المحتوى
أؤمن حقاً بقيمة التسويق عبر البريد الإلكتروني، وأرى أنّه يصلح كإستراتيجية تسويقية لا غنى عنها للأعمال التجارية، بل إنّ أهميته بالنسبة لي في الواقع تتخطى ذلك، إذ يمكن من خلاله إدارة عمل تجاري بصورة كاملة. حسناً أنت تتساءل الآن: لماذا أبالغ في تقدير قيمة التسويق عبر البريد الإلكتروني؟
إليك خمس أسباب تجيب عن سؤالك هذا…
التجربة الشخصية في التسويق عبر البريد الإلكتروني
تشير الإحصاءات إلى أنّ 71% من العملاء، يرون أنّ التجربة الشخصية تؤثر على قرارهم بشأن فتح رسائل البريد الإلكتروني، في الحقيقة هذا الأمر لا يمكن تحقيقه في المنصات التسويقية الأخرى، فلا يمكنك مخاطبة العملاء بأسمائهم الشخصية أبداً، وسيظل لدى العميل شعور بأنّ الرسائل التسويقية التي يتلقاها ليست موجّهة إليه (لشخصه).
بينما عند استخدام التسويق عبر البريد الإلكتروني، سيكون لديك القدرة على خلق تجربة شخصية مع العملاء، يبدأ الأمر من إمكانية تخصيص الرسائل لتظهر بأسماء الأشخاص، ومروراً بإمكانية جعل صيغة المخاطبة في الرسالة شخصية تماماً، حتى أنّ القارئ يشعر معها أنّ هذه الرسالة كتبت خصيصاً له، لا سيّما أنّ أدوات التسويق عبر البريد الإلكتروني تتيح لك تقسيم جمهورك، وبالتالي سيكون من السهل خلق هذه التجربة الشخصية لمختلف أنواع العملاء.
البقاء على تواصل مع جمهورك
تشير نتائج استبيان أجرته مؤسسة Hubspot إلى كون 91% من المستهلكين يستخدمون البريد الإلكتروني عادةً. إذا كنت من الأشخاص الذين يستخدمون البريد في عملهم، فغالباً تدرك أنّ أول ما تفعله في بداية يومك هو تصفح بريدك الإلكتروني، وغالباً يكون هذا آخر ما تفعله في يوم العمل أيضاً، ناهيك بالطبع عن التصفح يومياً من وقت لآخر.
بالتالي الشيء الجيد بالنسبة لك أنّ العملاء يستخدمون البريد الإلكتروني حقاً، ولديك فرصة للظهور في بريدهم برسائلك التسويقية المخصصة. لذا، يضمن لك التسويق عبر البريد الإلكتروني التواصل مع جمهورك دائماً. بالطبع يعتمد هذا على رسائلك الشخصية، واختيارك للتوقيت المناسب لإرسال الرسالة، حتى تضمن أنّ الشخص لن يكتفِ فقط بفتح الرسالة، لكنّه سيحرص على قراءة محتواها.
إمكانية متابعة وقياس النتائج من التسويق عبر البريد الإلكتروني
واحدة من أهم مميزات التسويق الرقمي هي إمكانية قياس النتائج وتتبع الأداء. بالرغم من ذلك، لا يكون هذا سهلًا على جميع المنصات التسويقية الأخرى، فعلى مواقع التواصل الاجتماعي مثلًا لا تقدر على معرفة من رأى منشوراتك حقاً، لأنّ الأرقام لا تكون تفصيلية، ولا تخبرك بالصورة الكاملة.
بينما واحدة من مميزات التسويق عبر البريد الإلكتروني، هي أنّه يتيح لك تتبع رسائلك ومعرفة من دخل إليها، ومن لم يفتحها على الإطلاق، ومن ثم يساعدك ذلك على قياس النتائج التي تحققها من خلاله، وذلك باستخدام الأدوات التي تمكنك من القيام بهذا الأمر.
من خلال هذا يصبح بإمكانك اتّخاذ القرارات التصحيحية اللازمة لتحسين أي مشكلات وفقاً لعملية قياس النتائج، أو تزيد من استثمارك في المحتوى الذي يحقق نتائج جيدة.
القدرة على التحكم في التكلفة
توجد العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها في عملية التسويق عبر البريد الإلكتروني. الشيء الجيد أنّ بعض هذه الأدوات مجاني تماماً، وحتى الأدوات المدفوعة فالأمر مرهون باستخدامك، فتوجد مجموعة من الخطط التي يمكن الاختيار من بينها، التي تتوافق مع ميزانيتك واحتياجك.
على سبيل المثال واحدة من أشهر الأدوات في التسويق عبر البريد الإلكتروني هي MailChimp، وهي تقدم خطة مجانية جيدة، تتيح لك إضافة حتى 2000 جهة اتصال، وتتيح لك إرسال 10 آلاف بريد شهرياً، مع حد يومي يصل إلى 2000 رسالة.
إمكانية الاعتماد على التسويق عبر البريد الإلكتروني كقناة للبيع
تشير الإحصاءات إلى أنّه لكل 1 دولار يُنفق على التسويق عبر البريد الإلكتروني، يمكن للأعمال التجارية تحقيق 48 دولاراً في المقابل، أي أنّ العائد على الاستثمار من التسويق عبر البريد الإلكتروني يبلغ 3800%، وهو رقم واعد جداً يوضح القيمة الكبرى من استخدام التسويق عبر البريد الإلكتروني.
لذا، يمكن استخدامه كجزء من الاستراتيجيات التسويقية، أو حتى الاعتماد عليه كقناة أساسية في عملية البيع إلى العملاء، وذلك من خلال التخطيط الجيد له، وإنشاء الرسائل التسويقية المناسبة، بالشكل الذي يجذب العملاء حقاً إلى عمليات الشراء.
ختاماً، لا أحاول أن أخبرك بكون التسويق عبر البريد الإلكتروني هو الحل السحري الذي سيضمن لك نتائج فعّالة، فأولًا؛ لست وحدك من يستخدمه وبالتالي هذا يضعك في منافسة، وثانياً؛ كأي إستراتيجية أخرى، لا بد من وجود خطة جيدة لاستخدامها، لكن ما نتحدث عنه هنا هو جدوى التسويق عبر البريد الإلكتروني، وأنّ الأمر يستحق التجربة حقاً في عملك.