المحتوى
إنَّ مشاهدة زوار موقعك يقتربون من إتمام عملية الشراء، ثمَّ يغادرون دون اِتّخاذ الخطوة النهائية قد تكون محبطة للغاية. لكن لحُسن الحظ، هناك اِستراتيجية فعّالة لإعادة جذب هؤلاء الزوار المحتملين وهي إعادة الاستهداف.
تُعدُّ هذه التقنية وسيلة مثالية لإعادة التواصل مع الأشخاص الذين زاروا موقعك أو تفاعلوا معه سابقاً. وبالنظر إلى أنَّ حوالي (97)% من الزوار لأوَّل مرة يغادرون الموقع دون إجراء أيّ عملية شراء، تُصبح اِستراتيجيات إعادة الاستهداف ضرورة لإعادة جذب هؤلاء الزوار وتوجيههم بشكل أفضل خلال رحلتهم التسويقية.
سنتعرَّف في هذا المقال، على مفهوم إعادة الاستهداف، وكيفية اِستخدامه لتحويل الزوار إلى عملاء، من خلال اِستعراض أفضل (3) استراتيجيات لحملات إعادة الاستهداف الفعّالة!
مفهوم إعادة الاستهداف Retargeting
إعادة الاستهداف (Retargeting) هو اِستراتيجية تسويقية تعتمد على اِستخدام الإعلانات الرقمية لاستهداف المستخدمين الذين سبق لهم زيارة موقعك الإلكتروني أو التفاعل مع صفحاتك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تحويلهم إلى عملاء بعد تفاعلهم الأولي دون إتمام عملية الشراء.
وتهدف هذه الإعلانات إلى دفعهم لاِتّخاذ الإجراءات المطلوبة مثل إجراء عملية شراء، حجز عرض تجريبي، أو التسجيل للحصول على تجربة مجانية.
على سبيل المثال؛ إذا قام أحد الزوار بالبحث عبر جوجل عن منتج معيَّن واِستعرض أصناف متنوّعة دون إتمام الشراء، يُمكن للعلامة التجارية اِستهدافه بإعلانات موجَّهة. تظهر هذه الإعلانات أثناء تصفحه لمحتوى آخر، مثل قصص إنستغرام، وقد تعرض له نفس المنتج الذي شاهده سابقاً.
3 استراتيجيات فعّالة لإعادة الاستهداف
تُعدُّ إعادة الاستهداف إحدى أهمّ الأدوات التسويقية لجذب العملاء المحتملين الذين لم يتَّخذوا قرار الشراء بعد. سنتعرَّف فيما يلي على (3) اِستراتيجيات فعّالة لإعادة الاستهداف، تُساعدك على إعادة جذب جمهورك وتحقيق أهدافك:
1- إعادة استهداف زيارات عناوين URL المحددة
تُعدُّ إعادة اِستهداف زوار صفحات محدَّدة من أكثر الاستراتيجيات فعَّالية في الإعلانات الرقمية، لكنَّها تتطلَّب تطبيقاً دقيقاً لتجنُّب الأخطاء الشائعة.
كثيراً ما يبدأ بعض المسوّقين بإطلاق حملات إعادة اِستهداف تشمل جميع زوار الموقع خلال آخر (90) يوماً، ولكن هذه الطريقة ليست فعَّالة دائماً؛ وذلك لأنَّ الاستهداف الواسع يُقلّل من فرص التحويل بسبب اِختلاف اِحتياجات الزوار ومستوى اِستعدادهم للشراء.
على سبيل المثال؛
- تخيَّل أنَّ زائراً (X) قرأَ مقالاً واحدا على موقعك ثمَّ غادر.
- بينما زائر آخر (Y) قرأَ نفس المقال لكنَّه أيضاً ملأَ نموذجاً للحصول على محتوى مجاني واِستعرض صفحة المنتجات والأسعار.
لو أطلقت حملة عامة تستهدف جميع الزوار، قد ترسل عرضاً لتجربة مجانية للزائر (X) الذي لم يُظهر اِهتماماً كافياً، أو تعرض مغناطيساً لجذب العملاء (Lead Magnet) للزائر (Y) الذي تجاوز هذه المرحلة بالفعل.
