كيف يستهدف التسويق الرقمي الأطفال؟ ونصائح هامّة للآباء

يتعرَّض الأطفال للوسائط الرقمية بشكل متكرر، كأمثلة على ذلك الإنترنت وألعاب الفيديو وأنواع مختلفة من الإعلانات عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصية والأجهزة المحمولة.

على الرغم من عدم وجود خطأ في هذا الأمر في ظاهره، إلا أنَّ التسويق عبر الإنترنت يصبح أحياناً أكثر ذكاءً في اِستهداف الإعلان تجاه مجموعات معيّنة من الأشخاص، والأطفال ليسوا استثناءً. هذا يمكن أن يجعل بعض أشكال الإعلان عبر الإنترنت تنتهك الخصوصية بشكل مزعج، أو حتى خطير تماماً.

سنلخِّص في مقالنا هذا بعض الطرق التي يتمّ من خلالها اِستهداف الأطفال من خلال التسويق عبر الإنترنت وكيفية عملهم.

ثمَّ سنقدِّم بعض النصائح حول كيفية مساعدة أطفالك في التعرُّف على الإعلانات أيضاً، حتى يتمكَّنوا من إبقاء أطفالهم بأمان أثناء تصفُّح الإنترنت.

الطرق التي تستهدف بها الإعلانات الأطفال عبر الإنترنت 

الإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المشاهير

غالباً ما يشعر الأطفال بالاِرتباط الشديد بالمشاهير المفضَّلين لديهم، وهذا هو السبب في بيع المنتجات ذات العلامات التجارية الشهيرة للأطفال بشكل جيّد.

يصعب هنا على الأطفال التعرُّف على أنّه إعلان، فهم يعتقدون أنّه مجرّد فيديو لشخصهم المفضّل.

الإعجاب على فيسبوك والإعلانات المستهدفة

عندما تقوم بتفاعل معيّن عبر منصّات التواصل الاِجتماعي، مثل الإعجاب بمنشور عبر فيسبوك أو ترك تعليق، فإنَّك تجهّز نفسك للاِستهداف بواسطة إعلانات محدَّدة في المستقبل، فالعديد من المنصّات تتعقَّب المشاركات التي نتفاعل معها، لا سيّما تلك التي تعرض منتجات أو عروض ترويجية أو حتى مسابقات.

المنشورات والإعلانات التي تظهر في موجز الأخبار ليست عشوائية، بل يتمّ تمييزها وعرضها بناءً على نشاط المستخدم السابق.

النشرات الإخبارية والتحديثات النصية عبر البريد الإلكتروني

غالباً ما يشترك الأطفال للحصول على التحديثات عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية من مواقع الويب التي يرغبون في اِستخدامها.

ستتضمن هذه التحديثات أحياناً روابط لمنتجات للبيع أو أحداث ترويجية. يصعب أيضاً تحديد هذه الأشكال من الإعلانات، لأنَّها تظهر ببساطة كرسائل بريد إلكتروني أو رسائل نصية.

مقاطع فيديو يوتيوب وإعلانات يوتيوب

يقضي الأطفال ساعات لا تحصى في مشاهدة مقاطع الفيديو عبر مواقع الويب، وخصوصاً يوتيوب. كما أنَّ  معظم مقاطع الفيديو الآن تتطلّب مشاهدة إعلان قبل أن تشاهد المحتوى الرئيسي بالفعل.

إذا كنت تفكِّر في حقيقة أنَّ كل مقطع فيديو يشاهده طفلك يحتوي على إعلان واحد أو أكثر من السهل جدَّاً النقر عليه ومتابعته إلى موقع يبيع شيئاً ما، فقد يكون مقدار الإعلانات التي يشاهدها عبر يوتيوب (والمواقع المشابهة له) كبيراً جداً.

كذلك، نظراً لأنّه يكاد يكون من المستحيل مشاهدة مقاطع الفيديو عبر يوتيوب بدون إعلانات، فإنَّ يوتيوب ومواقع مشاركة الفيديو الأخرى هي إحدى الطرق الرئيسية التي يتمّ بها اِستهداف الأطفال.

