المحتوى
شهدت السوق العربية نموًا واضحًا في التسوق عبر الإنترنت خلال 2019، كما نمت أسواق الإعلانات الإلكترونية في ظل الإدراك المتزايد لأهمية التسويق الرقمي.
واليوم والعالم يشهد جائحة فيروس كورونا كان من المهم أن نُلقي الضوء على واقع التجارة الإلكترونية ومستقبلها في ظل الظرف الدقيق الراهن الذي يواجهه العالم الآن!
كذلك سنركز على العلامات التجارية وسوق الإعلانات الإلكترونية واهتمامات التسوق عند العرب عبر مختلف منصات البيع الرقمية، فسنحاول أن نجيب على هذه الأسئلة:
- ماذا يشتري الناس من الإنترنت؟
- كيف يتعرف الناس على العلامات التجارية الجديدة؟
- نظرة على سوق الإعلانات الرقمية عالميًا وعربيًا
- تأثير كورونا على سوق الشراء والتجارة الإلكترونية
ما حجم الشراء إلكترونيًا عالميًا وعربيًا؟
يقوم ما يقرب من ثلاثة أرباع مستخدمي الإنترنت في العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 64 سنة بشراء شيء ما عبر الإنترنت كل شهر.
وقد بلغ حجم تجارة التجزئة عبر الإنترنت عالميًا في 2019 ما يُقدر بـ 3.35 تريليون دولار، أي أن البشر قد أنفقوا 3350 مليار دولار على الشراء عبر الإنترنت العام الماضي!
وقد احتلت السعودية في 2019 المرتبة الأولى عربيًا و23 عالميًا من حيث التسوق عبر الانترنت، وحلت الإمارات ثانيًا عربيًا و36 عالميًا، ومصر الثالثة عربيًا و43 عالميًا، وهذا يدل على نشاط كبير وواسع للتجارة الإلكترونية بالمنطقة العربية.
ولنستوعب أكثر حجم نشاط التسوق الإلكتروني عربيًا، فبحسب تقرير مؤسسة We Are Social كانت النسبة في مصر لمن قال أنه أجرى بحثًا على الإنترنت لشراء سلعة ما 81% من المصريين المستخدمين للإنترنت وذلك في ديسمبر 2019، وأيضًا 70% من المستخدمين قد زار متجرًا إلكترونيًا للبيع بالتجزئة، فيما قام فقط 51% بالشراء إلكترونيًا، 39% اشتروا من خلال الهاتف الجوّال و19% اشتروا من خلال الحاسوب.
وفي السعودية كانت الأرقام مختلفة فـ 90% من مستخدمي الإنترنت هناك بحثوا إلكترونيًا عن سلعة ما لشرائها، و90% أيضًا زاروا متاجر إلكترونية، و73% قاموا بالشراء فعليًا عبر الإنترنت، 58% اشتروا من خلال الهاتف و26% اشتروا عبر الحاسوب.
كم أنفق العرب على التجارة الإلكترونية؟
بلغ الإنفاق عبر الإنترنت خلال 2019 في مصر 9.83 مليار دولار، كانت أكبر القطاعات التي أنفق عليها المصريون إلكترونيًا هي السفر والحجوزات والإقامات المرتبطة بالسفر حيث أنفقوا ما قيمته 5.15 مليار دولار، ثم جاء بعدها سوق كبيرة وهي سوق الإلكترونيات حيث بلغ الإنفاق عليها إلكترونيًا حوالي 1.2 مليار دولار، بعدها تأتي الملابس وأدوات التجميل فدفعوا فيها حوالي 1.07 مليار دولار.
أما في السعودية فكان الإنفاق أكبر وبلغ 11.88 مليار دولار، وجاء أيضًا قطاع السفر في مقدمة القطاعات وبفارق كبير، إذ بلغ الإنفاق خلال 2019 عليه حوالي 9.85 مليار دولار، تلاه الألعاب والهوايات بإنفاق قدره 487 مليون دولار، ثم جاءت الإلكترونيات بحوالي 458 مليون دولار.
