الهاشتاغ .. يداً بيد مع الخبر

المفضلة القراءة لاحقاً

الهاشتاغ .. يداً بيد مع الخبر

تطوَّرت لغة الإنترنت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وانطلقت مواقع التواصل الاجتماعي وهيمنت بشكل واضح. كان الهاشتاغ (الوسم) جزءاً مهماً وكبيراً من هذا التطور. وما كان مجرَّد زرٍّ على الهاتف، بات الآن ظاهرة أساسية ومحورية على مواقع التواصل الاجتماعي.

قد يُصبح الهاشتاغ مزعجاً وذا أثر سلبي في حالة الإفراط في استخدامه، لذا على الصحفي أن يتعامل معه باحترافيَّة لإكسابه قيمة تناسب المحتوى الخبري، فالإحصائيات والمعلومات التي بين أيدينا تعطينا إشارة إلى أهمية فهمه واستعماله بالشكل الصحيح.

ولأن الصحافة اليوم أصبحت جزءا لا يتجزأ من مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أصبح الهاشتاغ في عالم الصحافة هو الأبرز، لما فيه من تسهيل وخدمة لمتابعيك كصحفي وللباحثين عن الأخبار، كما أنه يمنحك فرصة للوصول إلى جمهور أكبر.

لا تهمل الهاشتاغ

أبرز ما يمكن الإستدلال به على أهمية الهاشتاغ، هو قفزة السريع من موقع تويتر إلى المواقع الأخرى مثل فيسبوك وغوغل بلس وإنستغرام، بل وحتى محرك بحث غوغل.
ولا يقتصر استخدامه على البحث عنه عبر غوغل مثلاً، بل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر، مما يزيد من عدد متابعي الخبر الصحفي أو التحليل السياسي لمجرد تصنيفك إياه ضمن وسم معين يسهِّل على الباحث بعد ذلك إيجاده، سواء أكان ضمن متابعيك أم لا.
غير أن التساؤل الحقيقي الآن هو: كيف يمكنك العثور على الهاشتاغ الصحيح للمحتوى الذي تود نشره، والتأكد من أنك استخدمته بالشكل المناسب وفي المكان المناسب؟ لنفصِّل الأمر بشكل أكثر دقة:

على موقع “تويتر”

هل تعلم أن تغريدتك التي تحتوي على وسم تحصل على “تفاعلية” مضاعفة (X2) عن التغريدة الخالية من الهاشتاغ؟ فبحسب دراسات كثيرة أجريت، يمكنك مضاعفة “التفاعلية”، وبدلاً من أن تُعاد تغريدتك عشر مرات، فإنها تُعاد عشرين مرة، وكل ما في الموضوع أنك أضفت وسماً أو اثنين.

كما أن استخدام الهاشتاغ سيسهل على مستخدمي محرك البحث الخاص بتويتر إيجاد ما يبحثون عنه، ويزيد مدى التفاعلية مع التغريدة بنسبة 100%، مع ملاحظة أن التفاعلية هنا تشمل كلاً من النقرات وإعادة التغريد والتفضيل وأيضاً الردود على التغريدة.

وفي دراسة مهمة أُجريت على قرابة 1.2 مليون تغريدة، تبين أن التغريدة التي تحتوي وسماً أو اثنين تزداد نسبة إعادة التغريد فيها بنسبة 55% عن التغريدات التي تخلو منه.

غير أنه في المقابل تماماً، يمكن أن يكون استخدامك الخاطئ للوسم عاملاً سلبياً. أبرز هذه الأخطاء هو استخدام أكثر من وَسْمَيْن، وهو بحسب إحدى الدراسات يخفض التفاعلية بنسبة 17%.