كما أنَّه من السهل جدّاً اِستهداف الإعلانات عبر مواقع مشاركة الفيديو، لأنَّ جهات التسويق تختار مقاطع الفيديو التي يريدون أن تظهر إعلاناتهم عليها. من المحتمل أن تظهر الإعلانات التي تستهدف الأطفال في مقاطع الفيديو التي يشاهدها الجمهور الأصغر سناً بشكل متكرر، ممَّا يزيد من اِحتمالية أن يهتمّ الأطفال الذين يشاهدون مقاطع الفيديو هذه بما يتم الإعلان عنه وينقرون على إعلان للتحقيق فيه.

دمج الشخصيات المألوفة في منتجات ليست ذات صلة

تُعرف أيضاً باِسم “العلامات التجارية المتقاطعة”، أصبح من الواضح للعديد من الشركات أنَّ الأطفال غالباً ما يريدون منتجاً لمجرَّد أنَّه يضمّ بعض الشخصيات المفضَّلة لديهم من التلفزيون أو الكتب أو الأفلام أو وسائل الإعلام الأخرى.

على سبيل المثال، قد يرغب طفلك حقاً في الحصول على علبة من الحبوب التي لا يأكلها عادةً، وذلك ببساطة لأنهَّ يحتوي على يودا أو دارث فيدر من (Star Wars) على العلبة. 

هذه التقنية لا تختلف عبر الإنترنت.

يمكن للرسوم المتحركة والوسائط الرقمية الأخرى عبر الإنترنت أن تمثِّل الشخصيات المألوفة بسهولة. ومع ذلك، يتمّ اِستخدام هذه الأحرف أحياناً خارج السياق، وغالباً ما يتمّ ذلك ببساطة لتشجيع طفلك على النقر فوق شيء ما. 

يمكن أن تتسبَّب معرفة طفلك بالشخصية المحبوبة، إلى جعله متحمسّاً للغاية لمعرفة المزيد حول ما يحدث معهم، وأيضاً في دفعه لعدم مقاومة النقر عليه.

الألعاب التفاعلية التي تدعم المنتجات أو العلامات التجارية

غالباً ما يكون اِستخدام الأجهزة الرقمية للعب الألعاب عبر الإنترنت من أولى الطرق التي يتعرَّض بها الأطفال للإنترنت.

في الواقع، يتمّ إنشاء العديد من الألعاب عبر الإنترنت حول الاِمتيازات والشخصيات الشهيرة، وذلك ببساطة لأنَّ المسوقين يعرفون أنَّ الطفل سيلعبها بسبب إلمامهم بالموضوع.

على الرغم من أنَّ اللعبة قد تكون مجانيّة، إلّا أنَّها قد تحتوي على مواضع للمنتجات أو تجبر طفلك على مشاهدة الإعلانات في فترات راحة بين اللعب. وبالطبع، غالباً ما يتعرَّض طفلك باستمرار لعلامة تجارية أو شخصية أو امتياز طوال فترة اللعب.

بعد أن رأينا حجم الطرق والتكتيكات التي يتمّ اِستهداف طفلك فيها للإعلانات، دعنا نرى كيف يمكن مساعدة الأطفال على إدراك أنَّه ليس كل ما يرونه عبر الإنترنت مجانياً أو حقيقياً أو آمناً، حتّى ولو بدا كذلك!

كيف تساعد أطفالك في التعرف على الإعلانات عبر الإنترنت 

نظراً لخطورة تعرُّض أطفالك إلى عدد هائل من الإعلانات يوميّاً عبر الإنرتنت، دعنا نتعرّف على أهمّ الطرق لمساعدة طفلك في التعرُّف على الوقت الذي يشاهد فيه إعلاناً عبر الإنترنت، وكيفيّة التفاعل معهم للتأكُّد من تطويرهم لعادات آمنة عبر  الإنترنت.

1- نمِّي ثقافتهم حول الإعلان والأمان عبر الإنترنت في سن مبكرة

يجب أن تحاور أطفالك وتخبرهم أنَّ هناك مخاطر عبر الإنترنت، وتعلّمهم أنَّ هناك  تهديدات عبر الإنترنت يمكن أن تعرِّض خصوصيتهم الشخصية وسلامتهم – وكذلك أسرهم – للخطر، وخاصّةً تلك المتعلّقة بمشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت.

