المحتوى
على مدى العقد الماضي، قامت الشركات في القطاعات المختلفة برقمنة عملياتها ومشاريعها. تستخدم الشركات الآن الذكاء الاصطناعي (AI) لتبسيط سير العمل وسلاسل التوريد. نتيجة لذلك، يحتاج الباحثون عن عمل اليوم إلى مهارات متخصصة لمساعدتهم على التميز عن الآخرين.
قامت بعض الكليات والجامعات وبعض المدربون بتعديل أو توسيع المناهج الدراسية التي يدرسونها لتلبية الطلب المتزايد على المعرفة الرقميّة، لكن ما يزال العديد من المعلمين يبذلون الجهد لتوفير المهارات الأساسية التي يحتاجها الطلاب.
في هذه المقالة، نكشف عن المهارات الرقميّة العشر الأكثر قيمة التي يجب أن يقدِّمها المعلمون لضمان حصول طلابهم على أفضل الوظائف الرقميّة في القطاعات المختلفة.
ما هي المهارات الرقمية؟
تُعرِّف اليونسكو المهارات الرقمية بأنَّها مجموعة من قدرات اِستخدام الأجهزة الرقميّة وتطبيقات الاِتصال والشبكات للوصول إلى المعلومات وإدارتها. تمكِّن الأشخاص من إنشاء محتوى رقمي ومشاركته والتواصل والتعاون وحلّ المشكلات لتحقيق الذات بشكل فعالّ ومبدع في الحياة والتعلُّم والعمل والأنشطة الاِجتماعيّة.
إنَّ الطلاب الذين يتعلّمون المهارات الرقميّة لا يجعلون أنفسهم أكثر قابلية للتوظيف فحسب، بل يقومون أيضاً بالتأمين على حياتهم المهنيّة في المستقبل من خلال فهم القنوات الرقميّة الرئيسيّة.
لذلك دعونا نتعمق لمعرفة أفضل 10 مهارات مهمّة من أجل التوظيف للطلاب وأصحاب العمل.
أفضل 10 مهارات رقمية للتوظيف
1. وسائل التواصل الاجتماعي
وفقاً لدراسة حديثة، هناك (4.2) مليار مستخدم نشط على وسائل التواصل الاِجتماعي في جميع أنحاء العالم. ومن بين هؤلاء، هناك (4.15) مليار مستخدم نشط على الأجهزة المحمولة.
تظهر هذه الأرقام زيادة بنسبة (13.2%) في عدد المستخدمين لوسائل التواصل الاِجتماعي حول العالم في عام واحد فقط دون أي بوادر على التباطؤ.
تُعدّ القدرة على فهم واِستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعالّ مهارة أساسيّة وقيمة يجب أن يتمتَّع بها كل محترف. يتجاوز التسويق عبر وسائل التواصل الاِجتماعي نشر تغريدة أو تحديث فيس بوك؛ فالأمر يتعلَّق بفهم العلاقة الديناميكيّة بين العلامات التجاريَّة والمؤثِّرين والمستهلكين.
لتوضيح الأمر ببساطة، تحتاج الشركات إلى الوصول إلى العملاء بطرق تؤدَِّي إلى زيادة عدد الزيارات إلى موقع الويب من أجل تحويل محتمل. تلعب وسائل التواصل الآن أيضاً دوراً رئيسياً في تقديم خدمة عملاء جيّدة حيث يستخدمها العديد من المستهلكين لطرح الأسئلة أو إبداء التعليقات.
2. التسويق عبر محركات البحث (SEM)
بالإضافة إلى وسائل التواصل الاِجتماعي، يُعدّ التسويق عبر محرِّكات البحث (SEM) أحد أكثر التخصصات التي يعتمد عليها المسوقون. لوضع الأمور في نصابها، يبحث (81%) من مستخدمي الإنترنت عبر الإنترنت عن منتج أو خدمة لشرائها، و (70%) من الزيارات تأتي من جوجل.
