هل سيقوم الذكاء الاصطناعي باستبدال وظائف المسوقين الرقميين؟

المفضلة القراءة لاحقاً

خلال السنوات القليلة الماضية، شهدنا تقدّماً ملحوظاً في تكنولوجيا التعلُّم الآلي، والتي أصبحت قادرة على التعامل مع مجموعة من المهام. ومع ذلك، يجب على المسوّقين فهم أساسيَّات هذهِ التكنولوجيا قبل الاِنطلاق في اِستخدامها. إذ أنَّه ما زالت اللَّمسة البشرية تحتفظ بقيمتها المتميّزة في عالم التسويق.

في هذا المقال، سنستعرض الأسباب التي تجعل إمكانيّة اِستبدال المسوّقين المحترفين بالروبوتات أمراً بعيد المنال في الوقت الراهن. وكيف يمكن للذكاء الاِصطناعي أن يكون أداة مفيدة تضيف ميزة للمسوِّقين.

هل سيقوم الذكاء الاصطناعي باستبدال وظائف المسوقين الرقميين؟

تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل

أصبح التغيير المرافق للذكاء الاِصطناعي في سوق العمل موضوعاً مهمَّاً للمناقشة؛ وذلك بسبب تأثيره المعقَّد على التوظيف. حيثُ يمكن للتكنولوجيا القيام بأتمتة بعض المهام وتحويل الصناعات، ولكن لا تزال غير قادرة على اِستبدال العديد من الوظائف.

وقبل أن نتناول هذا الجانب، سنستعرض أبرز التطوّرات التي شهدتها التكنولوجيا، وتأثيرها على العالم.

استبدال الآلة للوظائف

إحدى المخاوف المحيطة بالذكاء الاِصطناعي هو اِحتمال إزاحة الوظائف، حيثُ تحلّ الأتمتة محلّ بعض المهام التي كان يقوم بها البشر سابقاً.

ووفقاً للأبحاث، يمكن للذكاء الاِصطناعي أن يتسبَّب في فقدان وظائف لما يقرب من (400) مليون إلى (800) مليون شخص، أو إجبارهم على البحث عن مسار وظيفي بديل بحلول عام (2030).

كما يمكن لتقنيَّات الذكاء الاِصطناعي، مثل الروبوتات والتعلُّم الآلي، أتمتة المهام الروتينية والمتكرِّرة في مختلف القطاعات، ممَّا يؤدّي إلى تقليل الطلب على أنواع معيَّنة من الوظائف. وتُعدُّ القطاعات مثل التصنيع وخدمة العملاء والنقل وإدخال البيانات من بين الصناعات الأكثر عرضة لاِستبدالها بالأتمتة.

إنشاء أدوار جديدة

في حين أنَّ الذكاء الاِصطناعي قد يُلغي بعض الوظائف، فإنَّه يمتلك أيضاً القدرة على خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الأدوار الحالية.

مع تقدُّم تقنية الذكاء الاِصطناعي، ستظهر أدوار جديدة لتطوير أنظمة الذكاء الاِصطناعي وتنفيذها وصيانتها. بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك طلب مُتزايد على المحترفين في مجالات مثل تحليل البيانات، التعلُّم الآلي، أخلاقيات الذكاء الاِصطناعي، وتصميم الخوارزميات.

كما ستحتاج المؤسَّسات إلى أفراد؛

  • للإشراف على أنظمة الذكاء الاِصطناعي.
  • وضمان الاِعتبارات الأخلاقية.
  • واِتّخاذ قرارات اِستراتيجية بناءً على رؤى الذكاء الاِصطناعي.

تعزيز المهارات مهم بقدر تطويرها

من المرجَّح أن يؤدِّي الاِعتماد الواسع على الذكاء الاِصطناعي، إلى تحوّل في المهارات المطلوبة في سوق العمل. وقد يتمّ أتمتة بعض المهام ذات المهارات المنخفضة والمتكرّرة، ممَّا يؤدِّي إلى زيادة التركيز على المهارات التي تكمل تقنيَّات الذكاء الاِصطناعي. وتتضمَّن هذه المهارات التفكير النقدي، الإبداع، حلّ المشكلات، القدرة على التكيُّف، الذكاء العاطفي، واِتّخاذ القرارات المعقَّدة.

