تحديثات خوارزميات جوجل الأخيرة وأثرها على المواقع

في البداية دعونا نتعرّف ما هي خوارزميات جوجل؟

تُعدّ خوارزمية البحث من جوجل واحدة من أكثر التقنيات تأثيراً على الإطلاق. من خلال ما يقدر بنحو (5.6) مليار عملية بحث يومياً.

وهي عبارة عن نظام معقّد يُستخدم لاِسترداد البيانات من مؤشِّر البحث الخاصّ بها، والوصول إلى أفضل النتائج الممكنة على الفور. لتقديم صفحات الويب المصنّفة حسب الأهمية عبر صفحات نتائج محرك البحث (SERPs).

تقوم جوجل بإجراء آلاف التحديثات على خوارزمياتها كل عام. معظم هذه التحديثات طفيفة جداً لدرجة أنّها تمر دون أن يلاحظها أحد تماماً. ومع ذلك، في بعض الأحيان يطرح محرِّك البحث تحديثات خوارزمية رئيسية تؤثِّر بشكل كبير على (SERPs).

وسنذكر تباعاً بالتفصيل اِثنين من التّحديثات التي أجرتها جوجل مؤخراً في نهاية عام (2022): 

 

1- تحديث الروابط غير المرغوب فيها (Link Spam)

في (14) ديسمبر (2022) أعلنت جوجل أنَّ تحديث الروابط غير المرغوب فيها (Link Spam) اِستغرق ما يقرب من شهر لإكمال الطرح.

وفي (12) كانون الثاني (يناير) من (2023)، أعلنت جوجل رسمياً أنَّه تمَّ الاِنتهاء من تحديث كل من (Link Spam Update) و(Helpful Content) الذي سنذكره ثانياً.

ما هي الروابط غير المرغوب بها (Link Spam)

الغرض من تحديث الروابط غير المرغوب بها (Link Spam)، هو تحسين فعالية نظام الكشف عن البريد العشوائي، والمساعدة في حماية المستخدمين من المحتوى غير المرغوب فيه أو المحتوى منخفض الجودة.

وفقاً للإعلان الذي أصدرته جوجل بعد إطلاق التحديث. فإنّ نظام منع البريد العشوائي المستند إلى الذكاء الاِصطناعي (AI) والمسمّى (SpamBrain)، قد حقَّق إمكانات محسَّنة لاِكتشاف الروابط الخلفية غير الطبيعية مع هذا التحديث.

وقد تمّ تصميم نظام (SpamBrain) لتحديد الروابط غير الطبيعية وإبطالها بشكل أفضل، بما في ذلك تلك الموجودة على المواقع التي تشارك في أنشطة شراء أو بناء الروابط.

تعتقد جوجل أنّ نظام الذكاء الاِصطناعي هذا قد تم تدريبه على المدى الطويل:

• حيث يمكنه الآن الحفاظ على (99%) من نتائج البحث خالية من الرسائل غير المرغوب فيها.
• وخفض تصنيفات الجودة الرديئة، التي حصلت على ميزة غير مستحقّة بسبب الروابط الخلفية التي تمَّ شراؤها.

يُعدّ هذا التحديث جزءاً من جهود جوجل المستمرة لتحسين فعالية اِكتشاف الرسائل غير المرغوب فيها، وتقديم تجربة أفضل للمستخدمين.

بالتالي، يعتمد مدى تأثُّر موقعك بهذا التحديث على كيفية حصولك على الروابط وكيفية الاِرتباط بصفحات أخرى. حيث من المهم التأكُّد من أنَّ ممارسات الربط طبيعية ومتوافقة مع إرشادات جوجل لتجنُّب أي آثار سلبية على ترتيب موقعك.

2- نظام المحتوى المفيد (helpful content system)

يُنشئ نظام المحتوى المفيد في “بحث جوجل” إشارة تستخدمها أنظمة التصنيف الآلي، لضمان رؤية الأشخاص للمحتوى الأصلي والمفيد الذي كتبه الأشخاص بشكل أفضل في نتائج البحث. 

ماذا يعني تحديث المحتوى المفيد (Helpful Content Update)؟

تقول جوجل أنّ خوارزمية تحديث المحتوى المفيد تعمل من خلال تقييم كل موقع ويب، باِستخدام عدد قليل من العوامل التي يمكنها تحديد ما إذا كان المحتوى المنتَج مفيداً أم غير مفيد.

ومع ذلك، فإنَّ تحديث المحتوى المفيد هو تحديث على مستوى الموقع. هذا يعني أنّه إذا عثر محرك بحث جوجل على موقع ينتج الكثير من المحتوى غير المفيد مقارنةً بالمحتوى المفيد، فسيبحث عن بدائل حتى للمحتوى الجيدّ منه.

العوامل الرئيسية التي تحدد المحتوى المفيد (helpful content) 

هناك بعض العوامل الرئيسية التي يتمّ تقييم أهميّة المحتوى بناءً عليها، لنطّلع عليها سويّةً:

المحتوى الذي يتمّ توليده باستخدام الذكاء الاِصطناعي (AI) 

 

إذا كنت تستخدم تقنية الذكاء الاِصطناعي على نطاق واسع لإنشاء المحتوى في موقع الويب الخاصّ بك، يجب عليك إعادة النظر في اِستراتيجيتك المتَّبعة.

أدّى تحديث المحتوى المفيد من جوجل إلى اِتخاذ إجراءات صارمة ضد مواقع الويب التي تنتج محتوى مكتوب بوضوح بواسطة الذكاء الاِصطناعي دون تدخل بشري لجعل المحتوى مفيداً للقرّاء.

