المحتوى
قد تتساءل عن بداية وتاريخ تحسين محركات البحث لكن تحديد البداية أمر صعب حقًا، ففي الحقيقة يمكننا تشبيه البحث عن تاريخ تحسين محركات البحث، بالبحث عن تاريخ المصافحة.
إنها عادة وممارسة للبشر يمارسونها يوميًا، لكنهم لا يسألون متى بدأت، بل يهتمون بكيفية ممارستها يوميًا، وعلى عكس المصافحة التي لا نعرف تاريخها فعليًا، فإن تحسين محركات البحث فتية جدًا وتتغير بسرعة أيضًا.
حيث يمكن توقع أنها ظهرت في مكان ما حول العالم في عام 1991، ومع أنها جديدة وفتية نسبيًا، فإنها قد تطورت ونضجت سريعًا، يمكنك الاطلاع على التغييرات التي مرت بها خوارزمية جوجل.
إذن من أين بدأت عملية تحسين محركات البحث؟ وكيف أصبحت مهمة؟ هذا ما ستتعرف عليه هنا.
نظرة إلى ماضي محركات البحث
جاءت الفكرة الأولى لإنشاء أرشيف مشترك لجميع بيانات العالم في عام 1945، ففي شهر يوليو/ تموز من ذلك العام نشر الدكتور Vannevar Bush الذي كان وقتها مدير مكتب البحث والتطوير العلمي الذي لم يعد له وجود مقالاً في The Atlantic.
يقترح فيه “جمع البيانات والملاحظات واستخراج المواد الموازية من السجل الحالي، والإدخال النهائي لمواد جديدة في المتن العام للسجل المشترك”، بعبارة أخرى نعتقد أنه كان يقصد جوجل اليوم.
بعد عدة عقود وفي عام 1990 أنشأ Alan Emtage طالب جامعة McGill، ما أسماه (Archie)، حيث يظن البعض أنه محرك البحث الأول، وقد وجد مؤسس موقع SEO by the Sea بيل سلاوسكي أن Archie هو في الواقع:
“أفضل طريقة للعثور على المعلومات من الخوادم الأخرى حول الإنترنت في ذلك الوقت”
ومع ذلك فإنه لا يزال طريقة بدائية للغاية لكن العقد التالي شهد عدة تطورات مهمة، مع ظهور إصدارات تجارية أكثر لمحركات البحث أصبحنا ندركها أكثر اليوم.
ويمكن الوقوف على أهم هذه المحطات:
-
شباط/ فبراير 1993:
أنشأ ستة طلاب من جامعة ستانفورد Architext، وأصبح يُعرَف فيما بعد باسم Excite، حيث:
“أحدث ثورة في كيفية فهرسة المعلومات، مما يسهل العثور على المعلومات”
وذلك من خلال فرز النتائج استنادًا إلى الكلمات الرئيسية الموجودة في المحتوى وتحسين الواجهة الخلفية.
-
حزيران/ يونيو 1993:
ظهر لأول مرة إلى العلن Matthew Gray الذي أسس World Wide Web Wanderer، والتي عُرفت فيما بعد باسم Wandex.
-
تشرين الأول/ أكتوبر 1993:
قدم Martijn Koster موقع ALIWEB، حيث يسمح لأصحاب المواقع بتقديم صفحاتهم الخاصة، للأسف، دون علم العديد من مالكي المواقع.
-
كانون الأول/ ديسمبر 1993:
في هذه الفترة، تواجدت ثلاثة محركات بحث تلقائية الردود من خلال الروبوت، هي:
- JumpStation
- RBSE spider
- World Wide Web Worm
مما يعني على الأرجح أنها مدعومة من روبوتات الويب للزحف إلى كل من الخوادم ومحتوى الموقع للحصول على نتائج.
-
1994:
أصبحت محركات البحث Alta Vista ، Infoseek ، Lycos ،Yahoo تعطي نتائج طيبة.
-
1996:
بدأ مؤسسا جوجل Larry Page و Sergey Brin بناء محرك بحث سمّي BackRub في البداية.
