لماذا تضل رسالتك الإعلانية الطريق ولا تصل إلى الجمهور المستهدف؟

المفضلة القراءة لاحقاً

يقول جون واناميكر: “أعلم أن نصف ما أنفقه على الدعاية يذهب هدرًا، لكني لا أدري أي نصف هو”!

هل تعاني من نفس المشكلة؟ هل تقوم بحملات إعلانية ضخمة ولا تجد لها صدى أو تأثير يُذكر؟ أو تجد  تفاعلًا كبيرًا من الناس ولكنهم لا يتوجهون للشراء! هنا يأتي السؤال: لماذا تضل رسالتك الإعلانية طريقها ولا تصل إلى الجمهور المستهدف؟

كشفت دراسة أجرتها شركة ستابلس Staples أن أكثر من ثلث أصحاب الأعمال يواجهون مشكلة في تصميم المواد التسويقية الفعالة، وأفادت بأن 50% منهم لا يعرفون كيفية الوصول إلى عملاء محتملين جدد.

بل هل تصدق أن هناك العشرات من مليارات الدولارات تُهدر سنويًا في الإعلانات الرقمية، إلا أن الإنفاق على هذا النوع من الإعلانات سيستمر وسيزداد لأن هذا هو المستقبل!

إذًا نحن هنا لا نقول لك لا تنفق على التسويق الرقمي، ولكن نقول لا تهدر وقتك ومالك بلا فائدة! والحل هو أن تصل بشكل صحيح وكفء للفئة المستهدفة.

والمعادلة باختصار كالتالي: (استهداف صحيح + رسالة صحيحة + وسيلة إعلامية مناسبة)، كل هذا معًا يساوي نجاح رسالتك الإعلانية.

والآن إليك 9 أسباب هي الأكثر شيوعًا في فشل وصول رسالتك الإعلانية إلى الجمهور المستهدف:

1- الإعلان عن شيء ليس له سوق

أنشأ أحدهم معرضًا لبيع السيارات وجلب فيه أحدث الموديلات بأنسب الأسعار، ولكنه فشل في تحقيق مبيعات، وذلك لأن معظم سكان المنطقة ليسوا مهتمين بشراء السيارات لتوافر المواصلات العامة الممتازة!

في دراسة نُشرت بمجلة هارفارد بزنس ريفيو حول المراحل الخمس لنمو الشركات الناشئة، نجد أن المرحلة الأولى من عمر الشركة تتعلق بسؤالين في غاية الأهمية: هل يمكن إيجاد قاعدة من العملاء للمنتجات؟ هل يمكن الوصول إليهم؟

فقد تُطلق منتجًا رائعًا ورسالتك الإعلانية تكون جذابة وقوية، ولكن لا يوجد لمنتجك سوق أصلاً أو لا يُمكنك الوصول للفئة المستهدفة أو تكلفة الوصول مرتفعة جدًا!

قم بإجراء أبحاث مكثفة حول طبيعة السوق لتحصل بالنهاية على إجابات واقعية تناسب عملك.

2- معرفة سطحية بالجمهور المستهدف

هل تعرف جمهورك جيداً؟ لا تكفي معرفتك الأساسية بالعوامل الجغرافية والديموغرافية له فحسب.

عليك بالولوج داخل عقل عميلك لتعرف كيف يفكر وكيف يرى الأمور ويُقيّمها، استخدم نظرية أبراهام ماسلو للاحتياجات لتحديد أي نوع من الاحتياجات يسدده منتجك أو خدمتك.

ابحث عن المحفزات العاطفية التي يمكن أن تحركهم للشراء، مثل الألم والخوف والتحدي والأمل والحب واستخدمها في صياغة رسالتك الإعلانية بطريقة مبطنة غير مباشرة.

تواصل مع عملائك على الدوام من خلال جمع الاستبيانات وطرح الاستفسارات، واستمع لهم جيدًا وقم بتسجيل جميع ملاحظاتك عنهم؛ لتحليلها واستخدام نتائجها في بناء رسالتك.

