كيف تصنع فيديو قصير فيروسي يجذب المشاهدين ويحقق الانتشار؟ 

المفضلة القراءة لاحقاً

قبل أن تصنع فيديو فيروسي، عليك أن تفهم كيف يتفاعل عقل المشاهد مع المحتوى. هُناك لحظة خفية، لا تتجاوز بضع ثوانٍ، يُقرّر فيها المشاهد ما إذا كان سيكمل المشاهدة أم لا!  

في هذه اللحظة، يعمل الدماغ بسرعة، باحثاً عن شيء يجذبه، يحفّزه، أو يفاجئه. لذلك، فإنَّ إنشاء فيديو فيروسي لا يتعلَّق فقط بفكرة مبتكرة، بل بفهم عميق لسيكولوجية المشاهدة. 

في هذا المقال، سنكشف عن الممارسات التي يقوم بها صناع المحتوى الناجحون لصنع فيديوهات قصيرة تُحقّق الانتشار وتجذب اِنتباه المشاهدين منذ اللحظة الأولى..

كيف تصنع فيديو قصير فيروسي يجذب المشاهدين ويحقق الانتشار؟ 

ما هو محتوى الفيديو القصير؟ 

يُشير مصطلح مقاطع الفيديو القصيرة إلى أيّ محتوى مرئي لا يتجاوز (60) ثانية، رغم أنّ بعض الاستراتيجيات التسويقية تمتدّ به حتَّى ثلاث دقائق. ويتميَّز هذا النوع من المحتوى بكونه سريع الاستهلاك، سهل التصفّح، وفعّال في جذب اِنتباه المشاهدين خلال فترة وجيزة. 

كيف غيرت المنصات مثل تيك توك وإنستقرام ويوتيوب صناعة المحتوى؟ 

أحدثت هذه المنصات تحولاً جذرياً في صناعة المحتوى الرقمي، ممَّا أثر على طرق إنتاجه، استهلاكه، وتسويقه. من خلال:

  • تمكين صناع المحتوى الجُدد: أتاحت هذه المنصات الفرصة للمؤثرين الصغار للوصول إلى جماهير واسعة.

  • تغيير استراتيجيات التسويق: أصبح المحتوى القصير والمرئي هو المفضَّل، ممَّا دفع الشركات إلى تكييف أساليبها لزيادة التفاعل والانتشار.

  • تعزيز التفاعل المباشر: توفّر هذه المنصات أدوات تفاعلية تُعزّز التواصل الفوري بين صناع المحتوى والجمهور.

  • تسريع دورة حياة المحتوى: بفضل سرعة الانتشار، أصبحت الحاجة إلى الإبداع المستمر ضرورية للحفاظ على تفاعل الجمهور.

لماذا يعد الفيديو القصير مهماً؟

في عالم مُشبع بالمعلومات، حيثُ تتقلَّص فترات الاِنتباه وتزداد سرعة التصفّح، أصبحت مقاطع الفيديو القصيرة واحدة من أكثر أشكال المحتوى اِنتشاراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

لماذا يعد الفيديو القصير مهماً؟

وتُشير الإحصائيات إلى دورها المحوري في استراتيجيات التسويق الرقمي، إليكم بعض الأرقام:

  • تجاوز عدد مستخدمي تيك توك (1.6) مليار شخص حول العالم في (2024)، ممّا يجعلها المنصة الرائدة في هذا المجال.

  • (71)% من المشاهدين يُحدِّدون مدى قيمة الفيديو خلال الثواني الأولى، ممّا يؤكّد أهمية إيصال الرسالة بسرعة وفعالية.

  • وفقاً لاستطلاع أجرته (HubSpot)، يرى (47)% من المسوقين أنَّ مقاطع الفيديو القصيرة هي الأكثر قابلية للانتشار والأكثر فاعلية في تعزيز الوعي بالعلامة التجارية وجذب العملاء المحتملين.

  • (73)% من المسوقين يعتبرون أنَّ استراتيجيات التسويق عبر الفيديو فعَّالة في تحقيق أهدافهم التجارية.

لماذا تعد رواية القصص بالفيديو مهمة للمسوقين؟ 

مع وجود (5) مليارات مستخدم على منصات التواصل الاجتماعي، أصبح جذب الانتباه تحدياً حقيقياً. فاليوم، الفضاء الرقمي غارق بمليارات المنشورات التي تتنافس على لحظة من اِنتباه المستخدم.

ولفهم كيفية تحقيق النجاح، لا بُدَّ من إدراك آلية عمل خوارزميات هذه المنصات، على عكس الاعتقاد السائد، لا تقوم هذه الأنظمة بتقييد المحتوى عمداً أو تقليل وصوله لدفع المستخدمين نحو الإعلانات المدفوعة. بل إنَّ هدفها الأساسي بسيط وواضح؛ إبقاء المستخدمين على المنصة لأطول فترة ممكنة، لعرض المزيد من الإعلانات وزيادة الأرباح.

