المحتوى
في عصرنا الحالي، لم يعد اِستخدام الاِنترنت مقتصراً على جمع الأخبار وتتبُّع المواقع الإخبارية، ولكن المنظمات من جميع الأنواع تقدِّم السلع والخدمات عبر الإنترنت، ويمثِّل التسويق الرقمي الوسيلة النهائية لتوضيح السلع والخدمات.
من المفاهيم المبتكرة في عالم التسويق الاِستخدام الأمثل للتقنيات الرقمية ومنها التقنيات الرقمية والمعلومات والاِتصالات لتفعيل إنتاجية التسويق وتفعيل أنشطته المستهدفة لتلبية الاِحتياجات المختلفة للأسواق المختلفة وتقديم الخدمات وتسهيلها. وهكذا فإنَّ الشبكة العالمية تمثِّل شيئاً جديداً للعملاء حول العالم، ويمكن للمرء أن يتخيَّل أنَّ أي فرد متصل بالإنترنت يُعدّ عميلاً على أهبة الاستعداد، (24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع). ولا توجد تكاليف بناء أو ما شابه ذلك.
كما تلعب تقنية المعلومات دوراً مهمّاً في العصر الحالي في تطوير نظم المعلومات، وزيادة كفاءة وفعالية إنتاج معلومات سهلة الاِستخدام، وتجدر الإشارة إلى أنَّ التفكير الإداري الحديث تمَّ إثرائه بالبحث في هذا المجال، والحلول.
تمَّ تقديم مجموعة من المشاكل المتعلقة باِستخدام التقنيات الحديثة. تشمل تكنولوجيا المعلومات كما يطلق عليها:
- وحدات إدخال البيانات.
- ووحدات المعالجة.
- ووحدات نقل المعلومات.
- وبرامج التشغيل.
- وتقنيات حفظ المخرجات والمدخلات بشكل ملحوظ.
وتعدّ تقنية المعلومات من أهم القضايا والمشكلات التي أثارت جدلاً واسعاً بين عدد من العلماء في عصرنا الحديث، حيث تناول الكثيرون تعريفها، وقد تم تعريف تقنية المعلومات على أنّها؛
تقنيات حديثة تستهدف المعلومات والبيانات التي تعتمد على المعلومات. أنظمة تسهِّل عمليات اِتخاذ القرار الإداري وتُنظِّم هيكلها، بالإضافة إلى توزيع مهام العمل الوظيفية في الشركات المختلفة وأنظمتها المختلفة.
ظهور التسويق الرقمي
تميَّزت السنوات العشر الأولى للويب بما يسمى الويب (0.1) أو (الويب 0.1)، وهي قناة تستخدم لنشر وبيع المنتجات، على الرغم من التغييرات والتطورات التي مرَّت بها هذه القناة من حيث التفاعل مع العميل اِستخدام محتوى الشركة وحجم المعلومات اِلكترونياً؛ ومع ذلك، ظلت القناة (الويب 0.1) غير متناظرة، أي أنَّها أحادية الاِتجاه، وبعد تطوير الوسائل الاِلكترونية والرقمية، ظهرت ما يسمى بقنوات الويب (0.2) (الويب 0.2)؛ أصبحت قنوات الاِتصال تشاركية مع العديد من الأطراف.
ما جعل الشركات تستخدم تقنيات المشاركة أو القنوات الاِجتماعية أكثر من مجرد قنوات المعاملات أو المعلومات، وبفضل وظائفها وتصميمها، فإنَّها تسهِّل عرض المحتوى من قبل المستخدمين، والاِبتكار المشترك، والتفاعل بين المستخدمين، ومن خلال التفاعل الآلي و التفاعل بين الأفراد، أصبح المستخدم (العميل) أهمّ مكون أ في عملية التسويق – ليس الموقع أو المسوق – من خلال مشاركته النشطة وليس كمشارك سلبي.
وأدَّى إطلاق الجيل الثاني من خدمات الاِنترنت إلى تغيير طريقة وسلوك المورِّدين والعملاء، ممَّا دفع الشركات إلى إيلاء المزيد من الاِهتمام للعمليات المبتكرة.
