المحتوى
تعدُّ رسائل البريد الإلكتروني الباردة (Cold Emails)، وسيلة فعّالة للتواصل مع العملاء المحتملين عند اِستخدامها بطريقة صحيحة. ومع ذلك، تتطلَّب كتابة رسائل جذابة والحصول على معدلات رد مرتفعة مهارة ومعرفة بالأساليب المناسبة.
في هذا المقال، سنتناول كيف يُمكن لرواد الأعمال والمسوقين تحويل البريد الإلكتروني البارد من مجرَّد وسيلة اِتصال إلى أداة قويّة لزيادة شبكة العلاقات وتحقيق نتائج ملموسة في المبيعات!
ما هو البريد الإلكتروني البارد؟
البريد الإلكتروني البارد هو أسلوب في التسويق عبر البريد الإلكتروني، حيثُ يرسل مندوبو المبيعات رسائل بريد إلكتروني إلى العملاء المحتملين الذين لا يُوجد أيّ اِتّصال مسبق بهم.
وعلى الرّغم من الشكوك حول فعّاليته في البداية، فإنَّ هذه الممارسة شائعة جداً. ووفقاً لتقرير مبيعات من (HubSpot)؛ يقوم (36)% من المتخصِّصين في المبيعات بالتواصل مع العملاء المحتملين عبر رسائل البريد الإلكتروني.
هل يعمل البريد الإلكتروني البارد؟
يُمكن لرسائل البريد الإلكتروني البارد أن تُحقّق نتائج مُذهلة عند تنفيذها بشكل صحيح. فمن خلال البحث عن العملاء المحتملين وتخصيص رسائل البريد الإلكتروني لِتُناسب اِحتياجاتهم، يُمكن لمندوبي المبيعات التواصل مباشرةً مع العملاء المحتملين الذين سيستفيدون أكثر من المنتجات أو الخدمات.
وتُؤكّد الأبحاث ذلك؛
- حيثُ يُشير (23)% من مُحترفي المبيعات إلى أنَّ البريد الإلكتروني البارد هو أفضل طريقة للوصول إلى العملاء المحتملين.
- ويقول (21)% من مندوبي المبيعات أنَّ إرسال رسائل بريد إلكتروني باردة إلى العملاء المحتملين يؤدِّي إلى أكبر عدد من العملاء المحتملين.
ويُعدُّ البريد الإلكتروني البارد منخفض التكلفة نسبياً مقارنةً باِستراتيجيات توليد العملاء المحتملين الأُخرى. إذ لا يحتاج المندوبون إلى حملات إعلانية مرتفعة التكلفة أو مواد تسويقية معقَّدة. كلّ ما عليهم فعله هو البحث عن جهات اِتصال وتخصيص العروض بناءً على اِهتماماتهم.
يُمكن أن يُصبح البريد الإلكتروني البارد أداة فعّالة عند اِمتلاك العقلية الصحيحة. فبدلاً من التركيز على إغلاق الصفقة في أسرع وقت مُمكن، يجب التركيز على إثارة فضول العملاء المحتملين وتحفيزهم على طلب مزيد من المعلومات.
يُساعد هذا النهج على بناء علاقات قوية مع العملاء المحتملين، ويبني أُسساً قويّة للتواصل الفعّال في المستقبل.
مقارنة بين المكالمات الباردة والبريد الإلكتروني البارد
تُعدّ المكالمات الباردة والبريد الإلكتروني البارد أدوات قيّمة للتواصل مع العملاء، ولكلٍّ منهما مزايا وعيوب مختلفة حسب الموقف.
تُقدّم المكالمات الباردة نهجاً أكثر تخصيصاً، فَتُتيح لمُمثّلي المبيعات التكيّف مع عناصر المحادثة مثل نبرة العميل المحتمل والأسئلة العفوية، ومن الصعب تجاهل المكالمات مقارنةً بِتجاهل رسائل البريد الإلكتروني. ولكن تُواجه المكالمات الباردة بعض التحديات، فقد تُصادف عملاء محتملين أقلّ تقبلاً وأدباً في ردودهم.
