المحتوى
بأكثر من ملياري مستخدم نشط شهرياً، فيسبوك هو واحد من أبرز منصات الإعلان على الإنترنت.
لسنوات، نجحت الشركات والعلامات التجارية في الوصول إلى مجموعة متنوعة من الجماهير عبر الإعلان على فيسبوك، وكذلك من خلال التسويق عبر المؤثّرين.
الإعلانات المُضمنة في سياق تجربة المستخدم أو ما يطلق عليه بـ Native Ads وهي شكل جديد وغير مألوف من الإعلانات التي تمتزج مع واجهات المستخدم وآليات استخدام مختلف الخدمات.
من بين أفضل الأمثلة على Native Ads: التقارير التي تُبث ما بين نشرة الأخبار وما بين الفقرات الرئيسية التي تليها، الشعارات الترويجية التي تعرضها برامج الراديو (وحتى برامج البودكاست) ما بين الحين والآخر، إضافة إلى الإعلانات التي تأتي على هيئة مقالات أو تقارير أو ما يطلق عليه اسم “Advertorial” وهو نوع من الإعلانات الذي عادة ما نجده على مواقع الصحف والقنوات التلفزيونية الكبرى مثل “Wall Street Journal، NBC، CNN” وغيرها.
الإعلانات المُضمنة (Native advertising) : إعلانات مدفوعة الأجر تظهر بشكل طبيعي ومتسق مع المحتوى المعروض واهتمامات الجمهور- والتسويق عبر المؤثّرين يوفّر فرصاً متميزة من حيث الشكل أيضاً ، الوسائل المستخدمة، والانتشار، والتفاعل مع العلامة التجارية.
سوف نلقي نظرة في هذا المقال على معنى هذه الإختلافات بالنسبة للشركات، فضلاً عن النهج الأنسب لكل حملة.
التسويق عبر الإعلانات المُضمنة أم التسويق عبر المؤثّرين على فيسبوك ؟
التسويق عبر الإعلانات المُضمنة في فيسبوك هي أي إعلانات أو عروض ترويجية مصاغة خصّيصاً للشّبكة نفسها. تتراوح الخيارات بين النصوص والصور أو المحتوى الإعلاني أو الإعلانات المدمجة مباشرة داخل تدوينات المستخدمين. الإعلانات تكون موسومة بالكلمات “ممول” أو “إعلان” لتمييزها عن غيرها من أشكال المحتوى على المنصة.
يتم إنشاء إعلانات التسويق عبر المؤثّرين عن طريق المؤثّرين على وسائل التواصل الاجتماعي على حساباتهم الشخصية على فيسبوك. المحتوى الذي ينشرونه يظهر لدى الأصدقاء أو المتابعين، جنباً إلى جنب مع غيرها من محتويات المستخدمين، في حين أن المسوقين يفصحون عن طبيعة المحتوى الإعلاني، إلا أنه على عكس الإعلانات المُضمنة، التسويق عبر المؤثّرين لا يكون موسوماً بالوسم “إعلان” أو “ممول”.
على الرغم من أن التسويق عبر الإعلانات المُضمنة والتسويق عبر المؤثّرين قد يبدوان متشابهين، إلّا أن لكل منهما مزايا ومساوئ.
لمساعدة العلامات التجارية على تحديد الأفضل لحملاتها التسويقية، فنحن نقيّم الاختلافات على مستوى إنشاء المحتوى، والتقسيم(segmentation)، وغير ذلك.
لمساعدتكم على تحديد الخيارات التسويقية الأفضل لهم لتلبية أهدافهم، وفرنا لكم قائمة من المزايا والعيوب لكل من التسويق عبر الإعلانات المُضمنة والتسويق عبر المؤثّرين على فيسبوك.
التسويق عبر المؤثّرين: مزايا وعيوب
المزايا
- أصالة المحتوى: المستخدمون يرون مشاركات المؤثّر عن طيب خاطر لأنهم أصلا متابعون لنشاطه، لذلك فالمحتوى يظهر بشكل طبيعي. وعلاوة على ذلك، المحتوى الإعلاني يكون مدمجاً مع المحتويات العادية، ويظهر بشكل طبيعي ودون اختلاف عند استخدام جهاز الكمبيوتر (سطح المكتب) أو الجوال.
- تجنب القيود: يتم نشر محتوى المؤثر على الحسابات الاجتماعية النشطة بالكيفية التي يرغب بها، وبالتالي يتجنب القيود على الإعلانات المُضمنة مثل الشكل والطول.
- إنشاء المحتوى والإنتاج: الشراكة مع المؤثّرين ووكالات المؤثّرين يعفي العلامات التجارية من عبء خلق محتوى خاص بها.العديد من المؤثّرين مبدعون يعرفون كيفية صياغة الرسائل التي تروق للجماهير، مما يزيل أعباء إنتاج المحتوى عن المسوقين.
