المحتوى
المؤثر المناسب
أصبحت الكثير من الشركات تستعين بالأشخاص المؤثرين لترويج منتجاتها وخدماتها، فالمستهلك تغيّر وبات يمل من الدعايا النمطية والتقليدية، ولذا صارت الشركات أمام اختيارين إما أن تدفع مبالغ طائلة وجهد كبير في الإعلانات الرقمية لتجعلها جذابة وإبداعية حتى تلفت الانتباه، أو تتعاقد مع المؤثرين وصُنّاع ومقدمي المحتوى والذين يضمنون لها وصولًا سهلًا جذابًا مبهرًا وبأقل التكاليف.
ما هي مميزات التسويق عبر المؤثرين/ صُنّاع المحتوى؟
1- تكلفة أقل: مقارنة بطرق التسويق الأخرى فالتسويق عبر المؤثرين تكلفته أقل، ويعتمد هذا الأمر على المقابل الذي ستمنحه للمؤثر، فمثلًا قد تُقدّم له منتجك كهدية مجانية أو تتفق معه على نسبة لكل زبون يأتي من خلاله أو تدفع له مقابل مادي محدد.
2- العفوية: الناس يتأثرون بكون المؤثرين عفويين على طبيعتهم، فعندما يعرض المؤثر المنتج ويُجرّبه كشخص طبيعي عادي هذا يجعل المنتج أقرب لجمهوره ومتابعيه.
3- الإبداع: هذه الميزة ليست عند كل المؤثرين فالمبدعين قلائل جدًا، وفعلًا اختيارك لمؤثر مبدع جذاب سيفرق معك كثيرًا، فلا يكفي أن تختار مؤثرًا بنفس مجال منتجك أو خدمتك بل أيضًا من المهم أن يكون ذكيًا يعرف كيف يصل لقلوب الناس.
4- الثقة بين المؤثر والعميل: المستهلك غالبًا ما يتأثر برأي أصدقاءه وعائلته ومن حوله، والمؤثر اليوم قد صار أحد هؤلاء، وهذه العلاقة المتينة بين المؤثر وجمهوره لا تأتي بين يوم وليلة، ولكنك كصاحب شركة أو علامة تجارية تستفيد من هذا الرصيد الذي بناه المؤثر عبر وقت وجهد طويل.
كيف تختار المؤثر المناسب؟
الوصول لكل هذه المزايا السابق ذكرها سيحتاج منك بحث جاد عن المؤثر المتناسب فعليًا مع منتجك أو خدمتك، وكلمة السر في هذا السياق هي الثقة، الثقة بينك كمسوق أو صاحب شركة والمؤثر وكذلك الثقة بين المؤثر وجمهوره، ولكن ما هي معايير اختيار المؤثر؟
1- وجود قيم ورسالة مشتركة
من المهم جدًا أن تكون قيم ورسالة المؤثر متناسبة مع قيم ورسالة الشركة، فمثلًا إن كان أحد أهداف الشركة تمكين المرأة مجتمعيًا فلا يصح هنا التعاون مع مؤثر ينتقص أو يُقلل عبر محتواه من شأن المرأة، حتى ولو كان عن طريق المزح.
2- حجم التفاعل
ليس مهمًا عدد المتابعين للمؤثر ولكن من المهم جدًا حجم التفاعل مع صفحات وحسابات المؤثر، فمن المهم أن تتأكد من حجم التفاعل من خلال عدد الإعجابات والتعليقات والمشاركات ويجب التأكد أن كل هذه حقيقية.
كيف تستطيع التأكد من قوة حساب المؤثر؟
أ- على إنستقرام الأمر سهل جدًا، ادخل على محرك البحث جوجل ثم اكتب Instegram engagement calculator ستظهر لك صفحات مختلفة، يُمكنك اختيار أي منها، بعدها ضع اسم المستخدم User name للشخص على انستقرام، من خلال هذه الطريقة تستطيع معرفة عدد المتابعين ومتوسط عدد الإعجابات والتعليقات ونسبة التفاعل.