وهنا تكمن قوة السرد القصصي. حيثُ يُشير بريندان كين، مؤسس (Hook Point)، إلى أنَّ القصص هي ما يجذب الانتباه، سواء في الكتب أو الأفلام أو حتَّى المحادثات اليومية. بمجرَّد أن يقول أحدهم: “دعني أُخبرك قصة”، يُصغي الجميع.

أفضل 9 ممارسات لإنشاء محتوى الفيديو القصير 

إذا كنت مستعداً لإنشاء مقاطع فيديو قصيرة تجذب الانتباه، فإليك القواعد الأساسية لضمان نجاحك:

1- متابعة الاتجاهات الرائجة

قبل أن تبدأ في إنتاج المحتوى، خذ وقتاً لاستهلاك ما يُنشر على المنصات. راقب المقاطع الصوتية والموسيقية المتكرِّرة، فغالباً ما تكون جزءاً من اتجاه شائع. 

لذلك، فإنَّ الانضمام لهذه الاتجاهات يزيد من فرص وصول مقاطعك إلى جمهور أوسع، خاصةً إذا كان المحتوى متماشياً مع علامتك التجارية.

2- البدء بفكرة جذابة

ينتقل المستخدمون بسرعة بين المقاطع، لذلك إذا لم يكن الفيديو جذاباً منذ اللحظة الأولى، سيتمّ تجاوزه. لتجنُّب ذلك، اِستخدم اِفتتاحيات بصرية أو صوتية ملفتة تُثير الفضول، مثل مقاطع صوتية تحفّز الانتباه أو بدايات غير متوقّعة.

3- تقديم محتوى ذو صلة 

سواء اِستخدمت مقطعاً موسيقياً شائعاً أو أنشأت محتوىً أصلياً، يجب أن يكون الفيديو مرتبطاً بهوية علامتك التجارية وما يهمّ جمهورك. يُمكن أن يشمل ذلك شروحات، نصائح في المجال، مراجعات، أو حتَّى قصص قصيرة تُعزّز علاقتك بالمتابعين. 


اشترك في نشرة تواصل

التغيير هو الثابت الوحيد، والمعلومة الدقيقة هي الفارق. تواصل، نشرة شهرية تغوص في جديد التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية وتأخذك إلى ما وراء العناوين. اشترك الآن، وابقَ في قلب الحدث!


Email Icon

نورت، "" أنت الآن معنا في نشرة "تواصل" البريدية.

يمكنك الآن متابعة أحدث صيحات التسويق الإلكتروني مباشرة في بريدك الإلكتروني.

4- إعادة استخدام مقاطع الفيديو الطويلة 

إذا كان لديك مقاطع فيديو طويلة، قم بتجزئتها إلى محتوى قصير مناسب للمنصات الرأسية. تُتيح لك أدوات المونتاج اِقتطاع اللحظات الأكثر جاذبية ومشاركتها في شكل مقاطع قصيرة دون الحاجة لإنتاج جديد بالكامل.

5- جعل مدة الفيديو أقل من 60 ثانية 

كلَّما كان الفيديو أقصر، زادت فرص مشاهدته حتَّى النهاية. رغم أنَّ بعض المحتويات مثل الشروحات قد تمتد إلى (3) دقائق، فإنَّ المثالي هو أقل من (60) ثانية، وأحياناً أقل من (15) ثانية. والسر هنا هو تقديم محتوى سريع وجذاب دون حشو غير ضروري. 

6- استمرارية التفاعل

لا يأتي النجاح في الفيديوهات القصيرة من فيديو واحد، بل من التكرار. لذلك، قم بالنشر يومياً أو على الأقل عدّة مرات أسبوعياً لضمان ظهور محتواك في خوارزميات المنصة والوصول إلى جمهورك المستهدف باستمرار.

7- الترويج عبر المنصات

لا تحتاج إلى اِستراتيجية منفصلة لكلّ منصة؛ فمقاطع تيك توك يُمكن أن تعمل على إنستقرام ويوتيوب أيضاً. 

اِستثمر في نشر المحتوى نفسه عبر منصات متعدِّدة، بما في ذلك القصص على إنستقرام وفيسبوك، وحتَّى X، لتعزيز الوصول بأقلّ جهد.

8- استخدام العناوين والنصوص التوضيحية بشكل استراتيجي 

رغم محدودية المساحة، تبقى التسمية التوضيحية (Caption) أداة قوية لتعزيز المحتوى. لذا، فاِستخدمها لإضافة سياق إضافي، توجيه الجمهور لاتخاذ إجراء، أو تقديم معلومات لم تُذكر في الفيديو.

