نيـــــــــــــرة النعيمي
حين يبادر إلى مسامعنا كلمة التجارة فأول ما تذهب إليه أذهاننا: البيع، الشراء، السلع، التبادل، النقود، الربح، الخسارة، الاقتصاد، الزبائن، الشركات.
أما حين يمر على أسماعنا كلمة “إلكتروني” فسيذهب بنا تفكيرنا إلى التكنولوجيا: الهواتف الذكية، الحواسيب بأنواعها، والبرمجيات بمختلف أشكالها.
ولكن ماذا إن قمنا بدمج الكلمتين فعلى ماذا سنحصل؟ بالتأكيد سنحصل على مصطلح التجارة الإلكترونية، فما الذي يعنيه هذا المصطلح؟ وما الفرق بينه وبين التجارة التي نعرفها؟ فيما تستخدم هذه التجارة؟ وما هي الفوائد التي تقدمها؟ وهل توجد عراقيل تحدّ من عملها وتطورها؟
مفهوم التجارة الإلكترونية
لقد قلنا: إن التجارة الإلكترونية هي مصطلح تم فيه اقتران كلمة التجارة بالإلكترونية، ومنه يمكن تعريف التجارة الإلكترونية كالآتي:
أولاً التجارة: والتي تعني نشاطًا اقتصاديًّا يتم من خلال تداول السلع والخدمات والمعلومات بين الحكومات والمؤسسات والأفراد وتحكمه عدة قواعد وأنظمة.
وثانياً الإلكترونية: والتي تشير إلى أداء النشاط التجاري باستخدام الوسائط والأساليب الإلكترونية والتي تدخل الإنترنت كواحدة من أهم هذه الوسائط.
ومنه فإن التجارة الإلكترونية تعني أنها عبارة عن نشاط اقتصادي يعتمد على تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصال المتطورة والمتنوعة وتحكمه قواعد وأنظمة، وذلك بهدف تداول السلع والخدمات والمعلومات بين مختلف المؤسسات وشرائح المجتمع.
الفرق الجوهري بين التجارة الإلكترونية والتجارة التقليدية
يكمن الفرق الجوهري بين التجارة الإلكترونية والتجارة التقليدية في أن وسيلة الاتصال الوحيدة في التجارة الإلكترونية هي الإنترنت التي تتسم بالمرونة وبسرعة التحويلات ومعالجة الطلبيات في حين أن التجارة التقليدية فقد تعددت طرق الاتصال فيها أسرعها تواصل العميل مع المؤسسة، وقد تكون فيها وسائط كثيرة متعددة بين العميل والمؤسسة مما يؤدي إلى صعوبة في تنسيق وترتيب العمليات والتأخر في المعاملات وكذا إطالة في زمن معالجة الطلبيات.
استخدامات التجارة الإلكترونية
غطت التجارة الإلكترونية مساحة كبيرة في حياة الفرد الأشخاص وكذا المؤسسات سواء التجارية كانت أو الخدماتية، فقد أصبحت تقدم خدمات كثيرة في مجالات عديدة منها:
- خدمات التسويق والدعاية والإعلان: فالتسويق أو “فن البيع” والذي قد عرفه “كوتلر” بأنه: كافة الأنشطة التي تهدف إلى إشباع الحاجات والرغبات الإنسانية وذلك من خلال تسهيل عملية التبادل، يعتبر من أهم المجالات في المؤسسات، وسر نجاحه يكمن في دراسة سلوك العملاء، ومن هنا أصبحت المؤسسات تهتم بإيجاد طرق فعالة لتطبيق مبدأ لتسويق أكثر فعالية وأكثر أرباح فوجدت ما يعرف بالسياسات الترويجية التي تعتمد على وسائل إلكترونية في نقل الرسالة التسويقية بهدف جذب العملاء واقتناعهم بشراء المنتج، وأيضا الإعلان الإلكتروني باعتباره عملية اتصال جماهيري للتفاعل والتعرف على آراء المستهلك بهدف القيام بتعديلات للرسائل الإعلانية من خلال إضافة مواصفات تتناسب وذوق واحتياجات ورغبات المستهلك وكذا تعديل الأسعار لجذب أكثر عدد من العملاء.
[هل تعرف الفرق بين التسويق والمبيعات؟]
- الخدمات المصرفية المتنوعة: فالبنوك -مثلًا- والتي ترغب بتصدر الريادة عليها أن تقدم خدمات نوعية، متميزة وفريدة من نوعها، لتضمن بها عملاءها، فالبنوك التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات ستضمن حتما تقديم خدمات بأقل تكلفة وأسرع وقت وأقل جهد للعملاء وبذلك تحقق استمراريتها وريادتها في مجال المعاملات البنكية.
