المحتوى
يواجه المسوّقون تحدِّيات متزايدة في إنشاء محتوى جذّاب ذو جودة عالية. إذ أصبح من الصَّعب الحصول على مقالة تحتلّ مرتبة عالية في نتائج بحث جوجل. لذلك، تسعى العديد من الشركات للاِستفادة من أدوات إضافية لزيادة إنتاج المحتوى، وتحسين تصنيفه في محرِّكات البحث، وتُعدُّ أدوات الذكاء الاِصطناعي حلَّاً شائعاً.
سنناقش في مقالنا اليوم، إيجابيات وسلبيات اِستخدام الذكاء الاِصطناعي في إنشاء المحتوى.
إيجابيات استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى
الهدف الأساسي من أدوات إنشاء محتوى الذكاء الاِصطناعي، هو تعزيز إنتاجية البشر. لذلك، إليكم أهمّ المزايا:
1- رفع الإنتاجية وتوفير الوقت
تُوفّر أدوات الذكاء الاِصطناعي ما يقارب (12.5) ساعة أسبوعياً لِفرق التسويق. وبالتالي يمكن اِستغلال هذه الساعات الإضافية في مهام أكثر فائدة.
لقد تحوَّل الذكاء الاِصطناعي من مجرَّد مفهوم إلى ركيزة في مجال الأعمال، حيثُ أعاد تشكيل عملية إنشاء المحتوى بدقَّة وكفاءة. ويمتدّ نطاق الذكاء الاِصطناعي بشكل كبير في وقتنا الحالي، من إنشاء المحتوى والأفكار، إلى تبسيط المهام التقنية المعقَّدة.
يمكن لأدوات توليد المحتوى بواسطة الذكاء الاِصطناعي أن تقوم بالآتي:
- صياغة منشورات وإعلانات جذَّابة عبر وسائل التواصل الاِجتماعي.
- كتابة الخطوط العريضة لمقالات المدوَّنة.
- صياغة المقالات.
- إنشاء صفحات الهبوط.
- تنظيم محتوى تمكين المبيعات.
- إنشاء محتوى محسَّن لمحرِّكات البحث.
وبالتالي، تعمل على تسريع عملية إخراج المحتوى الذي كان سيستغرِق ساعات طويلة، ومساعدة الشركات في تبسيط سير العمل من خلال أتمتة المهام.
2- كفاءة الكتابة وقابلية التوسع
تسمح هذه الأدوات بإنتاج المحتوى بسرعة أكبر مقارنة بالكُتَّاب البشريين. إذ أنَّه بين البحث والكتابة، قد يستغرق الكاتب البشري وقتاً طويلاً لإنهاء المقال، بينما يمكن القيام بذلك في بضع دقائق بواسطة الذكاء الاِصطناعي.
ومن خلال مضاعفة كفاءة الكتابة هذهِ بعدد المقالات التي سيتمّ إنتاجها، تعمل هذه الأدوات على تحسين قابلية تطوير وتوسّع العمل. وتشمل المزايا الأخرى لهذه الكفاءة ما يلي:
- السرعة في معرفة الموضوعات الرَّائجة في المجال.
- تخصيص اللُّغة لكل منتج أو خدمة في المناطق الجغرافية.
- تطوير محتوى فريد لوسائل التواصل الاِجتماعي مع التخصيص لكلّ منصَّة.
3- فعالة من حيث التكلفة
إذا كان المحتوى منتظماً وموحَّداً، فيمكن لمولد المحتوى بالذكاء الاِصطناعي توفير المال. على سبيل المثال، فلنفترض أنّك تاجر منتجات معيَّنة وترغب في نشر منشورات عبر وسائل التواصل الاِجتماعي تحتوي على أوصاف المنتج.