ومن المهمّ الاِهتمام بالمبادرات التي تعزّز المهارات الحالية للموظَّفين، لاِكتساب الكفاءات اللَّازمة للتكيُّف مع التغيّرات في سوق العمل.

التركيز على الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية

يترتَّب على تأثير الذكاء الاِصطناعي على سوق العمل آثاراً اِجتماعية واِقتصادية أوسع. فقد يسهم في تفاقم عدم المساواة في الدخل، إذا لم يتمّ توزيع فوائده بشكل عادل.

يسهم الذكاء الاصطناعي في تسهيل حياة المسوقين

يجعل الذكاء الاِصطناعي حياة المسوّقين أسهل، ولكنَّه فقط جيِّد بقدر البيانات التي نقدِّمها له.

يعتقد باتريك تايرز، المدير الإداري لوكالة (Racket Agency): أنَّ الذكاء الاِصطناعي سيكون مفيداً بالتأكيد، وأفاد بأنَّه: “سيعزِّز الذكاء الاِصطناعي بالتأكيد صناعاتنا وعملنا، ويعزّز الكفاءة لنا جميعاً. فهو يوفّر الوصول السريع إلى المعلومات التي نحتاجها، ويزيد من دقَّتنا ويبسّط يوم عملنا. على الرغم من أنَّه مذهل، إلا أنَّه من المهمّ أن نتذكّر أنَّ الذكاء الاِصطناعي يُعيد اِستخدام المعلومات الموجودة بالفعل، ومع ذلك، فإنَّ الفوائد واضحة.”

يسهم الذكاء الاصطناعي في تسهيل حياة المسوقين

تحسين مهاراتك في التسويق باستخدام الذكاء الاصطناعي

يمكنك اِستخدام الذكاء الاِصطناعي لجعل نفسك مسوِّقاً أفضل، من خلال الاِطّلاع الدَّائم على الأدوات والمعلومات الجديدة.

حيثُ أنَّ كيفية اِستخدام الشركات للذكاء الاِصطناعي، أصبحت أكثر أهميَّة في المشهد الرَّقمي الحالي.

  • يساعد الذكاء الاِصطناعي المسوّقين على تحليل كميَّات كبيرة من البيانات بسرعة ودقَّة. ممَّا يوفّر نتائج قيّمة حول سلوك المستهلك واِتّجاهات السوق. يمكنهم بعد ذلك اِستخدام هذه المعلومات لتطوير اِستراتيجيات وحملات تسويقيَّة أكثر فعَّالية، مصمَّمة خصِّيصاً لتلبية اِحتياجات واِهتمامات الجمهور المستهدف.
  • يمكن أن يساعد الذكاء الاِصطناعي أيضاً في إنشاء محتوى يلائم المستهلكين. من خلال معالجة اللغة الطبيعية (NLP) وخوارزميات التعلُّم الآلي، يمكن للذكاء الاِصطناعي مساعدة جهات التسويق في تحديد اللغة والنبرة التي تتوافق بشكل أفضل مع جمهورهم المستهدف. هذا يؤدِّي إلى إنتاج محتوى محسّن للمشاركة والتحويل.
  • يُعدُّ الذكاء الاِصطناعي أيضاً مهمَّاً في تسريع عملية إنشاء المحتوى. وقد ذكرت شركة (McKinsey & Company) أنّ (30%) على الأقلّ من المهام في (60%) من الوظائف يُمكن أتمتتها. وبينما لا يمكن للذكاء الاِصطناعي اِستبدال البشر في العمل، فإنَّه يمكن أن يساعد في تجاوز مسودة المنشورات غير المناسبة في عملية إنشاء المحتوى. 
  • يمكن أتمتة سير العمل باِستخدام الحلول الحالية للاِتّصالات والإنتاجية التي تستخدم الذكاء الاِصطناعي. على سبيل المثال، يمكن للمسوّقين تحسين كفاءة وفاعلية جهود التسويق عبر البريد الإلكتروني بشكل كبير باِستخدام الذكاء الاِصطناعي. وذلك عن طريق تحسين وقت الإرسال وتقييم محتوى البريد الإلكتروني، لتحديد ما إذا كان من المرجَّح أن يتمّ تصفيته كرسائل غير مرغوب بها وحتَّى كتابة المواد بالنيابة عنك.