- تنفيذ الحملة: مع سمعتهم و شعبيتهم الكبيرة، المؤثّرون متحفزون لجعل المحتوى الإعلاني ناجحاً. المؤثّرون يفهمون نوع المحتوى الذي سيترك صدى عند جمهورهم، وهم أيضاً خبراء في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، ومعرفة أفضل أوقات النشر لجماهيرهم ووسائل التعامل معهم.
- الترويج متعدد المنصات: عند الشراكة مع المؤثّرين في فيسبوك، يكون لدى العديد من هؤلاء المؤثرين جماهير على وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، بما في ذلك يوتيوب و انستقرام و سناب شات والمدونات، وغيرها. لهذا يمكنهم أن يقدموا للعلامات التجارية إمكانية الترويج متعدد القنوات.
- العلاقات مع المؤثّرين: التسويق عبر المؤثّرين يعطي العلامات التجارية فرصة لبناء علاقات مع رموز الصناعة والشخصيات التي تقود محتويات الوسائط الاجتماعية. هذه العلاقات لا تقدم فرصة زيادة الإنتشار والوعي فحسب، ولكن أيضا فرصة للتفاعل مع متابعي المؤثّرين، وكذلك بناء شراكات على المدى الطويل.
- التقسيم(Segmentation): حملات التسويق عبر المؤثّرين تعطي العلامات التجارية الفرصة للوصول إلى جماهير متخصصة على أساس عدة عوامل، فقط أشكال قليلة من الإعلانات توفر مثل هذا التواصل الشخصي الدقيق كما يفعل المؤثّرون على وسائل التواصل الاجتماعي.
- الكل في واحد: التخطيط والإنتاج وتنفيذ حملات المؤثّرين كلها تكون مدرجة عادة في الإتفاق المبرم مع المؤثر. وبالمقارنة مع الأنواع التقليدية من الإعلانات، حملات المؤثّرين يمكن أن تكون خياراً يوفر كلفة مركزة للعلامات التجارية.
- التأثير: التسويق عبر المؤثّرين له تأثير كبير على قرارات الشراء.
العيوب
- الإفصاح: قواعد التسويق عبر المؤثّرين تتغير باستمرار، كما لا تزال صناعة التسويق عبر المؤثّرين في مرحلة التطور، والتدقيق من لجنة التجارة الإتحادية (FTC) آخذة في الإزدياد. عندما تعمل العلامات التجارية مع المؤثّرين لإنشاء محتوى إعلاني عليهم التأكد من أن المؤثّرين والوكالات التي يتعاقدون معها وفقاً للمبادئ التوجيهية لـ FTC.
- تعدد الأمكنة: بما أن المؤثّرين ينشرون في تدوينات اجتماعية عادية، فسيحتاج المسوق ليكون حذراً حول أين سيضع دعواته الترويجية(CTAs). على سبيل المثال، قد يحتاج المسوقون لوضع رابط للمستهلكين للنقر عليه لمعرفة المزيد حول منتج أو خدمة أو عرض ما.
- إدارة المؤثر: حملات المؤثر تتطلب حتماً ربط علاقات مع المؤثّرين والعلامات التجارية الراغبة في العمل مع المؤثّرين في حاجة للعثور على الموهبة المناسبة، ووضع الإتفاقيات التي تحدد بوضوح الأهداف والتوقعات، فضلاً عن إدارة العلاقات طوال مدة الحملة.
- المتابعون والتفاعل الوهمي: لقد ارتفع عدد المؤثّرين الإنتهازيين بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية. والذين يقومون بممارسات غير أخلاقية لأجل خداع العلامات التجارية. لتجنب هذا، فإنه من المهم على الشركات التأكد من أن وقتها ومالها يُستثمر في محله، و العمل مع وكالات التسويق ذات السمعة المعروفة.
- القياس: باعتبارها صناعة وليدة، فنتائج التسويق عبر المؤثّرين يمكن قياسها أو تقييمها بطرق مختلفة. ونتيجة لذلك، سوف يحتاج المسوقون إلى تحديد مؤشرات الأداء الرئيسية مثل النجاح، والتفاعل، و معدلات التحويل، أو ترك الأمر لوكالات التسويق عبر المؤثّرين.
- الالتزام: هناك عدة عوامل لنجاح التسويق عبر المؤثّرين، ولكن أساس الحملات الناجحة تتطلب استثماراً نقدياً وعلاقة ثنائية بين كل من العلامة التجارية والمؤثر، وهو ما قد يكون مكلفاً بعض الأحيان.
الإعلانات المُضمنة على فيسبوك : المزايا والعيوب
المزايا
- تنسيق المحتوى: الإعلانات على فيسبوك توفر مجموعة واسعة من تنسيقات المحتوى، مثل النصوص والصور وأشرطة الفيديو. يرفق في التسويق عبر الإعلانات المُضمنة على فيسبوك أزرار الدعوات الإجرائية (CTA) إضافة إلى الواجهات التي يمكن أن تؤدي مباشرة إلى التحويل.