على سبيل المثال، يُمكن أن تتضمَّن التسمية التوضيحية دعوة للمشاهدين لطرح أسئلة في التعليقات أو زيارة موقعك لمزيد من التفاصيل. 

9- جعل الفيديو يعمل في حلقة متكررة 

الفيديوهات القصيرة الناجحة غالباً ما تُصمَّم بحيث تُعيد تشغيل نفسها بسلاسة. يُمكنك بدء الفيديو بالنتيجة النهائية ثمَّ الاِنتقال إلى مراحل التنفيذ قبل العودة إلى اللقطة الأولى دون اِنقطاع واضح. 

هذه التقنية تُشجّع المشاهدين على إعادة المشاهدة، ممَّا يزيد من وقت التفاعل مع الفيديو ويُحسّن أداءَه على المنصة.

كيفية تطبيق نموذج المحتوى الفيروسي في عملك

باتباع الممارسات المذكورة أعلاه والتركيز على السرد بدلاً من البيع المباشر، يُمكن للشركات إنشاء محتوى فيديو يلفت الانتباه ويُعزّز التفاعل الحقيقي مع الجمهور. وإليكم الأساسيات لجعل هذا المحتوى فيروسي:

كيفية تطبيق نموذج المحتوى الفيروسي في عملك

1- إتقان تنسيق واحد أولاً 

بدلاً من تجربة عدّة أشكال للمحتوى في آنٍ واحد، ركّز على إتقان تنسيق واحد قبل التوسّع. تماماً كما هو الحال عند تعلّم العزف على آلة موسيقية، من الأفضل إتقان واحدة قبل الانتقال إلى أخرى.

2- تبنّي مبدأ التعميم 

غالباً ما يفشل إنشاء محتوى يستهدف جمهوراً ضيقاً جداً في جذب الانتباه. فالمنصات لا تبحث عن جمهورك المستهدف نيابةً عنك، بل تُفضّل المحتوى الذي يُمكن أن يثير اِهتمام أوسع شريحة ممكنة. لذا عليك تقديم خبرتك بطريقة تجذب حتَّى من ليس لديهم اِهتمام مباشر بمجالك.

3- تنظيم التسلسل البصري

لا تُربك المشاهد بكثرة العناصر المرئية في البداية. بدلاً من ذلك، حدّد بوضوح التسلسل البصري لِما تُريد التركيز عليه أولاً، ثم ثانياً، وهكذا. ووزّع اِستخدام النصوص، الحركة، والصوت بشكل مدروس لضمان تجربة مشاهدة سلسة وجذابة. 

4- دمج استراتيجيات الإعلانات المدفوعة 

يُمكن أن يدعم المحتوى العضوي القوي الحملات الإعلانية المدفوعة بفعّالية. بمجرَّد بناء قاعدة متابعين نشطة، يُمكنك إعادة اِستهدافهم بإعلانات تحمل رسائل أكثر مباشرة، ممَّا يزيد من فرص التحويل دون أن يبدو الأمر كبيع قسري. 

الخلاصة: نجاح الفيديو الفيروسي أبسط مما تعتقد 

نحن اليوم في عصر الفيديوهات القصيرة، حيثُ يُقاس النجاح بمدى قدرة المحتوى على جذب الانتباه، تحفيز التفاعل، والبقاء في ذاكرة المشاهد. ولا يكمن السر في الأفكار العبقرية بقدر ما يكمن في التنفيذ الذكي. لذلك، فإنَّ فهم كيفية عمل المنصات، والاستفادة من أفضل الممارسات، والتجريب المستمر، كلُّها عوامل تُساهم في جعل الفيديو تجربة يرغب المشاهد في مشاركتها.

الآن، حان دورك. جرّب الاستراتيجيات التي ذكرناها، راقب النتائج، وعدّل بناءً على التفاعل. ولا تنتظر حتَّى تخلق الفيديو المثالي، بل اِبدأ بالنشر، فالمحتوى الفيروسي ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج تكرار، اِختبار، وتحسين مستمر..  




أضف تعليقاً:

يجب عليك لإضافة تعليق

    الأعضاء الذين قرأوا المقال

    ×

    mohamed abouhalawa

    الرتبة: مشترك النقاط: 125

    Fahad Bn.Mesfer

    الرتبة: مشترك النقاط: 225

    حمدي النادي

    الرتبة: عضو متفاعل النقاط: 929

    Keep Touch

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 2075

    forex trading

    الرتبة: مشترك النقاط: 105

    ali Kaezm

    الرتبة: مشترك النقاط: 225

    احمد Bcr

    الرتبة: مشترك النقاط: 125

    fatima benaich

    الرتبة: مشترك النقاط: 180

    محمد النن

    الرتبة: عضو متفاعل النقاط: 840

    Mohammed Hasan

    الرتبة: عضو متفاعل النقاط: 645
    بالاضافة إلى 65 شخص آخر