وبفضل ذلك، يمكن للمسوّقين تحقيق النتائج من خلال صياغة حملات أكثر فعَّالية، برسائل تتماشى مع جمهورهم المستهدف بشكل أفضل.

ما الذي يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي استبداله؟

في الغالب سيتمكَّن الذكاء الاِصطناعي من اِستبدال تلك المهام اليوميَّة التي تتراكم مع مرور الوقت، وتتضمَّن:

  • التكرار: يمكن تدريب أدوات الذكاء الاِصطناعي لأداء المهام الروتينيَّة المتكرِّرة بطبيعتها. مثل، فرز وتصنيف كميَّات كبيرة من البيانات، وإنشاء التقارير، وإجراء فحوصات مراقبة الجودة.
  • صنع القرارات: يمكن اِستخدام أدوات الذكاء الاِصطناعي لاِتّخاذ القرارات، بناءً على تحليل البيانات والنمذجة التنبؤيَّة. ويمكن أن يؤدِّي ذلك إلى تسريع هذه المهام، مثل تقييم طلبات القروض أو تحليل البيانات الماليَّة لتحديد فرص الاِستثمار.
  • خدمة العملاء: هل تعلم أنَّ (41%) من جميع روبوتات الدردشة التجارية تُستخدم للمبيعات؟ إذ أنَّ الشركات تستخدم روبوتات الدردشة الذكيَّة للتعامل مع العديد من جوانب خدمة العملاء، مثل الإجابة عن الأسئلة الشائعة، ومعالجة الشكاوى، وتوفير الدَّعم.

ما الذي يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي استبداله؟

وبالرغم من قدرات أدوات الذكاء الاِصطناعي الكبيرة، إلا أنَّها لا تستطيع اِستبدال التحكّم البشري والإبداع والتعاطف. وبالتالي، يحتاج اِستخدام هذه الأدوات في المساعدة إلى الخبرة البشرية.

لذلك فإنَّ التعاون بين الإنسان والذكاء الاِصطناعي يقلِّل من المهام التي تتطلَّب الكثير من الجهد. حيثُ يمكن للذكاء الاِصطناعي أن يكون مساعداً في المشاريع ويستخدم خبرة الإنسان كدليل.

الخلاصة

في النهاية، قد يكون للذكاء الاِصطناعي قدرات متقدِّمة ويحاول حتَّى محاكاة التفكير البشري بخوارزميَّاته، ولكن هذه التطوّرات لا تقترب بأيّ حال من القدرات الإبداعية للمسوِّق المحترف. 

إذ يتمتَّع المسوِّقون بالقدرة على إنشاء حلول ملموسة تحثّ العملاء على العودة مرَّة أخرى. وهي مهارة لا يمكن للذكاء الاِصطناعي فهمها، بغضّ النظر عن مدّة معالجة البيانات باِستخدام الخوارزميّات.

المصادر

Analyticsvidhya , racketagency , neilpatel 




أضف تعليقاً:

يجب عليك لإضافة تعليق

    الأعضاء الذين قرأوا المقال

    ×

    muhammad khatib

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 15465

    fahed hammad

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 7666

    Mostafa Farouk

    الرتبة: عضو نشيط النقاط: 273

    Kaabi Rabeh

    الرتبة: مشترك النقاط: 80

    Kawkeb Merzougui

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 5362

    Ahmad Natsheh

    الرتبة: عضو متفاعل النقاط: 840

    Bandri

    الرتبة: مشترك النقاط: 85

    Jamel Brahim

    الرتبة: عضو متفاعل النقاط: 505

    mohamed

    الرتبة: عضو متفاعل النقاط: 513

    * Jaber

    الرتبة: مشترك النقاط: 135
    بالاضافة إلى 1.1k شخص آخر