من ناحية أُخرى، يُعدُّ التجاهل هو التحدّي الرئيسي لرسائل البريد الإلكتروني البارد، ولكن تُتيح حملات البريد الإلكتروني الباردة أتمتة العمل الروتيني وتتبّع الأداء، ممَّا يجعلها أكثر فعَّالية من حيث الوقت مقارنةً بِإجراء المكالمات.
في النهاية، فإنَّ قرار الاِستفادة من المكالمات الباردة أو البريد الإلكتروني البارد هو قرار شخصي يعتمد على عدّة عوامل، بما في ذلك:
- التوقيت: اِستخدم رسائل البريد الإلكتروني الباردة للوصول إلى العملاء المحتملين في الوقت المناسب لهم، واِستخدم المكالمات الباردة للتواصل الفوري في الوقت الفعلي.
- المحتوى: تُناسب المعلومات التفصيلية والمرفقات رسائل البريد الإلكتروني الباردة، في حين أنَّ المكالمات الباردة مثالية للعروض المختصرة والتفاعلية.
- المستوى المهني للعميل المحتمل: قد يفضّل كبار المديرين رسائل البريد الإلكتروني الباردة بسبب جداولهم المزدحمة، في حين قد يكون المهنيون من المستوى المتوسّط أكثر تقبلاً للمكالمات الباردة.
أفضل 4 ممارسات البريد الإلكتروني البارد
قبل أن تُرسل رسالة بريد إلكتروني باردة، تأكَّد من فهم أفضل الممارسات التي تزيد من فرص نجاحك. نُشارك معكم فيما يلي أفضل (4) ممارسات للبريد الإلكتروني البارد:
1- البحث عن جهة الاتصال
خذ الوقت الكافي قبل الإرسال؛ لفهم هيكل عمل العميل المحتمل، والاِتجاهات في صناعته، والاِحتياجات المحتملة، لإظهار أنَّك تحترم وقته وأنَّك مهتمّ حقاً ببناء علاقة وطيدة معه.
يُمكنك اِستخدام لينكدإن لطلب الاِتصال به على هذه المنصة؛ فهو يعزّز مصداقية التواصل عبر البريد الإلكتروني البارد، ويُميّز تواصلك عن عروض المبيعات العامة.
كما تستطيع أيضاً فحص موقع شركة العميل المحتمل، وخاصةً إنجازاته الأخيرة، لاِستخدام هذه المعلومات في إنشاء بريد إلكتروني بارد مخصَّص للغاية.
2- تجنب الرسائل العامة
لن تظهر رسائلك البريدية الباردة لجمهورك المستهدف إلَّا إذا ركَّزت على تخصيصها. يجب أن يكون لديك سبب محدَّد للتواصل مع الشخص المعني، ممَّا يجعل الرسالة أكثر ملاءمة وجاذبية.
يُمكنك تحديد كيف عثرت على هذا العميل المحتمل، قد تبدو خطوة بسيطة، لكنَّها تُظهر أنَّك لم تحصل على معلومات الاِتصال الخاصة به من قائمة بريد إلكتروني ضخمة دون أيّ اِهتمام حقيقي.
3- استراتيجية متابعة فعالة
من الطبيعي ألَّا تحصل على ردّ فوري على رسائل البريد الإلكتروني الباردة، فغالباً ما تتطلَّب العلاقات التجارية عدّة محاولات لبناء الثقة.
لذا، ينبغي التخطيط لمحاولتين أو ثلاث محاولات متابعة مدروسة، مع فترات زمنية تتراوح بينها عدّة أيام أو حتَّى أسابيع. وإذا لم تحصل على اِستجابة بعد ذلك، فاِنتقل إلى فرصة أخرى، لأنَّ الإصرار المبالغ فيه قد يُزعج العملاء.
إليكَ بعض النصائح لمتابعة فعَّالة ومهنية:
- التوقيت: اِمنح المتلقّي وقتاً كافياً لقراءة رسالتك الأولى والتفكير بها، دون شعور بالضغط.
- الاِحترافية: أظهر فهماً لجدول أعمال المستلم، ولا تُظهر اِستياء من عدم الرد.
- القيمة: أضف قيمة إلى رسالتك بمشاركة معلومات ذات صلة، مثل المقالات أو الأفكار الجديدة؛ لإثارة اِهتمام العميل المحتمل.
