المحتوى
ما الفرق بين التسويق عبر المؤثرين والتسويق بالعمولة؟
تعتبر الإحالات (التوصيات التي تقوم بها جهة أو شخص للتوصية بخدمتك أو منتجك) من أقوى أشكال الترويج التي يمكن أن يتلقاها أي عمل تجاري، وفي الفضاء الرقمي اليوم هناك طريقتان مثبتتان لإنشاء هذه التوصيات للعلامات التجارية هما: التسويق عبر المؤثرين أو التسويق بالعمولة.
هنا سنقوم بتوضيح الاختلاف والفروقات بين التسويق عبر المؤثرين والتسويق بالعمولة، مع الإشارة إلى كيفية عمل كل واحد منها ومدى فعاليتهما.
ما هو التسويق بالعمولة؟
التسويق بالعمولة هو إستراتيجية ترويجية موجهة نحو زيادة عدد الزيارات والعملاء المحتملين وعمليات الشراء للخدمات والمنتجات، حيث يتم تزويد المستخدمين الرقميين affiliates (المسوّقين عبر العمولة) بمعرفات عناوين URL فريدة (تُعرف باسم الروابط التابعة “affiliate links”) أو أكواد ترويجية، ومن خلال القدرة على تتبع هذه الروابط أو الأكواد وما تم جلبه من خلالها كعملاء جدد أو مبيعات يتم مكافئة الأشخاص أو الجهات التابعة affiliates.
وتقدم العديد من الشركات للجهات والأشخاص الذين يقومون بعملية التسويق بالعمولة نسبة مئوية من الإيرادات التي تولدها روابطها، أو رسوم ثابتة لكل مؤشر من مؤشرات الأداء (مثل النقر والإحالة والبيع والاشتراك)،
ويمكن لأي شخص تقريبًا التقدم ليصبح مسوّقًا بالعمولة affiliate، إلا أن بعض أنظمة التسويق بالعمولة لها متطلبات أولية، ويبقى الأفراد الذين لديهم أعدادًا كبيرة من المتابعين والمتفاعلين عبر الإنترنت هم أكبر المستفيدين من نظم التسويق بالعمولة.
ما هو التسويق عبر المؤثرين؟
التسويق عبر المؤثرين هو عندما يكون هناك شخصية لها حضور قوي على وسائل التواصل الاجتماعي مثل صانع المحتوى على اليوتيوب YouTuber أو إنستقرام Instagrammer أو المدونات Blogger، ثم يقوم هذا الشخص المشهور بصناعة محتوى خاص لعلامة تجارية معينة وذلك من أجل الترويج للعلامة التجارية وربما أيضًا للمنتج أو الخدمة بين معجبيه ومتابعيه وجمهوره، حيث يعمل هذا المحتوى إلى حد كبير كترويج شفهي (عبر الكلمة المنطوقة)، ويكون هدفه هو الترويج لرسالة محددة أو منتج أو خدمة وذلك بطريقة مجانية وأصلية ما يجعل الأمر أكثر تقبلًا لجمهور الشخص المؤثر.
ويقوم المؤثرون أحيانًا بتضمين روابط التسويق بالعمولة داخل محتواهم، وفي النبذة المختصرة الخاصة بهم Bio، وأيضًا قد يقدمون أكوادًا ترويجية لمتابعيهم، وهنا عند النظر إلى التسويق عبر المؤثرين كحملة إعلانية متكاملة تستهدف جمهورًا محددًا فهو يُقدّم مجموعة أوسع بكثير من إمكانيات التواصل والتفاعل وإبراز العلامة التجارية مقارنة بالتسويق بالعمولة، الذي لا يستطيع وحده القيام بكل ذلك.
في ما يلي سنلقي نظرة على مزايا وعيوب كل من التسويق عبر المؤثرين والتسويق بالعمولة؛ لمعرفة أيهما أكثر ملاءمة بالنسبة للعلامات التجارية والمعلنين من أصحاب الأعمال ومسؤولي التسويق.
