المحتوى
المسوق الرقمي
إذا كنت من خارج عالم التسويق الرقمي وتفكر في ما إذا كانت هذه المهنة مناسبة لك، فربما يكون لديك الفضول لمعرفة ما يقوم به المسوق الرقمي يوميًا.
حقيقة ليس هناك يومًا نموذجيًا متكررًا مع كل المسوّقين الرقميين، فيوم العمل الخاص بك كمسوّق رقمي سيعتمد على حجم الشركة التي تعمل فيها، والأهداف العامة لها، وهل تقدّم خدماتها للشركات أم الأشخاص وطبيعة منتجها أو خدماتها، والمرحلة التي وصلت إليها أنت شخصيًا في مسيرتك المهنية، بالإضافة إلى مجال تخصصك داخل التسويق الرقمي.
وبالطبع هذه الوظيفة مثل معظم الوظائف، قد يكون فيها قدر معين من التكرار وقد تجد نفسك تقوم بنفس الأنشطة كل يوم.
ومع ذلك قد يكون هذا التكرار مفيدًا خاصةً للمبتدئين حيث يؤدي إلى بناء الخبرة والمهارة والكفاءة، ولكن بمجرد اكتساب الخبرة والانتقال إلى المناصب العليا يصبح يومك أكثر تنوعًا.
هناك أمر واحد مؤكد ألا وهو أنك في حاجة إلى أن تكون سريعًا في كل ما تفعله، سوف تدرك قريبًا أن عدداً قليلاً جداً من الأشخاص خارج عالم التسويق الرقمي يعرفون بحق ما تفعله، فهم يستخدمون الفيسبوك ومايكروسوفت وورد ويظنون أن التسويق الرقمي كذلك.
ولنقدم لك لمحة عن معنى أن تكون موظفًا محترفًا في مجال التسويق الرقمي (دعنا نحدّثك الآن على أنك مسوّق رقمي بالفعل)، سنقوم بتقسيم يوم العمل حسب المهمة بدلاً من الوقت المطلوب، وذلك كالتالي:
البريد الإلكتروني
يبدأ كل يوم بتفقد رسائل البريد الإلكتروني؛ يمكن أن تساعدك هذه الممارسة في ترتيب وقتك وفقًا للأولويات.
في بيئة العمل المكتبية، يتم تقديم العديد من الطلبات الداخلية عبر البريد الإلكتروني، وبعد التحقق منها أولاً يمكنك ضبط جدول مواعيدك بحيث يفي بأي مهام جديدة.
قد تجد أيضًا التقارير المُرسلة آليًا إلى بريدك الإلكتروني، والتي تمنحك نظرة سريعة على أداء حملاتك مما يسمح لك بمعرفة الأمر الذي يحتاج منك تركيز أكبر.
بالإضافة إلى ما سبق، نظرة سريعة على بعض النشرات البريدية المتصلة بمجال صناعتك ستجعلك على اطلاع على أهم الاتجاهات والأخبار دون أن تستغرق وقتًا كبيرًا.
المراقبة والاستجابة
تحليلات جوجل/Google Analytics هي صديقك المقرب الجديد، تعرف عليه وأحبه وراقبه طوال اليوم لتتحقق من بيانات الأداء وتحديد أنماط العملاء.
استخدم هذه البيانات للبحث عن فرص لزيادة رضاء العملاء وتفاعلهم وعدد المبيعات، وفي هكذا سياق ستدرك أن عمل التقارير يُعد جزءًا كبيرًا من التسويق الرقمي.
راقب نشاط جميع قنوات التواصل الاجتماعي واستجب بشكل مناسب، وإذا تم إعطاء شخص آخر في الفريق مهمة التعامل مع تفاعلات العملاء، فأبلغ هذا الشخص بأهمية الانتباه وتابع معه وتأكد من أداءه.
تحقق من زيارات الإحالة (القادمة إليك من خارج محركات البحث) وتنبيهات جوجل Google Alerts لمعرفة من يتحدث عن شركتك عبر الإنترنت، وإذا كان الحديث إيجابيًا فاشكرهم، أما إذا كان سلبيًا فقم بمعالجة المشكلة في أسرع وقت ممكن.
وفي كلتا الحالتين من الأفضل أن يكون لديك نماذج ردود وإجابات مُعدة مسبقًا وافقت عليها الشركة لتتمكن من التفاعل بسرعة وسهولة وفقا للموقف.
راقب منافسيك وكن واعيًا بإستراتيجياتهم وأفضل محتوى لديهم والفرص غير المستغلة التي يمكنك الاستفادة منها.
إدارة الحملات وصناعة المحتوى
يغطي هذا العنوان الكثير من الأمور من المنصات الاجتماعية إلى التسويق عبر البريد الإلكتروني، ومن تشغيل الرسائل التلقائية إلى إطلاق الحملات الإعلانية المدفوعة والتسويق عبر المحتوى.
