المحتوى
واحدة من أهم القضايا في عالم التسويق والأعمال هي كيفية التعامل مع التسويق للأطفال. لم يكن التسويق للأطفال مشكلة اِستهدفها الكثيرون منذ فترة، ولكن عندما أصبحنا أكثر وعياً بآثار التسويق وبعض عواقبه أدركنا أهميّة دراسته عتن كثب.
ممارسات التسويق لها تأثيرات واضحة على سلوك الأطفال
وجدت تجربتان سلوكيتان مع أطفال تتراوح أعمارهم بين (6) و(12) عاماً أنَّ ممارسات التسويق عبر الإنترنت لها تأثيرات كبيرة على سلوك الأطفال؛
- وجدت التجربة الأولى أنَّ الإعلانات المضمَّنة لها تأثير لا شعوري على الأطفال؛ فهي تؤثِّر على سلوك الأطفال دون أن يدركوا ذلك.
- وجدت التجربة الثانية أنَّ التعرُّض للمطالبات بإجراء عمليات شراء داخل التطبيقات له تأثير كبير على سلوك الشراء لدى الأطفال.
الآثار السلبية للإعلانات الموجهة للأطفال
في حين أنَّ هناك بعض التأثيرات الإيجابية للإعلانات، إلَّا أنَّها تفشل بالفعل في التفوُّق على السلبيات.
إليك بعض أهمّ الآثار السلبية للإعلان على الأطفال:
- عندما يوجِّه المعلنون اِستراتيجياتهم التسويقية نحو الأطفال، يساعدون في زيادة إلحاحهم لشراء منتج يحلو لهم. هذا قد يمثِّل مشكلة حقيقية لدى الوالدين خصوصاً إذا كان الطفل عنيد.
- قد يتمّ تفسير رسالة الإعلان بطريقة خاطئة وقد يركِّز الأطفال بشكل أساسي على السلبيات بدلاً من الإيجابيات.
- تُصور بعض الإعلانات حركات بهلوانية يمكن أن تكون خطيرة للغاية. على الرُغم من أنَّها تأتي مع تحذير قانوني، إلَّا أنَّه غالباً ما يتمّ تجاهل هذه التحذيرات، تظهر المشكلة عندما يحاول الأطفال تقليد هذه الأعمال المثيرة!
- يريد أصحاب الأعمال أن تنمو أعمالهم دوماً وتزيد مبيعاتهم وأرباحهم، يدفعهم هذا إلى إنشاء إعلانات براقة.
والنتيجة هي تطوير عادة الاِندفاع إلى الشراء لدى الأطفال. - التصوير الكاذب هو مشكلة أخرى مع الإعلانات التي تقدِّم أشياءً أو أحداثاً بطريقة غير واقعية ويميل الأطفال إلى تصديقها.
- قد تخلق الإعلانات أيضاً فكرة مادية عن العالم عند الأطفال. عندما تتعرَّض عقولهم البريئة باِنتظام لمحتوى يصوِّر أنَّ اِمتلاك أفضل الأشياء ضروري لحياة مريحة، فقد يجعل الأطفال يولون أهمية مُفرطة للثروة المادية.
- جزء كبير من المواد الغذائية المعلن عنها عبارة عن وجبات سريعة وهي جذَّابة للغاية من الناحية المرئية. تؤثِّر هذه الإعلانات كثيراً على عادات الأكل للطفل وتعزِّز أسلوب حياة غير صحي. فالسمنة حقيقةً هي من أكثر الآثار السلبيّة للإعلانات اِنتشاراً.
- يمكن أن تكون الإعلانات أيضاً عاملاً رئيسياً في التأثير على اِختيار الألعاب أو الملابس أو الكماليات الخاصّة بالطفل.
- قد يميل الأطفال أيضاً إلى تدنِّي اِحترام الذات إذا اِعتقدوا أنَّهم أقلّ شأناً لعدم اِمتلاكهم المنتجات المختلفة التي يتم الإعلان عنها، خاصّةً إذا كان أصدقائهم يمتلكون هذه العناصر.
- يعتبر التحيُّز الجنسي للمرأة في بعض الإعلانات مدعاة للقلق، حيث يكبر الأطفال ليعتقدوا أنَّ هذا هو المعيار.
- من المعروف أنَّ بعض الإعلانات تستخدم المرئيات المقارِنة، والتي تسخر في النهاية من شخص يستخدم منتجاً مختلفاً. هذا يمكن أن يغرس مفهوم الدونية والمتفوقة في الأطفال عندما يبدؤون في مقارنة أنفسهم مع الآخرين.
- إنَّ التصوير المرئي لبعض الأفعال غير اللائقة في الإعلانات مثل الكذب أو الغش يمكن أن يجعل الطفل الضعيف يعتقد أن هذا السلوك مقبول.
الآثار الإيجابية للإعلانات الموجهة للأطفال
هذه بعض الآثار الإيجابية للإعلانات على الأطفال:
- يمكن أن تكون الإعلانات مصدراً مهمّاً للمعلومات عن أحدث الاِبتكارات والمعالم التكنولوجية، ويمكن أن توفِّر فرصة تعليمية جيّدة للطفل. كما أنّها تساعد في تثقيف الطفل حول المنتجات الجديدة في السوق.
- يمكن أيضاً أن تدفع اِختيارات الطعام الصحي المُعلن عنها بالطريقة الصحيحة الطفل إلى اِختيار نظام غذائي أكثر توازناً.
- يمكن لبعض الإعلانات المتخصّصة بمنتجات النظافة أن تساعد في تنمية العادات الجيّدة لدى الطفل.
- قد تحتوي الإعلانات أيضاً على محتوى تحفيزي يمكن أن يشجِّع الأطفال على اِختيار مهنة أو التركيز على حلم معين. يمكن أن يساعدهم هذا على تطوير شغفهم والعمل من أجله منذ صغرهم.
- الإعلانات التي تقدِّم أطفالاً آخرين من نفس العمر يشاركون في أنشطة مثل المساعدة في المنزل أو الاِدّخار يمكن أن تحفِّز الأطفال لفعل الشيء نفسه.
- يمكن أن تساعد بعض الإعلانات التي تحمل محتوى ذي صلة بالتغيير الاِجتماعي في تعزيز التعاطف والشعور بالواجب تجاه المجتمع لدى الأطفال.
- تلفت إعلانات حماية البيئة أيضاً انتباه الأطفال تجاه المشكلة ويمكن أن تشجِّعهم على أن يكونوا جزءاً من الحل.
- يمكن للإعلانات التحذيرية التي تكشف عن عواقب الكحول والتدخين أن تساعد الأطفال على فهم المخاطر المرتبطة بها، وتحثُّهم على الاِبتعاد عن مثل هذه المنتجات.
الخلاصة
يجب أن يتمّ التسويق للأطفال بمسؤولية وحذر، مع التركيز على كيفية تفاعل والديهم مع جهود العلامة التجارية.
في حال القيام بذلك بشكل صحيح، قد تحصل الشركات على عائد لا يصدق على كل دولار تنفقه. فالأطفال أصحاب تأثير كبير على قرارات آبائهم في تجربة خدمة ما أو شراء منتج معيّن، كما أنّهم عملاء هامون للمسقبل.