مزايا التسويق عبر المؤثرين مقارنة بالتسويق بالعمولة
التسويق عبر المؤثرين هو نهج إستراتيجي يسمح للعلامات التجارية باختيار المؤثرين وبناء علاقات قوية مع جمهور واسع، والأهم من ذلك هو القدرة على تشكيل الكيفية التي سيتم الترويج بها لعلامتهم التجارية وتقديمها للمستهلكين بشكل إبداعي، فمن خلال التخطيط السليم يمكن لحملة تسويق عبر المؤثرين جيدة التنفيذ أن تقدم هذا النوع من الإبداع والتخصيص لكلًا من حجم الاستجابة المباشرة للأعمال وكذلك جهود إبراز العلامة التجارية.
يقود التسويق عبر المؤثرين لأفضل النتائج لجميع أنواع العلامات التجارية وذلك من خلال ربطها بالأشخاص المتفاعلين عبر قنوات ومنصات التواصل الاجتماعي الأكثر شيوعًا.
عيوب التسويق عبر المؤثرين
ترجع فعالية التسويق عبر المؤثرين إلى حد كبير إلى التخطيط الإستراتيجي وعلاقات المؤثرين القوية وطويلة الأمد مع معجبيهم، لهذا السبب تتطلب عملية تنفيذ حملة تسويق عبر المؤثرين ناجحة أن يكون هناك إستراتيجية مناسبة وتخطيط وإدارة للأشخاص المؤثرين وعملية التنفيذ، وبالتالي هذا يتطلب المزيد من الوقت والجهد.
التسويق عبر المؤثرين مقابل التسويق بالعمولة
يجب أن تكون العلامات التجارية التي تتطلع إلى إحداث تأثير في المشهد الرقمي والاجتماعي اليوم على استعداد للعثور على الأشخاص المؤثرين المناسبين، والتعاون معهم فيما يخص صناعة المحتوى والرسائل التسويقية، بالإضافة إلى إدارة الجداول الزمنية للنشر وعمليات إطلاق الحملات، أو يُمكن الاستغناء عن كل ذلك من خلال الشراكة مع وكالة ناجحة للتسويق عبر المؤثرين بحيث يتم نقل هذه العملية إلى خبراء هذا المجال.
وفي حين أن تكاليف التسويق بالعمولة يمكن أن تكون في حدها الأدنى من أجل أن تبدأ فيه، إلا أن العائد على الاستثمار أيضًا يمكن أن يكون في حده الأدنى وقتها، من ناحية أخرى غالبًا ما يؤدي تنفيذ حملة ناجحة للتسويق عبر المؤثرين إلى نتائج كبيرة ولكنه يتطلب أيضًا استثمارًا أكبر للوقت والمال.
باستخدام الإستراتيجية والفريق المناسبين يمكن للعلامات التجارية إنشاء حملات مؤثرة تلبي وتتجاوز مؤشرات قياس الأداء المطلوبة (KPI)، ومع ذلك يجب أن تكون العلامات التجارية على استعداد لاستثمار وقتها ومواردها من أجل الاستفادة من فرص العائد على الاستثمار الهائلة التي يقدمها التسويق عبر المؤثرين.
مزايا التسويق بالعمولة مقارنة بالتسويق عبر المؤثرين
لا يتعين على الشركات التي تتبنى نهج التسويق بالعمولة استثمار الكثير من الوقت أو المال، حيث يعد الأمر عملية فنية مباشرة نسبيًا عبر إنشاء برنامج في شركتك أو مؤسستك للتسويق بالعمولة من خلال إعطاء المسوقين معرفات عناوين URL فريدة أو أكواد ترويجية معينة، لتستطيع بعدها تتبع عدد الزيارات ومؤشرات قياس الأداء الرئيسية الأخرى، ثم مكافأة هؤلاء المسوقين بالعمولة.
وفي حين أن ما يقرب من 90% من المسوقين يوافقون على أن العائد على الاستثمار من التسويق عبر المؤثرين مشابه أو هو أفضل من أشكال الإعلان الأخرى، تتوقع دراسة حديثة أن صناعة التسويق بالعمولة سوف تتجاوز 8 مليارات دولار في الولايات المتحدة وحدها بحلول عام 2022، مما يوضح الاهتمام المتزايد بتنفيذ هذه الإستراتيجية.