فبدلاً من مجرَّد سرد ميزات المنتج على شكل نقاط، يمكنك اِستخدام مُنشِئ محتوى الذكاء الاِصطناعي لإنشاء وصف اِحترافي. وبالتالي، ليس عليك أن تدفع لمؤلِّف الإعلانات أو أن تطلب من شخص آخر التحقُّق من النصّ. يمكنك الحصول بسرعة على المحتوى واِستخدامه في التسويق الرَّقمي الخاص بك.
4- العصف الذهني
الذكاء الاِصطناعي ليس مجرَّد أداة؛ إنَّه مساعد كتابة وشريك إبداعي لمُنشئِي المحتوى المعاصرين. إذ يلعب دوراً حاسماً في عملية العصف الذهني، نظراً لقدراته الواسعة على الوصول إلى المحتوى من أيّ مكان عبر الإنترنت.
يتجاوز دور الذكاء الاِصطناعي في العصف الذهني مجرَّد توليد الأفكار. فهو يساعد في اِستكشاف وجهات نظر مختلفة، ويكسر الحواجز الإبداعية، ويعزّز وجهات النظر المبتكرة.
كما يساعدك أيضاً على تبادل الأفكار حول عناصر المحتوى، مثل:
- الكلمات المفتاحية لمحتوى تحسين محرِّكات البحث (SEO).
- توليد الأفكار للنصوص التسويقية.
- أفكار لمنشورات وسائل التواصل الاِجتماعي.
- اِقتراحات لتوليد الصور.
5- التغلب على قفلة الكاتب وتبسيط إنشاء المحتوى
قفلة الكاتب تترك الكُتَّاب يتصارعون مع الإحباط الناتج عن صفحة فارغة. وفي مجال إنشاء المحتوى، يُعدُّ إنتاج محتوى فعَّال باِستمرار هو أساس النجاح. لذلك، فإنَّ التغلُّب على هذه العقبة المتمثِّلة في عدم القدرة على الكتابة أمر ضروري.
يقدِّم مُنشِئ محتوى الذكاء الاِصطناعي مجموعة متنوّعة من الأدوات والتقنيات؛ لتنشيط الإبداع وتسريع تطوير المحتوى؛ من خلال:
- إنشاء مخطَّطات تفصيلية لمساعدتك في كتابة المدوَّنات.
- جمع الأفكار والقيام بالبحوث.
- توليد أفكار للمواضيع لبدء عملية كتابة المحتوى.
- إنشاء المسودة الأولى لمقالة مدوَّنة لتوفير أساس للكتابة.
سلبيات استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى
قد تحدث الأخطاء عندما لا يتمّ اِستخدام أدوات الذكاء الاِصطناعي بشكل جيّد، أو لا يتمّ إنشاء المحتوى بالنيّة والإجراءات الصحيحة. وإليكم بعض السلبيات:
1- مخاوف الانتحال
يستخدم الذكاء الاِصطناعي (AI) مصادر متعدِّدة لإنشاء المحتوى الذي يبحث عنه المستخدمون، ولكنَّك لن تعلم ذلك لأنَّه لا يقدِّم أيَّة مراجع. وتكمن المخاطر القانونية هي أنَّ المؤلف أو الفنان يمكن أن يرفع دعوى قضائية بتهمة الاِنتحال الواضح لعمله الأصلي إذا كان مشابهاً للغاية.
لذلك، قم بالبحث العكسي عن الصور وتحقَّق من صحة محتوى الذكاء الاِصطناعي الذي تولّده، فلا يمكنك الوثوق بجميع المعلومات التي تتلقَّاها لأنَّها قد تأتي من مصدر غير مُعتمد.
2- عدم القدرة على محاكاة المشاعر البشرية
على الرّغم من أنَّ الذكاء الاِصطناعي يزيد كفاءة إنشاء المحتوى، إلَّا أنَّه لا يستطيع فهم المشاعر البشرية بشكل كامل. إذ أنَّ الصلة العاطفية التي يتَّجه القرَّاء نحوها، غالباً ما تكون نتيجة للَّمسة البشرية، وهي عنصر لم يستطِع الذكاء الاِصطناعي تقليده بشكل كامل حتَّى الآن.
