المحتوى
تعتبر مقاطع الفيديو بلا شك من أقوى الوسائل التسويقية تأثيرًا في الجمهور، فبحسب خبراء وكالة أبحاث التسويق MarketingSherpa تزيد مقاطع الفيديو من معدلات الزيارة إلى الموقع بنسبة تصل إلى 300%.
وبحسب دراسة أخرى أصدرتها شركة HupSpot لبرمجيات المبيعات يتقدّم الفيديو على كل أنواع المحتوى التسويقي الأخرى من حيث العائد بنسبة 52%.
في حين أكد 97% من المسوقين أن الفيديو قد ساعدهم في توصيل رسالتهم بشأن منتجاتهم إلى المستخدمين بشكل أفضل.
كل هذا يوضح الأهمية الشديدة للاستعانة بمقاطع الفيديو في عملية التسويق، في المقابل يرى البعض أن عملية إنتاج الفيديو شاقة ومكلفة وصعبة.
لكن هذا فعليًا قد أصبح جزءًا من الماضي فمع تطور التكنولوجيا وتوفرها بين أيدينا صار من السهل إنتاج الفيديوهات التسويقية بشكل احترافي وسريع ومجاني؛ فقط عليك اتباع الخطوات التالية.
الخطوة الأولى: حدد نوع الفيديو
للفيديوهات أنواع متعددة ولكل منها تأثيره الخاص وقدرته على جذب جمهور مختلف أو إيصال الفكرة بطريقة معينة، فيما يلي أبرز أنواع الفيديوهات التسويقية:
فيديو تعريف بالمنتج أو الخدمة
يكون هدف الفيديو شرح المنتج أو الخدمة وتقديم إجابة على أسئلة مثل: ما هو المنتج أو الخدمة؟ ولماذا هو مهم؟ ولماذا هذا المنتج بالتحديد؟ وكيف تحصل عليه؟
فيديو ترويج للعلامة التجارية
على العلامة التجارية نفسها ورسالة الشركة وأهدافها وخدماتها ورسالتها المجتمعية.
الفيديوهات التجريبية
مثل استعراض طريقة استخدام المنتج أو الخدمة، وأحيانًا يكون هذا عبر أحد الأشخاص المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي.
فيديو دراسة حالة أو عرض شهادة العملاء
مثل عرض تجربة لشخص حقق له المنتج استفادة كبيرة، أو عرض عدد من شهادات العملاء ومراجعاتهم عن منتجك.
فيديو مقابلة الخبراء
إجراء مقابلة مع خبير أو أحد رواد المجال ذات الصلة بالمنتج أو الخدمة ويتحدث في الفيديو عن المواصفات والمزايا.
فيديو تصوير من الكواليس
مثل عرض مكان العمل للمؤسسة من الداخل، وسير العمل بداخلها وعرض مداخلات لفريق العمل.
وإظهار اهتمام المؤسسة بمعايير الجودة وآراء وشكاوى العملاء، وهو ما يعزز الثقة في العلامة التجارية ويخلق أُلفة بينك وبين والجمهور.
وهناك أنواع أخرى من المقاطع التي تستهدف جذب العملاء بطرق أخرى:
كمقاطع لاختبار جودة المنتج أو تغطية فعالية للشركة أو فيديوهات تعليمية ذات صلة بمجال الشركة أو مقاطع البث المباشر وغيرها.
الخطوة الثانية: حدد شكل الفيديو
1– الفيديوهات التمثيلية
هي المقاطع التي تعتمد على مشاهد تمثيلية يؤديها أفراد، ويتم تصويرها في مكان أو موقع باستخدام معدات التصوير حيث يتم فيها تنفيذ سيناريو دعائي مكتوب، ثم تأتي مرحلة المونتاج.
2- فيديو الرسوم المتحركة Motion Graphic
هي المقاطع التي تستخدم فيها الرسوم المتحركة ويتم تصميمها وتحريكها بشكل إبداعي وجذاب مصحوب بتعليق ومؤثرات صوتية، وذلك في سياق سيناريو مكتوب للمقطع الدعائي لشرح المنتج أو الخدمة وإقناع الجمهور بها.
ورُغم صعوبة إنشاء وتحريك هذه الرسوم إلا أنه توجد منصات تحاول تسهيل الموضوع، عن طريق وضع نماذج وقوالب ومؤثرات صوتية جاهزة وسهلة الاستخدام ومنها مثلًا منصة بوتون powtoon وهي منصة مدفوعة.