يمكنك أيضًا استخدام بعض أدوات التسويق التي تساعدك في الوصول إلى تلك الإجابات بدقة مثل: أداة Facebook Audience Insights، وأداة مؤشرات جوجل Google Trends والتي تكشف لك عن الكلمات التي يبحث عنها عملائك المحتملين.

تذكر بأن نجاح رسالتك الإعلانية يكمن في الفهم الشامل العميق لاحتياجات عملائك.

3- حملة إعلانية بلا هدف

لا يمكن لرسالتك الإعلانية أن تصل بشكل صحيح ما لم تكن واضحًا ومحددًا في هدفك منها.

هل تهدف إلى زيادة عدد الزوار والمتابعين؟ أم زيادة الوعي بعلامتك التجارية؟ أم تحقيق زيادة في المبيعات المباشرة؟

أيًا كان هدفك فعليك تحديده بدقة ومن ثم التركيز عليه في رسالتك، فمثلاً لو أنك أطلقت تطبيقًا إلكترونيًا جديدًا وتريد الإعلان عنه، فأنت هنا سوف تحتاج إلى إظهار مزايا وخصائص ووظيفة التطبيق للجمهور المستهدف أكثر من تحقيق مبيعات؛ فهدفك هنا هو الوعي بمنتجك الجديد.

4- ميزانية تسويق ضعيفة

التواجد في السوق مع عملائك بشكل مستمر هو ما يضمن لك البقاء.

في شيكاغو عام 1981 قام رائد الأعمال ويليام ريغلي بالبدء في مشروع صنع العلكة برأس مال 32$، نمى المشروع وكبر وفي 1907 عندما حل الكساد بالاقتصاد الأمريكي قام معظم رواد الأعمال بخفض ميزانياتهم التسويقية، بينما قام ريغلي برهن جميع ممتلكاته لجعل حملاته الإعلانية مستمرة وجعل ذلك أهم أولوياته، وبالفعل ضمن لشركته البقاء والاستمرار، مما جعل صدى نجاح شركته يستمر لعقود من الزمان، وحصد العديد من المكافآت والأرباح.

لا تقم بإنفاق جُل ميزانيتك التسويقية في حملة إعلانية كبيرة ثم تنقطع بعدها لفترات طويلة.

عليك بمعرفة أفضل وسيلة إعلان تصلك بجمهورك المستهدف بدقة، وذلك من خلال التجربة، ثم اقتطاع جزء ثابت من ميزانية التسويق لعمل إعلانات علي هذه الوسيلة على فترات منتظمة أو شبه منتظمة. 

لماذا تضل رسالتك الإعلانية الطريق

5- محتوى الرسالة الإعلانية ضعيف

صياغة غير واضحة: لغة ركيكة مفككة أو كلمات معقدة، الرسالة لا بد أن تكون قوية بسيطة وواضحة ومختصرة، سهلة الفهم والاستيعاب.

سمة الخطاب: يقول ديل كارينجي: “دع الآخرين يشعرون بأن الفكرة فكرتهم”، طبق ذلك في رسالتك لعملائك واستخدم الاستمالات العاطفية كي تأسرهم.

العبارات المستهلكة والمتكلفة: لا تستخدمها فالتسويق الأفضل هو الذي لا يجعلك تشعر بأنه تسويق.

الإعلانات المكررة: يقدر خبراء التسويق الرقمي أن معظم الأمريكين يتعرضون لحوالي 4000 إلى 10000 إعلان كل يوم! فما الجديد والمبتكر في رسالتك، كي تستحق أن تلفت انتباهي وتحظى بقراءتي لها؟

معلومات ناقصة: راجع محتوى رسالتك قبل إطلاقها جيدًا، تأكد من إنها تحمل كافة التفاصيل والاجابات التي يود عميلك الحصول عليها.

الدعوة لاتخاذ إجراء Call To Action: أجعله واضحًا وبارزًا ومحددًا في رسالتك، لا تجعل عميلك يحتار ماذا يفعل بعد استجابته للتواصل والشراء.