-
نيسان/ أبريل 1997:
تم تقديم AskJeeves، ليصبح لاحقًا Ask.com.
-
أيلول/ سبتمبر 1997:
تم تسجيل موقع Google.com على أنه اسم نطاق.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد اثني عشر عامًا، أصدرت Microsoft محرّك البحث Bing، حيث عُرفت النسخ السابقة منه باسم:
- Live Search
- Windows Live Search
- MSN Search
ونتيجة زيادة عدد محركات البحث وشيوع استخدامها بكثرة، بدأ أصحاب المواقع يفكرون بطريقة مختلفة.
حيث يقول مجتمع تحسين محركات البحث Moz:
“تم اكتشاف أنه من خلال اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة، يمكن التلاعب بنتائج محرك البحث ويمكن جني الأموال من الإنترنت”.
ومع ذلك لم تكن النتائج كما التوقعات، لذا فإنّ قصة تحسين محركات البحث الفعلية تبدأ الآن.
تاريخ موجز للبحث وتحسين محركات البحث
-
التسعينيات
أسهم تحول محركات البحث إلى أسماء سهلة، وزيادة استعمال الأسر للإنترنت في سهولة الحصول على المعلومات، لكن المشكلة تمثلت في جودة المعلومات.
رغم مطابقة نتائج محرك البحث للكلمات الواردة من عمليات بحث المستخدم، إلا أنها كانت تقتصر عادةً على ذلك، حيث إن عددًا هائلًا من مالكي المواقع لجؤوا إلى إقحام الكلمات الرئيسية (تكرارها عدة مرات في النص) لتحسين التصنيف والترتيب للموقع، وذلك دون معايير بالإضافة إلى جذب الزيارات إلى صفحاتهم وإنتاج أرقام جذابة للمعلنين المحتملين.
وبالإضافة إلى إقحام الكلمات المفتاحية بشكل غير مدروس، كان الأشخاص يستخدمون روابط خلفية مفرطة و”غير مرغوب فيها”، لتحسين صلاحياتهم.
لم تكن هناك معايير ترتيب فقط في ذلك الوقت، ولكن مع الوقت أصبح لمحركات البحث خوارزميات وفقًا لذلك، وأصبح هناك بالفعل ممارسات تحسين محركات البحث.
ولكن بعد ذلك، خطرت لطالبين في جامعة ستانفورد فكرة.
عندما بدأ Page و Brin في إنشاء Google، كانت تلك إحدى المشكلات التي أرادوا حلها.
في عام 1998 نشرا بحثًا في جامعة ستانفورد بعنوان “تشريح محرك بحث ويب تشعبي واسع النطاق” حيث كتبا:
“نموذج الأعمال السائد لمحركات البحث التجارية هو الإعلان، ولا تتوافق أهداف نموذج الأعمال الإعلانية دائمًا مع توفير بحث عالي الجودة للمستخدمين”.
في ذلك البحث نفسه ذكرا لأول مرة مصطلح ترتيب الصفحات (PageRank)، والمقصود بها هو التقنية التي تستخدمها جوجل للمساعدة في ترتيب نتائج البحث بناءً على الجودة، وليس الكلمات الرئيسية وحدها.
ويرى البعض أنّ هذه الورقة البحثية مهّدت لتحسين محركات البحث كما تُعرف اليوم.
أوائل الألفية الجديدة
شهد أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بداية استحواذ جوجل على هذا السوق، ومع تركيز أقل على الإعلانات بدأت جوجل تقديم إرشادات القبعة البيضاء لتحسين محركات البحث (white hat SEO)، إذ يلتزم به الأخلاقيون دون الممارسات المريبة التي كانت شائعة في التسعينات.
إذ يشير هذا المصطلح إلى أي ممارسة تعمل على تحسين تصنيف الصفحات الخاصة بك بصفحة نتائج محرك البحث (SERP)، مع الحفاظ على الالتزام بالشروط والقواعد الخاصة بخدمة محركات البحث.
-
2000-2002
استنادًا إلى Moz لم يكن للمبادئ التوجيهية تأثير فعلي على الترتيب حتى الآن، لذلك لم يكلف الناس أنفسهم عناء اتباعها.