لذا، يُفضَّل اِستهداف المستخدمين بناءً على سلوكياتهم المحدَّدة على الموقع. فإذا أمضى مستخدم وقتاً طويلاً في صفحة منتج معيّن، يُمكن الاِستفادة من هذا السلوك لتقديم إعلان مخصَّص يعكس اِهتمامه ويشجّعه على اِتّخاذ الخطوة التالية.
لتنفيذ هذه الاستراتيجية؛ يُمكن استخدام منصات مثل إعلانات جوجل (Google Ads) أو إعلانات فيسبوك؛ لتصميم حملات مخصَّصة تستند إلى نشاطات الزوار على الموقع. يتطلَّب ذلك تحديد الزوار الذين أظهروا اِهتماماً بصفحات أو منتجات معيَّنة وتصميم محتوى إعلاني مخصَّص بناءً على المرحلة التي يمرون بها في رحلتهم الشرائية.
باِختصار، إعادة الاستهداف اِستناداً إلى زيارات محدَّدة لروابط الموقع، فعَّالة لتحويل الزوار إلى عملاء بفضل دقّتها وملاءمتها لاِحتياجات المستخدمين.
2- إعادة استهداف العملاء الحاليين
يُمكن اِستهداف العملاء الحاليين من جديد؛ لإعادة تنشيط المشتركين في البريد الإلكتروني الذين لم يشتروا منذُ فترة طويلة.
غالباً ما تواجه قوائم البريد الإلكتروني مشكلة الخمول، حيثُ يُصبح العديد من المشتركين غير مستجيبين بمرور الوقت، ممَّا يؤدِّي إلى عدم وصول عروضك الترويجية إلى جمهورك المستهدف، وبالتالي يكون الحل في إعادة اِستهداف العملاء الحاليين.
هذا النهج فعَّال من حيث التكلفة؛ لأنَّ الإعلانات تكون شديدة الصلة، ممَّا يزيد من نسبة النقر إلى الظهور (CTR). وغالباً ما تنجح هذه الاستراتيجية؛ نظراً لأنَّك تستهدف عملاء أثبتوا اِهتمامهم بمنتجاتك سابقاً، ممَّا يجعل المخاطرة معدومة.
لتنفيذ هذه الاستراتيجية؛ يُمكنك اِستخدام أدوات مثل (AdWords) أو (Facebook Ads Manager)؛ لإعداد جمهور مخصَّص بناءً على قوائم العملاء. ويجب التركيز هنا على تصنيف العملاء حسب نشاطهم، لذا ركّز الإعلانات على العملاء الذين لم يتفاعلوا مؤخراً بدلاً من العملاء النشطين باستمرار، هذا يمنحك فرصة قوية لإعادة جذبهم إلى منتجاتك.
وبالتالي، إعادة اِستهداف العملاء الحاليين وسيلة فعّالة لتحفيز العملاء غير النشطين واِستعادة تفاعلهم بفضل اِستنادها إلى سجل اِهتمامهم السابق بمنتجاتك.
3- إعلانات توليد العملاء المحتملين بناءً على التفاعل مع الصفحة
إذا لم تُحقّق جهود إعادة الاستهداف المرتبطة بالموقع النتائج المطلوبة، فقد تكون هذه الطريقة هي الخيار الأفضل لك!
يُقدّم فيسبوك أداة قوية لتوليد العملاء المحتملين تُعرف باسم إعلانات العملاء المحتملين (Lead Ads). تُتيح هذه الإعلانات، التي تعتمد على نماذج مدمجة، لتقديم حوافز مثل كتب إلكترونية أو عروض مجانية مقابل الحصول على معلومات العملاء، مثل البريد الإلكتروني أو المسمى الوظيفي.
تُشبه هذه الطريقة اِستخدام صفحات الهبوط لجذب العملاء على موقعك، لكنَّها تتمّ بالكامل داخل منصة فيسبوك، ممَّا يجعلها طبيعية وسلسة وأكثر اِنسجاماً مع تجربة المستخدم.
عندما ينقر المستخدم على الإعلان، يتمّ توجيهه مباشرةً إلى نموذج ضمن فيسبوك، ممَّا يزيد من معدلات التحويل، حيثُ لا يُطلب منه مغادرة المنصة، وهو ما يقلّل من المخاطر التي قد تؤدي إلى تراجع الأداء.
