كيف يعزز الذكاء الاصطناعي استراتيجية التسويق المؤثر؟

مع اِغتنام المزيد من العلامات التجارية الفرصة لاِستخدام التسويق المؤثر على نطاق واسع، تعمل أدوات الذكاء الاِصطناعي (AI) على تحسين الأداء وتقليل المخاطر وزيادة الإنتاجية.

يعمل الذكاء الاِصطناعي على تحويل مشهد التسويق المؤثّر، من خلال توفير الأدوات والحلول التي تساعد العلامات التجارية على اِتّخاذ قرارات مبنية على البيانات، وأتمتة تحديد المصادر والمصادقة وإدارة علاقات المؤثرين.

دعونا نستكشف هذا التوافق بين التسويق عبر المؤثرين والذكاء الاِصطناعي، وكيف يمكن أن يعزّز الذكاء الاِصطناعي اِستراتيجية التسويق المؤثر ويفتح الآفاق للنجاح والاِبتكار؟

أبرز مهام الذكاء الاصطناعي في التسويق المؤثر

يمكن الاِستفادة من الذكاء الاِصطناعي في العديد من جوانب التسويق المؤثّر، بما في ذلك:

1- استخدام المؤثرين الافتراضيين 

في السنوات الأخيرة، ظهرت توجّهات نمو متزايدة للشركات في اِستخدام المؤثّرين في مجال الذكاء الاِصطناعي، والمعروفين أيضاً باِسم المؤثّرين الاِفتراضيين للترويج لمنتجاتها أو خدماتها. وهم عبارة عن أشكال رقمية يتمّ إنشاؤها باِستخدام تقنيات الرسوم المتحركة (CGI)، وأدوات الذكاء الاِصطناعي. يتحكَّم فيها أشخاص حقيقيون، ويتمّ اِستخدامها لإنشاء محتوى وسائط اِجتماعية يبدو حقيقياً.

تعدُّ ميكيلا، التي توصف بأنَّها “روبوت يبلغ من العمر (19) عاماً وتعيش في لوس أنجلوس”، مثالاً شهيراً لمؤثّر الذكاء الاِصطناعي مع (2.6) مليون متابع عبر إنستغرام.

حسابها عبر إنستغرام مليء بالصور الشخصية ولقطات السفر وصور الأصدقاء. وقد قامت بترويج سيارة (BMW) وشاركت في إعلان (Calvin Klein) مع العارضة الشهيرة بيلا حديد.

كما أنَّ هناك العديد من المزايا لاِستخدام هؤلاء المؤثّرين الاِفتراضيين:

• أكثر فعَّالية من حيث التكلفة مقارنةً بالمشاهير التقليديين.
• تحكّم أكبر في رسالة المؤثّرين الاِفتراضيين وصورتهم.
• القدرة على تقديم رسالة علامة تجارية متّسقة.
• الوصول إلى جمهور أوسع مقارنةً بالمشاهير الذين يقتصر تأثيرهم على عدد المتابعين لديهم.
• طريقة فريدة لإنشاء رابط عاطفي مع الجماهير المستهدفة.
• توفير شخصيات مؤثّرة منسقة لكلّ شريحة مستهدفة.

ومع ذلك، هناك أيضاً بعض العيوب:

• قد يكون لدى الشركات سيطرة أقلّ على المؤثّرين الاِفتراضيين ممَّا تعتقد.
• قد يتمّ اِعتبار المؤثّرين الاِفتراضيين غير حقيقيين أو حتَّى مخيفين.
• يمكن أن يفتقر إلى السرد البشري، ممَّا يؤدي إلى تفاعل أقلّ عمقاً.

2- تحسين الجمهور المستهدف باستخدام التحليلات التنبؤية

يتميّز الذكاء الاِصطناعي بقدرته على تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة. وبالتالي، يمكنك اِستخدام أدوات الذكاء الاِصطناعي لتحليل بياناتك، وتحديد الجمهور المستهدف لحملتك مع المؤثّرين المناسبين بدقّة.

3- الحصول على قائمة الهاشتاجات

يجب أن تحتوي حملتك المؤثّرة على هاشتاجات تحمل علامتك التجارية. يمكنك الاِستفادة من إحدى أدوات الذكاء الاِصطناعي للحصول على الهاشتاجات المناسبة التي تحتاجها.

عليك فقط إعطاء معلومات عن علامتك التجارية واِسم منتجك، ووصفاً موجزاً للحملة وستحصل على قائمة بالهاشتاجات التي يجب تضمينها.

4- استهداف الإعلانات

إلى جانب حملتك المؤثّرة، يمكنك تشغيل إعلانات تكميلية عبر الإنترنت وعلى مواقع التواصل الاِجتماعي. أطلقت العديد من المنصَّات أدوات ذكاء اِصطناعي تساعدك في إنشاء الإعلانات وتحسين جمهورك.

تستخدم جوجل الذكاء الاِصطناعي لإنشاء الكلمات المفتاحية والنصوص والصور للإعلانات، وكلّ ذلك يتمّ اِستخراجه من صفحة الهبوط التي تقدّمها.

5- التنبؤ بالأداء المستقبلي للمؤثر

باِستخدام أدوات الذكاء الاِصطناعي، يُمكنك الحصول على تصوّر دقيق جدّاً للمستقبل. بمساعدة معالجة اللُّغة الطبيعية (NLP)، يمكن للذكاء الاِصطناعي التنبّؤ بما إذا كان المؤثّر يمكنه تحقيق أهداف العلامة التجارية. يُعدُّ هذا التنبّؤ أداة قوية تقيس مدى نجاح الحملة الإعلانية بدقّة.

