المحتوى
يمتلئ الإنترنت بكل شيء صالح نافع وضار فاسد، هذا ما يجعل هناك مسؤولية شخصية على كل واحد منا أن ينتبه إلى الخداع الإلكتروني حتى لا يقع ضحيته، فهناك العديد من الحيل والخداع ضمن هذا العالم الرقمي الفسيح.
فما هي أمثلة الممارسات السيئة على الإنترنت؟ وكيف تتعامل معها وتحمى نفسك منها؟
أولًا الكذب والخداع
مثل صفحات الويب التي تدعي اعطاء جوائز أو تطلب منك معلومات الحسابات البنكية أو بطاقات الألعاب أو اختراق حسابات التواصل الاجتماعي، أو تفتح لك نوافذ لفيديوهات وصوتيات ضارة أو خليعة أو إباحية.
فكل هذه الصفحات الغير لائقة والمملؤة بعمليات التمويه والخداع قد يقع في حبائلها صغار السن أو الغير واعيين بالشكل الكافي.
ثانيًا استخدام التضليل والألاعيب النفسية
كالمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تلعب على الوتر النفسي من أجل انتشارها على سبيل المثال لا الحصر:
- شاهد قبل الحذف.
- صورة فتاة مثيرة.
- منشورات دينية غير صحيحة واللعب على عاطفتنا الدينية.
- صورة معاق ويقول لك إذا لم تدعو له بالشفاء فإن الشيطان قد انتصر عليك.
- أقسم بالله أني سأشارك المنشور.. لا تنس أنك قد أقسمت.
والكثير من الألاعيب النفسية الأخرى، كما تعتمد إعلانات اليوتيوب والمنصات الأخرى في كثير من الأحيان على محتوى مضلل أو غير لائق:
– الإباحية.
– الاستغباء.
– غير ذلك، حتى أحدنا يكون يسمع قرآن على اليوتيوب فيظهر له إعلان غير لائق مثلًا 🤪
ما الدافع وراء ممارسات الخداع الإلكتروني؟
معظم هذا الممارسات تعتمد على جهل وعاطفية الأغلبية للوصول إلى أهداف الشخص المنفذ سواءً كانت:
- أهداف مالية.
- جمع معلومات شخصية وبيعها لمواقع مختصة.
- الترويج لأفكار أو منتجات أو ألعاب أو تطبيقات.
- جمع استعلامات عن فئات معينة من الناس تستفيد منها الدول أو الشركات أو المخابرات.
- الحصول على المتابعين والإعجابات والمشاركات للصفحات أو القنوات بهدف بيعها فترى معظمها ذات أعداد فلكية من المتابعين.
- أهداف شخصية أو انتقامية أحيانًا كما يفعل البعض بموضوع التهكير.
معلومات تكنولوجية قد لا تعلمها:
- هناك شركات ومواقع مختصة ببيع وشراء المعلومات الشخصية.
- مواقع وتطبيقات مختصة ببيع وشراء المتابعين والإعجابات والاشتراكات على مواقع التواصل الاجتماعي.
- هناك مواقع مختصة بشراء وبيع الزوار على صفحات النت.
- أشخاص يكسبون الملايين وذلك بطرق ملتوية معتمدة على عاطفية وجهل الأكثرية.
كيف أحمي نفسي من الأضرار وأساهم في إيقاف الخداع الإلكتروني؟
أهم شيء هو إهمال هؤلاء الذين يستخدمون الخداع والتضليل الرقمي وعدم التفاعل معهم سواء بالسلب أو الإيجاب، فهم هدفهم التفاعل والانتشار وعند إهمالهم لن تعمل خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي لصالحهم وبالتالي لن تروّج لهم، ما سيضطرهم للبحث عن طرق أخرى لأنهم لم يحصلوا على هدفهم ألا وهو التفاعل.
وعند محاولة التحذير منهم يجب عدم ذكر معلومات مهمة تساهم في انتشارهم، مثال للتوضيح “منذ عدة سنوات وفي إحدى خطب الجمعة التي حضرتها بنفسي، وقف الإمام على المنبر وكان يتكلم عن السحر ثم قال: هناك كتب للسحر ككتاب كذا وكذا يحرم اقتناءهم أو قراءتهم، فببساطة الشيخ بسبب عاطفيته صنع افضل حملة اعلانية لهذه الكتب. 🤣
مهم أيضًا عدم الرد العاطفي عليهم، مثال للتوضيح “أاحد الاشخاص رأى منشورًا أغضبه فمن غضبه وضع رمز أغضبني ووضع تعليقًا مملوءًا بالشتيمة والسباب، ولكن ببساطة بتفاعله ستعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أن هذا المنشور يستحق النشر وتسوّقه أكثر وتزيد من معدل وصوله (معدل وصول المنشور). 🤫
السؤال المحرج: لماذا نجد التفاعل قليل مع المنشورات الهادفة؟
المعظم يقرأ المنشور ذو العبرة ويكون راضيًا عنه لكنه لا يبدي أي تفاعل معه 🙄 ببساطة لأن المنشورات التي تعتمد على الفكاهة والتفاهة تعمل على تحريك العواطف فيتفاعل معها عاطفيًا، أما المنشورات القيمة فتعمل على تحريك العقل فإذا أراد أن يتفاعل تأخذه الكثير من الأسباب التي يعتبرها منطقية لعدم تفاعله، وربما انشغاله بتحليل المنشور عقليًا أنساه التفاعل لأن التفاعل بمعظمه عاطفي كما ذكرنا.
ختامًا فلنحرص على إهمال ما هو ضار والتفاعل مع ما هو مفيد للأمة، لأن وسائل التواصل اليوم منصة تؤثر في المجتمع أكثر من المنابر، وثغر من ثغور الأمة التي تحتاج لتعاوننا جميعًا للاستفادة منه وتجنب ضرره.
في نهاية المقال أدعو للتفكر بعمق 🤗 فحياتنا الراهنة معقدة ولم تعد بسيطة، ولنحاول أن نبتعد عن العاطفية في قرارتنا ونسعى لزيادة اطلاعنا في معظم المجالات (الحديثة خصوصًا)، فالعاطفية والجهل ثغران تُدك أمتنا من خلالنا بسببهما.
شكرا لادارة المنتدى على نشر مقالي الاول