يُمكن للطلاب الذين يتمتّعون بتجربة في التسويق عبر محرِّكات البحث زيادة ظهور موقع الويب الخاصّ بالشركة على محرِّك بحث (مثل Google أو Bing) بشكل أساسي عبر الإعلانات المدفوعة. من خلال القيام بذلك، ستجذب الشركة حركة مرور قيّمة على الويب من صفحات نتائج محركات البحث.
باِستخدام التسويق عبر محرِّكات البحث، سيتمكَّن الطلاب من الحصول على نتائج زيارات البحث المجانيّة الثمينة. ولهذا السبب يقضي المسوقون ومديرو المحتوى ومشرفو المواقع وقتاً طويلاً في تحسين مواقع الويب، خاصةً للحملات الإعلانية وحملات الهاتف المحمول لضمان أعلى معدَّلات تحويل ممكنة.
3. تحليلات البيانات
خلال جائحة كورونا، عاد العديد من المسوقين إلى الاِتصالات الجماهيريّة لاِستهداف العملاء بدلاً من اِستخدام التسويق الدقيق المُستند إلى البيانات. كان هذا خطأ. وفقاً لموقع (McKinsey) توقَّعت إحدى شركات السلع الاِستهلاكيّة زيادة الطلب على منتجات التجميل مع خروج الناس من الإغلاق. من خلال تتبُّع عمليات إعادة الفتح واِستخدام البيانات، ركَّزوا إنفاقهم على الإعلام وشهدوا زيادة مضاعفة في المبيعات.
و الدرس الذي يمكن أخذه هنا هو أنَّ البيانات يمكن أن توفِّر للطلاب ثروة من المعلومات التي إذا تمّ اِستخدامها بشكل صحيح، يمكن أن تؤدِّي إلى حملات تسويقيّة فعالّة تؤدِّي بدورها إلى التحويلات والمبيعات والأرباح.
يقول بيتر دراكر؛ الرائد في التعليم الإداري والذي غالباً ما يُوصَف بأنَّه مؤسس الإدارة الحديثة:
إذا كنت لا تستطيع قياسه، فلا يمكنك إدارته.
تسمح تحليلات البيانات للطلاب بشكل أساسي:
- اِتخاذ قرارات مستنيرة وقائمة على البيانات للحصول على رؤى أفضل للأعمال.
- تُحدِّد الأرقام ما إذا كانت الحملة ناجحة وبأي نسبة.
المفتاح هو معرفة البيانات التي يجب جمعها وقياسها لتحسين الحملة التالية. لا تريد الشركات إضاعة أموال التسويق القيّمة بناءً على الاِتجاهات أو الغرائز. يتعلّق الأمر؛ بتعظيم فعاليّة كل حملة، وتحسين عائد الاستثمار.
4. التسويق بالمحتوى
يأتي المحتوى بأشكال عديدة؛ منشورات المدونة ومقاطع الفيديو والبودكاست والإنفوجرافيك وحتّى تحديثات حالات وسائل التواصل الاِجتماعي.
قد يقضي المسوقون وقتهم في تحسين الكلمات المفتاحيّة والحملات الإعلانيّة، لكن المحتوى لا يزال يحتل الصدارة. حقيقةً، من دون محتوى موقع الويب أو صفحة وسائل التواصل الاِجتماعي، لا يمكن للعملاء فهم فوائد المنتج أو الخدمة.
يُعدّ المحتوى أمراً بالغ الأهميّة في؛
- زيادة الوعي بالعلامة التجاريّة
- ويمكنه إنشاء علامات تجاريّة أو مؤثّرين كقادة للفكر.
