المحتوى
بفضل التقدّم في تكنولوجيا الذكاء الاِصطناعي، لم يَعُد إنشاء المحتوى مهمَّة صعبة ومرهقة. ومع اِنتشار اِستخدام الذكاء الاِصطناعي في مهام إنتاج المحتوى اليدوية، فمن الضروري للمسوّقين فهم الأنواع المختلفة للمحتوى التسويقي الذي يتمّ إنشاؤه بواسطته.
إذ يُمكن لهذه الأدوات مساعدتك في إنتاج محتوى عالي الجودة، يجذب جمهورك، ويتوافق مع هويَّة علامتك التجارية.
نستكشف في هذا المقال، أفضل (6) أنواع للمحتوى التسويقي الناتج عن الذكاء الاِصطناعي، للاِستفادة منها وتعزيز اِستراتيجيتك في المحتوى واِكتساب ميزة تنافسية في السوق.
كيف يعمل المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي؟
يعمل المحتوى الناتج عن الذكاء الاِصطناعي باِستخدام خوارزميات التعلُّم الآلي؛ على تحليل كميَّات هائلة من البيانات وتوليد المحتوى بناءً على قواعد مبرمجة مسبقاً أو أنماط تمَّ تعلّمها.
- تبدأ العملية بإدخال البيانات، مثل الكلمات المفتاحية أو المواضيع أو المعلمات الأُخرى ذات الصلة بالنتيجة المطلوبة.
- ثمَّ تقوم خوارزمية التعلُّم الآلي بتحليل هذه البيانات وتوليد المحتوى بناءً على قواعد مبرمجة مسبقاً، والتي يمكن أن تشمل القواعد النحوية وهياكل الجمل واِختيارات الكلمات.
يمكن للخوارزمية أيضاً أن تتعلَّم من الأمثلة السابقة للمحتوى المكتوب بواسطة الإنسان، ممَّا يحسِّن قدرتها على توليد محتوى يبدو طبيعياً ومصمَّماً لجمهور محدَّد.
على سبيل المثال، قد تقوم الخوارزمية بتحليل منشورات المدوَّنة السابقة للشركة وتحديد الموضوعات والكلمات المفتاحية وأنماط الكتابة. واِستناداً إلى هذه المعلومات، يمكنها بعد ذلك إنشاء منشورات مدوَّنة جديدة مُشابهة في النغمة والأسلوب، ولكن مع محتوى فريد مصمَّم خصِّيصاً لجمهور أو موضوع محدَّد.
وعلى الرَّغم من أنَّ المحتوى الناتج عن الذكاء الاِصطناعي ليس مثالياً وقد يتطلَّب بعض التحرير البشري، إلَّا أنَّه أصبح أداة أساسية للشركات التي تتطلَّع إلى إنشاء محتوى عالي الجودة بسرعة وكفاءة.
أفضل 6 أنواع محتوى ناتجة عن الذكاء الاصطناعي للتسويق
هناك العديد من أنواع المحتوى المولَّد بواسطة الذكاء الاِصطناعي والتي يمكن للشركات اِستخدامها لأغراض التسويق والإعلان. وأفضل (6) أنواع لهُ، تشمل:
1- منشورات وسائل التواصل الاجتماعي
يمكن للذكاء الاِصطناعي تحليل التركيبة السكانية والاِهتمامات ومستوى المشاركة للمستخدمين؛ لإنشاء منشورات شديدة الاِستهداف عبر وسائل التواصل الاِجتماعي.
كما يمكنه توليد محتوى يُثير اِهتمام الجماهير المستهدفة، ويتضمَّن الاِتّجاهات الحالية في التسويق بالمحتوى، ويستخدم تقنيات سرد القصص.
في الآونة الأخيرة، قامت (Baskin Robbins)، وهي إحدى العلامات التجارية الشهيرة للآيس كريم، بنشر عدَّة صور لإطلاق نكهات جديدة لها. وقد حقَّقت هذه الصور رواجاً كبيراً عبر العديد من منصَّات التواصل الاِجتماعي.