في إنستغرام

كان التحذير واضحاً في استخدام الهاشتاغ بشكل كبير في التغريدة الواحدة على تويتر، بل وأكدنا أن استخدام أكثر من وسمين يأتي بنتائج سلبية، إلا أن الوضع هنا مختلف في إنستقرام، وسيُسعد محبي الوسوم بكثرة، فالتفاعل يحدث في أعلى مستوياته على الصور التي تحظى بعدد وسوم يتجاوز الـ11،

وقد تم الحصول على هذه المعلومات بناء على دراسة أُجريت على مستخدمين لديهم عدد متابعين أقل من الألف. ولعلني أستطيع قولها بطريقة مختلفة هُنا، أن وضع الوسوم في إنستغرام هي الطريقة المُثلى لارتفاع نسبة التفاعلية وعدد المتابعين لديك.

في موقع “فيسبوك”

إذا كان استخدام الهاشتاغ في تويتر وإنستغرام عاملاً إيجابياً إن استُخدم بالطريقة الإحترافية المذكورة، فماذا عن الفيسبوك؟
يبدو أن تأثير الهاشتاغ على منشورات الفيسبوك لها طريقة مختلفة، يتضح منها أن المنشور الذي يخلو من الهاشتاغ يحقق تفاعلية أفضل من ذاك الذي يحتوي عليه.

دخل الهاشتاغ عالم الفيسبوك عام 2013، وإثر ذلك أعدَّت دراسة لمعرفة أثر وجوده على منشورات الفيسبوك، واتضح أن تأثيره يساوي “صفرا” على مستوى التفاعلية للمنشور، بل إن استخدام الهاشتاغ بشكل مفرط يسبب أثراً سلبياً، مما يحقق تفاعلية أقل.

كما أن استخدام الصحفي لوسم ليس له علاقة مباشرة بمنشوره، سيكون مضراً بصفحته وثقة متابعيه له، خصوصاً أن البعض يستخدم بعض الوسوم التي تحظى بتفاعل كبير للوصول إلى أكبر عدد من المتابعين.

في موقع “غوغل بلس”

لعل الطريقة تختلف هنا قليلاً، فغوغل بلس يضع وسوماً تلقائية بناءً على ما يحتويه منشورك، مع الملاحظة أنه يمكنك الإضافة والتعديل عليها. أضف أن موقع غوغل بلس كان الأول في إمكانية استخدام الهاشتاغ عبر التعليق على المنشور، وهو ما يعطي فرصة أكبر لانتشار المنشور.

كما أن محرك البحث “غوغل” يضيف عند البحث عن أي وسم من خلاله عموداً على اليمين في صفحة البحث مخصصاً لهذا الهاشتاغ على موقع “غوغل بلس”، بالإضافة إلى نتائج البحث المعتادة على المواقع الأخرى، وبالتالي فرصة الوصول إلى عدد أكبر من المتابعين.

الهاشتاغ

أدوات تفيدك كصحفي في إدارة الوسوم

استخدامك للأدوات المناسبة كصحفي محترف سيساعدك في عملية الاختيار والتعامل مع الوسوم المناسبة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك، أو مواقع المؤسسة الإعلامية التي تنتمي إليها. وأضع بين يديك مجموعة من الأدوات ستعينك في ذلك:

• Hashtagify.me

لعله من أبرز أدوات الهاشتاغ اكتمالاً، حيث إن هذا الموقع يحوي كماً هائلاً من المعلومات التي تستطيع من خلالها تحليل الهاشتاغ ومعرفة الوسوم الأخرى ذات الصلة ومدى شعبيتها. وفي حال اختيارك وسماً معيناً ستقوم بعرض مرئي لمدى شعبيته وبعض البيانات المهمة فيه، إضافة إلى الوسوم الأخرى التي تكون لذات الغرض ومدى ارتباطها بالوسم الأصلي الذي تم اختياره، وهو ما يعطيك فرصة لمعرفة جميع الوسوم التي تدور حول قضية أو خبر ما، إضافة إلى تحليله ومعرفة تفاصيله.