[نصائح لإدارة الأعمال التجارية الصغيرة ماليًّا]
- السياحة والسفر والخدمات الفندقية: فالترويج السياحي والخدمات السياحية وجذب أكبر عدد من السياح أصبح يعتمد على التكنولوجيات الحديثة لضمان التواصل الفعال مع العملاء وكذا توسيع شهرتها باعتبار أن الإنترنت تتميز بالعالمية، فالحجز عبر كبسة زر يوفر الجهد والوقت للعميل.
[8 نصائح للاستعداد للسفر بغرض العمل بناء على تجربتي في أمريكا]
- الخدمات الصحية: كالتأمين الصحي الإلكتروني والترويج للأدوية وكل ما يتعلق بالقطاع الصحي، فمن فوائد التجارة الإلكترونية الدقة العالية في نقل المعلومات وكذا إنشاء تجارات متخصصة، وإتاحة الفرصة للشركات لتوسيع نطاقها لتصريف منتجاتها.
[الخدمات المصغرة بدايتك لكسب المال عبر الإنترنت]
عراقيل تواجهها التجارة الإلكترونية
ومما سبق ذكره فإن التجارة الإلكترونية تعتمد على الشبكة العنكبوتية العالمية الإنترنت ونحن نعلم أن لكل شيء إيجابيات وسلبيات ورغم أن الإنترنت ساهمت في رفع الإنتاجية للمؤسسات الاقتصادية من خلال التجارة الإلكترونية إلا أن هناك معوقات لازالت حتى الآن تواجهها هذه التجارة كمجال الاحتيال باستخدام الوسائل الإلكترونية لأغراض غير مشروعة فبالرغم الانتشار الكبير وتزايُد استخدام الوسائل الإلكترونية لتنفيذ الأنشطة التجارية إلا أن مسألة الأمن والثقة تقف كحجرة عثرة في طريق التجارة الإلكترونية.
فتزايد عمليات الاحتيال وسرقة الأرقام الخاصة ببطاقات الائتمان واختراق المواقع على شبكة الإنترنت وغيرها من الجرائم أدت إلى عدم الثقة لبعض المتعاملين باستخدامها كوسيلة للقيام بأعمالهم بالإضافة إلى مشكلات عديدة أخرى كصعوبة إدارة المواقع الإلكترونية ونقص الكوادر البشرية وعدم ثقة العميل وكذلك ولقد أشارت الدراسات والأبحاث الإحصائية إلى أن اللغة العربية لا تمثل أكثر من (0.5%) من مساحة الاستخدام على شبكة المعلومات الدولية، ومنه فهذا فيعد عائقا رئيسيًّا أمام نجاح تجارة التسوق الرقمي في المنطقة العربية،
وبما أننا أشرنا إلى المنطقة العربية فسنذكر بعض المعوقات التي تواجهها التجارة الإلكترونية في الوطن العربي.
معوقات التجارة الإلكترونية في الوطن العربي
ضعف الموارد البشرية وغياب الخبرات بحكم أن الدول المتقدمة هي المتحكمة في التكنولوجيات فهي لا ترسل روح التكنولوجيا للدول العربية بل القشور فقط؛ لذا لا زالت التجارة الإلكترونية في الدول العربية في تأخر، وأيضا غياب البنية التحتية التي تتيح الاتصال بشبكة المعلومات الدولية وكافة القطاعات، بالإضافة إلى غياب الإطار التشريعي في بعض الدول الذي يعدّ العمود الفقري لقيام التجارة الإلكترونية .
وفي الختام ومحصلةً لما سبق
فإن التجارة الإلكترونية هي وليدة هذا العصر الرقمي الذي أصبحت فيه المعلومة هي مفتاح كل تقدم وازدهار، فكل ما كان هنالك تمكن جيد من استخدام تقنيات المعلومات الحديثة وسرعة في مواكبة التقدم التكنولوجي وأيضا إيجاد حلول تحد من العراقيل التي تواجهها، أصبحت هناك إمكانية أكبر للاستفادة من التسهيلات للقيام بالعمليات التجارية بكل أنواعها وأشكالها، ومنه الصعود إلى الريادة والصدارة سواء المحلية كانت أم العالمية في مختلف التبادلات والأعمال الخدماتية أو الفكرية أو التجارية.