- الإيجاز: اِحرص أن تكون الرسالة موجزة، وركّز على النقطة الرئيسية في بريدك الأولي، وعبّر عن اِهتمامك المستمرّ ببناء علاقة.
4- احترام خصوصية العميل المحتمل
يُعدُّ تخصيص الرسائل أمراً ضرورياً في رسائل البريد الإلكتروني البارد، ولكن يجب تجنَّب الإفراط في اِستخدام المعلومات الشخصية بشكل قد يُربك المتلقي.
على سبيل المثال؛ يُمكن توجيه الرسائل بأسلوب شخصي وبناء جسر من الثقة من خلال الإشارة إلى الإنجازات المهنية أو اِحتياجات محدَّدة للعميل لإظهار اِهتمامك الحقيقي بعمله، ما يزيد من فعَّالية الرسالة ويُقلّل من الاِنزعاج الناتج عن الرسائل الباردة غير المستهدفة.
يضمن التوازن بين التخصيص والخصوصية أن تكون رسالتك جذابة وذات صلة، دون أن تُسبّب إزعاجاً للعميل المحتمل.
كيفية كتابة بريد إلكتروني بارد
تتطلَّب كتابة بريد إلكتروني بارد مهارة واِستراتيجية لجذب اِنتباه المتلقي وإقناعه بالرد. ويعتمد نجاحها على اِتّباع أسلوب بسيط وجذاب، يتضمَّن عناصر تُساعد على خلق اِنطباع إيجابي لدى المستلم.
نستعرض فيما يلي خطوات فعّالة لصياغة بريد إلكتروني بارد يُظهر قيمة العرض ويثير اِهتمام المتلقي:
1- اكتب بهدف واضح
يجب أن يكون للبريد هدف محدَّد منذُ البداية. سواء كنت تهدف إلى طلب اِجتماع، أو توجيه المتلقي لشخص آخر صاحب قرار، أو فهم اِحتياجات العميل، ركّز رسالتك لتتناسب مع الهدف لتحقيق تفاعل إيجابي.
2- وضح سبب اختيارك للمتلقي
من الضروري توضيح سبب اِختيارك للشخص المستهدف لإبراز أهميته، ما يجعله أكثر تفاعلاً. مثلاً، يُمكنك الإشارة إلى مقالة أو عمل قام به وملائمته لجمهورك.
3- تطرّق لنقطة ألم ملائمة
لتجنّب الرفض، اِحرص على فهم اِحتياجات المتلقّي، وأبرز التحدّيات التي يواجهها في مجاله، واِذكر كيف يُمكن لخدمتك أو منتجك المساعدة في تجاوز هذه التحديات.
4- استخدم أدلة اجتماعية وأمثلة ملموسة
من المهمّ عرض أمثلة عن نتائج إيجابية حقَّقها منتجك أو خدمتك لمتخصِّصين في نفس المجال، أو عرض دراسات حالة ناجحة، تُضيف هذه الأدلة مصداقية وتزيد من اِحتمالية اِستجابة المتلقي.
5- اجعل رسالتك قصيرة وبسيطة وبأسلوب إنساني
يجب أن يكون البريد البارد رسمياً لكنَّه مريح وجذاب، إذ أنَّ المبالغة في الاِحترافية يُمكن أن تبدو مصطنعة، ممَّا يُقلّل من فرص التفاعل.
6- اِختر عنوان البريد بعناية
يعتمد حوالي (64)% من الأشخاص على العنوان لاِتّخاذ قرار بفتح البريد أو حذفه؛ لذا يجب أن يُعبّر بوضوح عن غاية الرسالة مع تخصيصه بما يُناسب اِهتمامات المتلقي.
الخلاصة
في الختام، يُعدّ البريد الإلكتروني البارد أداة قوية لتحفيز المبيعات إذا تمَّ اِستخدامه بشكل صحيح.
ومن خلال التركيز على الممارسات والتكتيكات التي ذكرناها في هذا المقال، يُمكنك تحويل البريد الإلكتروني البارد من مجرَّد وسيلة اِتّصال إلى أداة فعّالة لبناء شبكة قوية من العملاء وزيادة مبيعاتك.