وأيضًا إضافة Animation Composer وهي عبارة عن ملحق يتم تثبيته ببرنامج After effect بها الكثير من النماذج والرسوم والمؤثرات وهي إضافة مجانية.
3- فيديوهات السبورة البيضاء Whiteboard
وهي المقاطع التي تظهر في خلفياتها سبورة أو لوحة، وتظهر عليها رسومات وكتابات متتالية مصحوبة بتعليق ومؤثرات صوتية.
هناك العديد من البرامج التي تدعم تصميم الفيديوهات بهذه الطريقة ويعتبر من أشهرها برنامج Videoscribe، وهو برنامج سهل الاستخدام ويحتوي على الكثير من القوالب والرموز التي تمكن من إنتاج الفيديو بسلاسة.
ومتوفر لهذا النوع من البرامج شروحات باللغة العربية على الإنترنت.
https://www.youtube.com/watch?v=L9ptmYZeO_w
4- فيديوهات التايبوجرافي
وهي مقاطع فيديو سهلة الإنتاج نسبيًا تظهر فيها النصوص متتابعة بالتزامن مع تعليق صوتي يقرأ النصوص المكتوبة، وتتحرك فيها العبارات والكلمات بطرق مرنة مع وجود أيقونات أو رموز معبرة بجوار النصوص أحيانًا.
وتعتبر أداة kinetic من أشهر أدوات تصميم فيديوهات التايبوجرافي على الإنترنت وتقدم قوالب مميزة للغاية، كذلك برامج المونتاج الأخرى تدعم تصميم الفيديوهات بنفس الطريقة.
هناك أنواع أخرى من المقاطع مثل فيديوهات شرائح العرض Slide Show، وهي عبارة عن دمج لعدد من الصور معًا، وفيديوهات تصوير الشاشة وتستخدم أكثر في عرض وشرح البرامج والتطبيقات الإلكترونية، وفيديوهات الإنفوجرافيكس والتي تقوم على التمثيل المرئي للبيانات لتسهيل استيعابها وجعلها شائقة.
عادة لا يتم الاكتفاء بشكل واحد فقط لإخراج الفيديو بل بدمج عدة أشكال معًا، وهو ما يزيد من عناصر الإبهار والجذب ويضاعف عنصر الحركة في الفيديو ما يجعله محببًا إلى المشاهد.
الخطوة الثالثة: الفكرة
الحصول على الأفكار ليس صعبًا فقط عليك القيام ببعض الخطوات لتوليد أفكار جديدة باستمرار، كالعصف الذهني سواء بمفردك أو من خلال مجموعة العمل.
المتابعة المستمرة لحملات الدعاية وبالأخص المحتوى الأجنبي، مراجعة تعليقات وتساؤلات الجمهور على صفحاتك بمواقع التواصل الاجتماعي واستلهام الأفكار منها.
استغلال المناسبات المعروفة مثل الأعياد والأحداث العامة، تصفح المواقع والصفحات المتخصصة في الدعاية والتسويق، ولا تنس أثناء ذلك تدوين الأفكار باستمرار.
الخطوة الرابعة: كتابة السيناريو
لا تحتاج في كل أنواع الفيديوهات لكتابة سيناريو بل أحيانًا يُكتفى بالإعداد فقط كمقابلات الخبراء مثلًا، وبعض الأنواع الأخرى التي تعتمد قدرًا من الارتجال يُكتفى فيها بإعداد المحاور العامة.
لكن إذا كنت بحاجة لكتابة سيناريو فلا يعتبر ذلك صعبًا وإن تطلب بعض المجهود، ليس عليك سوى اتباع الطريقة العلمية لذلك باستخدام أحد القوالب التي يقدمها موقع ستوري جايد لكتابة السيناريو وملء الحقول كما في الإرشادات.
أو الاطلاع على مصادر لتعلم كتابة السيناريو مثل محاضرات منصة إدراك.
الخطوة الخامسة: التحضير والتنفيذ
في هذه الخطوة تقوم بتجهيز الاستوديو وأماكن ومعدات التصوير ومعدات الإضاءة وأدوات تسجيل الصوت، وتوزع الأدوار على الأشخاص ويوضع كل ذلك في سياق خطة عمل موقوتة.