ويعود ذلك جزئيًا إلى أن نظام ترتيب الصفحات كان يعتمد على عدد الروابط الواردة إلى صفحة معينة، وكلما زاد عدد هذه الروابط ارتفع الترتيب، ولكن لم تكن هناك طريقة حتى الآن لقياس مصداقية هذه الروابط خلال هذه الفترة (الجزء الأول من العقد الأول من القرن الحادي والعشرين).
حيث تقول مدونة Marketing Technology: لا يزال من الممكن استخدام تقنيات الروابط الخلفية لتصنيف الصفحات التي لم تكن مرتبطة حتى بمعايير البحث.
في عام 2001 استضاف Charlie Rose كلًا من Page وBrin في برنامجه، وسألهما: لماذا يسير مقترحهما على ما يرام؟
أكد Brin أنه – في ذلك الوقت – كان Google محرك بحث لا أكثر، وكان يبحث في الويب ككل، وليس فقط عن الكلمات التي تظهر في كل صفحة.
إلا أنه قد حددت منهج بعض تحديثات الخوارزمية الرئيسية الأولية التي ستبدأ في فحص هذه الكلمات عن كثب.
-
2003-2004
مع تحديث المسمى “فلوريدا” لخوارزمية جوجل في تشرين الثاني/ نوفمبر 2003، بدأ هذا الاتجاه في الويب فقد أصبح الأمر أكثر من أقوال وكلمات فقط.
وعلى الرغم من أن مواقع عديدة فقدت تصنيفها بالنسبة لـ Search Engine Watch، لكن العديد من المواقع استفادت أيضًا، حيث كان أول مثال رئيسي للمواقع التي تتلقى عقوبات هي التي تقوم بحشو الكلمات الرئيسية، مما يشير إلى تركيز جوجل على حل المشكلة للمستخدم أولاً، بشكل أساسي مع محتوى عالي الجودة.
في عام 2004، وُجدت واحدة من أكثر النسخ البدائية للبحث الصوتي من جوجل، فيما وصفته صحيفة نيويورك تايمز بتجربة نصف مكتملة، وبينما كانت التكنولوجيا بدائية إلى حد ما في ذلك الوقت، كانت هناك أيضًا إشارة إلى الأهمية المستقبلية للجوّال في تحسين محركات البحث.
-
2005: عام مهم في تاريخ تحسين محركات البحث
كان عام 2005 من أكبر الأعوام في عالم محركات البحث، ففي شهر يناير من هذا العام اتحدت Google مع Yahoo و MSN من أجل سمة Nofollow (عدم المتابعة)، حيث تم إنشاؤها جزئيًا لتقليل كمية الروابط والتعليقات غير المرغوب فيها على مواقع الويب وخاصة المدونات.
بعد ذلك، في شهر حزيران (يونيو) أطلقت جوجل البحث المخصص لأول مرة، والذي استخدم سجل بحث وتصفح شخص ما لجعل النتائج أكثر صلة.
في تشرين الثاني (نوفمبر) من ذلك العام تم إطلاق تحليلات جوجل Google Analytics، والذي لا يزال يُستخدم حتى اليوم لقياس زيارات الموقع وعائد الاستثمار للحملة.
-
2009: تغييرات في تحسين محركات البحث
في عام 2009 شهد عالم محركات البحث بعض التغيير، حيث تم إطلاق Bing لأول مرة في شهر يونيو، حيث قامت ميكروسوفت بتسويقه بقوة كمحرك بحث من شأنه أن ينتج نتائج أفضل بشكل ملحوظ من جوجل.
ولكن كما توقعت شركة SEL لم يكن بينج هو “قاتل جوجل”، ولم يختلف كثيرًا مع جوجل، في الواقع وفقًا لـ Search Engine Journal كان الاختلاف الوحيد الملحوظ هو ميل بينج إلى إعطاء الأولوية للكلمات الرئيسية في عناوين URL، بالإضافة إلى تفضيل الكلمات ذات الأحرف الكبيرة والصفحات من المواقع الكبيرة.