• RiteTag

تساعدك هذه الأداة على التأكد من مستوى اختيارك للوسم الذي ستستخدمه، بحيث تظهر لك هل هو في حالة جيدة أو فوق الجيدة أو مبالغ في استخدامه أو ربما لا يحظى باهتمام أصلاً، وتبدأ بتحليله. ولدى هذا الموقع أسلوب خاص في تقسيم مستوى الأداء على الهاشتاغ عبر استخدام القوائم الملونة، وهو ما يساهم في أخذ صورة عامة وسريعة. هذه الأداة مهمة للصحفي في حالات السرعة والحاجة إلى معلومات سريعة وخاطفة.

• Tagboard

بهذه الأداة الرائعة يمكنك أن ترى كيف يستخدم الهاشتاغ الذي اخترته عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، ففي صفحة النتائج على هذا الموقع والتي تعرض لك نتائج تحليل الهاشتاغ من خلال استخدامه عبر جميع مواقع التواصل (تويتر، فيسبوك، إنستقرام، غوغل بلس والفاين كذلك)، وهو ما يعطيك الفرصة للتعرف إلى الكيفية التي استخدم بها الآخرون هذا الهاشتاغ، وتحاول أن تبتكر أسلوباً مغايراً في استخدامه.

• Twitalyzer

في الحقيقة، ليست هذه الأداة خاصة بالوسوم، إلا أن جزءاً منها سيخدمك في هذه الجزئية، والخدمة تتمحور حول حسابات تويتر وما هي الوسوم التي تستخدمها بكثرة. بمعنى أنه بوضعك اسم الحساب، تخبرك هذه الأداة ما هي أكثر وسومه استخداماً، وهذا يفيدك في معرفة الوسوم التي تستخدمها الحسابات ذات التأثير الكبير على مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.

• Trendsmap

هذه الأداة تساعدك كصحفي في معرفة الوسوم التي تستخدمها منطقة جغرافية محددة، بما يعني أنك إذا أردت لتغريدتك أن تصل إلى منطقة جغرافية بعينها (كالأخبار الخاصة بدولة أو منطقة ما)، فعليك استخدام هذه الأداة كي تضمن وصول تغريدتك إلى جمهور هذا المكان.

أخيراً، استخدم وسما بسيطا للغاية، واحترم متابعيك ولا تثقل عليهم في عدد الوسوم المستخدمة سواءً أكانت ذات صلة بمنشورك أم لا. واحرص أن يكون الهاشتاغ سهل التذكر وواضحاً ومفهوماً للقراء، وقصيراً (أقل من ثلاث كلمات)، وأن يكون له علاقة بالمحتوى الصحفي والخبري.

تذكر دائما أن الهاشتاغ لم يعد زراً على الهاتف منذ زمن، فحريٌّ بك أن تتقن التعامل معه

__________

حقوق المقال – وبتصرّف – لمعهد الجزيرة للإعلام ( مجلة الصحافة –الوسم.. يدا بيد مع الخبر) – بقلم عبدالله الرشيد




أضف تعليقاً:

يجب عليك لإضافة تعليق

    الأعضاء الذين قرأوا المقال

    ×

    asmaa ramadan

    الرتبة: مشترك النقاط: 180

    Malek Mohammed

    الرتبة: عضو متفاعل النقاط: 805

    عاصم توفيق

    الرتبة: عضو متفاعل النقاط: 675

    فراس قطان

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 15680

    Elham Mohammed

    الرتبة: عضو مميز النقاط: 1040

    samia benamirouche azouaou

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 13394

    muhammad khatib

    الرتبة: أعضاء تواصل النقاط: 15465

    hamada shaban

    الرتبة: عضو متفاعل النقاط: 590

    New Me

    الرتبة: عضو متفاعل النقاط: 760

    Hamza Go

    الرتبة: عضو نشيط النقاط: 360
    بالاضافة إلى 18k شخص آخر