تخصيص المحتوى المكتوب لجمهور معين

من المهمّ أن تعرف أنّه في حال كان محتوى الموقع الخاصّ بك متخصّص في تصنيف معيّن، وغير مشتت في العديد من التصنيفات، فلديك فرصة أكبر لرؤية تأثير تحديث المحتوى المفيد الجديد.

بطبيعة الحال، هناك اِستثناءات لذلك بالنسبة للمواقع الإخبارية ومواقع نشر الأخبار.

ومع ذلك، تحاول جوجل تخصيص كل موقع ويب ونسبه إلى صناعة متخصصة معيّنة، ثمَّ تقييم سلطة الموقع بناءً على المحتوى المشترك. هذا يعني أنَّك بحاجة إلى إيجاد محتوى متخصص وجمهور مستهدف لموقعك عبر الويب.

الوقت الذي يقضيه المستخدم في الصفحة

ربما يكون هذا هو السبب الأكثر أهمية الذي يجعلك تهتمّ بهذا التحديث. لأنّه في حالة عدم رضى المستخدم عن المحتوى الذي تقدِّمه، فهناك فرصة أكبر لأن يصل تحديث المحتوى المفيد إلى موقع الويب الخاصّ بك.

إذا لاحظَت جوجل خروج المستخدمين من موقع الويب الخاصّ بك خلال بضع ثوان وعودتهم للبحث بنفس الاِستعلام الذي أدخلوه للوصول إلى صفحتك. فإنَّ هذا يعطي محرِّك البحث كل المؤشرات السيّئة على أنَّ المحتوى الخاصّ بك فشل في إشباع حاجة المستخدمين، لذا:

• تأكَّد من أنَّ المحتوى الخاصّ بك جذَّاب ويحافظ على اِنتباه المستخدمين لبضع دقائق.
• حاول أيضاً اِعتماد طرق يمكن أن تقلِّل من معدّل الاِرتداد، ممَّا سيزيد بالتأكيد من الوقت الذي يقضيه المستخدم عبر موقع الويب الخاصّ بك.
• العنوان وعدم تطابق المحتوى

هل تستخدم عناوين (clickbait) التي تهدف فقط إلى جذب المستخدمين إلى صفحتك، دون أن تقدِّم الصفحة القيمة الموعودة بالفعل؟

إذن، قد يكون تحديث المحتوى المفيد هو خصمك. أصبح بإمكان جوجل الآن، بمساعدة خوارزميات تعلم اللغة مثل (MUM) و (BERT)، فهم الصفحة التي تقدم قيمة وأيها لا توفر ذلك بسهولة.

لذلك، تأكَّد من أنّ المحتوى الخاص بك يّحقّق ما يدعو إليه.

التمسُّك بعدد كلمات أعلى لأغراض الترتيب

هل تكتب آلاف الكلمات فقط للتأكُّد من اِستخدام جميع الكلمات المفتاحية في المحتوى؟

خوارزميات جوجل ستكتشف ذلك، لأنَّ القصد من حشو الكثير من المحتوى هو خداع محرِّكات البحث وعدم تقديم أي قيمة مضافة للمستخدم الذي يقرؤها.

لطالما اِعترض المتحدثون الرسميون باِسم جوجل على مثل هذه الممارسات. ومع تحديث المحتوى المفيد، أصبحت أكثر أهمية.

المحتوى التخميني

عندما ينشئ موقع ما محتوى حول حوادث أو موضوعات تخيلية أو إبداعية للغاية، فمن المحتمل ألَّا يظهر هذا المحتوى في جوجل.

تنصّ الصفحة الرسمية لتحديث المحتوى المفيد، على تجنُّب إنشاء محتوى يعِد بالإجابة على سؤال ليس له إجابة في الواقع، مثل اِقتراح أنّ هناك تاريخ إصدار لمنتج أو فيلم أو برنامج تلفزيوني لم يُعلن عنه بعد.

استرداد ترتيب المواقع التي تعرضت لتحديث المحتوى المفيد 

 

على عكس التحديثات الأساسية التي تؤثِّر على تصنيفات صفحات معينة داخل الموقع، فإنّ تحديث المحتوى المفيد له تأثير على مستوى الموقع ككل. هذا يعني أنّ المواقع المتأثِّرة ستشهد اِنخفاضاً عاماً في التصنيف وحركة المرور. وبناءً على ذلك تقول جوجل:

• أنّ ترتيب المواقع التي تمَّ الوصول إليها لن يتحسَّن إلَّا إذا رأت جهداً حقيقياً من مالك موقع الويب لتحسين المحتوى، أو عن طريق إزالة المحتوى الأقل فائدة للمستخدمين.

• كما أنَّ خوارزميات جوجل ستقوم بإعادة تقييم جودة وفائدة المحتوى لعدة أشهر، فإذا قام موقع الويب بتحسين الجودة العامة واِمتنع عن نشر محتوى غير مفيد، فسيتحسّن الترتيب.

الخلاصة

تُدخل جوجل بشكل متكرّر تغييرات على الخوارزمية الخاصّة بها لتقديم أفضل تجربة بحث لمستخدميها. حيث تُعدّ خوارزميات جوجل جزءاً من الرؤية الشاملة لعملاق البحث جوجل؛ لمساعدة المستخدمين في الحصول على معلومات موثوقة وفعّالة تخدم المستخدمين وتلبِّي حاجتهم.

لكن ليس هناك داع للقلق إذا كنت تركِّز دوماً على تقديم محتوى فريد وعالي الجودة وتقدّم معلومات دقيقة وموثوقة.

المصادر

searchenginejournal, stanventures, ahrefs, developers google