ولكن هل تعلم ما يُميّز هذه الحملة؟
أنَّه تمَّ إنشاء الصور بواسطة الذكاء الاِصطناعي. وعلى هذا النحو، بدأت العلامات التجارية الأُخرى في اِستخدام مولّدات محتوى الذكاء الاِصطناعي لإنشاء منشورات جذَّابة عبر وسائل التواصل الاِجتماعي.
2- أوصاف المنتجات
يُمكن للذكاء الاِصطناعي توليد أوصاف منتجات تتجاوز الميزات والفوائد الأساسية. إذ يمكنه التركيز على؛
- نقاط البيع الفريدة.
- ومعالجة مخاوف العملاء المحتملين.
- وتقديم لغة مقنعة لتشجيع التحويلات.
كما يقوم الذكاء الاِصطناعي باِقتراح تحسينات أو معالجة الأسئلة الشائعة في أوصاف المنتجات، من خلال تحليل تقييمات العملاء وتعليقاتهم.
3- رسائل البريد الإلكتروني
يمكن للذكاء الاِصطناعي إنشاء محتوى بريد إلكتروني مخصَّص وديناميكي يؤثّر على كلّ مستلم بشكل شخصي. فهو يحلِّل أداء حملات البريد الإلكتروني السَّابقة، ويوصي بموضوعات وقوالب بريد إلكتروني وأزرار الحثّ على اِتّخاذ إجراء (CTA)، مع القدرة على تحقيق معدَّلات فتح ونقر أعلى.
كما يمكن للذكاء الاِصطناعي تقسيم قوائم البريد الإلكتروني، وتخصيص المحتوى بناءً على تفضيلات العملاء الخاصَّة. إذ توجد أدوات قويَّة متاحة في السوق تستغلّ إمكانات الذكاء الاِصطناعي لتعزيز اِستراتيجيات التسويق عبر البريد الإلكتروني.
على سبيل المثال؛ أداة (Klaviyo)، وهي منصَّة رائدة للتسويق عبرالبريد الإلكتروني، تستخدم الذكاء الاِصطناعي لإنشاء محتوى بريد مخصَّص وديناميكي.
4- الكتب الإلكترونية
تتوسَّع قدرة الذكاء الاِصطناعي على التعرّف على اللُّغات المعقَّدة وإنشائِها باِستمرار، ممَّا يفتح الأبواب أمام الإنشاء المتقدِّم للمحتوى. ستُساعد قدرته على التعلُّم والتطوّر بشكل كبير في إنشاء الكتب الإلكترونية، لا سيما في ضمان اِتّساق النغمة والتصميم عبر جميع مواد المحتوى الطويلة. ووفقاً لاِستطلاعات (hubspot)، يمكن اِستخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى الكتب الإلكترونية.
لكن، على الرَّغم أنَّ الذكاء الاِصطناعي يمكنه مساعدة المسوّقين في تبسيط جوانب معيَّنة من إنشاء الكتب الإلكترونية، إلَّا أنَّ هناك خيارات أفضل قد تكون متاحة. وفيما يلي بعض الأسباب لذلك:
- النبرة والأسلوب: تتطلَّب الكتب الإلكترونية فهماً للجمهور المستهدف واللُّغة المستخدمة. تُعدُّ قدرة توليد اللُّغة الخاصَّة بالذكاء الاِصطناعي جيّدة، ولكنَّها تحتاج إلى تحسين في تحديد التفاصيل اللُّغوية المعقَّدة والتفضيلات. في بعض الحالات، يمكن أن يكون الأسلوب غير متناسب مع الجمهور المستهدف، ممَّا يؤثِّر على التفاعل ويؤدِّي إلى رفض القرَّاء لمحتوى الكتاب الإلكتروني.
