المحتوى
تخضع الشركات العاملة في التجارة الإلكترونية لضغوط كبيرة فيما يتعلق بإدارة المخزون، حيث يمثل تلبية الطلبات بسرعة ودقة أحد أعمدة النجاح. وقد يؤدي الفشل في تحقيق هذا الهدف إلى تكدس المخزون أو فقدان فرص مبيعات.
لذا تبرز الحاجة لتطوير استراتيجيات إدارة مخزون قوية تتيح التحكم في مستويات المخزون بدقة. نقدّم هذا المقال (6) استراتيجيات عملية لمساعدة شركات التجارة الإلكترونية على تحسين إدارة المخزون، وتلبية الطلبات، وتقليل مخاطر نفاد المنتجات أو تراكمها.
ما هي إدارة مخزون التجارة الإلكترونية؟
إدارة المخزون في التجارة الإلكترونية تعني الإشراف على عمليات الطلب، وتخزين المنتجات، واِستخدامها بحيث تكون متاحة للبيع عبر الإنترنت.
ليس هناك اختلاف كبير بين إدارة المخزون التقليدية وإدارة المخزون للتجارة الإلكترونية، سوى أنَّ إدارة المخزون للتجارة الإلكترونية تركّز بشكل خاص على المنتجات التي يتمّ بيعها عبر الإنترنت. ويساعد تحسين إدارة المخزون للتجارة الإلكترونية الشركات على زيادة كفاءتها وتقليل التكاليف التشغيلية.
أهمية إدارة المخزون في التجارة الإلكترونية
تجعل تعقيدات سلاسل التوريد العالمية إدارة مخزون التجارة الإلكترونية ضرورة ملحة. فمن خلال نظام إدارة مخزون فعَّال، يمكنك:
- تتبع المنتجات في مستودعاتك الخاصة.
- تتبع المنتجات المقدمة عبر مراكز تلبية الطلبات من جهات خارجية.
- تتبع المنتجات المخزنة مع الشركات المصنعة المتعاقدة أو المخزون المرسل مع شركة أُخرى.
- تتبع المنتجات المباعة عبر الدروبشيبينغ.
- مراقبة استراتيجيات البيع عبر قنوات متعددة.
من خلال تحسين إدارة المخزون في التجارة الإلكترونية بدقّة، يُمكنك فهم الخدمات اللوجستية والتحليلات بشكل أفضل. يُساعدك هذا في التحكّم الكامل بالمخزون، والحفاظ على مستويات المخزون المثالية، وتوقّع الطلب بدقّة أكبر.
وتُتيح لك إدارة المخزون الجيّدة في التجارة الإلكترونية تحديد نقاط إعادة الطلب بدقّة، ممَّا يُجنّبك:
- التخزين الزائد.
- نقص المخزون.
- نفاد المخزون.
كما أنَّها ستُساعدك في تحسين إدارة سلسلة التوريد لديك، من خلال معرفة التوقيت والكميات المناسبة لطلب المنتجات.
فوائد إدارة المخزون الفعالة في التجارة الإلكترونية
يُمكن أن تؤدِّي إدارة المخزون السيئة في التجارة الإلكترونية إلى اِضطرابات كبيرة في عملك. فإذا كانت هناك مشكلة في مستويات المخزون لديك، فلن تتمكَّن من تسليم المنتجات للعملاء في الوقت المتوقَّع، أو قد تنخفض معدلات تلبية الطلبات عن المستوى المطلوب. وبالتالي، يؤثّر هذا الأمر سلباً على سمعة عملك وقد يبعد عنك العملاء وحتى الموردين.
لذلك، نستعرض فيما يلي فوائد تحسين إدارة المخزون للتجارة الإلكترونية:
1- تحسين علاقات العملاء
الانطباع الأول هو كل شيء. وفقاً لشركة (Bain & Company)؛ فإنَّ زيادة بنسبة (5)% في الاحتفاظ بالعملاء يُمكن أن تؤدِّي إلى زيادة في الأرباح بنسبة تصل إلى (25)% على الأقل.
وبالتالي، فإنَّ كسب ولاء العملاء أمر حاسم للنجاح، حيثُ إنَّ الاحتفاظ بالعملاء أرخص بكثير من جذب عملاء جدد. ويُساعدك تحسين إدارة المخزون في التجارة الإلكترونية على تجنّب التأخير وفترات الانتظار الطويلة، ممَّا يُرضي العملاء ويزيد ثقتهم بموقعك.
2- رؤية أوضح للمخزون
يُتيح لك تحسين إدارة المخزون معرفة الوقت المناسب لإعادة تخزين العناصر وتحديد العناصر التي قد تكون مكلفة. إذ يُنظّم تحسين إدارة المخزون التعامل مع مختلف أنواع المخزون، بما في ذلك:
- مخزون المواد الخام.
- مخزون السلع النهائية.
- المخزون قيد الإنتاج.
- مخزون المستودعات أو المخزون لدى الجهات الخارجية.
