المحتوى
أحدثَ الذكاء الاِصطناعي ثورة في الطريقة التي نعيش ونتفاعل بها مع العالم. ومع ذلك، مع تقدّم تكنولوجيا الذكاء الاِصطناعي بمعدّل غير مسبوق، هناك مخاوف متزايدة بشأن الخصوصية المتعلّقة بها ومدى حمايتها للبيانات.
نسلّط الضوء في هذه المقالة، على أبرز التحدّيات والمخاوف التي قد تواجهك عند اِستخدام تقنيّات الذكاء الاِصطناعي.
أهمية الخصوصية في العصر الرقمي
الخصوصية ضرورية لضمان عدم اِستخدام أنظمة الذكاء الاِصطناعي للتلاعب بالأفراد، أو التمييز ضدَّهم بناءً على بياناتهم الشخصية.
يجب أن تكون أنظمة الذكاء الاِصطناعي التي تعتمد على البيانات الشخصية لاِتّخاذ القرارات، خاضعة للمساءلة. للتأكّد من أنَّها لا تتّخذ قرارات غير عادلة أو متحيّزة. إذن من واجبنا التركيز على حماية الخصوصيّة، وضمان اِستخدام التكنولوجيا بشكل أخلاقي ومسؤول.
مخاوف الخصوصية في الذكاء الاصطناعي
هناك عدد من المخاوف المحتمل ظهروها في السنوات المقبلة والناجمة عن اِستخدام الذكاء الاِصطناعي، يقلق بشأنها كلّاً من المستهلكين وأصحاب الشركات، سنقدّم أمثلة عن أهمّها:
1- الأخطاء
يمكن أن ترتكب أنظمة الذكاء الاِصطناعي سيّئة الإنشاء، أخطاء قد تؤدّي إلى العديد من أنواع الخسارات. لذك لتجنُّب هذا يجب التأكّد من أنّ هذه الأنظمة لا تشكّل خطراً على البشر أو بيئاتِهم من خلال إجراء اِختبارات كافية.
2- التأثير البيئي
تزداد نماذج الذكاء الاِصطناعي يوماً بعد يوم، حيث يصل حجم النماذج الحديثة إلى أكثر من تريليون نموذج. تستهلك هذه النماذج الكبيرة قدراً كبيراً من الطاقة للتدريب، ممَّا يجعل الذكاء الاِصطناعي مستهلكاً كبيراً للموارد.
يعمل الباحثون على تطوير تقنيات لأنظمة الذكاء الاِصطناعي الموفّرة للطاقة، التي توازن بين كفاءة الأداء والطاقة.
3- مخاوف بشأن حقوق النشر
نظراً إلى تدريب أنظمة الذكاء الاِصطناعي التوليدية، على كميّات هائلة من البيانات.
- بالنسبة إلى مولّدات النصوص مثل (GPT-3) و (GPT-4)، فهي في الأساس تعتمد على أكبر قدر ممكن من الإنترنت العام.
- أمّا بالنسبة إلى مولّدات الصور، فهي تعتمد على بلايين الصور المأخوذة من الإنترنت. بعضها قد يكون محميّاً بحقوق الطبع والنشر.
تحديات الخصوصية في عصر الذكاء الاصطناعي
يمثّل الذكاء الاِصطناعي تحديّاً لخصوصيّة الأفراد والمؤسّسات، بسبب تعقيد الخوارزميات المستخدمة في أنظمته.
عندما يصبح الذكاء الاِصطناعي أكثر تقدّماً، يمكنه اِتّخاذ قرارات بناءً على أنماط دقيقة في البيانات يصعب على البشر تمييزها. هذا يعني أنَّ الأفراد قد لا يدركون حتَّى أنَّه يتمّ اِستخدام بياناتهم الشخصيّة لاِتّخاذ قرارات تؤثّر عليهم.
إليكم بعض التحديّات المهمّة التي يفرضها اِستخدام أنظمة الذكاء الاِصطناعي.
1- انتهاك الخصوصية
يتمثّل أحد التحدّيات الأساسيّة، في إمكانيّة اِستخدام الذكاء الاِصطناعي لاِنتهاك الخصوصيّة. تتطلَّب أنظمة الذكاء الاِصطناعي كميّات هائلة من البيانات، ويأتي جزء كبير من هذه المعلومات من المستخدمين.
ليس كل المستخدمين على دراية بالمعلومات التي يتم جمعها عنهم وكيف يتمّ اِستخدامها لاِتّخاذ القرارات التي تؤثّر عليهم.
حتَّى اليوم، يمكن اِستخدام كل شيء من عمليات البحث عبر الإنترنت، إلى عمليات الشراء الإلكترونيّة وحتّى تعليقات وسائل التواصل الاِجتماعي، لتتبّع التجارب وتحديدها وتخصيصها للمستخدمين.
في حين أنَّ هذا يمكن أن يكون إيجابياً، مثل أن يوصي الذكاء الاِصطناعي بمنتج قد يرغب فيه المستخدم، إلَّا أنَّه يمكن أن يؤدّي أيضاً إلى سرقة الهويّة أو التسلّط عبر الإنترنت.