- الأصالة: يتوقَّع القرَّاء أن تكون الكتب الإلكترونية أصيلة وتقدِّم أفكاراً مبتكرة وأصلية. إذ يفتقد الذكاء الاِصطناعي التفكير النقدي والبحث الذي يُقدِّم وجهات نظر حقيقية.
- المخاوف القانونية: إذا اِستخدم المسوّقون الذكاء الاِصطناعي بشكل كبير لإنشاء كتاب إلكتروني منشور، فقد يجدون أنفسهم في وضع حرج. إذ يُمكن لشركات تكنولوجيا الذكاء الاِصطناعي كشف المؤلّفين الذين يدَّعون أنَّهم المؤلّفون الأصليون. حيثُ كان هناك عدد متزايد من الدَّعاوى القضائية المتعلِّقة بتوسيع اِستخدام هذه الأدوات.
5- صفحات الهبوط
يجِد ما يقرب من خُمس متخصِّصي التسويق الذين يستخدمون الذكاء الاِصطناعي أنّه مفيد لصفحات الهبوط. إذ تقلِّل العديد من الشركات من قوّة تجربة المستخدم الجيّدة أو السيئة، ويمكن للذكاء الاِصطناعي أن يُساعد في مراقبة وتحسين كيفية تصفّح العملاء لصفحتك. من خلال الوسائل التالية:
- اِختبار (A/B): يمكن اِستخدام خوارزميات الذكاء الاِصطناعي والتعلُّم الآلي لتحليل سلوك المستخدمين، وتحديد عناصر صفحة الهبوط الأكثر فعَّالية. ممَّا يسمح للمسوّقين بإنشاء إصدارات مختلفة من صفحات الهبوط وإجراء اِختبار (A/B) لتحديد تخطيط الصفحة وتصميمها الأكثر فعالية، ممَّا يؤدِّي في النهاية إلى اِرتفاع معدَّلات التحويل.
- التحسين: تساعد التحليلات المدعومة بالذكاء الاِصطناعي في تحليل أوقات اِرتداد موقع الويب، وأوقات التحميل، وغيرها من البيانات المهمَّة. تتيح هذه الرّؤى للمسوّقين تحسين صفحات الهبوط وتحسين تجربة العملاء لزيادة المشاركة عبر الموقع الإلكتروني بشكل أفضل.
6- المحتوى الصوتي والمرئي
يمكن للذكاء الاِصطناعي إنتاج محتوى صوتي ومرئي عن طريق تحرير التسجيلات الأولية تلقائياً، وإضافة تأثيرات خاصَّة، وتحسين جودة الإنتاج بشكل عام.
يمكنه أيضاً:
- اِقتراح الموسيقى الخلفية المناسبة.
- مطابقة العناصر المرئية مع الإشارات الصوتية.
- وإنشاء عناصر بصرية مثل الرسوم المتحرِّكة أو الرسوم البيانية بناءً على المعلمات المتوفّرة.
علاوةً على ذلك، يمكن للذكاء الاِصطناعي تبسيط عملية إنتاج المحتوى، وإنتاج مقاطع فيديو ومحتوى صوتي بمظهر اِحترافي.
مؤخَّراً، أصبح البودكاست الرَّائع الذي تمَّ إنشاؤه بواسطة الذكاء الاِصطناعي بعنوان “مقابلة الذكاء الاِصطناعي: جو روغان وستيف جوبز” ظاهرة عبر الإنترنت؛ نظراً لجودته الكبيرة، وإثارته لإعجاب العديد من المستمعين بسبب واقعيّة صوته.
الخلاصة
هذه أفضل أنواع المحتوى التسويقي الذي يمكن إنتاجه بواسطة الذكاء الاِصطناعي. وبشكل عام، يُمثِّل هذا المحتوى أداة قويّة للشركات التي تسعى للبقاء في المقدّمة.
فمن خلال تبنِّي هذه التكنولوجيا واِستخدامها بطُرق أخلاقية ومدروسة، يُمكن للشركات إنشاء حملات تسويق أكثر فعَّالية وتحقيق أهدافها التجارية بكفاءة أكبر.