لذلك يحتاج الموظفون الجدد إلى فهم أهميّة إنشاء ليس فقط المحتوى، ولكن المحتوى ذي الصلة بالبحث عن الكلمات المفتاحيّة وتحسينه بشكل إستراتيجي. من خلال الخبرة والمعرفة في التسويق بالمحتوى، سيكون لدى الطلاب مهارة قيّمة وقابلة للتوظيف من شأنها أن تؤهلِّهم لمهنة ما في أي قطاع.
5. التسويق عبر البريد الإلكتروني
إحدى أفضل الطرق للحصول على العملاء المحتملين والاحتفاظ بهم هي طريقة مجربة ومختبرة: البريد الإلكتروني.
يُعدّ البريد الإلكتروني أحد أقدم أشكال التسويق المباشر ولا يزال يمثِّل قوّة في اِكتساب العملاء والاِحتفاظ بهم. تُساعد إستراتيجيات التسويق عبر البريد الإلكتروني الرائعة في إطلاق حملات ناجحة لكلّ الشركات، من الشركات الناشئة إلى الشركات متعددة الجنسيات.
يُعرَّف المسوق الرقمي المتمرِّس أنَّه يجب التخطيط بعناية لكل مرحلة من مراحل التحويل. اِبتداءً من صفحة التسجيل بما في ذلك وضعها على موقع الويب، وصولاً إلى البريد الإلكتروني الترحيبي، يجب تحسين كل خطوة لجذب المستخدمين وبناء التفاعل.
قد يغيّر الأشخاص حسابات وسائل التواصل الاِجتماعي أو عناوين المنازل، لكنَّهم لا يغيرون بسهولة عناوين بريدهم الإلكتروني. لهذا السبب هناك طلب كبير على المحترفين الذين يفهمون قوّة التسويق عبر البريد الإلكتروني للتواصل مباشرة مع المستهلكين.
6. التسويق عبر الهاتف المحمول
وفقاً لتقرير (We Are Social) و(Hootsuite) الرقمي (2021)، ينمو اِتصال الهاتف المحمول بشكل كبير، حيث يستخدم (97%) من سكّان العالم الهواتف المحمولة، و(96%) من جميع الاِتصالات النشطة تأتي من الهواتف الذكية.
نظراً لأن زيارات الهواتف الذكية تتجاوز الآن زيارات سطح المكتب (64%)، يستخدم جوجل الآن فهرسة الجوال أوَّلاً عند الزحف إلى الصفحات وتحديد أولويات المحتوى.
لفهم تأثير هذا التغيير، نحتاج فقط إلى إلقاء نظرة على جوجل الذي أنشأ تطبيق ويب متوافقاً مع الجوّال مصمَّماً لِاختبار قابلية اِستخدام مواقع الويب للجوّال وسرعتها. يمكن أن يؤدِّي اِستخدام المحتوى الملائم للجوّال إلى تحسين وجودك في البحث بين المستهلكين الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر المكتبية.
يمكن للباحثين عن عمل، اِستخدام هذه المعرفة لصالحهم من خلال تحسين الحملات باِستخدام أحدث التطورات في البحث عبر الأجهزة المحمولة وتجربة المستخدم.
7. الإستراتيجية والتخطيط
من المُرجَّح أن ترى الشركات التي تستخدم اِستراتيجية حملة تسويق رقميّة، نتائج قابلة للقياس على المدى الطويل. بدلاً من التخطيط على أساس مُخصَّص، يحتاج المسوّقون الرقميّون إلى إنشاء وتنفيذ حملات تستند إلى التحليلات وبيانات تحسين محرِّكات البحث القابلة للقياس الكميّ.
على سبيل المثال، يُساعد تعيين مؤشِّرات أداء رئيسيّة محددة وتحديد طرق قياس كل مؤشِّر، المسوقين في البقاء مسؤولين. من الضروري أيضاً تحليل الحملات السابقة وتحديد المقياس الذي يستحقّ القياس.