ومن المهم هنا أن نشير إلى أن هناك نسب للتفاعل الطبيعي (المتوقع) Average engagement Rate on Instagram بحسب عدد المتابعين للحساب كالتالي:
Number of followers Average Er
1m 1.97%
100k-1m 2.05%
20k-100k 2.15%
5k-20k 2.43%
1k-5k 5.60%
هذا سيحميك من الحسابات التي عليها عدد متابعين كثير جدًا ولكن ليس عليها تفاعل كافي.
ب- ثانيًا قم بنفسك بدخول حسابات وصفحات المؤثر وانظر وقارن عدد الإعجابات والتعليقات، وتأكد أن هذا التفاعل حقيقي وليس تعليقات آلية.
ج- عدد مشاهدات الفيديو عامل حاسم في معرفة مدى جماهيرية المؤثر، ومن المهم هنا أن تأخذ المتوسط العام للفيديوهات على حسابه.
د- اطلب الإحصائيات الخاصة بحسابات المؤثر أو صانع المحتوى؛ لتعرف طبيعة المتابعين وفئاتهم العمرية ومن أي دول وغيرها من معلومات مهمة.
ومن المهم هنا الحذر من الإحصائيات الخادعة أو المزيفة، ولذلك يُمكنك إجراء اتصال فيديو مع المؤثر يُشارك فيه شاشته الخاصة share screen ويشرح لك ويُطلعك على الإحصائيات اللازمة مباشرة.
3- ماذا عن المتابعين للمؤثر؟
المتابعون هم أحيانًا بل غالبًا أهم من المؤثر نفسه، فلا فائدة أن تُعلن عن سلسلة مطاعم في الجزائر من خلال شخص مؤثر بمجال الطعام يتابعه مئات الآلاف، ولكنه كل جمهوره موجود بدول الخليج، إلا لو كنت تريد أن تصنع لك اسم وسمعة في دول الخليج وقتها قد تتعاون معه.
فالموقع الجغرافي والفئة العمرية والاهتمامات للمتابعين لا بد أن يكونوا متوافقين مع أهداف الشركة أو العلامة التجارية.
ولذا من المهم كمسوق أو صاحب شركة أن تجيب على هذه الأسئلة المهمة: ماذا تريد من الدعاية؟ فقط بيع المنتج؟ أم إحداث وعي بالعلامة التجارية؟.. ما الفئة المستهدفة؟ هل هم زبائن جدد؟ أم هدفك الزبائن الحاليين؟…
4- تخصص المؤثر أو اهتماماته
من المهم جدًا اختيار مؤثر مناسب للخدمة أو المنتج الذي تريد تسويقه، فليس من المناسب أن تتعاون مع مؤثر مهتم بالسيارات وآخر أخبارها والتحديثات فيها لتسويق أجهزة حاسوب مثلًا!
بالنهاية اتخذ القرار الصحيح
هكذا سيكون أمامك بدائل وخيارات مختلفة وتفاصيل كثيرة، لذا من المهم أن تضع كل ذلك بالاعتبار قبل اختيار المؤثر المناسب.
من المهم أيضًا أن يكون لديك قائمة بالمؤثرين الذين يُمكنك التعاون معهم، وما قيمة المقابل المادي الذي يحصلون عليه من أجل التعاون، ومن سيأتي بأكبر منفعة بأقل تكلفة.
قم بعمل قائمة وقم بعمل مقارنة بين كل المؤثرين الذين وصلت إليهم، فمثلًا من بين 15 مؤثر قم باختيار 3 للعمل معهم، وهذه العملية كلها يجب أن تكون عملية منظمة ومدروسة لا عشوائيه، ومع الوقت ستتعلم من التجربة وتصحح أخطاءك.
قولوا لي أنتم الآن ما هي تجاربكم؟ هل وصلتم للمؤثر المناسب؟ كيف؟ 🙂
إقرأ أيضاً: الأشخاص المؤثرين ليسوا سواء.. 4 أنواع لتعزيز علامتك التجارية
مقال جيد
شكرا للكاتب وللمنتدي
بالتوفيق