المحتوى
لابدّ أنّك مؤخراً سمعت عن التسويق الداخلي، وربّما نصحك أحدهم بالاتجاه إليه من أجل نتائج تسويقية أفضل.
وفي الحقيقة، فإنّ التسويق الداخلي أدخل تغييراً في التفكير التسويقي القديم والمعتاد.
حيث إنّ للتسويق المباشر جانباً يكرهه كثير من العملاء، وإنْ لم يخبروك بذلك .
إذ إنّ كثيراً من الناس يعتبرونه فضولاً وتدخّلاً ومحاولة فرض منتج عليهم، دون رغبتهم.
وهذا هو مفتاح التسويق الداخلي تحديداً، حيث يجعل العميل يرغب بالمنتج ويطلبه، ودون أيّ تحريض مباشر أيضاً!
حول التسويق الداخلي
إنّ مصطلح التسويق الداخلي(Inbound Marketing) يقتضي وجود تسويق خارجي بالمقابل، كما أنه يستلزم أيضاً إيضاحاً لكل منهما.
فالتسويق الداخلي هو إستراتيجية تسويقية تتسم بالنعومة واللطف؛ لأنها غير مباشرة.
وهذا ما يمنحها القبول لدى جمهور العملاء، لأنهم لا يشهرون أنهم مجبرون بشكل مباشر على السلعة أبداً.
فيكون التلقي للمنتج أو للمؤسسة بطريقة غير مباشرة، أي إنها لا تدخل لاوعي العملاء فحسب، بل وتنال إعجابهم أيضاً.
حيث يعتمد على مبدأ عرض المميزات من خلال مقالات أو محتوى مكتوب بطريقة جذابة، حيث يتم التركيز على فوائده، بالإضافة إلى الخدمة التي يقدمها وجوده في حياة العميل.
فالأهم هنا أن يتم إبراز دور هذا المنتج في حل مشكلة يعاني منها العميل، دون أن يشعر أنه مُجبر على شرائها، ودون أن يتم إقحام المعلومة بشكل فج.
إذ إنّ الأساس هو ألّا يشعر العميل بأيّ اقتحام لخصوصيته أو مساحته الآمنة، وهذا ما يبرز أكثر في التسويق الخارجي.
ما هو التسويق الخارجي؟
يعتمد التسويق الخارجي على الوسائل التسويقية المباشرة، حيث يُقسم إلى اتجاهين:
- الاتجاه التقليدي:
ويعتمد على الإعلانات على التفاز، بالإضافة إلى الإعلانات الطرقية، حيث يستهدف لفت نظر الجمهور إلى علامته التجارية.
- الاتجاه الحديث:
ويعتمد على وسائل تسويقية أكثر تطوراً، مثل اعتماد الحملات التسويقية على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى التسويق عبر البريد الإلكتروني.
كما أن هناك اتجاهاً جديداً ينمو ويتصاعد الإقبال عليه، يعتمد على استغلال تطبيقات المحادثة في التوسق، كالواتساب والمسنجر مثلاً.
إلا أنّ هذه الوسائل يمكن أن تتحول إلى تطفل وتجعل العميل يقوم بحظر الجهة المُعلِنة، في حال لم يتمّ استغلاله بالشكل الصحيح.
لا نستطيع أن نقول إنّ التسويق الخارجي غير مهم أو انتهى زمنه مثلاً، بل هو فعّال دائماً، لكن ينبغي استعماله بحذر وذكاء فعلاً.
أسباب التحول إلى Inbound Marketing
أظهر التسويق الخارجي تراجعاً نتيجة تغيّر سلوك المستهلك، إذ إنّ الطفرة التي أحدثتها ثورة الاتصالات والإنترنت، حوّلت اهتمام العملاء إلى وسائل تختلف عن الوسائل التقليدية.
من هنا وفي المرحلة الأولى لم يستطع أرباب التسويق الخارجي استيعاب الدرس بسرعة، لذا فإنهم خسروا أموالاً طائلة ولم يحصدوا النتيجة.
إذن أصبح هذا التسويق مكلفاً للغاية ودون نتيجة مباشرة، بمعنى أنه أصبح غير مضمون تماماً.
لذا أصبح التوجه الغالب إلى التحديد والدقة اللتين يتصف بهما التسويق الداخلي، حيث يستهدف عملاء مثاليين بطريقة غير مباشرة، عبر المحتوى الجذاب.
