المحتوى
مديري وسائل التواصل الاجتماعي
إن مشهد وسائل التواصل الاجتماعية يتغير بسرعة كبيرة، وبمرور الوقت تزداد صعوبة بناء مجتمع رقمي فعّال ومشارك، حتى في عالمنا شديد الاتصال.
والآن يستخدم ثلاثة مليارات من البشر ــ أي نحو 40% من سكان العالم ــ وسائل التواصل الاجتماعي، ويمضون ساعتين في المتوسط يوميًا في المشاركة وتسجيل الإعجاب ونشر التغريدات، ومشاركة جديدهم عبر هذه المنصات.
وكمثال على الحجم الحقيقي لهذا النشاط، هناك حاليًا 20 ألف صورة يتم مشاركتها كل ثانية على سناب شات.
ولا تظهر معدلات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أي علامة على التباطؤ، على العكس إنها تتطور الآن بسرعة كبيرة لدرجة أن خطط الأمس -حتى أمس- أصبحت بالية بشكل سريع.
وفي ضوء ذلك، هناك الكثير من الأمور على قائمة أعمال مدير وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تجعله وسط هذه التحولات قد يختبر معدلات أعلى من الإرهاق والتوتر، حيث أنه من المفترض أن لا يهدأ فيكون على تواصل مستمر ويقوم بالتحليل دائمًا ويراجع الإستراتيجيات وما إلى ذلك.
وإن كنت مديرًا لوسائل التواصل الاجتماعي فمن المفيد لك الرجوع لحظة واحدة إلى الوراء؛ للتفكير في كيفية إدارة كل جانب في أعمالك على أفضل نحو.
ولمساعدتك في التركيز والحفاظ على صحتك وحيويتك في 2022، نوصيك باتباع هذه العادات الخمس:
1. ركز على بناء مجتمع وليس مجرد جمهور
لا تقتصر وسائل التواصل الاجتماعي على جذب الانتباه وزيادة عدد الجمهور، بل إنها تدور أيضًا حول بناء مجتمع متفاعل ومشارك على شبكة الإنترنت.
وباعتبارك مديرًا لوسائل التواصل الاجتماعي، فيتعين عليك معرفة من تريدهم في المجتمعات التي تصنعها، وماذا يريدون أن يسمعوا منك.
وعدم إجابة هذا السؤال السابق هو ما يجعل محتوى وسائل التواصل الاجتماعي غير فعّال، فهو يفتقر إلى الهدف والسبب والاتصال الحقيقي بالجمهور المستهدف، حيث يصبح الأمر وكأنه مجرد عملية ترويج وإعلانات تسويقية تقليدية بشكل جديد.
الآن قد تقول: أنا أفضّل إشراك الجميع، يجب أن يكون كل شخص جزءًا من مجتمعي على الإنترنت.
فلنكن واقعيين قليلا.. لن تؤثر رسالتك ويتردد صداها مع كل الأشخاص.
فإذا كان لديك شركة صغيرة أو منظمة غير ربحية تتعامل مع مشكلة خاصة أو بحي أو قرية صغيرة، فعندها ستواجه حقيقة أن مجتمعك على الإنترنت سيكون أصغر بكثير من أي منظمة على مستوى بلدك.
والآن ننصحك في كل يوم، أن تدخل إلى مجتمعك (دعونا نتوقف عن وصفه بالمنصة)، فادخل على مجتمعك على فيسبوك أو تويتر أو غيره وشاهد ماذا يحدث، فأجب عن التعليقات والأسئلة، كن حاضرًا ولا تعتمد على الردود الآلية.
تعلم دائمًا عن مجتمعك والأمور التي تهمّه أكثر من غيرها، وما يحركهم ويجذبهم ويلهمهم، قم بصناعة محتوى خاص بهم وسيتابعك الكثيرين منهم لذلك.
2. خصص وقتًا محددًا
كم من الوقت يجب عليك إنفاقه على وسائل التواصل الاجتماعي؟
هل 100% من وقت عملك، أم 10% فقط؟
أفضل طريقة لتحديد الوقت الذي ستستغرقه في إدارة وسائل التواصل الاجتماعي، هي توضيح مقدار الوقت الذي يجب عليك تكريسه لها.
والحقيقة هي أن الحصول على نتائج على وسائل التواصل الاجتماعي يشبه إلى حد كبير الحصول على نتائج من خطة ممارسة التمارين الرياضية، فالاستمرار والعزم أمران أساسيان.
إذا كان لديك ثلاثين دقيقة في اليوم للقيام برياضة المشي السريع، فإن ذلك أفضل من الجلوس على مكتبك طوال اليوم بدون القيام بأي نشاط، بل إذا كان بإمكانك المشي لمدة ساعة واحدة في الأسبوع ستكون نتائجك أفضل بالتأكيد.
وينطبق الأمر نفسه على وسائل التواصل الاجتماعي بصرف النظر إذا كنت ستركز عليها طوال اليوم أو مجرد ساعة في اليوم.
على كل حال أنت بحاجة إلى وضع خطة لإدارة الوقت لتجنب إهداره (وللأسف هو ما يمكن أن يحدث بسهولة للغاية على المنصات المصممة خصيصًا لجذب انتباهك واستمرارك في فتح المزيد من الصفحات).
Pomodoro Technique تقنية بومودورو
نوصيك باستخدام التقنية الشهيرة بومودورو Pomodoro Technique، هذه التقنية تعتمد عادة مُدَدًا زمنية متفرقة، كل مدة 25 دقيقة وتفصل بين المدة والأخرى استراحة، مما يتيح تركيزًا ذهنيًا أكبر وقابلية أكثر للإنتاج.
