المحتوى
توقعات خبراء الشرق الأوسط للعقد الرقمي الجديد
ونحن في مطلع 2020 وفي ظل ثورة رقمية هائلة نحياها، كان من المهم أن نتعرف على رأي خمسة من أبرز خبراء التكنولوجيا في الشرق الأوسط.
في هذا المقال سنتعرف على آرائهم فيما يخص الاتجاهات التكنولوجية الجديدة التي ستُشكّل العقد الرقمي القادم.
بدءًا من شبكتي الجيل الرابع والخامس إلى الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية للبيع بالتجزئة.
إليكم أهم توقعاتهم بشأن تكنولوجيا الشرق الأوسط في 2020 وما بعدها:
1. ماثيو ريد Matthew Reed
وهو قائد مجموعة الممارسة في الشرق الأوسط وإفريقيا لدى شركة Ovum، وهي شركة رائدة في مجال البيانات والبحوث والاستشارات.
ويتوقع ريد أن تحتل تكنولوجيا الجيل الخامس 5G مركز الصدارة في قطاع التكنولوجيا بالشرق الأوسط في 2020.
وكانت قد أطلقت كل الأسواق الخليجية -ذات الدخل المرتفع- في البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة خدمات تجارية لتكنولوجيا الجيل الخامس خلال عام 2019.
ولكن في 2020 ستبدأ بالفعل عملية التحول إلى تكنولوجيا الجيل الخامس، مع توفر المزيد من أجهزة الجيل الخامس مع المستخدمين بما في ذلك الهواتف الذكية.
إن حالات الاستخدام الأولى لتكنولوجيا الجيل الخامس في الشرق الأوسط ستكون للنطاق العريض المتنقل والنطاق العريض اللاسلكي الثابت.
ولكن من المرجح أيضًا أن تكون هناك فرص لاستخدام تكنولوجيا الجيل االخامس لخدمات التشغيل الآلي (الأتمتة)، والتشغيل عن بعد في قطاعات مثل النفط والغاز والنقل والسيارات والمدن الذكية والرعاية الصحية.
وبالنظر إلى ديموغرافيا منطقة الشرق الأوسط فإننا نجدها منطقة شابة (بها النسبة الأكبر لعدد الشباب في العالم).
فأمام تكنولوجيا الجيل الخامس فرصًا واعدة (إحداث تحولات في الخدمات المُقدمة للمستهلكين مثل مجال الألعاب الإلكترونية).
وما يزال الوقت مبكرًا أمام خدمات الجيل الخامس لتبرز، ولكن نتوقع أن تشهد تقدمًا ملموسًا في 2020.
بالإضافة إلى ذلك فإن تكنولوجيا الجيل الخامس وأنظمة المدن الذكية سيكون لها حضورًا في معرض إكسبو 2020 في دبي.
والذي سيستمر لمدة ستة أشهر من أكتوبر 2020، وسيكون حدثًا رئيسيًا في دبي والإمارات العربية المتحدة.
وفي بداية يناير 2020 أتمت شركة أوبر استحواذها على شركة كريم المتخصصة في خدمات النقل الذكي بصفقة قدرها 3.1 مليار دولار.
وهذه تمثل أكبر صفقة من نوعها في الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تحفز المزيد من التطوير في قطاع التجارة الإلكترونية وقطاع الشركات الناشئة في المنطقة.
ومع ذلك فإننا نجد أن البنية التحتية التكنولوجية بالشرق الأوسط أقل تقدمًا في المناطق ذات الدخل المنخفض أو غير المستقرة.
ففي العراق على سبيل المثال لم تطلق حتى الآن أي من شركات الاتصالات هناك شبكة الجيل الرابع 4G.
ومع ذلك من المتوقع أن تمنح السلطات العراقية تراخيص الجيل الرابع هذا العام 2020.
2. كارينجتون مالين Carrington Malin
مالين هو رائد أعمال ومسوق وكاتب ولديه اهتمام خاص بالتقنيات الناشئة.
دعونا الآن نعرف معًا إجابته على هذا السؤال: هل سيصبح الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أكثر من مجرد مستهلك للذكاء الاصطناعي؟
كانت قد أعلنت كلًا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عن بعض المبادرات الإستراتيجية والممولة تمويلًا جيدًا في مجال الذكاء الاصطناعي إلى جانب عدد من التحركات بهذا الشأن العام الماضي.