6- رسالتك لا تحمل قيمة مضافة حقيقية

الإعلان لا يصنع ميزة للمنتج إنه فقط وسيلة لإعلام الناس بها.

لا تُحدّث عميلك عن الخدمة وحدثه مباشرة عن الفائدة.. لا تخبرني عن مميزات منتجك الذي تعرضه وأخبرني فقط فيما سيفيدني، عندها سأستمع إليك!

7- رسالتك غير جذابة

أهمية التصميم: الصورة أو الشكل الذي يظهر فيه إعلانك هو أول لقاء بينك وبين عملائك المحتملين، والذين سيحكمون من خلاله على علامتك التجارية.

ورسالتك الإعلانية لن تصل ما لم تكن مصممة بشكل جذاب ومشجع ومحفز.
الفيديو: لا تهمله فله أهمية بالغة في عرض إعلانك بشكل مبدع وجذاب.

8- الظهور بمكان أو زمان غير مناسب

لا تستخدم وسيلة نشر لا تناسب خدماتك ومنتجاتك، ولا تناسب احتياجات عملائك وطبيعتهم وأوقات وأماكن تواجدهم المعتادة.

فمثلاً: لو أردت الإعلان عن مقعد إسفنجي مريح لكبار السن، فلن يكون مناسبًا حينها الاعتماد بشكل أساسي على شبكة الإنترنت للإعلان عنه.

وللإعلان عن نشاط ترفيهي للأطفال قد يكون مناسبًا أكثر استخدام صفحات السوشيال ميديا التي بها تجمعات أكبر للأمهات.

وهنا نشير إلى أنه عليك العمل على تحسين ظهورك على محركات البحث: المنافسة الشرسة بين العلامات التجارية تحتم عليك الظهور لعملائك والتواجد في أولى نتائج بحثهم، يمكنك استخدام أحد أدوات SEO.

المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي: استغلها بشكل جيد وخاصة تلك المجموعات التي ينشئها العملاء لتبادل المعرفة والخبرات حول اهتمام ما.

9- عدم مراقبة ومتابعة حملتك الاعلانية  

عليك بمتابعة فعالية رسالتك الإعلانية عن طريق التحقق من تحقيقها للهدف الأساسي الذي وضعته لها.

وهناك العديد من الأدوات المختلفة التي تساعدك في تعقب النتائج ومتابعة الأداء، وفقًا لنوع المنصة المستخدمة في الإعلان، وأشهرها: GoogleAnalytics لتحليل كل ما يتعلق بالزوار وعملائك المستهدفين لموقعك، و Google AdWords  لإعلاناتك على google، المهم هو أن لا تتردد أبدًا في التعديل والتغيير المطلوب لتحسين النتائج.

 

بالنهاية رسالتك الإعلانية هي الوسيط بينك وبين عملائك، ولكي تضمن وصولها وتحقيق أهدافها عليك بتتبع خطوات عملية التسويق واحدة تلو الأخرى، بدءً من التأكد من وجود سوق فعلي لمنتجك، مرورًا بالمحتوى الجيد والتصميم الجذاب، وانتهاءً بمتابعتك لأداء حملتك الإعلانية وقياس نتائجها باستمرار والتأكد من نجاحها. 

أهم المصادر

[1] , [2] . [3] . [4] , [5] , [6] . [7] , [8]




أضف تعليقاً:

يجب عليك لإضافة تعليق

الأعضاء الذين قرأوا المقال

×

muhammad khatib

الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 15465

Mohamed Boudrari

الرتبة: عضو مميز النقاط: 1130

Fowzi Nagem

الرتبة: مشترك النقاط: 160

toto

الرتبة: مشترك النقاط: 85

عوبيده المولى

الرتبة: عضو نشيط النقاط: 305

Basera Advertising

الرتبة: مشترك النقاط: 95

Muhsin Alhashidi

الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 5858

Amine Jnani

الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 1506

alaa madhoun

الرتبة: مشترك النقاط: 215

Boushra Arab

الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 8890
بالاضافة إلى 7.4k شخص آخر