في العام نفسه في آب/ أغسطس قدمت Google استعراض لتغيير الخوارزمية وسميت وقتها “Caffeine” وطلبت مساعدة الجمهور لاختبار “البنية التحتية للجيل التالي”، حيث يقول Moz إنها كانت “مصممة لتسريع الزحف، وتوسيع الفهرسة، ودمج الفهرسة والتصنيف في الوقت الفعلي تقريبًا”.
لم يتم تقديم خوارزمية Caffeine بالكامل إلا بعد مرور عام تقريبًا – عندما تم تحسين أيضًا سرعة محرك البحث.
ولكن في ديسمبر من عام 2009، تم إصدار دراسة عن البحث في الوقت الفعلي، وقد تضمنت نتائج البحث في جوجل أشياء مثل التغريدات والأخبار العاجلة.
لقد كانت خطوة أكدت أن تحسين محركات البحث لم يعد مخصصًا لمشرفي المواقع فقط، إذ بدءًا من تلك اللحظة فصاعدًا، سيتعين على الصحفيين وكتاب نصوص الويب وحتى مديري المجتمعات على وسائل التواصل الاجتماعي تحسين المحتوى للظهور بمحركات البحث.
من 2010 إلى اليوم
عندما تكتب أي شيء في مربع البحث في جوجل، فمن الممتع والمفيد أن تطّلع على الاقتراحات التلقائية التي تظهر، حيث يرجع الفضل في ذلك إلى تقنية البحث الفوري من Google التي تم طرحها في سبتمبر 2010.
في البداية كان يقول Moz أنها جعلت تحسين محركات البحث “محترقة”، حتى أدركوا أنه لم يكن لها أي نتيجة في الترتيب.
لكن بحث جوجل الفوري جنبًا إلى جنب مع تطور تحسين محركات البحث من عام 2010 فصاعدًا كان مجرد مرحلة أخرى من مهمة محرك البحث لتقديم حلول للمستخدم.
شهد ذلك العام أيضًا أهمية متزايدة لمحتوى وسائل التواصل الاجتماعي في تحسين محركات البحث، ففي كانون الأول/ ديسمبر 2010 أضاف كل من جوجل وبينج “إشارات اجتماعية، حيث عرضت مثلًا بالنتائج الأولى أي منشورات مكتوبة على فيسبوك من شبكتك الخاصة والتي تطابق سؤالك، كما بدأت أيضًا في إعطاء ترتيب صفحات لملفات تعريف تويتر التي تم ربطها تباعًا.
-
2011: عام الباندا (Panda)
سيستمر الاتجاه المتمثل في معاقبة المواقع بسبب التلاعب غير العادل بخوارزمية جوجل، إذ كانت بعض هذه الحوادث علنية أكثر من غيرها، بما في ذلك واحدة مع Overstock.com في عام 2011، في ذلك الوقت حسب وول ستريت جورنال كان للنطاقات التي تنتهي بـ .edu سلطة أعلى في نظر جوجل.
لذا فقد استخدمت شركة Overstock ذلك لمصلحتها من خلال مطالبة المؤسسات التعليمية بالارتباط بموقعها، ثم استخدام كلمات رئيسية مثل “المكانس الكهربائية” و “أسرّة من طابقين”، مع تقديم خصومات للطلاب وأعضاء هيئة التدريس في المقابل.
إذ ستعمل هذه الروابط الواردة على تحسين تصنيفات Overstock عند البحث باستخدام مثل هذه الكلمات الرئيسية، لكن توقف Overstock عن هذه الممارسة في عام 2011 وعاقبتها جوجل بعد فترة وجيزة.
كان أيضًا 2011 هو عام Panda، والذي تم طرحه لأول مرة في فبراير وهو تحديث الخوارزمية الذي اتخذ إجراءات صارمة ضد مزارع المحتوى، حيث كانت تلك المواقع تحتوي على كميات هائلة من المحتوى الذي يتم نشره وتحديثه باستمرار إلا أنه منخفض الجودة، حيث تمت كتابته لغرض وحيد هو توجيه نتائج محركات البحث، وتميل أيضًا مزارع المحتوى إلى الحصول على نسب عالية من الإعلانات وقد تم تدريب الباندا على تعقبها.
