المحتوى
العلاقة بين مصمم الموقع والمستخدم
التحدي الحقيقي الذي يواجه أي مطور أو مصمم أو قائم على إدارة موقع ويب هو المستخدم المحتمل للموقع. في السنوات الأخيرة من عمر الويب بدأ الاهتمام بشكل ملحوظ ومركز على مستخدمي المواقع، وعن أفضل الطرق لفهم النهج الذي ينظر بها المستخدم إلى الموقع، ولأن العقلية والمنطق التي يستخدمها مصمم الموقع ليست كالعقلية والمنطق التي يستخدمها زائر الموقع ظهرت الإشكالية في فهم العلاقة بين مصمم الموقع والمستخدم.
ولأن مستخدم الموقع هو الحكم النهائي الذي يقرر نجاح أو فشل أي موقع اضُطر مطورو المواقع إلى السعي في فهم عقلية ومنطق مستخدمي المواقع لا العكس.
إشكالية العلاقة بين مصمم الموقع والمستخدم
هذه الإشكالية هي السبب الحقيقي وراء ظهور علومٍ مثل قابلية الاستخدام، ومصطلحات متعلقة بها مثل خبرة المستخدم، وطرق مخصصة للكتابة للويب وما يصلح للعرض على المواقع مثل استراتيجيات الكتابة للويب.
كذلك وجد مطورو المواقع أنفسهم مجبرين على إشراك مستخدمي المواقع في عملية التصميم والتطوير من بدايتها، وفي كل مرحلة من مراحل التطوير، كما يجب أن يتأكدوا أن مستخدم الموقع فعلًا يستطيع استخدام الموقع!
للتغلب على هذه الإشكالية يجب علينا أن نسعى لبناء علاقة بين مصمم الموقع والمستخدم، بحيث نفهم ببساطة كيف يستخدم الزائر .. الموقع!
ما المبدأ الأساسي الذي يحرك أي مستخدم؟
ستيف كرج (Steve Krug) صاحب كتاب “Don’t Make Me Think” والذي يتحدث فيه عن المبادئ المبسطة لقابلية استخدام المواقع طرح المبدأ الأساسي الذي يتصرف وفقًا له مستخدم الموقع، ألا وهو اسم الكتاب “Don’t Make Me Think”، لا تجعلني أفكر، هذا المبدأ أطلق عليه ستيف “مبدأ فوق أية مبادئ أخرى لقابلية استخدام المواقع“.
إذا كنت تعتقد أنك تفهم كمصمم مواقع الطريقة التي يتصفح بها المستخدم فأنت بالتأكيد تعلم أنه:-
- سريع الملل، بل يبحث، لأنه عادة ما يكون في عجلة من أمره، فهو لن يتصفح الموقع في ساعات، بل دقائق وربما ثوان، عادة لا يكون مهتما بكل محتوى الصفحة، فهو يبحث عن كلمات أو جمل مهتم بها، أو كلمات تجذب طبيعته الإنسانية، مثل “مجاناً” أو “تخفيضات”، أو اسمه!
- لا يبحث عن أفضل الخيارات، الحقيقة أن مستخدم الموقع قنوع فيما يتعلق بهذا الموضوع، فهو يقتنع بأول اختيار يعتقد أنه مناسب لما يبحث عنه، فلا تصمم الموقع وأنت معتقد أنه سيقلبه ظهرًا على عقب ليبحث عن أفضل اختيار له، أنصحك أن تضعه أمامه مباشرة.
- لا يقرأ دليل الاستخدام! متى كانت آخر مرة قرأت فيها دليل الاستخدام لأي منتج جديد تستخدمه لأول مرة؟ أعتقد أنك لم تفعل من قبل وإن كنت فعلت فبالتأكيد أنت مجبر. لا تتوقع من مستخدم الموقع الذى يقضي دقائق أو ثوان في موقعك أنه سيقرأ دليل استخدام الموقع. لذا اجعل كل شيء واضح وسهل الوصول.
هل تبحث عن مقالات أخرى في هذا الموضوع .. تفضل:
- دليل إنشاء نماذج شخصية العميل
- حوار مع مستشار في تحسين وتخصيص التسويق
- السيو وتجربة المستخدم .. مزيج النجاح
- 5 أسباب تجعل التسويق الآلي يزيد من نسبة التفاعل مع العملاء
التفكير كمستخدم موقع بمعنى “قراءة الأفكار”
إذا استطعت الوصول إلى هذه المرحلة من الفهم لعقلية مستخدمي الويب على اختلاف أهدافهم وأهداف المواقع التى يزورونها فأنت ستصبح أفضل مصمم مواقع على الإطلاق، يمكنك أن تصل لهذه المرحلة بأن تقرأ في :-
- التفاعل النصي، النصوص وتأثيرها على المستخدم.
- التفاعل البصري، الصور و الألوان وتأثيرها على المستخدم.
- علم النفس الإنساني، لا تستعجب فكل ما يفعله المستخدم يديره من خلف الستار قوانين نفسية ومبادئ يشترك فيها الجميع، فلا تنسَ أن مستخدم الويب ما هو إلا إنسان.
كمتخصصين في العالم الرقمي وآلياته وأساليبه، وساعين إلى الوصول للنجاح في عملنا سواء لأنفسنا أو للعملاء، لابد لنا من تسليط الضوء حول الشكل المثالي الذي يجب أن تكون عليه العلاقة بين مصمم الموقع والمستخدم .. وهذا ما سنحرص أن نقدمه لكم في المقالات القادمة.
__________
المصدر: منصة “معمل ألوان”