كل هذه العناصر تعمل معًا لتحقيق الأهداف التي حددتها إستراتيجية التسويق الرقمي، وهنا يكون من الضروري التخطيط الجيد والتواصل الممتاز.
وعلى الأرجح ووسط كل هذا ستكون كمسوّق رقمي مسؤولاً عن واحدة أو أكثر من المهام التالية:
- كتابة وتحرير وصناعة المحتوى الأصلي.
- تصميم رسومات جرافيك لدعم المحتوى.
- تخطيط وجدولة منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.
- بناء حملات تسويقية عبر البريد الإلكتروني.
- تطوير حملات الدفع عند الضغط/Pay Per Click/PPC وإستراتيجيات عروض الأسعار.
- وضع وتخطيط إختبارات أ/ب أو A/B testing.
- إعداد رسائل البريد الإلكتروني المتعلقة بتطوير العلاقة مع العملاء المحتملين مُضمنة صفحات الهبوط المناسبة.
- أن تكون جزءًا من العملية الإبداعية فتفكر في طرق مبتكرة للترويج للمحتوى والفعاليات وإشراك جمهورك.
وتتمثل المهمة النهائية في قياس فعالية الحملات، فستقوم بتتبع مؤشرات الأداء الرئيسية وستقدم تقارير حول نجاح الحملات.
إدارة الموقع
هذا الجزء يحتاج إلى معرفة عملية عن لغة البرمجة HTML، حتى إذا كنت كمسوّق معك فريق من المبرمجين، فإن قدرتك على التواصل بلغتهم كمتخصصين وعلى مستواهم سوف يقضي على الكثير من سوء الفهم.
مهمتك هي ضمان أن جميع صفحات الموقع تعمل بشكل كامل، ومُهيئة لإدارة تحسين محركات البحث.
قد تكون مسؤولاً أيضًا عن صناعة محتوى جديد مثل منشورات المدوّنة وصفحات وصف المنتجات وصفحات الهبوط الخاصة بحملات إعلانية معينة.
وعلى الأرجح ستستخدم نظم لإدارة المحتوى مثل ووردبريس لتقوم بتحديث المحتوى.
التعاون
ستنفق جزءًا من وقتك في الاجتماعات مع الأقسام الأخرى (المبيعات والموارد البشرية وخدمة العملاء) من أجل تنسيق إستراتيجية التسويق العامة وتنفيذها بشكل مستمر.
التواصل مع الأشخاص المؤثرين
حتى في العالم الرقمي، تعد شبكة العلاقات أداة أساسية للنجاح، وقراءة منشورات الأشخاص المؤثرين والتعليق عليها لإنشاء علاقة أمر مهم للغاية.
فالأشخاص المؤثرون شركاء رائعون ليس فقط بسبب متابعيهم الأوفياء على وسائل التواصل الاجتماعي، بل كذلك لمعرفتهم الوثيقة بالمجال الذي يهتمون به وتطلعهم لقيادة الرأي في الموضوعات الخاصة بهذا المجال مما يسفر عن محتوى قوي مقنع.
ابق مطلعًا على الجديد
غالبًا ما ستشعر بأنه لا يوجد مجال يتغير بسرعة كما يتغير مجال التسويق الرقمي؛ فهناك دائمًا اتجاه جديد أو ممارسة أفضل أو أداة تتعلم المزيد عنها.
ولتجنب قضاء ساعات في قراءة المقالات والأخبار وتصفح المدونات لتثقف نفسك، نوصيكم بالاشتراك في بعض النشرات البريدية الجيدة والتي يُمكنها أن تُلخّص لك الجديد في مجال التسويق الرقمي مثل تواصل و HubSpot وSocial Media Examiner.
بالنهاية من المحتمل أن يكون أسبوع عملك يبدأ السبت أو الأحد، ومع ذلك نظرًا لطبيعة التسويق الرقمي فقد تعمل لصالح شركة في منطقة زمنية مختلفة أو مع جدول أعمال مغاير.
بالإضافة إلى ذلك قد تحتاج إلى أن تكون متاحًا ومتابعًا لما يحدث في بعض الأمسيات والعطلات خاصة أثناء تقديم المنتجات الجديدة، أو بدء حملات PPC أو إطلاق موقع ويب، تذكر أن تفاصيل يوم العمل الخاص بك ستعتمد على الإستراتيجية وموقعك وحجم الشركة.
هكذا هو اليوم في حياة المسوّق الرقمي، هل تراها وظيفة مناسبة لك أم أنها وظيفتك بالفعل؟
للمزيد اطلع على المصدر
محتوي جميل مشاء الله