لوضع الأمور في نصابها الصحيح، ذكر (79%) من كبار المسوّقين أنّ الإستراتيجية والتخطيط “مهمّان جداً” لنجاح المؤسسة وفقاً لورقة بحث (DMI)، “التطّور الدائم” (Perpetual Evolution). على الرُغم من أهميّتها، فقد وجد المسوقون أنَّ مجموعة المهارات هذه واحدة من أصعب المجالات التي يتمّ التوظيف فيها.
8. البيع الاجتماعي
للتواصل مع العملاء والتأثير عليهم، يجب أن يتواجد محترفو المبيعات في أماكن تواجدهم المحتملين: عبر الإنترنت. يُثبت البيع الاِجتماعي جدواه للبائعين الذين يستخدمونه – يعتمد عليه ( 65%) لملء خطوطهم ويولِّد نصف الإيرادات لـ (14) قطاع رئيسي.
بدأت الشركات أيضاً في فهم أهميّة البيع الاجتماعي من خلال الاِستثمار في تقنية “حزمة المبيعات” الجديدة مثل:
- أدوات تتبُّع البريد الإلكتروني.
- وتطبيقات الإنتاجية.
- وبرامج ذكاء المبيعات.
قبل كل شيء، يُنظَر إلى أدوات البيع الاِجتماعي على أنَّها فعالّة جداً في التواصل مع المشتري الحديث، الذي يعتمد على المنصّات الاِجتماعية للمراجعات والمشورة.
9. تسويق الدفع بالنقرة (PPC)
وفقاً لـ “لاري كيم”، يبلغ متوسط معدَّل تحويل الصفحة المقصودة ( 2.35%) ولكن أفضل (25%) من الأعمال يقومون بالتحويل بمضاعفة ذلك عند (5.21%) أو أعلى.
بالإضافة إلى ذلك، مقابل كل (92) دولاراً يتمّ إنفاقها على اِكتساب العملاء، يتمّ اِستخدام دولار واحد فقط لتحويلهم.
على هذا النحو،
تُعدّ (PPC) طريقة شائعة للعلامات التجاريّة للحصول على الزيارات بسرعة. يمكن للشركات ذات الميزانيات الكبيرة الحصول على نتائج البحث الخاصّة بهم لتظهر على صفحة جوجل الأولى لجذب زيارات كثيرة. أحد نماذج الإعلانات الشائعة (PPC) هو برنامج (Google Ads) وطريقة رائعة لمراقبة الإنفاق تتمثّل في اِستخدام برنامج يتعقّب حملات الدفع لكل نقرة (PPC) في التجارة الإلكترونية .
10. الفيديو
لقد تطّور الفيديو من كونه مجرَّد شكل من أشكال الترفيه إلى محرِّك رئيسي لمحتوى وسائل التواصل الاِجتماعي. أصبح يوتيوب الآن منصّة قويّة ومؤثِّرة، بينما قامت شبكات مثل تيك توك، واِنستغرام، بتحويل الفيديو رأساً على عقب لإنشاء مؤثِّرين أثرياء.
لماذا الفيديو شائع جدّاً؟ مع تزايد صغر سن مستخدمي الهواتف الذكيّة، أصبحت تطبيقات وسائل التواصل الاِجتماعي مثل (WhatsApp) و(Weibo) و(WeChat)، هي الأدوات الفعليّة للاِتصال بالرسائل الفورية. في الواقع، لدى واتساب أكثر من (2) مليار مستخدم في جميع أنحاء العالم.
الفيديو كمحتوى:
- أسهل في الاِستهلاك من التنسيقات الأخرى مثل منشور المدونة.
- وهو أيضاً أكثر تسلية ويروق لجيل الألفية.
- من خلال الجمع بين القوة العاطفيّة لفيديو وسائل التواصل الاِجتماعي مع مدى وصول ونطاق الإعلانات الرقميّة، يمكن للأسواق الاستفادة من سوق متنامي من المستهلكين المتفاعلين.
