كيف تستخدم السرد القصصي في التسويق بالمحتوى؟

المفضلة القراءة لاحقاً

لا يمكن تخيّل وجود المحتوى التسويقي دون اعتماد السرد القصصي. 

هل في هذا الكلام أية مبالغة؟ في الحقيقة إطلاقًا لا، فالسرد القصصي حرفة حقيقية ومهمة توصل صوتك إلى الجمهور.

لكن كيف يمكن ذلك؟ وما هو السرد القصصي؟ وهل له علاقة بالقصص التي تكون داخل الكتب أم إنها نوع جديد؟

في البداية، تذكّر عدد المرات التي أنصت بكل جوارحك لقصة تروى أمامك، وكيف خزنتها في دماغك.

وهنا يكمن السر فعلًا، إذ إن البشر منذ قديم الأزمان أحبوا القصص واستمعوا إليها، بل وقاموا بإعادة روايتها لغيرهم أيضًا.

حيث إن هذا التكرار للقصة رسّخها في ذهنهم وذهن من يستمع إليها، وخلق حالة من الولاء للقصة بشكل عام.

لكن ما دخل ذلك بالسرد القصصي؟ هذا ما ستتعرّف عليه في هذه المقالة.

مفهوم السرد القصصي

يعد السرد القصصي جزءًا من إستراتيجية التسويق بالمحتوى، الذي تلجأ إليه الشركات والعلامات التجارية اليوم بشكل متزايد.

حيث أثبتت فعاليتها، لأن الترويج للعلامة التجارية بربطها بقصة قادرة على إثارة المشاعر يجعلها لا تُنسى أبدًا.

إذ أظهرت الدراسات أن رواية قصة تجعل المعلومات لا تُنسى أبدًا.

حيث يعني السرد القصصي استخدام السرد (الكلام) لتوصيل رسالة، وتهدف إلى جعل المشاهد/ القارئ/ السامع يشعر بشيء ما.

وهذا الشعور تحديدًا هو ما يلهمه لاتخاذ إجراء، ينبغي أن يتوافق مع ما يريده صاحب الرسالة التسويقية غالبًا.

وبعبارة ثانية: إنه استخدام السرد لربط علامتك التجارية بالعملاء. مع التركيز على ربط ما تمثله قيم علامتك التجارية معهم.

كيف تستخدم السرد القصصي في التسويق بالمحتوى؟

أهمية السرد القصصي في التسويق

تقوم فكرة إدخال السرد القصصي في الإستراتيجية التسويقية على استغلال إمكانيات السرد في خلق وعي بالعلامة التجارية.

حيث إنه يخلق علاقة قوية مع العملاء المحتملين، من منطلق إشراكهم بتفاصيل يومية يرويها السرد القصصي حول العلامة التجارية.

وفي الحقيقة إن تميّز السرد القصصي بالمرونة يأتي في مقدمة الأسباب التي تشجع على استخدامه في التسويق بالمحتوى تحديدًا.

إذ إن التعدد في الإمكانيات التي يتيحها تجعل من السهولة تدوين قصة عن علامة تجارية معيّنة بطريقة جذّابة بالتأكيد.

بالطبع لا يتعلّق الأمر بقصة مكتوبة فقط، فالسرد القصصي يمكن أن يتوسع لسرد قصة لعلامة تجارية مرئية أيضًا.

حيث ينبغي لصانع المحتوى استخدام واحدة من المنصات المخصصة للصور والفيديوهات.

مثل إنستقرام/ Instagram، وتمبلر/ Tumblr.

بالإضافة إلى هذا فإن القصة التي تتميز بالوضوح والبساطة هي التي تفوز فعلًا.

حيث إن وضوح الكلمات والرسالة التي تحاول القصة السردية الإخبار بها، هي ما يجذب المتلقي فعلًا.

أما الغموض في تفاصيل القصة السردية أو اعتماد صانع المحتوى على الرموز ظنًّا منه أنه سيبهر الجمهور فهو خطأ كبير تمامًا.

السرد بالقصص باعتباره أداة تسويقية

أحيانًا قد تتساءل عن السبب الذي يجعل السرد القصصي أداة تسويقية فعالة.