ومن المهم هنا أن نتذكر أن أغلب منطقة الشرق الأوسط كانت بطيئة للغاية في الدخول لهذا المضمار، ولكن في ظل السياسات الجديدة للسعودية والإمارات قد وجدنا تركيزا شديدًا على إعداد القطاع العام لمجال الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من وجود شراكات بين القطاعين العام والخاص تهدف لتشجيع الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في مختلف أنحاء المنطقة، إلا أن الشركات الناشئة والتي تركز على الذكاء الاصطناعي ما تزال ضعيفة على أرض الواقع.
وقد أصبح الآن بناء مشاريع جديدة تستغل توسع القوة الشرائية لدى المستهلك في المنطقة مسارًا جيدًا.
ولذلك التجارة الإلكترونية وخدمات النقل الذكي والتشاركي وكذلك الخدمات اللوجستية للبيع بالتجزئة قد حظيت بنصيب الأسد من تمويل رأس المال الاستثماري في 2019.
وقد ركزت الجهود الحكومية إلى حد كبير على توفير إطار العمل والاستثمار والقيادة اللازمة لإحداث تغيير بالقطاع العام.
ومع ذلك علينا أن نعترف بأن الفوز في معركة المواهب بمجال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب الاهتمام بمنظومة ريادة الأعمال التي تشجع على تطوير الذكاء الاصطناعي هي أجزاء حيوية من المعادلة.
وبهذا الصدد ربما تكون الإمارات العربية المتحدة قد اتخذت أكثر الخطوات جرأة في تطوير المواهب بمجال الذكاء الاصطناعي من خلال برنامجها الجديد “AI Talent Hunt Program“
وكذلك إطلاق مبادرة “مليون مبرمج عربي” في 2018، بالإضافة إلى افتتاح جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أكتوبر الماضي.
والتي تقدم منحًا دراسية كاملة للخريجين للالتحاق ببرامج الماجستير والدكتوراه لهذا العام.
يمكن القول أنه إذا كنا سنشهد موجة من الشركات الناشئة الجديدة بمجال الذكاء الاصطناعي في المنطقة، فإن 2020 هو العام الذي ستبدأ فيه هذه الشركات بالصدارة.
3. جواد عباسي Jawad J. Abbassi
عباسي هو رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في GSMA، ويرى الآتي:
لقد بدأ عصر الجيل الخامس في العالم العربي، فهناك 12 شركة قد أطلقت خدمات الجيل الخامس في خمس دول بمجلس التعاون الخليجي خلال 2019.
وتهدف شركات تشغيل الهواتف المحمولة في هذه البلدان إلى أن تكون رائدة عالميًا في عمليات نشر تكنولوجيا الجيل الخامس.
في حين تنظر بعض الحكومات إلى التكنولوجيا باعتبارها أداة تمكين محتملة لطموحات التحول الرقمي لديهم.
ومن المتوقع أن تلعب هذه التكنولوجيا دورًا رئيسيًا في تنفيذ العديد من مبادرات المدن الذكية، حيث بدأ بالفعل استكشاف الفرص في قطاعات رئيسية مثل النقل والصحة والمرافق العامة.
وسيشهد العقد الجديد (عشرينيات القرن الواحد والعشرين) زيادة انتشار أنشطة تكنولوجيا الجيل الخامس في جميع أنحاء المنطقة.
حيث يتوقع أن يشهد تجارب وإطلاق شركات تعتمد على الجيل الخامس، وذلك في البلدان غير الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي خلال السنوات المقبلة.
وتتوقع شركة GSMA Intelligence أنه سيكون بالمنطقة حوالي 45 مليون جهاز متصل بشبكات الجيل الخامس بحلول عام 2025، أي ما يعادل 6% من إجمالي الهواتف المحمولة.
وفي الوقت نفسه سيستمر نمو شبكة الجيل الرابع، ومن المتوقع أن تتخطى الجيل الثالث لتُصبح هي المهيمنة في 2022.
والسبب في هذا النمو المستمر لشبكة الجيل الرابع هو توسعات الشبكة بالتغطية، وجهود الشركات لتحويل مستخدمي شبكات الجيلين الثاني والثالث إلى شبكات الجيل الرابع.
وذلك على الرغم من أن تكاليف الأجهزة (التي تستطيع مواكبة الجيل الرابع) لا تزال تمثل عبئًا على العديد من المستهلكين بين الشرائح ذات الدخل المنخفض.
بحلول 2025 سوف تُهيمن شبكة الجيل الرابع على أكثر من نصف إجمالي الاتصالات، بعد أن كانت فقط الثلث في 2019.
