المحتوى
وفقاً للتقديرات، سيصل سوق الذكاء الاِصطناعي في قطّاع التكنولوجيا المالية، إلى (31.71) مليار دولار في عام (2027)، بمعدّل نمو سنوي مركَّب قدره (28.6%).
في عصر البيانات الذكية اليوم، لدى الذكاء الاِصطناعي الكثير ليقّدمه للشركات. بما في ذلك؛
- الاِستفادة من التحليلات التنبؤيّة.
- ومواءمة قسم الشؤون الماليّة مع فرق المبيعات والتسويق وزيادة الإيرادات.
نناقش في هذا المقال، أسباب اِستخدام الذكاء الاِصطناعي في التكنولوجيا المالية، بالإضافة إلى تأثيره على الإدارات المالية. كما سنتناول أيضاً بعض التحدّيات التي يمكن مواجهتها عند اِستخدام الذكاء الاِصطناعي في المجال المالي.
ما هو التعلم الآلي في المالية؟
يمكن اِستخدام التعلّم الآلي لمجموعة متنوّعة من التطبيقات المالية. مثل:
- تقييم مخاطر الاِئتمان.
- الموافقة على القروض.
- إدارة المهام الماليّة للشركات.
يعتمد المحترفون الماليون على هذه الأدوات لمساعدتهم على تحليل الأنماط المعقّدة؛ حيثُ يمكن للبرنامج تقديم التحليل بمعدّلات أسرع من أي إنسان. ويمكن أن تساعد الطبيعة القابلة للتكيّف للتعلم الآلي المؤسّسات على البقاء مرنة، والتكيّف مع ظروف السوق المتغيّرة.
أسباب استخدام الذكاء الاصطناعي في الصناعة المالية
هناك العديد من الأسباب لاِعتماد الذكاء الاِصطناعي في قطّاع التكنولوجيا الماليّة. سنعرض فيما يلي أكثرها اِنتشاراً، والتي ساعدت بشكل كبير في توسيع وتطوير القطّاع المالي:
1- إضفاء الطابع الشخصي
يمكن أن يساعد الذكاء الاِصطناعي الشركات على تقديم تجارب فرديّة أكثر لعملائها. عن طريق تحليل تفضيلات العملاء وأنماط سلوكهم. من خلال:
- إنشاء توصيات أو تقديم محتوى ذي صلة.
- إنشاء أدوات ماليّة فائقة التخصيص.
- تقديم خطط اِستثمار مصمّمة خصّيصاً، لتلبية متطلّبات الجمهور المستهدف.
2- انخفاض كبير في المخاطر وتكاليف التشغيل
أحد الركائز الأساسيّة للذكاء الاِصطناعي هو أتمتة العمليات الروبوتية (RPA)، التي تكرّر بدقّة كيفيّة تنفيذ الأشخاص للمهام. وذلك للتخلّص من العمل البشري والوقت والنفقات، التي لا داعي لها.
3- تحسين تجربة العملاء
تشهد التكنولوجيا المالية نمواً كبيراً بفضل التطوّرات الثورية في الذكاء الاِصطناعي، حيث تعدّ روبوتات الدردشة الذكية (Chatbots) واحدة من الأدوات الأكثر موثوقيّة.
اِستغلت البنوك هذه الروبوتات الذكيّة بشكل كبير. من خلال تمكين العملاء على حل مشاكلهم، والحصول على إجابات سريعة ومتاحة على مدار الساعة.
4- حوسبة إجراءات الاستثمار
يُعدّ (2023) هو عام اِحتضان أحدث التقنيّات. من خلال تطوير مستشاري الروبوتات، الذين يمكنهم تزويد المستخدمين بإرشادات مفيدة.
ومن المتوقّع أن يشرف هؤلاء المستشارون الآليون، على (2.8) تريليون دولار من الأصول، بحلول عام (2023).
5- نتائج موثوقة
تُعدّ التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاِصطناعي أكثر دقّة وجدارة بالثقة من التطبيقات التقليديّة. فهي؛
- تساعد على توفير الوقت والجهد.
- وتمنح المزيد من الحرية، للتركيز على توسيع الأعمال التجارية بدلاً من المهام الأساسيّة الكثيفة.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الإدارات المالية
لقد غيّر الذكاء الاصطناعي بشكل كبير الإدارات المالية، لا سيما في المجالات التالية:
- الكشف عن الاحتيال: يتمّ اِستخدام الذكاء الاِصطناعي لتحديد المعاملات الاِحتيالية عن طريق تحليل كميّات كبيرة من البيانات، وتحديد الأنماط التي تشير إلى اِحتيال محتمل.
- التحليل المالي: لتحليل كميّات هائلة من البيانات وتحديد الاتجاهات والأنماط التي قد لا تكون مرئية للبشر. يمكن أن توفّر هذه التكنولوجيا رؤى قيّمة حول اِتجاهات السوق وسلوك المستهلك والأداء المالي. ممَّا يؤدّي إلى اِتخاذ قرارات أكثر اِستنارة وتحسين أداء الأعمال.
