المحتوى
التسويق في رمضان
نحن نتعلم بشكل جماعي كيفية إعادة تقييم وتعديل الخطط في بيئة ديناميكية، بصفتنا مسوّقين فيجب أن نتبنى السرعة والرشاقة، خاصة في اللحظات المهمة مثل شهر رمضان المبارك والذي يُعد تقليديًا هو وقت التجمع وأكبر موسم إعلاني على مدار العام.
لذا هنا وفي ظل أزمة كورونا تقفز عدة أسئلة: كيف يمكن تكييف حملاتنا التسويقية الرمضانية التي ظللنا أشهرًا نعدها؟ كيف يمكننا أن نساعد المجتمعات على الاحتفال برمضان في الوقت الذي فيه التجمعات الكبيرة غير محببة؟
كيف يُمكننا أن نبقى منسجمين مع الواقع؟ على الرغم من عدم وجود خطط محددة مرسومة للتسويق في الأزمات، إلا أنه يمكننا اللجوء إلى رؤى واتجاهات جديدة مفيدة بإمكانها أن ترشدنا.
يكمن السر في حقيقة أن سلوك المستهلكين عبر الإنترنت يتغير خلال شهر رمضان، والآن وأكثر من أي وقت مضى بتنا نعتمد على المنصات الرقمية للبحث عن المعلومات أو الترفيه أو شراء ما نحتاج إليه، إن فهم هذا السلوك ضروري للمسوقين لتطوير حملات ناجحة لشهر رمضان.
رمضان في وقت لا مثيل له
إن شهر رمضان المعظم دائمًا ما يكون وقتًا للاحتفال بالقيم الجماعية والقيم المجتمعية، ولكن في ظل الظروف الحالية ووجود إجراءات التباعد الاجتماعي، وكثير من الناس يدرسون ويعملون من المنزل، سيكون هناك اعتمادًا أكبر على العالم الرقمي.
وهذا يعني مزيدًا من الوقت على الإنترنت ولكن كيف يقضي المستخدمون وقتهم هذا؟ غالبا ما يقضون وقتهم على المحتوى الترفيهي ويتعلمون مهارات جديدة ويبدعون في هوايات جديدة.
يتسوّق المستهلكون أيضًا عبر الإنترنت للحصول على المستلزمات اليومية، حيث ارتفعت تنزيلات تطبيقات توصيل البقالة بنسبة 86٪ في مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة خلال الأسبوع الثالث من شهر آذار/ مارس مقارنة بالأسبوع السابق.
كما زادت عمليات البحث عن عبارة “How to” “كيف يمكنني” في الإمارات مقارنةً بالأشهر السابقة.
من خلال مشاركة التجارب عبر الإنترنت ازدهر شعور التقارب المجتمعي، حيث بدأ صانعو المحتوى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باستخدام وسم (#حجر_اليوتيوبرز_المنزلي) على المنصات ليشاركوا من خلاله يومياتهم مع الحجر الصحي والبقاء في المنزل.
إن التحدي الذي يواجه العلامات التجارية هو التواصل مع المستهلكين بعناية وحرص، ولذا إليك ثلاث نصائح يجب وضعها بعين الاعتبار عند بناء خططك التسويقية في رمضان.
1- سويًا لكن منفصلين
عادة ما يتم الاحتفال بشهر رمضان مع العائلة والأصدقاء، دورك هنا هو أن تلتقط هذا الشعور للتواجد معًا دون التواجد الجسدي في نفس المكان، لذا استخدم التكنولوجيا لاستضافة التجمعات الافتراضية مثل البث المباشر الذي قام به تامر عاشور وتجربة Porsche VR في عرض سيارتهم بتقنيات الواقع الافتراضي.
هكذا يمكن للعلامات التجارية تعزيز الإحساس بالترابط المجتمعي من خلال البناء على هذه الرؤية وترتيب الأحداث الافتراضية الجماعية:
- مشاركة الحب: من غير المرجح أن يحدث تقليد مشاركة الطعام والعزائم مع العائلة خلال شهر رمضان هذا العام على نطاق واسع، فبدلاً من التجمعات التقليدية الكبيرة يمكن أن تتحول الرسائل إلى احتفالات عائلية/ منزلية أكثر حميمية، فكّر في طرق للتعبير عن هذا التغيير مع توصيل نفس الرسالة بالرعاية والحب.
- جمّع الناس معًا: خدمات البث عبر الإنترنت تلقى رواجًا خلال شهر رمضان ففي العام الماضي قد نمت بنسبة 22٪، فكر في طرق من أجل الأصدقاء ليشاهدوا المحتوى معًا، مثل ما فعلت Patreon وقدمت Netflix party.
