أكثر من 7.3 ساعات بحلول منتصف فبراير/شباط بسبب وضع الحجر الصحي.

كما نقلت الكثير من المتاجر نشاطها إلى الإنترنت وبدأت البيع عبره بسبب الخوف من الذهاب للمتاجر، وقد قفزت مبيعات المواد الغذائية الطازجة على موقع التجارة الإلكترونية الصيني العملاق JD.com بنسبة 215٪ (ما يقرب من 15000 طن) خلال فترة 10 أيام فقط.

خطة للمسوقين للتعامل مع الأزمة

خلال هذه الفترة ومن أجل عدم خسارة الكثير من العملاء نوصي المسوقين بإظهار الدعم لعملاء الشركة، خاصة في الأماكن المصابة بالفيروس وذلك من خلال إرسال رسائل مشجعة تُظهر الدعم والمساندة خلال هذه الفترة الصعبة.

كما يجب أن لا تتوقف العلامات التجارية في نشر المحتوى عبر الإنترنت حتى وإن كانت المدينة أو البلد تتعرض لصدمة انتشار الفيروس.

وعلي المسوقين في المدن والدول المختلفة متابعة المتغيرات والمستجدات عن كثب من أجل اقتناص أي فرصة، فيكونون جاهزين لتغيّرات الواقع للأسوأ أو للأفضل.

يجب على المسوقين أن يدركوا أن المزيد من الناس سوف يشترون عبر الإنترنت، وأن توقيتات نشاطهم إلكترونيًا ستختلف خاصة إن كان المكان ضمن الحجر الصحي، كما أنهم سيقضون أوقاتًا أطول مع عائلاتهم، هذا كله لا بد أن يوضع بالحسبان.

زيادة عدد المتاجر الإلكترونية سيزيد من الطلب على المسوقين وشركات التسويق، فالمنتجات التي لم تكن متاحة إلكترونيًا قد صارت مضطرة لدخول السوق الإلكترونية وبإمكانك أن تساعدهم.

في حال إطلاقك حملة إعلانية تجنّب استخدام الكلمات المفتاحية السلبية، مثل العبارة المفتاحية “فيروس كورونا”، فكونها كلمة مفتاحية تحقق عمليات بحث كبرى لا يعني أن كل من سيبحث عنها هو عميل محتمل بالنسبة لك.

أعد صياغة خططك وأهدافك وأولوياتك لتكون متوافقة مع الميزانية الجديدة، ويجب عدم الانقطاع عن نشر وصناعة المحتوى التسويقي.

راجع الفرص والمنح من وراء الفيروس التي ذكرناها بالأعلى وحاول استغلالها لمصلحتك.

 

بعد انتهاء الأزمة وخروج الناس من منازلهم، سيكون هناك ارتفاع في الطلب على دور السينما والمطاعم والأنشطة غير المتصلة بالإنترنت، لذلك قد ترغب العلامات التجارية المتواجدة على الإنترنت في التفكير في البدء في التخطيط لمتاجر أو فروع لها على أرض الواقع كي تتمكن من اقتناص هذه الفرص.

بعد انتهاء أزمة كورونا وانحصار الفيروس سيكون الناس قد أصبحوا أكثر اعتيادًا على الاتصال والشراء من الإنترنت بسبب المدة الزمنية الطويلة التي أمضوها في منازلهم.

وإذا كان انحصار هذا الفيروس سيكون خلال فترة زمنية مماثلة لفيروس سارس، فإن كثيرين يتوقعون أن تعود مبيعات التجزئة إلى طبيعتها في إبريل ومايو/ نيسان وأيار المقبل.

التحدي الحقيقي الآن يتمثل بعدم قدرتنا على التنبؤ بنهاية هذه الأزمة، أما أسوأ سيناريو فسيكون بإغلاق الموانئ الجوية والبحرية وتعليق خدمات التوصيل، ستكون هذه كارثة حقيقية على الجميع بما فيهم شركات التسويق الإلكتروني ولن يستطيع أحد الهروب منها!

 

والآن شاركنا: هل تأثرت شركتك أو العلامة التجارية التي تسوّق لها بأزمة فيروس كورونا؟ وكيف تتعامل مع هذه الأزمة؟

 

المصادر:

1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12، 13




أضف تعليقاً:

يجب عليك لإضافة تعليق

الأعضاء الذين قرأوا المقال

×

Boushra Arab

الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 7591

شدن سعد

الرتبة: مشترك النقاط: 126

Yousif

الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 17294

نيرة النعيمي

الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 27684

Abdulrahman Kehail

الرتبة: عضو نشيط النقاط: 315

yahia elhammud

الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 5310

Ahmed Shaaban

الرتبة: عضو متفاعل النقاط: 635

ahmed nour

الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 4303

Nada Alattar

الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 3285

Kutaiba Shikhani

الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 2200
بالاضافة إلى 9.3k شخص آخر