وفي الحقيقة فالعميل الآن هو الذي يطرق بابك، دون أن تستجديَه أنت!
مميزات التسويق الداخلي
- التسويق الداخلي سريع وفعّال، بالإضافة إلى استهدافه الدقيق للعملاء، وقدرته على اجتذابهم.
- بعيد عن التطفل:
لذا فإنّ العميل الذي يقرأ إعلانك يفعل ذلك بملء إرادته، وهذا لا يشبه مثلاً إعلاناً تلفزيونياً يقفز إلى وجه المشاهد فجأة، فيضطر لتغيير القناة أو إغلاق التلفاز!
- أكثر ثقة وإفادة من غيره، لأنه يعرض ما يبحث عنه العميل فعلاً دون إضاعة للوقت أو للجهد.
- قريب من العملاء لأنّه بأسلوب غير مباشر يبني علاقات محبة ومودة بينه وبينهم، لذا فإنّ العملاء يفضلون التعامل مع جهة يعرفونها دائماً.
- يتضامن قسم المبيعات والتسويق معاً في هذا التسويق، حيث إن المحتوى التسويقي الجذاب، هو الذي يقود العميل إلى قسم المبيعات.
- أقل تكلفة من التسويق الخارجي، كما أنه أعظم تأثيراً، لذا لا تتردد في تفعيله في شركتك أبداً.
- واضح في خطته ومؤشرات أدائه حقيقية وثابتة، كما أنه قابل للتعديل والتطوير دائماً.
أدوات التسويق الداخلي
ليس كل تطبيق لإستراتيجية التسويق الداخلي ناجحاً بالدرجة نفسها، وبالمقابل فإنه قد يفشل أيضاً!
نعم! هضا صحيح قد يفشل في حالة عدم امتلاكه الأدوات اللازمة للنجاح، بالإضافة إلى الخطة التسويقية المحكمة.
ولعلّ أهمّ الأدوات التي ينبغي مراعاتها وتوفرها في خطة التسويق الداخلي، هي:
- تحليل المنافسين: يجب عليك أن تأخذ وقتك لتفهم ما يفعله منافسوك في مجالك، ثمّ بعد ذلك تجاوزْهم!
- تدقيق الموقع: انتبه جيداً إلى موقع شركتك علة شبكة النت، واعمل مع فريقك على تطويره، إنّه واجهة عملك فعلاً.
- تدقيق SEO: احرص على البقاء في أولى نتائج محرّك البحث العزيز (جوجل)، وذلك برفده كل يوم بمحتواك المتوافق مع معاييره.
- الاهتمام بكل وسائل التواصل الاجتماعي:
يمكنك استكمال تألقك وتعريفك الصحيح عن شركتك، من خلال الاهتمام بمنصاتك على وسائل التواصل الاجتماعي، اجعلها خلّابة!
- شخصية المشتري (Persona): إذ حتى تستهدف عميلك المثالي وتجعله عميلاً دائماً ومُحباً لمنتجاتك، عليك أن تعرفه جيداً.
وليكن شعارك في هذه المرحلة (اعرفْ عميلك!)؛ لأنك عندما تدرس شخصية عميلك المثالي، فإنّك تعرف ما يحبّ، وتوفره له.
وبالتالي فإنّ استثمارك في هذه الناحية ينجح لا محالة.
إذ لا يمكنك الآن مع مؤشرات الأداء الدقيقة أن تقفز قفزة في الظلام، أو تتخذ خطوة غير محسوبة، عند استهداف عملائك.
لذا راقب الأرقام ومؤشرات الأداء، صدقني الأرقام لا تكذب!
في الختام:
هل ما زلت تعتقد أن التسويق الخارجي أفضل من الداخلي؟
إذن جرّب التسويق الداخلي بعد تحضير أدواته جيداً، واكتب لنا عن تجربتك في التعليقات.
لكن تذكر: التسويق الداخلي هو مغناطيس العملاء اليوم، من خلال سُلطة الحب والإقناع.
اقرأ أيضاً المزيد:
خمسة عناصر مهمة لاستراتيجية فعّالة في التسويق الرقمي
4 حلول في التسويق عبر البريد الإلكتروني تمنحك التفوق على منافسيك
شكرا