من خلال التنبّؤ بإمكانية نجاح حملة المؤثّر مسبقاً، يمكن للمسوّقين تجنّب العمل مع أولئك الذين لن يكونوا قادرين على تحقيق النتائج. ممَّا يقلّل من التجربة والخطأ في البحث عن المؤثّرين المناسبين والعمل معهم. كما يمكن للذكاء الاِصطناعي التنبّؤ بما إذا كان تأثير المؤثر سيتحسّن أم سيتراجع مع مرور الوقت.

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي على حل تحديات التسويق عبر المؤثرين؟

يتَّفق المسوّقون على أنَّ التسويق عبر المؤثّرين أحد أكثر اِستراتيجيات التسويق نجاحاً وفعّالية في تحقيق أعلى عائد على الاِستثمار، وتحقيق قيمة أكبر لعلاماتهم التجارية.

ومع ذلك، هناك بعض التحدّيات التي قد تواجهها الجهات التسويقية، والتي يمكن للذكاء الاِصطناعي المساعدة في التغلُّب عليها.

1- منع الاحتيال من قِبل المؤثرين

يُعد اِحتيال المؤثّرين حقيقة قاسية تكلّف العلامات التجارية مليارات الدولارات من الميزانية التسويقية المهدرة. ولأنَّ التسويق عبر المؤثّرين مجال تنافسي بشكل كبير، فيقوم بعض المؤثّرون بشراء متابعين زائفين وتزوير معدَّلات التفاعل.

عندما تتعاون العلامات التجارية مع هؤلاء الأفراد، فإنَّ توقّعاتها للعائد على الاِستثمار تكون مغلوطة. إذ تشير مقاييس التسويق المؤثّر إلى وجود اِهتمام وتفاعل. ومع ذلك، لا يوجد تحويل فعلي إلى مبيعات.

تساعد أدوات الذكاء الاِصطناعي على تجنّب الاِحتيال من قِبَل المؤثرين من خلال اِستكشاف ملف المؤثّر وملاحظة أيّ علامات اِحتيال. فهي تتجاوز الإحصائيات السطحية لعدد المتابعين والمحتوى الحديث، ويمكنها اِكتشاف الاِرتفاعات المفاجئة الهائلة في عدد المتابعين، ممَّا يشير إلى أنَّها قد تكون مزيفة. يمكن أيضاً أن تكشف عن مشاكل محتملة مثل المحتوى القديم الذي لا يتوافق مع تموضع علامتك التجارية.

2- تحليل عميق لجمهور المؤثرين

يعالج الذكاء الاصطناعي في التسويق المؤثّر تحدّي اِستطلاع جمهور الهدف والعثور على المؤثّرين المثاليين. باِستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلّم الآلي، يمكن للمسوّقين قياس ما إذا كان متابعو المؤثر يتطابقون مع التركيبة السكانية المستهدفة.

تساعدك أدوات الذكاء الاِصطناعي أيضاً على قياس مستوى تفاعل متابعي المؤثّر. إذ لا يُترجم العدد الكبير من المتابعين دائماً إلى تفاعل، وأدوات الذكاء الاِصطناعي تكشف ذلك.

3- مطابقة المحتوى المناسب للمؤثر المناسب

تساعد أدوات الذكاء الاِصطناعي في تحديد المؤثّر المناسب للعلامة التجارية، من خلال التحقّق من مدى توافقه مع قيمها ورسالتها. كما يمكن لهذه الأدوات إجراء بحث عميق لتحديد الاِرتباطات التجارية الأُخرى للشخص المؤثّر، والتحقُّق من أنشطته الأُخرى للحدّ من أيّ مخاطر. 

يوفّر الذكاء الاِصطناعي أيضاً القدرة على اِكتشاف أفضل نوع من المحتوى الذي يعمل جيّداً مع كلّ مؤثّر. دون الحاجة لاِختبارات (A/B)، حيثُ يتمّ الاِعتماد على البيانات لتوجيهك نحو المحتوى المناسب لكلّ مؤثّر.

بالإضافة إلى ذلك، يسمح لك الذكاء الاِصطناعي بمراقبة ملايين المواضيع يومياً للعثور على المواضيع التي يتفاعل معها الأشخاص الحقيقيون. وإنشاء محتوى مخصَّص لكلّ مؤثّر بناءً على متابعيه واِهتماماته وتاريخه مع العلامة التجارية، ممَّا يضمن محتوى ملائم وجذَّاب يزيد من معدَّلات التفاعل.

4- تحليل مقاييس الحملات والأداء

يساعد الذكاء الاِصطناعي في التسويق المؤثّر على ربط المقاييس المهمّة، مثل الإشارات إلى العلامة التجارية وحركة المرور والتحويلات مباشرةً بمبادرات المؤثّر. يمكنك القيام بذلك في الوقت الفعلي ومراقبة ما إذا كان المؤثّرون يحقّقون الأهداف المتّفق عليها.

كما يوفّر إجراءات مباشرة لمراقبة أداء المؤثرين، وتحقيق الأهداف المحددة. ويساعد في تحسين الحملات المستقبلية، ورصد أداء المنافسين، واِتّخاذ التغييرات اللَّازمة لتحقيق أفضل النتائج.

الخلاصة

باِختصار، يعمل الذكاء الاِصطناعي على تغيير مشهد التسويق المؤثّر، ممَّا يجعله أكثر كفاءة وفعَّالية من أيّ وقتٍ مضى. بالاِستفادة من الذكاء الاِصطناعي في التسويق المؤثّر، يمكن للمسوّقين مواجهة التحديات وتحقيق الأهداف التسويقية.

إذا كنتَ لا تستخدم الذكاء الاِصطناعي في حملاتك التسويقية المؤثّرة، فهذا هو الوقت المناسب للبدء. 

المصادر

Influencermarketinghub , izea , hubspot , digitalmarketinginstitute