4. رشا غملوش Racha Ghamlouch
رشا هي مسئولة موجز الأخبار الرقمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في Digital Digest، وترى التالي:
بينما تتعدى التجارة الإلكترونية على استمرارية واستدامة المتاجر العادية (غير الإلكترونية) للبيع بالتجزئة، إلا أننا نرى العمل على تحسين وتحديث منافذ البيع وجعلها عصرية.
ونعم يوجد عددًا من السلاسل التي تسببت أمازون في إيقافها عن العمل، إلا أن الاهتمام بمتاجر التجزئة ودمجها مع التكنولوجيا يحتل مركز الصدارة.
وهناك مجالان رئيسيان في قطاع تكنولوجيا البيع بالتجزئة عليك أن تكتشفهم في 2020 وهما: تكنولوجيا المستهلك Consumer tech وتكنولوجيا التحليلات Analytics tech.
وتتضمن تكنولوجيا المستهلك كل شيء بدءًا من الروبوتات التي يمكنها تزويدك بالإرشادات الأساسية والتفاعل، وتعزيز الواقع مثل المرايا الذكية وتطبيقات الواقع المعزز، وتحسين عمليات الدفع وإدارة الفواتير، وحتى الإعلانات بناءً على بيانات الفئة المستهدفة كما OOH.
ومن خلال توفير مثل هذه التجارب تأمل منافذ البيع بالتجزئة في خفض تكاليف التوظيف، ولكن الأهم من ذلك هو التفاعل مع المشترين أو المتسوقين.
وهذه التكنولوجيا ليست جديدة، ولكننا أصبحنا أخيرًا نرى الكثير من الأمثلة بدأت تظهر على مستوى العالم.
أما بالنسبة لتكنولوجيا التحليلات، فتضع المتاجر المزيد من الكاميرات وأجهزة الاستشعار لتتبع كل شيء، وذلك لتحسين تخطيط المتجر والحركة فيه.
كذلك تلاحظ لغة الجسد والشعور لدى العملاء، وأيضًا التعرف على الوجه للحصول على تجارب خاصة بكل عميل على حدى، وصولاً إلى مراقبة المنتجات على الأرفف ومعرفة الكميات المتوفرة من عدمها.
ويمكن أن تساعد تكنولوجيا التحليلات منافذ البيع عبر كل هذه البيانات لضبط ساعات العمل والخدمة وحتى العروض.
وقد أصبحت هذه الحلول شائعة في متاجر البيع بالتجزئة ومراكز التسوق وأماكن البيع، ونتوقع أن نراها في المزيد والمزيد من الأماكن.
وفي منطقة الشرق الأوسط قد أطلقت مجموعة شلهوب حاضنة Greenhouse للاستفادة من المبتكرين المحليين.
ولكننا نرى أيضًا تحركات إستراتيجية كبيرة من الشركات الأسيوية للاستفادة من قطاع التجزئة القوي.
5. توم سترودبيك Tom Strodtbeck
سترودبيك هو المدير الإداري بشركة Global Growth Hub، ورؤيته كالتالي:
ما تزال المنطقة تطلق شركات تكنولوجية جديدة ومثيرة، كما يجد رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا فرصًا متزايدة على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
وبتنا نرى شركات التكنولوجيا الشابة تتحدى الشركات التقليدية القائمة منذ بعيد، وذلك في قطاعات مثل الخدمات المالية وبخاصة الخدمات المصرفية للأفراد ومعاملات الدفع، ونتوقع استمرار هذا الاتجاه مع ظهور المزيد من البنوك المنافسة على الإنترنت.
وسوف تعمل هذه البنوك على تمكين المستهلكين من المشاركة بشكل أكبر في الأسواق عبر الإنترنت، والذي بدوره سيؤدي إلى المزيد من الحاجة إلى خدمات التوزيع والتجزئة على شبكة الإنترنت وغير ذلك الكثير.
كما نتوقع زيادة دور الذكاء الاصطناعي في الأعمال التجارية والخدمات الحكومية في المنطقة.
وترى شركة PWC أن الأثر الاقتصادي المحتمل للذكاء الاصطناعي قد يصل إلى 320 مليار دولار، وستواصل الحكومات دعم القطاع من خلال البرامج والاستثمار.
وأخيرًا تواصل الحكومات بالمنطقة السعي لجعل اقتصاداتها أكثر ملائمة للمستثمرين، وما تزال هناك فرصة كبيرة للمستثمرين المهتمين بالمجالات التكنولوجية.
وها هو مستقبل العقد القادم وتوقعاته أمامك، فبأي شيء أنت مهتم؟ أو في أي شيء ستستثمر؟
للمزيد اطلع على المصدر
إقرأ أيضاً: اتجاهات صاعدة في التسويق الرقمي.. عليك التركيز بها في 2022