ومن المهم هنا أن نشير إلى أن العرب صاروا يشترون إلكترونيًا منتجات جديدة، فهم ينفقون اليوم بسخاء على المحتوى الصوتي وكذلك ألعاب الفيديو وأجهزة المنزل الذكية، وليس هذا مقتصرًا على مصر والسعودية (الأكبر عربيًا من حيث عدد مستخدمي الإنترنت) ولكن يطال بقية الدول العربية.
كيف يتعرف الناس على العلامات التجارية الجديدة؟
ذكرت GlobalWebIndex أن محركات البحث هي المصدر الرئيسي لاكتشاف العلامات التجارية والمنتجات الجديدة لمستخدمي الإنترنت حول العالم، متقدمة قليلاً عن الإعلانات التلفزيونية.
كما أن الشبكات الاجتماعية قد تجاوزت محركات البحث باعتبارها الطريقة الأكثر شعبيةً للبحث عن العلامات التجارية والمنتجات للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16-24 عامًا.
أما في الوطن العربي، ففي مصر مثلًا يتعرفون على العلامات التجارية الجديدة من خلال محركات البحث ثم إعلانات منصات التواصل الاجتماعي ثم التوصيات والتعليقات على هذه المنصات، بينما في السعودية محركات البحث ثم مواقع المنتجات ثم الإعلانات على وسائل التواصل ثم اعلانات التليفزيون.
نظرة على سوق الإعلانات الإلكترونية
بلغ سوق الإعلانات خلال 2019 في جميع أنحاء العالم 334 مليار دولار محققةً نمو 12% عن 2018، منها 127.9 مليار دولار إعلانات عبر محركات البحث، و89.9 مليار دولار إعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وكانت جوجل أكبر الرابحين من سوق الإعلانات الضخم، حيث بلغ الإنفاق على إعلانات محركات البحث في جوجل 103.7 مليار دولار في 2019، يليها الوحش الآخر فيسبوك الذي تجاوزت قيمة الإعلانات عليه 67.4 مليار دولار.
وكان لأكبر المتاجر الإلكترونية في العالم نصيب، إذ تجاوزت الإعلانات خلال موقع علي بابا 29.2 مليار دولار متفوقة على أمازون 14 مليار دولار.
أما في عالمنا العربي:
- تخطت قيمة الإعلانات الإلكترونية في مصر خلال 2019 حاجز 845 مليون دولار بنمو 14% عن 2018، منها إعلانات وسائل التواصل 359 مليون، وإعلانات محركات البحث 316 مليون.
- وفي السعودية 2.07 مليار دولار، وكانت إعلانات محركات البحث 900 مليون، ووسائل التواصل 310 مليون، و238 مليون لإعلانات الفيديو، وإعلانات البانر (تظهر غالبًا في أعلى صفحة الويب أو جانبها) 419 مليون.
ويستطيع المسوقون على فيسبوك الوصول لحوالي 1.93 مليار شخص إجمالًا، أي 80% من العدد الإجمالي لجمهور فيسبوك الذي 44% منه نساء و56% منه رجال.
وكان 54% من المصريين على الفيسبوك قد وصلتهم إعلانات، كما يجدر الإشارة إلى أن 87.6% من جمهور الفيسبوك في مصر يستخدمونه عبر الهاتف الجوّال بينما 1.5% يستخدمون الحواسيب فقط للدخول لحساباتهم.
وفي تويتر يمكن للمسوقين في مصر الوصول لـ 3.63 مليون مستخدم، وفي السعودية 14.35 مليون مستخدم، هذا ما يجعل تويتر في السعودية مكان استهداف رائع بسبب وجود هذا العدد الكبير من الجمهور النشط عليه.
تأثيرات جائحة كورونا على السوق الرقمية
تأثرت قطاعات كثيرة بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث انخفض الإنفاق على الإعلان عبر الإنترنت.