2- التحيز والتمييز
أنظمة الذكاء الاِصطناعي غير متحيّزة، فهي تعتمد على البيانات التي يتمّ تدريبها عليها. لكن بالطبع إذا كانت هذه البيانات متحيّزة، فسيكون النظام الناتج عنها كذلك أيضاً. يمكن أن يؤدّي هذا إلى قرارات تمييزية تؤثّر على الأفراد بناءً على عوامل مثل العرق أو الجنس أو الوضع الاِجتماعي والاِقتصادي.
من الضّروري التأكّد من تدريب أنظمة الذكاء الاِصطناعي على بيانات متنوّعة، ومراجعتها باِنتظام لمنع التحيّز.
من المهم ملاحظة أنَّ العديد من أنظمة الذكاء الاِصطناعي تعتمد على البيانات لاِتّخاذ القرارات. يمكن أن تأتي هذه البيانات من مجموعة متنوعة من المصادر مثل:
- النشاط عبر الإنترنت.
- ومنشورات الوسائط الاجتماعية.
- والسجلّات العامة.
في حين أنَّ هذه البيانات قد تبدو غير ضارّة في البداية، إلا أنَّها يمكن أن تكشف الكثير عن حياة الأشخاص. نتيجةً لذلك، إذا كان نظام الذكاء الاِصطناعي متحيّزاً أو تمييزيّاً. فيمكنه اِستخدام هذه البيانات لإدامة هذه التحيّزات، ممَّا يؤدّي إلى نتائج غير عادلة أو حتَّى ضارّة للأفراد.
3- مشكلة العمالة
التحدّي الثالث الذي تطرحه تقنيّة الذكاء الاِصطناعي هو اِحتمال فقدان الوظائف والاِضطراب الاِقتصادي. نظراً لأنَّ أنظمة الذكاء الاِصطناعي أصبحت أكثر تقدّماً، فإنَّها أصبحت قادرة بشكل متزايد على أداء المهام التي كان يقوم بها البشر سابقاً. ويمكن أن يؤدّي ذلك إلى:
- فقدان الوظائف.
- والاِضطراب الاِقتصادي في بعض القطّاعات.
- وحاجة الأفراد إلى إعادة تدريبهم على أدوار جديدة.
باِختصار، ترتبط مسألة فقدان الوظائف والاِضطراب الاِقتصادي الناجم عن تقنيّة الذكاء الاِصطناعي ارتباطاً وثيقاً بالخصوصية. لأنَّها يمكن أن تؤدّي إلى مواقف، يُضطّر فيها الأفراد إلى التضحية بخصوصيّاتهم من أجل البقاء في ظلّ الاِقتصاد المتغيّر.
4- ممارسات إساءة استخدام البيانات
أخيراً، هناك تحدٍّ كبير آخر تفرضه تقنيّة الذكاء الاِصطناعي، وهو اِحتمال إساءة اِستخدامها من قبل بعض الجهات.
- يمكن اِستخدام الذكاء الاِصطناعي لإنشاء صور ومقاطع فيديو مزيّفة مقنعة، يمكن اِستخدامها:
- لنشر معلومات مضلّلة.
- أو حتّى للتلاعب بالرأي العام.
- كما يمكن اِستخدام الذكاء الاِصطناعي لإنشاء هجمات تصيّد متطوّرة للغاية، يمكن أن تخدع الأفراد للكشف عن معلومات حسّاسة أو النقر فوق الروابط الضارّة.
كما يمكن أن يكون لإنشاء ونشر مقاطع فيديو وصور مزيفة آثار خطيرة على الخصوصيّة. هذا لأنَّ هذه الوسائط الملفّقة غالباً ما تحتوي على أشخاص حقيقييّن، ربّما لم يوافقوا على اِستخدام صورتهم بهذه الطريقة.
وبالتالي، من الممكن أن يؤدّي ذلك إلى مواقف يتعرّض فيها الأفراد للأذى من خلال نشر الوسائط المزيفة:
- إمّا بسبب اِستخدامها لنشر معلومات كاذبة أو ضارّة عنهم.
- أو بسبب اِستخدامها بطريقة تنتهك خصوصيّتهم.
حلول للتغلب على هذه التحديات
مع اِزدياد اِندماج الذكاء الاِصطناعي في حياتنا، تزداد أهميّة الخصوصيّة والاِعتبارات الأخلاقيّة. يجب على الشركات إعطاء الأولوية لهذه الاِعتبارات في أنظمة الذكاء الاِصطناعي الخاصّة بها. من خلال الشفافية، وضمان أمن البيانات، والتدقيق المنتظم للتحيّزات، وحتَّى تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تلتزم بالمبادئ الأخلاقية.
بالنتيجة، إنَّ الشركات التي تعطي الأولويّة لهذه الاِعتبارات ستكون قادرة على:
- بناء الثقة مع عملائها.
- الحفاظ على سمعتها.
- وبناء علاقات أقوى مع أصحاب المصلحة.
الخلاصة
في الختام، على الرّغم من أنَّ الذكاء الاِصطناعي لديه القدرة على تحقيق فوائد كبيرة للمجتمع. إلا أنَّ هناك أيضاً العديد من المخاوف والتحديات التي يجب معالجتها.
من الضروري أن نعالج هذه القضايا الأخلاقية بشكل اِستباقي، لضمان تطوير الذكاء الاِصطناعي واِستخدامه بطريقة مسؤولة وأخلاقية.