خضع Panda نفسه للعديد من التحديثات، لدرجة أنه في الجدول الزمني للتغييرات على خوارزمية جوجل رفض Moz سرد أي تغييرات لم تكن كبيرة بعد عام 2011، وحتى مع هذا الاستثناء لا يزال هناك ثمانية وعشرين تحديثًا للباندا، في كثير منها كان من الصعب قياس التأثير وذلك حتى يوليو 2015.
-
2012: جاء البطريق/ penguin
في أبريل 2012 اتخذت Google ما أسمته “خطوة أخرى لمكافأة المواقع عالية الجودة”، مع أول تحديث من تحديثات Penguin العديدة.
وفي نفس هذا الوقت كانت أقرت قبل شهر مدونة Bing من خلال منشور حول الوجه المتغير لتحسين محركات البحث.
استهدف Penguin أو البطريق المواقع التي تستخدم بمهارة أساليب تحسين محركات البحث ذات القبعات غير البيضاء، على سبيل المثال أولئك الذين لديهم محتوى قد يكون إعلاميًا في الغالب، ولكن تم إغراقه أيضًا بروابط تشعبية غير مرغوب فيها لا علاقة لها بـ H1 بالصفحة.
تجدر الإشارة إلى أن عام 2012 شهد أيضًا عودة إلى فكرة جوجل الأصلية لمكافحة الإعلانات الثقيلة، وذلك مع التحديث المسمى “الجزء المرئي من الصفحة”، حيث بدأ في خفض ترتيب المواقع التي تحتوي على مساحة إعلانية كبيرة فوق “الجزء المرئي من الصفحة” أو النصف العلوي من الصفحة.
في النهاية ستتجاوز جوجل مجرد استهداف المحتوى غير المرغوب فيه.
تحديث خوارزمية Payday Loan الذي تم التلميح إليه في يونيو 2013 وتم طرحه رسميًا في مايو التالي – ركز في الواقع بعلى الاستعلامات التي كان من المرجح أن ينتج عنها نتائج غير مرغوب فيها.
كانت تلك عادةً عمليات بحث عن أشياء مثل قروض الدفع وأشياء غيرها، عدّلت جوجل نظام التصنيف الخاص بها للمساعدة في منع الرسائل غير المرغوب فيها من تلك النتائج، وعلى الرغم من أنها لا تؤثر بالضرورة على جهود تحسين محركات البحث للمواقع الشرعية، إلا أنها كانت جهودًا للحفاظ على صحة نتائج البحث.
تحوّل جوجل إلى المحلية
تماشيًا مع تقليد تحديثات الخوارزمية التي تحمل أسماء الحيوانات أصدرت جوجل Pigeon (الحمامة) في 2014، والتي كان لها تأثير كبير على نتائج البحث المحلية.
يبدو أنه قد تم تصميمه في ذلك الوقت لتحسين البحث عبر الخرائط. التي بدأ التعامل معها ببعض من نفس التقنيات التي تم تطبيقها على وظائف البحث الأخرى، مثل “الرسم البياني المعرفي، والتصحيح الإملائي، والمرادفات”.
وستصبح عمليات البحث المحلية أمر كبير ومهم بالسنوات المقبلة.
عام 2015
قد يكون أكبر إعلان لتحسين محركات البحث بعد عام 2010 هو تحديث جوجل للجوّال في أبريل 2015. عندما أصبحت المواقع غير الملائمة للجوّال تحصل على تصنيفات/ ترتيب أقل.
هذا يعني أن تحسين محركات البحث لم يعد متعلقًا بالكلمات الرئيسية والمحتوى. حيث أصبح التصميم سريع الاستجابة والمتوافق مع الجوّال مهمًا أيضًا.
أعلنت جوجل عن هذا التغيير مسبقًا، في شباط/ فبراير 2015. من خلال اختبار التوافق مع الجوّال سمح لمشرفي المواقع بمشاهدة المشكلات المحتملة وإجراء التغييرات قبل طرح التطبيق.