2- اشرح لهم كيف تجني الشركات الأموال من خلال الإعلانات

علِّم طفلك كيف تجني مواقع الويب المال من خلال الإعلانات والتسويق بالعمولة. 

اِشرح لهم أنَّ العديد من مواقع الويب مصمَّمة لتشجيع الأشخاص على النقر فوق أشياء مختلفة، وكثير منها عبارة عن إعلانات تنقلهم إلى حيث يمكنهم شراء شيء ما. 

تأكَّد أيضاً من أنَّ طفلك يفهم كيف تقوم بعض مواقع الويب، لتحقيق هذه الغاية، بتوجيه محتواها على وجه التحديد إلىهم للاِستفادة من فضولهم الطبيعي.

عندها سيسهل عليه التعرُّف على الإعلانات التي تستهدفه أثناء تصفُّح الإنترنت بسرعة أكبر.

3- راقب استخدامهم للإنترنت، واجعل النقاش معهم مفتوحاً

من المهم مراقبة اِستخدام طفلك للإنترنت باِنتظام. مثلاً:

• عليك الاِنتباه إلى مقدار الوقت الذي تراه مناسباً لهم لقضائه عبر الإنترنت. 
• أيضاً التركيز على كيفية قضاء طفلك وقته على الإنترنت، وما يواجهونه أثناء ذلك.
• من المهم أيضاً إخبار طفلك بأنّه قادر على التحدُّث معك بشأن أي شيء يراه عبر الإنترنت.
• تأكَّد من فهمهم أنَّ المناقشة مفتوحة للأسئلة حول الأشياء التي تهمّهم عبر الإنترنت. ولا تنسَ أن تطرح عليهم أسئلة حول ما يشعرون به حيال ما يرونه عبر الإنترنت.

4- حاول تنمية التفكير النقدي لديهم حول ما يرونه

يُعدّ طرح الأسئلة والتفكير في الأشياء التي تراها عبر الإنترنت أفضل طريقة لتنمية مهارات الطفل في الكشف عن حقيقة ما يُعرَض عبر الإنترنت.

علِّم أطفالك عدم الاِتصال مطلقاً أو التحدُّث إليه أو إعطاء معلومات شخصيّة لأي شخص ليسوا على دراية به. أيضاً، علِّمهم ألَّا ينفقوا أموالهم عبر الإنترنت أبداً دون التفكير بشكل كامل في ما يفعلونه.

من المهم أيضاً أن يفهم طفلك أنَّ حقيقة الأشياء ليست دائماً كما تبدو، خاصّةً عبر الإنترنت. على سبيل المثال، علِّمهم عدم المشاركة في جميع المسابقات عبر الإنترنت التي يهتمون بها لمجرد أنّه يبدو من السهل المشاركة، قد يكون الهدف منها الحصول على معلومات عنهم أو عن أُسرهم.

5- ذكرهم دائما بضرورة طلب الإذن قبل قبول أي شيء

عليك التأكيد لطفلك أنَّه ليس من المقبول ببساطة “تحديد المربع” وقبول شروط اِستخدام موقع الويب.

يجب عليهم قراءة سياسات موقع الويب لفهم ما قد يواجهونه هناك، بالإضافة إلى ما قد يُسمح لهم أو لا يُسمح لهم بالقيام به هناك. وتأكَّد من تعليم طفلك أنَّه يجب عليه طلب الإذن منك قبل القيام بأي شيء عبر الإنترنت.

الخلاصة 

الأطفال غير واعون أو مسؤولون عن تصّرفاتهم، وكلّ شيء يرونه قد يؤثِّر على شخصيتهم أو سلوكهم؛ لذلك يُعدّ الحفاظ على أمان الأطفال عبر الإنترنت من أهم أولوياتنا، سواء نحن كشركات نقدّم هذه الإعلانات ونتوّجه بها إلى الأطفال، وأيضاً كآباء مهتمّون دوماً بمراقبة أطفالنا والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.