طرق تحسين الإدارة المالية عن طريق الذكاء الاِصطناعي
فيما يلي (4) مجالات رئيسيّة يمكن للذكاء الاِصطناعي تحسينها بشكل كبير:
1- التنبؤ المالي
يتضمَّن التنبّؤ المالي باِستخدام الذكاء الاِصطناعي تحليل البيانات السابقة حول العرض والطلب وأرقام المبيعات وإدارة المخزون والتكاليف الداخلية. لإنشاء نماذج تتنبّأ بالعرض والطلب والتكاليف التشغيليّة في المستقبل .
2- إدارة المخاطر
يمكن للذكاء الاِصطناعي مساعدة الشركات في إدارة المخاطر والاِمتثال للتنظيمات. حيث يمكن للبرمجيّات المتقدّمة مثلاً، مراجعة العقود لضمان تطابق شروط العقد مع التنظيمات المعتمدة.
3- الكشف عن الغش
يمكن للمنّصات القائمة على الذكاء الاِصطناعي مراقبة المعاملات الماليّة ومقارنة كل منها بالبيانات السابقة. وعند حدوث معاملة تختلف عن الأنماط السابقة، يمكن للنظام الإبلاغ عنها لنشاط مشبوه. نتيجةً لذلك، يمكن للمؤسسّات تحديد الأنشطة المشبوهة ومحاولات الاِحتيال في الوقت الفعلي.
4- اتخاذ قرارات الاستثمار
يمكن للذكاء الاِصطناعي تقييم الاِتجاهات السابقة وإجراء تنبّؤات موثوقة حول نجاح الشركة في المستقبل أو المسار التصاعدي لأصل معين. ممّا يمكّن أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي من اِتخاذ قرارات اِستثمارية أكثر موثوقيّة.
كما يمكن لهذه الأدوات أن توفّر تحليلاً يعتمد على البيانات للصحة المالية لمؤسّستك، ممَّا يُظهر للمستثمرين قيمة إجراء الاِستثمار.
7 تحديات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التكنولوجيا المالية
1- القيود الفنية
يوجد قيود على قدرة الذكاء الاِصطناعي على تحقيق كل شيء لأنه غير مكتمل بعد.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن يواجه صعوبة في حل تحديات المحاسبة المالية المعقّدة أو في عمليات اِتّخاذ القرارات. ويحتاج إلى كميّة كبيرة من البيانات لتعلّمها وتحسينها. وقد لا يكون جمع كل هذه البيانات عمليّاً.
2- المخاطر الأمنية المحتملة
في حالة تعرّض أنظمة الذكاء الاِصطناعي لأنشطة ضارّة، مثل الهجمات الإلكترونيّة. فقد يتعرّض أمان البيانات الماليّة للخطر.
3- نقص خصوصية البيانات
يمكن أن يثير اِستخدام الذكاء الاِصطناعي مخاوف بشأن خصوصيّة البيانات، حيث يمكن مشاركة البيانات الماليّة الحسّاسة أو تحليلها دون علم المستخدِم أو موافقتِه.
4- التكامل مع الأنظمة القديمة
قد يكون من الصّعب دمج الذكاء الاِصطناعي مع الأنظمة القديمة الحاليّة، والتي قد لا تكون متوافقة مع التقنيّات الحديثة.
5- ثقة المستخدمين
قد يشعر المستخدمون بالتردّد والقلق، حيال الثقة في المنتجات والخدمات الماليّة المدعومة بالذكاء الاِصطناعي. وخاصّة إذا لم يكن لديهم فهم كاف لكيفيّة عمل هذه المنتجات والخدمات.
6- الاعتبارات الأخلاقية
مع اِستمرار أنظمة الذكاء الاِصطناعي في لعب دور أكثر أهمية في صنع القرار المالي. هناك حاجة متزايدة لضمان تطوير هذه الأنظمة ونشرها بشكل أخلاقي. وتجنّب التحيّزات المُحتملة وتعزيز العدالة والشفافية.
7- فجوة المهارات
مع تزايد الطلب على خبرة الذكاء الاِصطناعي في التكنولوجيا المالية. هناك نقص في المهنييّن المهرة الذين يمكنهم تطوير حلول الذكاء الاِصطناعي وتنفيذها وإدارتها.
يجب أن تستثمر المؤسسّات الماليّة في تدريب القوى العاملة لديها، وتطوير مهاراتها لتلبية متطلّبات المستقبل الذي يحرّكه الذكاء الاِصطناعي.
الخلاصة
يحمل مستقبل الذكاء الاِصطناعي في القطّاع المالي إمكانات هائلة، مع العديد من الفرص للشركات لإحداث ثورة في عمليّاتها وصناعة القرارات وتجربة العملاء.
ولكن، من خلال الاِستراتيجيّات والعقليّة الصحيحة، يمكن للقطّاع المالي؛
- الاِستفادة من الإمكانات التحويليّة للذكاء الاِصطناعي.
- مع التخفيف من المخاطر المحتملة.
ممَّا يعود بالنّفع في النهاية على الشركات والعملاء والاِقتصاد ككُل.