- احتفل بمظهر مميز: خلال العيد يزور الناس العائلة والأصدقاء في أفضل مظهر احتفالي، يمكن للعلامات التجارية الاستفادة من هذا الاتجاه من خلال مشاركة الصور ومقاطع الفيديو باستخدام فلاتر خاصة أو من خلال أداة ممتعة مثل تطبيق قلم الذي ينشئ رسائل مرئية مخصصة.
2- أعد التفكير في التفاصيل
العمل في بيئة ديناميكية يعني إعادة التفكير في ما تعرفه عن اتجاهات المستهلكين في رمضان. تذكر أن الأشياء الصغيرة تقطع شوطًا كبيرًا في مساعدة المستهلكين:
- شراء الهدايا الفردية: عادةً ما يصل الاهتمام بالهدايا إلى ذروته قبل أسبوعين من العيد، ولكن هذا الموسم من المرجح أن يتسوق المستهلكون منفردين للحصول على الهدايا وبشكل أساسي عبر الإنترنت، يمكن لمواقع وتطبيقات التجارة الإلكترونية المساعدة في تحسين التجربة من خلال تقديم الخدمات الخاصة بالهدايا مثل التغليف والبطاقات الخاصة وتخفيضات على المشتريات الأخرى، سيكون حلًا شاملًا للعملاء إتاحة شراء الهدايا وتغليفها بحسب تفضيلات المستلم وسيوفر الوقت أيضًا.
- المزيد من الوصفات: في رمضان تصل عمليات البحث عن وصفات الطعام ذروتها عادة خلال الأسبوعين الأولين من الشهر، وتتراجع في الأسبوعين الأخيرين لصالح توصيل الطعام والمطاعم، ومع كون هناك اتجاه لتجنّب المطاعم والأماكن العامة هذا الموسم فحاول أن تبتكر وتقوم بتقديم توصيات بسيطة للوصفات، أو أنشطة جماعية ممتعة مثل طهي الطعام، وبالفعل البحث عن الوصفات في المملكة العربية السعودية قد زاد مقارنة بالأشهر السابقة.
- التسليم الصحي: مع ارتفاع الطلب على توصيل الطعام ضع في اعتبارك المخاوف التي يفكر فيها المستهلك من حيث التطهير والتلامس، يمكن للحلول المبتكرة مثل الأخذ بدون تلامس أن تساعد في حل هذه المشكلات، وهي متاحة حاليًا في الإمارات العربية المتحدة من قبل مواقع مثل Talabat و Deliveroo.
- تبسيط مواقع الويب: اجعل تجربة التسوق عبر الإنترنت مُحدّثة قدر الإمكان، استخدم Test My Site للتأكد من حصول العملاء على تجربة سلسة في الدخول إلى موقعك وتصفحه (بما في ذلك على الهاتف المحمول)، وتحديث تفاصيل منتجاتك ومخزونك مباشرة (فمن المهم أن تكون واعيًا بعدد المخزون ويأتيك إشعارات لإعادة تخزين المنتج)، كل هذا إلى جانب الالتزام بأوقات تسليم دقيقة.
- كن مرنًا: ساعد المستهلكين في عمليات استرجاع الأموال و سهولة الدفع، في الولايات المتحدة على سبيل المثال أوقفت شركة Ford Motors جميع الإعلانات التي تروّج لمبيعات السيارات لصالح خطط مساعدة وتخفيف عن العملاء الذين يواجهون صعوبة بالدفع، في الإمارات العربية المتحدة تقدم شركات الطيران مثل طيران الإمارات عمليات إعادة حجز واسترداد سهلة.
3- ضع خطة بديلة
في الأسواق سريعة التغير يجب أن يكون للعلامات التجارية خطط طوارئ:
- إنشاء محتوى ومصادر لسيناريوهات مختلفة: تذكر أن استخدام المحتوى الحالي والمصادر الممكنة وحشدها معًا عبر إجراء تغييرات صغيرة يمكن أن يكون حلاً أكثر فعالية من البدء من الصفر.
- تحديث إنتاج المحتوى: يمكن أن يشمل ذلك استخدام الرسوم المتحركة السابقة أو إعادة تصميم المواد الإعلانية القديمة أو التعاون مع صانعي المحتوى الذين يعملون من المنزل.
- كن على اطلاع دائم: قم بتقييم الأمر واستخدم مؤشرات Google لمواكبة الاتجاهات المحلية والعالمية والتي يتم تحديثها كل ساعة، سيُقدّر المستهلكون كونك مطلعًا ومتصلًا معهم بشكل منتظم.
بينما نواصل مواجهة التحديات في الأسابيع المقبلة هناك شيء واحد واضح: لن يكون شهر رمضان كما اعتدنا عليه، ومع ذلك قد يوفر لك طريقة أكثر عمقًا للتواصل مع عملائك. رمضان كريم!
إقرأ أيضاً: التسويق وقت الأزمات.. كيف نتعامل مع كورونا تسويقيًا؟