المحتوى
في إحدى المرَّات، صرَّح ستيف جوبز بأنَّ:
“راوي القصص هو أقوى شخص في العالم”.
ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أنَّ العديد من الأشخاص غير ماهرين في فنّ السرد القِصصي (Storytelling). لذلك، أقدّم لكم في هذا المقال (14) حيلة سهلة لتحسين هذه المهارة.
مصطلحات مهمَّة
قبل البدء يجب التفريق بين هذه المصطلحات:
- الكتابة الإبداعية (creative writing).
- السرد القِصصي (storytelling).
- صناعة المحتوى (content creation).
حيثُ أنَّ؛
- السرد القِصصي: هو مجموع المكوّنات الخفيّة اللّازمة لسرد قصّة رائعة، بطريقة جذَّابة وشيّقة للقارِئ أو المستمع.
- الكتابة الإبداعية: هي القدرة على التفكير بوضوح وصياغة الأفكار باِستخدام الورق أو الكيبورد، وتشمل السرد القِصصي كجزء منها.
- صناعة المحتوى: هي عملية تحديد الموضوع الذي تريد نشره، ويشمل ذلك الكتابة، السرد، الفيديو، الدليل الإرشادي أو الرَّسم البياني أو التصميم، وغيرها.
أساليب لتطوير مهارة السرد القصصي
سأقوم بتحديد إطار يتألَّف من (14) أسلوباً لإطلاق العنان للنمو في العمل، الشركة، والحياة، والذي يتضمَّن ما يلي:
1- بناء نظام للكتابة اليومية
بهدف توليد الأفكار وربطها فقط، دون الحاجة لشرح كل شيء.
وكيفية تنفيذ ذلك؟
- الاِتّساق اليومي في الكتابة.
- حجب الإنترنت.
- قراءة مصادر عالية الجودة.
- قضاء الوقت بدون اِستخدام الهاتف الذكي.
- المشي لمسافات طويلة.
- اِلتقاط الأفكار من كلّ مكان.
2- ثلاث طرق للسرد القصصي
إليكم هذه الطرق التي يُعُّد كلّ منها مهمّاً:
- الأولى: اِكتب ما تعرفه، وذلك لتعليم الآخرين.
- الثانية: اِكتب ما لا تعرفه، وذلك لتعليم نفسك.
- الثالثة: اِكتب ما لا يعرفه أحد، وذلك لاِكتشاف شيء جديد عن العالم.
3- هيكل القصة
عادةً ما يكون لدى المسوّقين أو الكتّاب بداية للقصة لا تتوقَّف أبداً، ولكن يجب أن يتضمَّن هيكل القصَّة وسطاً أو نهاية.
والطريقة لتحقيق ذلك؟
هي اِبتكار عمود فقري للقصة وهو رحلة البطل، وذلك من خلال الإجابة على الأسئلة الرئيسية التالية:
- ما الذي تحاول القصة تحقيقه؟
- كيف يبدو النجاح مع هذه القصة؟
يجب الإجابة عن هذه الأسئلة الرئيسية قبل البدء في أي شيء آخر في هيكل القصة.
4- اختر موضوعاً يستحق الكتابة عنه
لاِختيار موضوع يستحقّ الكتابة عنه، يجب وضع هدف للكتابة، من خلال:
- اِفتح عيون الناس.
- توضيح ما يخشى الجميع قوله.
- تحديد الاِتّجاهات الرئيسية.
- ساهم بتحليلاتك الخاصَّة.
- اِستخلاص موضوع شاقّ.
- المساهمة في حلّ مشكلة صعبة.
5- المسودة الأولى
في البداية، يجب التغلُّب على العقبة الرئيسية الأولى وهي الاِنتهاء من الكتابة الأولى، حتَّى تتمكَّن من قضاء (95%) من وقتك في إعادة كتابتها.
لذلك للبدء، اِكتب أسوأ مسودة بأسرع ما يمكن، لاِستكشاف الأفكار التي تهمّك. ويمكن تحقيق ذلك من خلال إجابتك على الأسئلة التالية:
- ما هي الأفكار الأكثر إثارة للاِهتمام لما أريد قولَه للتوّ؟
- كيف يمكنني إقناع نفسي تماماً أنَّ ما سأقوله للتوّ صحيح؟
- يجب طرح هذه الأسئلة للتحرّك في الاِتّجاه الذي يُحرّك إبداعك.
6- نبرة صوتك
نبرة الصوت ليست مُجرَّد اِختيار للكلمات، فهي جزء من شخصيتك الحقيقية وغير “المُصفّاة”، وتشمل:
- سرعتك.
- تنوّع حماسك وطاقتك.
- التقطّع والإيقاع.
ولتحسين نبرة صوتك:
- تخلَّص من الرَّقابة الذاتيّة على نفسك.
- تحدَّث بشكل ضعيف كما تفعل مع أهلك وأصدقائك.
- تعامل مع الأمر وكأنَّه اِعتراف.
7- اجذب خيال القارئ
عليك إيجاد طرق مثيرة وغير تقليديَّة لقول أشياء ذات مغزى. والتكتيك لتحقيق ذلك هو:
- لا تخبر جمهورك بما تراه، أخبرهم بما تشعر به.
- لا تخبرهم أنَّك ترى نجماً، أخبرهم أنَّك ترى اِنفجاراً شرساً للهيدروجين والهيليوم.