وحيث أنَّ ظهور الجيل الثاني من خدمات الاِنترنت قد صاحبَه تحدٍّ للقدرات التسويقية التقليدية للشركات وكذلك تصوُّرات العملاء، حيث أنَّ إضافة الجيل الثاني من خدمات الإنترنت لها قواعد معرفية حديثة مؤسسية، حيث لا تراها الشركات المستخدمين والعملاء بنفس الطريقة، ممَّا أدَّى إلى خلق فرص جديدة أدَّت بدورها إلى النمو في سوق لم يكن متوقعاً من قبل، حيث ينمو سوق تطبيقات (Apple) (Iphone) ويعيد تشكيل الحدود من خلال إنشاء واِستهداف شرائح جديدة، اِكتسب الوافدون الجدد إلى السوق الأوسع قدراً أكبر من الحرية والقدرة على الاِبتكار، وبالتالي، فإنَّ العديد من المنظمات الحالية التي لم تتبنَّى اِبتكارات الجيل الثاني من خدمات الاِنترنت مثل وسائل التواصل الاِجتماعي، ممَّا يجبر الشركات على ذلك. زيادة اِهتمامهم بالتسويق الرقمي بناءً على عادات الاِستهلاك والشِّراء المتغيّرة لأفراد المجتمع.
مفهوم تسويق المحتوى الرقمي
لقد أكدَّ العصر الحالي على التحوُّل والاِنتقال من اِقتصاد السلع إلى الخدمات والتوسُّع في اِقتصاد المعلومات والشبكات الاِلكترونية إلى حد كبير جداً، ممَّا أدَّى إلى عصر الخدمة الاِلكترونية وتقديم الخدمات عبر الإنترنت واِستخدامها لتقنيات المعلومات والاِتصالات لتطوير الأداء المؤسسي وزيادة فعالية وكفاءة مستوى تقديم الخدمات من خلال اِستخدام التقنيات الحديثة والمتجددة.
التسويق الرقمي هو نشاط اِقتصادي أساسي للمنظمات في العصر الرقمي يعتمد على القدرة على فهم واِستيعاب الفرص المتاحة في الأسواق لضمان نجاح أنشطة المنظمة المحلية والدولية وعمليات التسويق الناتجة عن التبادل الرقمي والتواصل. تهدف إلى تلبية اِحتياجات ورغبات الإنسان من خلال صياغة اِستراتيجية تسويق رقمي وفق الأسس والقواعد، وقد تمَّت دراسة السياسات بعناية لضمان توافقها مع ظروف السوق الرقمية الخارجية وتلعب دوراً حاسماً في جذب وولاء العملاء، لأنَّ العميل يمثِّل جوهر وأساس الشركة على اِختلاف أنواعها.
التسويق هو العنصر الأساسي لنجاح أي مشروع مهما كان حجمه والمجال الذي ينتمي إليه.
لعقود من الزمان، اِقتصر التسويق على المجلات والصحف ومحطات التلفزيون، والتي كانت القنوات التسويقية الأكثر فاعلية حتى ظهور الإنترنت. وتكنولوجيا الاِتصال الحديثة، عندما ظهر مفهوم تسويقي جديد. التسويق الرقمي ضروري.
ويمكن تعريف التسويق الرقمي على أنَّه؛ أنشطة عرض وبيع المنتجات أو الخدمات وتسويقها باِستخدام القنوات والوسائل الرقمية من أجل الوصول إلى الجماهير، بالإضافة إلى اِستخدامها لتعزيز العلامة التجارية للمنظمة من خلال مختلف أشكال الاتصال الرقمي. وسائل الإعلام، لأنَّ التسويق الرقمي يمتد إلى ما بعد التسويق الإلكتروني عبر الإنترنت، والذي يشمل الخطوط الأرضية من خلال المكالمات الهاتفية، والهواتف المحمولة من خلال إرسال رسائل قصيرة (MMS, SMS)، التسويق عبر وسائل التواصل الاِجتماعي، الإعلان الرقمي والتسويق عبر محرِّكات البحث أو أي شكل آخر من أشكال التسويق الرقمي الحديث يشهد تطوراً كبيراً في الوقت الحاضر.
الخلاصة
يُنظر إلى التسويق الرقمي على أنَّه محور اِستراتيجي لبناء العلاقة المتبادلة والأسواق المستهدفة منها، وهو نقلة نوعية في مجال التسويق، ومع التطور الكبير للتجارة الاِلكترونية والتسويق أصبح ضرورياً للمؤسسات لتوفير محتوى رقمي جذاب لكسب العملاء والاِحتفاظ بهم. مفهوم التسويق وعلاقة المشروع بالمستخدم النهائي ومن أهم هذه التغييرات الوصول إلى العميل المستهدف بأدوات مبتكرة وحديثة.