يُعدّ اِستهداف المستخدمين بناءً على تفاعلهم مع الصفحة اِستراتيجية فعّالة؛ لأنَّ هؤلاء المستخدمين نشطون بالفعل على المنصة ويظهرون اِهتماماً بالعلامات التجارية، ممَّا يجعلهم أكثر قابلية للاِستجابة لإعلاناتك.
ويُمكن البدء بإنشاء جمهور مخصَّص اِعتماداً على معايير مثل؛
- التفاعل مع منشور أو إعلان.
- النقر على زر دعوة لاِتخاذ إجراء.
- أو حفظ الصفحة أو المحتوى.
بعد تحديد الجمهور، يُمكن إعداد الإعلان باختيار هدف “توليد العملاء المحتملين”، مع اِستخدام تصميم بسيط مثل صورة واحدة أو فيديو واحد، وتحرير محتوى الإعلان بحيث يُقدّم حافزاً جذاباً.
ولتحسين الأداء؛ يُنصح بتبسيط نموذج جمع البيانات ليقتصر على المعلومات الأكثر أهمية؛ لتجنُّب إزعاج المستخدمين وضمان تجربة مريحة.
هذه الإعلانات ليست فقط فعّالة في زيادة معدلات التحويل، ولكنَّها تُتيح لك أيضاً اِستهداف جمهور متفاعل بطريقة متكاملة تتماشى مع عاداتهم اليومية على المنصة، ممَّا يُعزّز فرص نجاح حملاتك الإعلانية.
تحليل حملات إعادة الاستهداف وتعديلها
يتغيَّر عالم الإعلانات عبر الإنترنت باِستمرار، ويجب أن تكون اِستراتيجيات إعادة الاستهداف مرنة للتكيُّف مع هذه التغيّرات، إذ يكمن السر وراء نجاح الحملات في التحسين المستمر.
لذلك، لا تكتفي بإطلاق الحملة ونسيانها؛ بل قم بتحليل أدائها وإجراء التعديلات اللازمة، من خلال طرح الأسئلة التالية ومتابعتها لضمان نجاح حملاتك:
- هل تصل إعلانات إعادة الاستهداف إلى الجمهور المستهدف المناسب؟
- هل تتبع تقنية إعادة الاستهداف باستخدام “البكسل” جميع سلوكيات المستخدمين الضرورية على صفحات الهبوط؟
إعادة الاستهداف عبر منصات مختلفة لتغطية شاملة
لا تحصر حملات إعادة الاستهداف في منصة واحدة، ووزّع جهودك عبر منصات التواصل الاجتماعي وشبكات البحث؛ لتحقيق اِستفادة أكبر. إذ تُقدّم كلّ منصة مزايا فريدة:
- فيسبوك: يوفّر إمكانيات قوية لإنشاء جماهير مخصَّصة.
- شبكة بحث جوجل: تُتيح إعادة اِستهداف المستخدمين بناءً على سلوكهم في البحث.
وفقاً للإحصائيات، يستخدم (77)% من المسوّقين اِستراتيجيات إعادة الاستهداف على فيسبوك وإنستغرام، ممَّا يبرز شعبية وفعالية هذه المنصات في الوصول إلى الجمهور المستهدف.
من خلال تنويع حملات إعادة الاستهداف عبر منصات متعدِّدة، ستتمكَّن من زيادة نطاق الوصول، وتعزيز فرص إعادة جذب العملاء المحتملين.
الخلاصة
باِختصار، لن يتحوّل معظم زوار موقعك إلى عملاء من الزيارة الأولى؛ فهم بحاجة إلى معرفة المزيد عنك وعن خدماتك. هنا تأتي إعلانات إعادة الاستهداف لمساعدتك في جذب هؤلاء المستخدمين مجدَّداً عندما يكونوا أقرب إلى اِتّخاذ قرار الشراء.
تذكَّر دائماً أنَّ النجاح في إعادة الاستهداف يعتمد على التخصيص والتركيز الدقيق. وشاركنا في خانة التعليقات؛ ما هي أكثر الاستراتيجيات التي أثبتت فعَّاليتها بالنسبة لك؟