- ولا تخبرهم أنَّك ترى شركة متعثِّرة، بل أخبرهم أنَّك ترى مؤسَّسة ضخمة تغرق تحت ثقلِها.
- لا تخبرهم أنَّك ترى عدم المساواة، أخبرهم أنَّك ترى الفجوة الكبيرة بين من يملكون ومن لا يملكون.
أي لا تكتفي بأن تكون مجرَّد كاتب، بل كُن فنَّان. وتذكَّر أنَّ فان جوخ لم يرسم الليل المرصَّع بالنجوم كما هو، بل رسم ما شعر به.
8- اجذب حواس القارئ
لإشراك حواس القرَّاء، يُمكن اِستخدام طريقة واحدة وهي أن تكون حيَّاً. والتكتيك لتحقيق ذلك، هو اِختيار الكلمات التي تعمل بشكل أفضل بـ (100) مرَّة من الكلمة الأخيرة التي اِستخدمتها.
لا أعني بذلك أن يكون لديك مفردات كافية فحسْب، بل يجب أن تتعلَّم مهارة مُطابقة الكلمات للاِحتياجات. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
- كُن غير متوقَّع.
- اِستخدم الصدمة والرُّعب.
- التوليف الأنيق: وهو فنّ اِلتقاط خيال القرَّاء وربطها بتجاربهم الحياتية.
9- الوضوح
سرد القصص هو فن حجب التفاصيل بشكل اِستراتيجي. حدِّد النقاط التي يجب حجبها حتَّى النهاية؛ لِتعظيم التشويق على طول القصة. ويُمكنك ذلك من خلال:
- طرح أسئلة دون إعطاء إجابة كاملة.
- مشاركة الرِّهانات في القصَّة دون الكشف عن الخاتمة.
- مشاركة حقيقة مروِّعة ولكن دون شرح كيف يمكن تحقيق ذلك.
وخلال ذلك ستعاني من فترات توقّف عفوية، ولحظات من التفكير الذَّاتي، بالإضافة إلى بدايات خاطئة. وهذا ما تسعى إليه.
10- فن إيقاف الوقت
يعني ذلك وكأنَّك تقول للقرَّاء، تمهَّل وفكِّر فيما قلته للتوّ. والهدف من ذلك؛ هو جذب الناس لفعل شيئين فقط:
- التفكير في ما حدثَ للتوّ.
- أو الخوف ممَّا سيحدُث بعد ذلك.
وذلك لأنَّ؛
- الصمت يجعل كلّ ما قلته أكثر أهميَّة بمقدار (10) مرات.
- وكلّ ما ستقوله بعد ذلك يُصبح أكثر إثارة للفضول بمقدار (10) أضعاف.
وكلَّما اِستمعت إلى التوقّفات الصوتيّة، تُصبح الرواية عبارة عن موسيقى.
11- حدد جمهورك
عند كتابة أيّ شيء، يجب تحديد جمهورك المستهدف بدقَّة، والتوقُّف عن محاولة كتابة شيء يُناسب الجميع.
- من هو الجمهور؟
- ماذا يريدون بوعي أو بدون وعي من القصَّة؟
كُن صادقاً مع نفسك. فقد يبدو الجمهور مختلفاً عمَّا تتوقَّعه.
12- تجنب كتابة أكثر من صفحتين في أي موضوع
- (99%) من الكتب يجب أن تكون منشورات.
- (99%) من المنشورات يجب أن تكون تغريدات.
إذا كانت قصَّتك لا تتَّسع لصفحتين، فيجب أن تكون أقصر من ذلك. حيثُ أنَّه كلَّما طالت القصة، زاد تبعثرها في المنتصف.
ولذلك، فإنَّ التكتيك المناسب، هو أن تكتب عن الجوهر وتبتعد عن التعمّق.
13- لا تثق بما يقوله الناس
لا تستمع فقط لما يقولون، بل راقب كيف يتصرَّفون.
- هل يهتمّ جمهوري؟
- هل أُعطي الكثير من التفاصيل؟
إليك حيلة بسيطة؛
- إذا كان هناك أجزاء مملَّة.
- أو وجدت خلفيّة درامية سيّئة.
- أو التعمُّق الزائد لدرجة تجعل جمهورك مرتبكاً.
تخلَّص منهم، وعُد لمسارك المناسب واِجعل الجمهور متحمِّساً للقصَّة.
14- لا تطلق قصتك في يوم إنهائها
قُم بقراءتها بصوتٍ عالٍ في صباح اليوم التالي، وإجراء التعديلات اللَّازمة. إذا كنت تنشر شيئاً مهمَّاً، فيجب دائماً منحه مساحة للتنفس.
عند إعادة النظر في القصَّة بعد فترة، يمكن تحسينها بشكل كبير، وبالتالي تصبح قصَّة فيروسيَّة للجمهور.
الخلاصة
يمكنكم متابعتي عبر حسابي في تويتر، للحصول على مزيد من الأفكار والنصائح المفيدة.
قال ستيف جوبز ذات مرة "راوي القصص هو أقوى شخص في العالم"!
لكن معظم الناس سيئة في كتابة القصص Storytelling
إليك 14 حيلة سهلة لسرد قصص أفضل:— Hasan Mattar (@HasanmMattar) June 19, 2023