لكن لم يكن هذا آخر تحديثات جوجل للجوّال. حيث أعلنت عن حملة على النوافذ المنبثقة للجوال في أغسطس (آب) 2016.
ماذا بعد؟
ما زال هناك المزيد من التغيير يلوح في الأفق.
إلى الجوّال وما بعده
بما أنّ استخدام الجوّال في الوسائط الرقمية يرتفع بشكل ملحوظ مقارنة باستخدام الحاسوب. فمن المنطقي أن يتجه تحسين محركات البحث إلى الاهتمام بالجوّال.
إذ يبلغ استخدام الوسائط الرقمية عبر الجوّال نحو 52%، في حين تنخفض النسبة لتصل إلى 42% للحاسوب (desktop). وهذا الاتجاه ترجمه جوجل بتفضيل تجربة المستخدم المتوافقة مع الجوّال.
من ناحية أخرى من المتوقع أن يشهد البحث الصوتي في جوجل اهتمامًا أكبر في المستقبل القريب. وفي الحقيقة إن اتجاه البحث الصوتي آخذ في الازدياد. إذ إن 20% من عمليات البحث على جوجل تتم حاليًا بالصوت. وكذلك 25% من عمليات بحث Bing.
بالإضافة إلى أن ظهور المساعد الشخصي الرقمي الذي يعمل بالصوت من أمازون واسمه (Alexa) زاد من وتيرة هذا الاستخدام.
وعلى الرغم أنه لا تتوفر طريقة واضحة لتحسين البحث الصوتي حتى الآن بسبب نقص التحليلات في هذا المجال. لكن المتوقع أن تصبح هذه التحليلات متاحة قريبًا. مما يؤدي إلى إنشاء ركيزة مهمة أخرى لتحسين محركات البحث.
الاتجاه نحو المحلية
لكن هذا يخلق مشكلة توطين اللغة في تحسين محركات البحث وتحسين النتائج لتكون ذات صلة بالمنطقة. حيث يظهر هذا بشكل خاص في مجال البحث الصوتي، إذ يُستخدم Yelp (هو موقع يربط بين الناس والأعمال التجارية المحلية) في البحث الصوتي عمّا هو قريب أو في الجوار.
من جهة أخرى تستعمل مجتمعات الأعمال الاستفسارات الصوتية أيضًا. مما يشكل فرصة لتحسين محركات البحث للشركات المحلية. وذلك من خلال التأكد من أن قوائمها “شاملة ودقيقة ومحسّنة للإشارة إليها” على موقع جهة خارجية.
الاقتراب من حالة التواصل الاجتماعي
بينما كان لإدخال البحث في الوقت الفعلي من جوجل عام 2009 بعض النتائج الاجتماعية. أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا محوريًا من إستراتيجية تحسين محركات البحث (SEO).
عندما بدأ محرك البحث في فهرسة التغريدات عام 2011 على سبيل المثال. كانت إشارة إلى أن المستخدمين سيبحثون قريبًا عن المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي كما يفعلون ذلك عبر البحث.
في الواقع قد تكون هذه الفهرسة هي نسخة جوجل الخاصة لبناء الموثوقية في المستقبل. بفترة عندما يُصبح الناس يستخدمون محركات البحث بطريقة مختلفة عن الطريقة التي نستخدمها الآن.
على أي حال من كل ما سبق نستوعب لماذا تحوّل تحسين محركات البحث إلى وظيفة بدوام كامل. ومن جهة ثانية سيستمر تاريخ تحسين محركات البحث في التطور. وسيتطلب تنفيذها بشكل جيد مستوى عالٍ من المهارة والأخلاق والمعرفة بالجديد في التكنولوجيا.
لذا لا بدّ من تواجد شخص متخصص في تحسين محركات البحث. وهذا ما تركز عليه الشركات جميعها اليوم.
للمزيد: اطّلع على المصدر
اقرأ معنا أيضًا:
مصطلحات مفيدة في محرّكات البحث