كل ما سبق لم يعد صعبًا وأصبح بالإمكان توفيره بأبسط التكاليف؛ فاستوديو التصوير ربما لا يكون أكثر من غرفة في منزلك أُعدّت لذلك، ومعدات التصوير لا تتعدى حامل وهاتف ذكي.
https://www.youtube.com/watch?v=ivoEEmFgM8A
ومُعدات الإضاءة أيضًا لا تتعدى كشّاف إضاءة أو أثنين رخيصا الثمن، لكن كلمة السر في الوصول بهذه الأدوات البسيطة إلى إنتاج احترافي هي إدراك الأساسيات والفنيات الخاصة بكل جزئية، مثل أنواع الإضاءة وأساسيات تحريك الكاميرا وهو ما يكفي للوصول إلى نتيجة تفوق التوقعات.
أساسيات تحريك الكاميرا
بعد كتابة الخطة وتجهيز الأدوات ليس عليك الآن سوى البدء بالتنفيذ، يبقى مهمًا التذكير بأنه بعض أنواع الفيديوهات لا تتطلب كل هذه التجهيزات حيث يتم إنتاجها إلكترونيًا فقط.
الخطوة السادسة: المونتاج
هي المرحلة التي يتم فيها قص مقاطع الفيديو المختلفة ودمجها معًا وإضافة النصوص والصور والأصوات والمؤثرات وتصميم الانتقالات وتصحيح الألوان وغيرها من أعمال المونتاج.
وتنفذ هذه الخطوة بواسطة برامج متخصصة لكن على خلاف ما قد تظن ليس الأمر بالصعوبة التي تتخيلها؛ فهذه البرامج تتميز أغلبها بسهولة التعامل معها ووضوح واجهة المستخدم ولوحة العمل.
حتى أن إنتاج الفيديو عليها أحيانًا لا يمثل أكثر من مجرد التنقل بين قوالب ونماذج ومؤثرات جاهزة، وبالطبع هي تدعم أيضًا الخيارات المتقدمة للمحترفين، ومن أبرز البرامج:
After effect
من إنتاج شركة أدوبي وهو برنامج متقدم نوعًا ما، يدعم أعمال المونتاج العادية إلا أنه يتجاوزها ليشمل إنشاء الرسوم المتحركة والتأثيرات البصرية والخدع السنيمائيةAfter effect .
Adobe Premiere
: أسهل كثيرًا من After effect في الاستخدام ويناسب المبتدئين، ويدعم مختلف عمليات المونتاج وتحرير الفيديو ويقدم الكثير من القوالب والنماذج الجاهزة Adobe Premiere .
Filmora
البرنامج من إنتاج شركة WonderShare، وهو سهل الاستخدام ويدعم كافة عمليات المونتاج وتحرير الفيديوهات ويُخرجها بصورة جذابة للغايةFilmora .
الخطوة السابعة: الرفع على منصات الاستضافة
خطوة الرفع هي خطوة هامة للغاية وبها الكثير من التفاصيل التي يجب الاهتمام بها، كالعنوان والذي يجب أن يكون جذابًا ويحتوي على الكلمات المناسبة لمحركات البحث، لكن احذر العناوين المُضللة لأنها تُعاقب من خوارزميات جوجل.
أيضًا في اليوتيوب يجب ألا يزيد العنوان عن 60 حرفًا ليظهر كاملًا، الكلمات المفتاحية هامة للغاية لتسهيل الوصول إلى مقطعك، إليك هذه الأداة Soovle والتي تساعدك على اختيار الكلمات المفتاحية المناسبة.
الصورة التي تظهر مع الفيديو تكون فاصلة في قرار المستخدم بالمشاهدة أو التجاهل وكذلك الوصف المصاحب للفيديو.
مواد الدعم
ربما ينقصك الآن الحصول على مصادر للموسيقى والمؤثرات الصوتية ومقاطع الفيديو الخام التي ستحتاج لها لتدعيم أعمالك خلال مرحلة المونتاج، فيما يلي إليك بعضًا من أفضل المكتبات المجانية لهذا الغرض الموجودة على الإنترنت:
الموسيقى والمؤثرات الصوتية: Youtube Audio Library و Bensound و Free Music Archive
الفيديو: Pexels و Stock Footage و Clipstill و Pixbay
لفترات طويلة كان يُنظر إلى صناعة الفيديو كأحد الأعمال الصعبة والمغلقة على المتخصصين، لكن التطور التكنولوجي حوّل الكثير من هذه المهام الصعبة إلى أعمال بإمكان الجميع ممارستها.
والآن لتنتج مقطعك الأول لم يعد مطلوب منك الكثير؛ فقط اقبل التحدي، واتبع الخطوات السابقة.
المصادر