المحتوى
في ظلّ التقدّم التكنولوجي المتسارع، يشهد مجال التسويق تحولاً جذرياً بفضل الذكاء الاِصطناعي. فما هي أهمّ التغييرات والاِتجاهات التي تشهدها اِستراتيجيات التسويق في الوقت الحالي؟
في مقال اليوم، سنتطرَّق إلى (6) اِتجاهات تسويقية متوقَّعة لتطوّر الذكاء الاِصطناعي، وتأثيرها على صناعة التسويق.
ستؤدِّي هذه الاِتجاهات إلى تغييرات جذرية في عالم التسويق، ممَّا يتطلَّب من المسوّقين التكيف معها للبقاء في المنافسة. ذلك يمنح الشركات فرصاً جديدة ومبتكرة للوصول إلى جمهورها، وتلبية اِحتياجاتهم بطرق غير مسبوقة.
لماذا يعد التسويق بالذكاء الاصطناعي هو الاتجاه الأبرز في عام 2024؟
يتزايد دمج الذكاء الاِصطناعي في التسويق. وتتَّجه المزيد من الشركات إلى تكنولوجيا الذكاء الاِصطناعي في كلّ شيء. بدءاً من زيادة رأس المال الاِستثماري وحتَّى التواصل مع جماهير جديدة عبر روبوتات الدردشة أو التسويق عبر البريد الإلكتروني.
كما أنَّه أصبح قوة في توجيه عملية تصوّر وإنتاج المحتوى. وأصبحت العلامات التجارية أكثر اِستثماراً في تقديم العروض والاِتّصالات المخصَّصة.
الهدف هنا هو تقديم تجارب متميّزة وتخصيص العروض والمحتوى للجمهور المستهدف. إذ يقوم التسويق الذي يعتمد على التعلّم الآلي بجمع المعلومات من البيانات الموجودة على الويب؛ لتوجيه العمليات الإبداعية وتحسين استهداف الجمهور بشكل فعّال.
التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية يمنح المسوقين ميزة تنافسية. يمكنهم من خلالها تحديد الفرص الجديدة وإثبات أنفسهم كخبراء في مجالهم، وبالتالي يساعدهم على إنشاء حملات تسويقية أكثر فعّالية.
6 اتجاهات تسويقية للذكاء الاصطناعي يجب الانتباه إليها
دعونا نلقي نظرة على كيفية تفاعل الذكاء الاِصطناعي والتسويق معاً، لتغيير المشهد التسويقي في العام الجديد.
1- التحليلات التنبؤية لاتخاذ قرارات أفضل
باِستخدام الذكاء الاِصطناعي، أصبح من الممكن الآن التنبّؤ بسلوك المستخدم في المستقبل. من خلال قدرته على جمع كميات كبيرة من البيانات من مواقع الويب والتطبيقات التي يمكنه اِستخدامها.
إذ يعمل الذكاء الاِصطناعي بشكل أساسي على اِكتشاف الأنماط في أنشطة المستخدمين، وبالتالي التنبؤ بالسلوك المستقبلي لهم وتحسين الإعلانات والعروض.
يمكن للشركات أيضاً اِستخدام هذه التحليلات التنبؤية لتحليل سجل شراء العملاء، والبيانات الديموغرافية، والسلوك عبر الإنترنت، للتنبؤ بالعملاء الذين من المرجَّح أن يقوموا بعمليات شراء متكررة. وبالتالي، اِستخدام هذه المعلومات لإنشاء حملات تسويقية مخصَّصة تستهدف هؤلاء العملاء بعروض وتوصيات منتجات ذات صلة.
2- البحث العام المدعوم بالذكاء الاصطناعي يسبب تراجع حركة مرور الويب العضوية
بدأ الأشخاص بالفعل في اِستخدام (ChatGPT)، و(Bard)، وغيرهم من أدوات الذكاء الاِصطناعي التوليدية لإجراء عمليات البحث.
تتوقّع شركة (Gartner) اِنخفاضاً بنسبة (50%) أو أكثر في عدد زيارات موقع الويب العضوية، مع تزايد عدد العملاء الذين يختارون البحث بواسطة الذكاء الاِصطناعي، ومحركات البحث التي تطرح صفحات نتائج محرك البحث بمساعدة الذكاء الاِصطناعي.
في مايو (2023)، أعلنت جوجل أنَّها تعمل على تجربة البحث المولدة (SGE). وهي عبارة عن ميزة (SERP) مدعومة بالذكاء الاِصطناعي والنموذج اللّغوي الضخم التي تحلّل أهمّ عمليات البحث وتوفّر إجابة بواسطة الذكاء الاِصطناعي لاِستفسارك.
ولكن، لا يزال إنتاج المحتوى وتحسين محركات البحث (SEO) أموراً مهمّة في عام (2024). يُمكنك أن تعتبر (SGE) ميزة أخرى في صفحة نتائج محرك البحث التي تتنافس عليها، والمحتوى الموثوق عالي الجودة هو ما سيجعل علامتك التجارية تظهر في (SGE) وعمليات البحث بالذكاء الاِصطناعي.
3- مساعدة الذكاء الاصطناعي التوليدي في رحلة العميل
يشير الذكاء الاِصطناعي التوليدي الموضعي إلى أنظمة الذكاء الاِصطناعي المصمَّمة لإنشاء محتوى خاص بمجال معين. على سبيل المثال، يمكن تدريبه لإنشاء محتوى حول الرياضة أو التكنولوجيا أو أيّ موضوع محدَّد آخر.