استخدام هذه التقنية في بداية الدوام سيساعدك على التركيز، والتأكد أنك قد عالجت كل الرسائل والإشعارات ذات الصلة التي وردت ليلاً.
ونؤكد أن في هذه التقنية بعد مرور 25 دقيقة من العمل وبعد انتهاء المؤقت ينتهي عملك، بغض النظر عما أنجزته أو لم تنجزه.
يمكنك بعد ذلك ضبط المؤقت مرة أخرى في نهاية اليوم أو في منتصفه، يعتمد ذلك على عدد الحسابات والصفحات التي تديرها، والأمور الأخرى التي لديك.
وتذكر أن الإدارة الفعالة لوسائل التواصل الاجتماعي لا تتعلق فقط بنشر المحتوى الخاص بك والترويج له فحسب، فالعمل الحقيقي والذي يحصد النتائج هو الأكثر استغراقاً للوقت، هو التفاعل وبناء الصلات والروابط واستكشاف المواضيع، وصناعة المحتوى المناسب والتحسين والتطوير.
إدارة وسائل التواصل الاجتماعي تحتاج إلى الانضباط والممارسة، ولكن استراتيجية كهذه قائمة على وضع وقت مخصص يمكن أن تكون وسيلة عظيمة لمديري هذه المنصات لإدارة مسئولياتهم المختلفة.
3. خذ قسطًا من الراحة لصحتك النفسية
إن الضغوط على صحتك النفسية كمدير لوسائل التواصل الاجتماعي أمرًا حقيقيًا، وبدأ فعليًا الاهتمام بدراسة وفهم هذا الجانب.
واليوم عقلية “أنا متوفر ومتاح دائمًا” تسيطر على أغلب الصناعات تقريبًا، وخاصة مع وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الاستخدام المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي قد يضر بصحتنا النفسية.
ولهذا فإن التوقف من حين إلى آخر يشكل ضرورة أساسية، حتى وإن بدا الأمر أنه ليس هناك اختيار في ظل الكثير من الأعمال التي يجب القيام بها.
وقد يعني ذلك أن تقوم بوقف تشغيل إشعارات الوسائل الاجتماعية عند مغادرة مكتبك، وإذا كنت في حاجة ماسة إلى الإجابة عن شيء ما، فخصص 10: 15 دقيقة بعد العمل لمتابعة كل المنصات، ثم قم بإيقاف تشغيل الجهاز طوال الليل.
ومن المهم أيضا أن تأخذ راحة رقمية للتوقف للحظة؛ لتشم الهواء وتمنح عينيك استراحة من الشاشة.
4. قل لا للكمال
لن يكون المحتوى الخاص بك مثاليًا أبدًا، ولن تقوم بإنهاء قائمة “المهام” الخاصة بك على وسائل التواصل الاجتماعي أبدًا.
في العديد من الحالات يجب أن نكون موافقين على المهام “المنتهية وغير الكاملة”، لأنها ببساطة أفضل من عدم القيام بها على الإطلاق.
وهنا نحن لا ندافع عن أخطاء الكسالى أو نقبل بالمحتوى السيئ أو الاعتماد على الردود والأدوات الآلية.
ولكن لا ينبغي لك أن تقضي ساعات في تصميم وتعديل منشور واحد على انستقرام
أو إهدار بضع أيام في تعديل فيديو للهواتف الذكية والذي تقتصر مدته على 30 ثانية فقط!
الاهتمام بالتفاصيل أمر رائع، ولكن السعي نحو الكمال قد يكون قاتلا!
قم بتنزيل المنشور أولًا ثم قم بتعديله لاحقًا إذا وجدت خطأ فادحاً.
اختبر ما تقوم به واعرف ما الذي يعمل، ثم قم بالمزيد منه…
5. دافع عن نفسك
كل وظيفة لها فترات انشغال، ولكن الشعور باستمرار كما لو كنت تناضل من أجل إنقاذ نفسك ليس جيدًا.
غالبًا ما يُتوقع من مديري وسائل التواصل الاجتماعي أن يكونوا مسوقين وصانعي محتوى ومحللين ومسئولي خدمة العملاء.
فالأمر ليس مفاجئا، أن تشعر ككثيرين بالإجهاد..
ولكن إذا كنت بالنهاية عبارة عن فريق من شخص واحد، وكانت مسئوليات عملك يُمكن تقسيمها على ثلاث وظائف بدوام كامل، فيجب أن تكون صادقًا مع رؤسائك ومديريرك وتخبرهم بأن ذلك غير مستدام (غير مستمر).
قم بإجراء قائمة جرد تفصيلية عن وقتك، مع سرد أكبر عدد ممكن من المهام، والوقت الذي يستغرقه إنجازها، ووضح لهم بهدوء ولا تخف من الدفاع عن عملك.
بالنهاية
في عام 2020، تأكد من أنك تراعي حالتك النفسية، وكذلك حجم ونطاق العمل الذي تقوم به.
إن التواصل المستمر قد يعطي شعورا بالإدمان، وإذا كنت تريد التغاضي عن أشياء أخرى مثل قضاء بعض الوقت مع عائلتك، من أجل متابعة عملك فقد يكون لذلك تأثيرات سلبية كبيرة.
ارجع خطوة إلى الوراء، وقم بتقييم عبء العمل والعادات الخاصة بك ومدى فعاليتها، أضف وعدّل وحسّن عاداتك ولا شك عندها ستشعر بالفرق.
للمزيد اطلع على المصدر
لابد من ان نتعلم كل ما هو جديد واليوم تعلمت واستفدت منك كثيرا شكرا لك