تمتدّ هذه اللَّمسة البشرية إلى ما هو أبعد من مجرَّد البيانات، وتشمل البراعة في سرد القصص التي تحتلّ مرتبة عالية باِستمرار في جودة المحتوى.
وبالتالي فيمكن لمحتوى الذكاء الاِصطناعي توفير نقطة اِنطلاق، إلَّا أنَّ المنتج النهائي يتطلَّب براعة التحرير البشري، والتخصيص للتميّز والوصول إلى الجمهور.
3- خطر المحتوى المضلل
يُعدُّ إخلاء المسؤولية داخل (ChatGPT) نفسه بمثابة تذكير بقابلية الذكاء الاِصطناعي للخطأ في بعض الأحيان. قد لا يكون المحتوى الذي ينشئه الذكاء الاِصطناعي دقيقاً تماماً بشكل دائم، ممَّا يستلزم الإشراف البشري.
وبينما توفّر أدوات الكتابة بالذكاء الاِصطناعي قدرات بحث قيّمة، إلَّا أنَّها ترتكب أخطاء في بعض الأحيان. كما أنَّ هناك خطر التضليل، فقد يؤدِّي الاِعتماد على الذكاء الاِصطناعي فقط إلى معلومات غير دقيقة، ممَّا يؤكِّد ضرورة التدخّل البشري لضمان دقّة المحتوى، ومنع نشر معلومات كاذبة أو مضلِّلة.
4- الافتقار إلى الأصالة
يعتمد النص الناتج عن الذكاء الاِصطناعي على المحتوى الموجود، ممَّا يعني قدرته على إعادة صياغة الأفكار القديمة، ولكنَّه لا يستطيع طرح أفكار جديدة، على عكس البشر.
ومع ذلك، يفتقر الذكاء الاِصطناعي إلى الأصالة ليس فقط من حيث الأفكار الفريدة، ولكن أيضاً في طرق التعبير. فالعواطف والفكاهة والاِستعارات والتعابير الشائعة هي سمات متأصّلة في اللُّغة الطبيعية والتي لا تزال النماذج الاِصطناعية تكافح من أجل فهمها.
في الوقت نفسه، فإنَّها ضرورية لإنشاء قصَّة أو رسالة علامة تجارية، يُمكن للجمهور أن يتعاطف معها.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستبدل منشئي المحتوى؟
يتمتَّع المحتوى الناتج عن الذكاء الاِصطناعي بمزايا كبيرة، أهمَّها السرعة وكفاءة التكلفة. ومع ذلك، فإنَّ سلبياته، مثل الاِفتقار إلى الأصالة والخبرة الشخصية في موضوع ما، تؤثّر بشكل كبير على جودة المدخلات النهائية. لذلك، لا ينبغي اِستخدام الذكاء الاِصطناعي كأداة مستقلِّة لإنتاج المحتوى.
بلْ من المهمّ دمج إمكانات أدوات الذكاء الاِصطناعي مع قدرات فريق مُنشئِي المحتوى، ممَّا يؤدِّي إلى تسهيل وتحسين سير العمل، وإتاحة المزيد من الوقت لهم للتركيز على الحلول الإبداعية.
الخلاصة
في النهاية، يوفّر الذكاء الاِصطناعي فرصاً رائعة للمبدعين للنموّ وبناء الأعمال التجارية. وكما هو الحال مع أيّ تكنولوجيا جديدة، ستكون هناك دائماً فترة من التعديلات للوصول إلى النتائج المثالية.
ستعتمد مزايا وعيوب الذكاء الاِصطناعي على كيفية اِستخدام أدواته بشكل كبير، وستحقِّق أفضل النتائج عند التكامل بين البشر والذكاء الاِصطناعي.
المصادر
Hubspot , writesonic , hookle , daytranslations , searchengineland