بالنسبة لفرق التسويق، يعني هذا القدرة على إنشاء منشورات مدوَّنة ذات صلة بسرعة، وحتَّى تقارير مفصَّلة تتناسب مع تفاصيل مجالهم، وخلق نقاط اِتّصال إضافية مع العملاء المحتملين، وعرض المنتج بطريقة تفاعلية.
ولكن، كيف يمكن للعلامات التجارية اِستغلال (GPT) المخصَّصة؟
يمكن للعلامات التجارية بناء نموذج (GPT) مخصَّص بميزات محدودة للمنتج وإتاحته للجمهور. سيوفّر ذلك تجربة تفاعلية تجريبية ويمنح المستخدمين فكرة عن كيفية عمل المنتج في سيناريو العالم الحقيقي.
إنَّها مثل النسخة المجانية من المنتج، يختبرها المستخدمون، ثمَّ ينتقلون إلى النسخة المدفوعة.
كما يمكنك إنشاء مساعد اِفتراضي لمساعدة زوَّار الموقع في اِستكشاف المنتج، من خلال تغذية (GPT) بمعلومات المنتج والشركة، وبالتالي يعمل كقاعدة معرفية تفاعلية توفّر تجربة أكثر جاذبية للعملاء.
4- دمج الذكاء الاصطناعي مع الواقع المعزز والواقع الافتراضي
اِزدادت شعبية الواقع المعزّز والواقع الاِفتراضي في السنوات الأخيرة، ولكن كيف يمكن أن يجعل الذكاء الاِصطناعي هذه التجارب أفضل؟
يساعد الواقع المعزز والواقع الاِفتراضي فِرق التسويق على جذب العملاء والتواصل معهم. يتمّ اِستخدام الذكاء الاِصطناعي بشكل متكامل مع الواقع المعزز والافتراضي في الحالات التالية:
- المساعدون الاِفتراضيون: تستخدمهم العلامات التجارية لمساعدة العملاء على التسوّق بشكل أفضل.
- الأفاتار: يستخدم المسوّقون الأفاتارات الرقمية لجعل التجارب أكثر واقعية وجاذبية على المستخدمين، ممَّا يعزّز تجربة المستخدم بشكل أفضل.
قامت سيفورا، وهي شركة لبيع مستحضرات التجميل، بدمج الذكاء الاِصطناعي مع الواقع المعزز والواقع الافتراضي لإنشاء تجربة اِفتراضية للعملاء. حيثُ تستخدم أفاتاراً يمكنهُ محاكاة تعابير وجه العملاء ولون بشرتهم، ممَّا يسمح لهم برؤية كيف ستبدو منتجات الماكياج على وجههم. - روبوتات الدردشة: اِستغلَّت العديد من العلامات التجارية هذه الروبوتات، مثل ستاربكس، لمساعدة عملائها في اِختيار المنتجات بشكل أفضل وتسهيل عملية البحث عنها.
5- الإعلان باستخدام الذكاء الاصطناعي
يساعد الذكاء الاِصطناعي الشركات في إنشاء إعلانات مخصَّصة، تحقِّق نجاحاً أكبر وتحسّن من أداء الإعلان والميزانية.
تساعد أدوات الإعلان المستندة إلى الذكاء الاصطناعي مثل (Adext) العلامات التجارية على تحسين الإعلانات المختلفة وتجربتها في الوقت الفعلي. بينما تساعد أداة أخرى للذكاء الاِصطناعي تسمَّى (Phrasee) العلامات التجارية على خفض تكلفة العميل المحتمل بنسبة (31%) لحملاتها عبر وسائل التواصل الاِجتماعي.
6- تحسين البحث الصوتي
يُعدُّ تحسين البحث الصوتي بواسطة الذكاء الاِصطناعي اِتّجاهاً مستقبلياً في صناعة التسويق، خاصةً بالنسبة للعلامات التجارية التي ترغب في البقاء في الطليعة وتقديم تجارب مخصَّصة ومريحة لعملائها.
فيما يلي بعض الطرق التي يساهم بها تحسين البحث الصوتي المدعوم بالذكاء الاِصطناعي في تشكيل مستقبل التسويق:
- التخصيص: باِستخدام خوارزميات الذكاء الاِصطناعي لتحليل سلوك المستخدم وتفضيلاته، يمكن للمساعدين الصوتيين تقديم نتائج بحث وتوصيات مخصَّصة. ممَّا يتيح للعلامات التجارية تقديم تجربة أكثر تخصيصاً وملاءمة لعملائها.
- الملاءمة: من خلال البحث الصوتي، يمكن للعملاء العثور بسهولة وسرعة على المعلومات التي يحتاجون إليها، دون الحاجة إلى الكتابة أو التنقل عبر موقع الويب.
- إمكانية الوصول: يتيح البحث الصوتي للأشخاص ذوي الإعاقة أو الذين يجدون صعوبة في الكتابة الوصول إلى المعلومات بسهولة أكبر.
- الاِبتكار: لأنَّ البحث الصوتي المدعوم بالذكاء الاِصطناعي تقنية لا تزال قيد التطوير والتحسين. يمكن للعلامات التجارية التي تستثمر في تحسين البحث الصوتي أن تظهر اِلتزامها بالاِبتكار والبقاء في الطليعة.
الخلاصة
ختاماً، الذكاء الاِصطناعي هو تقنية سريعة التطور تعيد تشكيل عالم التسويق. من خلال التركيز على اِحتياجات العملاء وتحسين كفاءة الأنشطة التسويقية، يمكن للذكاء الاِصطناعي أن يساعد الشركات على إنشاء تجارب تسويقية أكثر فعّالية وتأثير.
شاركنا في خانة التعليقات، ما هي أهمّ اِتجاهات الذكاء الاِصطناعي التي تعتقد أنَّها ستؤثّر على التسويق في المستقبل؟