والإجابة تتلخص في أنه يضيف لمسة إلى إعلانك الترويجي، وذلك من خلال قصة تصف سبب تميز منتجك عن غيره.

إذ إن المطلوب هو أن يبعث السرد القصصي رسالة إيجابية ومحفزة عن منتجك للآخرين.

عناصر السرد القصصي

يتكون السرد القصصي من عدة عناصر، حيث إن كل قصة تحتاج إلى عدة مكونات كي تكون مفهومة وواضحة.

إذ ينبغي أن تحتوي القصة على:

  • الشخصيات
  • الأحداث
  • الزمان
  • المكان
  • الصراع

نعم بالتأكيد هناك تشابه بين سرد القصص لغايات تسويقية وبين القصة باعتبارها فنًّا أدبيًا، لأن كلا النوعين ينبغي أن يقوم على الصراع.

وفي حالة السرد بغاية التسويق ينبغي أن تقنع العميل بأسلوبك المميز أن ما تقدمه هو حل لما يعانيه تمامًا.

كما أن احتواء القصة على هذه العناصر يجعل من السهل على جمهورك تذكر القصة لوقت أطول.

وفي الحقيقة ينبغي أن يكون بطل قصتك أو الشخصية الأساسية فيها هو عميلك نفسه، حتى تضمن نجاح هذا العمل.

فالقصة يجب أن تدور حول شيء يعانيه مثلًا، والحل الذي تقدمه علامتك التجارية.

بحيث تصبح علامتك التجارية في القصة بمثابة دليل ينقذ البطل (عميلك) في الأوقات الحرجة فعلًا.

من ناحية ثانية يجب أن يدل سرد القصص الذي ينشئه صانع المحتوى، على القيم والسمات المميزة في علامتك التجارية.

اجعل العملاء يسردون قصتك!

بالطبع أنت تحتاج إلى تسويق قصتك حول علامتك التجارية، كما هو الحال في أنواع المحتوى المختلفة.

لكن هل تعلم أنه يمكنك فعل ذلك بطريقة سهلة ومضمونة جدًا؟

ببساطة عندما تكون القصة مميزة ومؤثرة بما فيه الكفاية فإن عملاءك أنفسهم سيعيدونها ويروونها مرارًا.

إذ يتمثل جزء كبير من مجهود تسويق المحتوى في سرد القصص، وهنا بالضبط ليست القضية كيف تروي قصتك، بل كيف يرويها عملاؤك الذين يتفاعلون مع علامتك التجارية ومنتجاتك وخدماتك.

في الحقيقة إنّ التحدّي الأهم بالنسبة إلى هذا النوع من المحتوى هو خلق الشغف لدى الجمهور من خلال قصة ملهمة فعلًا.

في الختام

يبدو أن سرد القصص للعلامات التجارية بدأ بالتعاظم منذ نحو عشر سنوات، وما زال مستمرًا إلى اليوم.

ومع أن الأبحاث تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيتكفل تمامًا بصناعة المحتوى عوضًا عن البشر، إلا أننا نحب القصص بصوتنا البشري أكثر.

ماذا عنك، هل هناك قصة ملهمة لعلامة تجارية ألهمتك ودفعتك إلى اتخاذ إجراء معين؟ أخبرنا في التعليقات.

اقرأ معنا أيضاً:  7 أخطاء لغوية شائعة يقع فيها الكتاب وصناع المحتوى




أضف تعليقاً:

يجب عليك لإضافة تعليق

    الأعضاء الذين قرأوا المقال

    ×

    muhammad khatib

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 15465

    Ibrahim Bitar

    الرتبة: مشترك النقاط: 130

    mostafa hoseiny

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 2845

    Nahla Rasslan

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 3442

    دكتور حسنين شفيق

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 3905

    Bee

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 10479

    wael saef

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 8390

    عمر عبدالله عبدالله

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 1640

    abdulqader alahmed

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 2555

    Esraa Shabaan

    الرتبة: مشترك النقاط: 145
    بالاضافة إلى 4.8k شخص آخر