فبحسب شركة التسويق الرقمي والاتصالات Dentsu Aegis Network فإن 47٪ من الشركات في الصين تأثرت مبيعاتها بشكل كبير بسبب انتشار فيروس كورونا، و7٪ فقط قالوا أنهم توقفوا عن الإنفاق على الإعلان بالكامل.
كما أن بعض الشركات تفكر نتيجةً لانخفاض المبيعات وتعطل طرق التوصيل في تخفيض ميزانية التسويق والإعلان.
كما قد يشهد سوق الهواتف المحمولة انخفاضًا في المبيعات، ومن المتوقع بحسب شركة الأبحاث Counterpoint Research المتخصصة في منتجات الأجهزة المحمولة والتقنية أن تنخفض مبيعات الهواتف الذكية بأكثر من 20٪ في الصين للربع الأول من عام 2020، مع انخفاض بنسبة 5٪ على مستوى العالم.
كما ارتفع الوقت الذي يقضيه الأشخاص على الإنترنت عبر الهاتف المحمول من 6.1 ساعات في أوائل شهر ديسمبر/ كانون الأول إلى أكثر من 7.3 ساعات بحلول منتصف فبراير/شباط بسبب وضع الحجر الصحي.
وعلى الرغم من ارتفاع مبيعات التجارة الإلكترونية وخاصةً الأغذية والمستلزمات الطبية في بداية أزمة كورونا، إلا أن هذا الارتفاع عاد للانخفاض مع باقي القطاعات بسبب انقطاع طرق التوصيل الناتج عن الحجر الصحي المفروض في الصين وكثير من دول العالم.
هذه التغيرات في السوق تشهدها الدول العربية أيضًا بسبب وصول الفيروس للمنطقة، حيث فرضت كل من الأردن والسعودية وبعض الدول العربية الأخرى حجرًا شبه كامل على الحياة في هذه الدول في محاولة للسيطرة على تفشي الفيروس.
نقاط هامة
- توسع دور وسائل التواصل الاجتماعي في رحلة الشراء؛ لهذا يجب التواجد بقوة كبيرة على هذه المنصات والاستثمار فيها.
- أظهرت التحليلات تفوق الدفع النقدي بدرجة كبيرة، لذلك ينبغي الاهتمام بهذا الجانب وتوفيره لكل أنواع الشراء.
- نمت أسواق الملابس والإلكترونيات والأثاث في المنطقة العربية إلكترونيًا مما يُشكل فرصًا واعدة.
- تأتي تطبيقات الدردشة في المقدمة لذلك من المهم زيادة التركيز على مخاطبة العملاء عبر هذه التطبيقات.
- إذا كنت تسوق لشركة جديدة ركز على محركات البحث بالدرجة الأولى ثم منصات التواصل الاجتماعي.
- كن متيقنًا من مدى سرعة وملاءمة موقعك الإلكتروني لجميع أنواع الأجهزة وخاصة الهواتف.
- من الممكن أن يمتد تأثير تفشي فيروس كورونا على كافة القطاعات لهذا من المهم التحضير لكافة السيناريوهات.
- على الرغم من أضرار الفيروس الاقتصادية فقد خلق فرصًا خاصةً في بعض الأسواق الرقمية كالألعاب الإلكترونية والتعليم عن بعد وغيرها.
كانت هذه نظرة عامة على سوق التجارة الإلكترونية وأثر جائحة كورونا عليها، ربما ستتغير سلوكيات كثيرة عند الناس فسيعتادون أكثر على الشراء إلكترونيًا وقضاء وقت أكبر للتعلم واللعب عبر الإنترنت.. من المهم استيعاب ما يحدث في العالم الرقمي والتجهّز من الآن لما هو قادم!
المصادر
شكرا لاثرائك للمحتوي العربي فى هذا المجال الذي هو في أشد احتياج لمثل هذه المقالات العميقه
محتوى جميل