- تقسيم الاستهداف: فيسبوك يوفر للمسوّقين القدرة على إيجاد الجمهور المستهدف على أساس التركيبة الديموغرافية، والإهتمامات، والبيانات النوعية الأخرى.
- البيانات: فيسبوك يقدم أدوات للمساعدة في قياس الأداء، فضلاً عن اختبارات A/B للإعلانات المختلفة.
- دعم فيسبوك : استخدام المنتجات الدعائية لـ فيسبوك يعني أن المسوقين سيحصلون على دعم مباشر من فيسبوك.
- ميزانية مرنة / التدرج: إذا كان المسوقون يعملون على ميزانية محدودة، فبرنامج شراء إعلانات فيسبوك يعطي للمسوقين المرونة في استثمار أموالهم، وإذا كانت فعالة فالمسوقون قادرون على توسيع نطاق إعلاناتهم بسرعة على فيسبوك.
- الأثر: الإعلانات المُضمنة على فيسبوك لها تأثير على قرارات الشراء.
العيوب
- الإعلانات صريحة: التسويق عبر الإعلانات المُضمنة في فيسبوك سيتم وسمها بوسم “ممول”(sponsored) أو “إعلان”(advertisement)، وهذا يمكن أن يؤثر في تجربة المستخدم. بالإضافة إلى ذلك، الجمهور عادة لا يهتم بإعلانات معينة عند عرضها على سطح المكتب (الشاشة).
- قيود التنسيق: صيغ الإعلانات المُضمنة و مدّتها محدودة بالخيارات التي تضعها فيسبوك. وعلاوة على ذلك، يمكن أن تظهر هذه الإعلانات بشكل مختلف بين سطح المكتب والجوال.
- عدم التفاعل: المستخدمون لا يتطوعون بنشر ومشاركة الإعلانات المُضمنة عند مشاهدتها. ونتيجة لذلك، مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي لن يعلقوا أو يتفاعلوا أو يتشاركوا الإعلانات على الأرجح.
- جمهور غير ذي علاقة أو مستهدف: تستند الإعلانات المُضمنة على فيسبوك على المعايير التي تم إنشاؤها من قبل المنصة، فقد تكون هذه الجماهير واسعة جداً، أو ضيقة جداً، أو قد يكون غير مهتم بالعلامة التجارية.
- غير متعدد المنصات: التسويق عبر الإعلانات المُضمنة تعمل فقط على فيسبوك. والمحتوى الذي تم إنشاؤه خصيصاً من أجل التسويق عبر الإعلانات المُضمنة يجب أن يتم إعادة صياغتها لأجل المنصات الأخرى.
- التكلفة والمنافسة: من حيث التكلفة لكل نقرة (CPC) الإعلانات المُضمنة تسعَّر على أساس الطلب (حسب معايير مختلفة مثل الوقت من السنة/اليوم، اللغة المستهدفة، والجمهور المنشود). على هذا النحو، الإعلانات المُضمنة على فيسبوك يمكن أن تختلف أسعارها على نطاق واسع من حين لآخر. وعلاوة على ذلك، ستحتاج العلامات التجارية للتنافس مع غيرها من الشركات على الإعلانات التي تستهدف فئات معينة.
تعرف أيضا على: مقاسات الصور على الفيس بوك القياسية
كيف يمكن الجمع بين التسويق عبر الإعلانات المُضمنة والتسويق عبر المؤثّرين على فيسبوك
على الرغم من أن التسويق عبر المؤثّرين والتسويق عبر الإعلانات المُضمنة على فيسبوك يوفران فرصاً ومنافع مختلفة، إلا أنهما لا يتعارضان مع بعضهما البعض في مسألة التوعية بالعلامة التجارية.
يمكن للشركات الحصول على أفضل ما في الخيارين من خلال خلق حلقة مفرغة للتسويق بالمحتوى من خلال الإستفادة من المنهجيّتين بطريقة تكاملية.
التدوينات التي تم إنشاؤها من قبل المؤثر لمتابعيه يمكن إعادة اقتراحها للوصول إلى جماهير أخرى من خلال التسويق عبر الإعلانات المُضمنة في فيسبوك.
علاوة على ذلك، البيانات والأفكار المستقاة من تحليل التفاعل مع كلا الشكلين الإعلانيين يمكن أن يساعد في تحسين القرارات التسويقية وتحسين الحملات المستقبلية باستخدام الأدوات المتاحة للإعلانات المُضمنة.
فضلا عن الشراكة مع المؤثّرين .. المسوّقون سيكونون قادرين على خلق تفاعل هادف مع العلامة التجارية وتحقيق عائد معقول على الاستثمار عبر ملايين المستخدمين و الناشطين على فيسبوك.