وتجدر الإشارة مع ذلك إلى أن إنشاء نظام بدائي للتسويق بالعمولة لا يضمن النتائج، حيث تستخدم العديد من الشركات شكلاً من أشكال التسويق عبر المؤثرين كوسيلة لزيادة فعالية نتائج التسويق بالعمولة.
عيوب التسويق بالعمولة
لم يتم تصميم التسويق بالعمولة كرسالة أو حملة متماسكة، لذلك غالبًا ما تفتقر العروض الترويجية للمسوقين بالعمولة إلى التوجيه أو العبارات المقنعة للحث على اتخاذ إجراء (Calls To Action – CTA).
نتيجة لذلك ليس هناك ما يضمن أن التسويق بالعمولة سيستهدف أو سيصل إلى المستهلكين المعنيين بشكل صحيح، بالإضافة إلى ذلك يمكن أحيانًا دفن الروابط الخاصة بالتسويق بالعمولة في التعليقات أو الأوصاف أو أسفل المقالات، والتي من المحتمل أن يتجاهلها القراء أو المشاهدون أو لن يروها.
يمكن لأي شخص تقريبًا التقدم ليصبح مسوقًا بالعمولة، وعادة لا توجد عملية فحص متعمقة تُستخدم لفحص المتقدمين.
على الرغم من أن التسويق بالعمولة قد يبدو مستقلاً وسهل التنفيذ إلى حد ما باستخدام البرمجيات الخاصة بنظم التسويق بالعمولة، إلا أن هذه الخدمة الخاصة بالتسويق بالعمولة غالبًا ما تضحي بالبساطة حيث لا تملك القدرة على التحكم في كل من موضع الإعلان والرسائل المناسبة للعلامة التجارية والتعرض الكافي للجمهور.
نتيجة لذلك قد يكون للعلامات التجارية سيطرة قليلة أو معدومة على من يروج لسلعها أو يتماشى مع علامتها التجارية، يمكن أن يؤدي هذا النهج غير المتسق أيضًا إلى الغياب التام للرسائل الإعلانية الواضحة، وفي بعض الحالات وضع رسائل خاطئة من قبل المسوقين بالعمولة.
مقارنة التسويق بالعمولة بالتسويق عبر المؤثرين
يعتبر كل من التسويق بالعمولة والتسويق عبر المؤثرين شكلان من أشكال الترويج بالإحالة (التوصيات)، والتي يمكن للعلامات التجارية استخدامها لزيادة عدد الزيارات والمبيعات، وبينما يمكن استخدام التسويق عبر المؤثرين بشكل فعال لكل من الاستجابات المباشرة (شراء – اشتراك – …) وإبراز العلامة التجارية، فإن التسويق بالعمولة هو للاستجابات المباشرة فقط.
العديد من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي هم مسوقون بالعمولة، ولكن ليس كل المسوقين بالعمولة بالضرورة أشخاصًا مؤثرين.
في حد ذاته لا يمنح التسويق بالعمولة للعلامات التجارية القدرة على التحكم في المحتوى أو الرسائل، بينما في التسويق عبر المؤثرين يتم وضع إستراتيجات خاصة وتخصيص الجمهور واستهداف شريحة محددة.
يؤدي كل من التسويق بالعمولة والتسويق عبر المؤثرين إلى تحقيق النتائج، ومع ذلك تعتمد عوائد الاستثمار في هذه الحملات على كيفية صياغة الحملات وتنفيذها وتحسينها وتوسيع نطاقها.
في الختام يعتبر كل من التسويق بالعمولة وعبر المؤثرين أداتين مفيدتين في حد ذاتهما، ولكنهما يكونان أكثر قوة عند استخدامهما معًا.
المراجع : mediakix.com
اقرأ أيضًا:
التسويق بالعمولة من البداية وحتى الإحتراف
استراتيجية التسويق عبر المؤثرين: 11 عاملاً يجب مراعاتها عند التخطيط لحملة التسويق عبر المؤثرين