يساعد هذا في التعرف على المنتجات الأكثر مبيعاً والأقل أداءً، للتأكّد من زيادة مستويات المخزون الجيّد واِتّخاذ إجراءات للتخلُّص من المخزون غير الجيّد، كبيعه بخصومات أو تصفيته بالكامل.
3- تحسين الكفاءة
تُعدُّ إدارة المخزون هي العنصر الأساسي في عمليات التجارة الإلكترونية، حيثُ تؤثّر على العمليات اليومية واِستدامة الأعمال على المدى الطويل. إذ إنَّ التحكّم في تدفق المنتجات عبر عملك وعبر سلسلة التوريد، يوفّر رؤى حاسمة تمكّنك من تحسين عدة جوانب من عملياتك، مثل:
- تنسيق ديناميكيات سلسلة التوريد: إدارة علاقاتك مع الموردين بكفاءة لضمان تدفق سلس وموثوق للسلع.
- التنبؤ بالطلب: توقّع دقيق لطلب العملاء للحفاظ على مستويات مخزون مثالية وتجنّب الإفراط في التخزين أو نفاد المخزون.
- تحسين المخزون: اِعتماد استراتيجيات مخزون رشيقة لخفض التكاليف وضمان توافر المنتجات.
- تلبية الطلبات والخدمات اللوجستية: تعزيز كفاءة عمليات الطلب والتوصيل لتحسين رضا العملاء.
- التخطيط والتحليل المالي: اتخاذ قرارات مالية مدروسة بناءً على اتجاهات المخزون وتحليل البيانات.
6 استراتيجيات مهمة لإدارة مخزون التجارة الإلكترونية
تساعد إدارة الطلبات في التجارة الإلكترونية الموظفين على فهم ما يجب عليهم القيام به، ومتى، وكيفية تنفيذ المهام المطلوبة، إليكم فيما يلي أفضل استراتيجيات إدارة مخزون التجارة الإلكترونية:
1- المخزون الاحتياطي
يمنحك الاحتفاظ بمخزون احتياطي هامش أمان في حالة حدوث أمر غير متوقع، مثل مشكلة في سلسلة التوريد أو زيادة مفاجئة في الطلبات.
إذ يُساعدك المخزون الاحتياطي على تلبية الطلبات أثناء اِستكمال مستويات المخزون. وتعتمد الكمية التي يجب الاحتفاظ بها من المخزون الاحتياطي على العديد من العومل المختلفة.
2- تجميع المخزون
عند وجود منتجات بطيئة الحركة، قد تحتاج إلى تخفيضها. إحدى الاستراتيجيات الممكنة هي تجميع هذه المنتجات مع سلع تحقّق مبيعات جيّدة، ممَّا يُساعدك على التخلّص من المخزون غير المرغوب، واِسترداد جزء من التكاليف.
3- التخطيط للطلب
يُعدُّ هذا خطوة ضرورية لتنظيم المخزون بشكل أفضل. إذ يُساعد التخطيط للطلب على التنبّؤ بمبيعاتك واِحتياجات المخزون المستقبلية. اِستند إلى بيانات المبيعات السابقة وحدّد الأنماط المتكررة، ويمكنك استخدام تحليل (PEST) (السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، والتكنولوجي)؛ لتوقّع العوامل المؤثرة على الطلب.
4- التخزين والتوجيه
في إدارة مخزون التجارة الإلكترونية، يشمل التخزين والتوجيه تحسين تخزين المنتجات ومساراتها من المستودع إلى العميل. وتتضمَّن الاستراتيجيات الرئيسية التالية:
- تصميم مستودع محسن: ترتيب العناصر المطلوبة بكثرة لتسهيل الوصول إليها.
- تقسيم المخزون: تصنيف المخزون لتحسين التخزين والتعامل.
- اِستخدام التكنولوجيا: استخدام أنظمة إدارة المستودعات والحلول الآلية لزيادة الكفاءة.
- النقل المباشر: نقل السلع مباشرةً من المركبات الواردة إلى المركبات المغادرة؛ لتقليل وقت التخزين.
5- نقاط إعادة الطلب
تُعدُّ نقطة إعادة الطلب أداة أساسية لإدارة المخزون وتعزيز كفاءة العمليات. باستخدام نظام نقاط إعادة الطلب، يُمكن للشركات الحفاظ على الكمية المناسبة من المخزون في متناول اليد لتلبية طلب العملاء. يُساعد ذلك في تقليل التكاليف وزيادة الأرباح وتحسين رضا العملاء.
6- جرد المخزون
عند إجراء جرد المخزون، يتمّ مقارنة الكميات الفعلية للمخزون بالموجود في السجلات لتحديد أيّ فروقات محتملة. يُساعد هذا الإجراء الشركات على اِكتشاف المجالات التي تحتاج إلى تحسين في ممارسات إدارة المخزون، ويُمكن بعد ذلك اِتّخاذ الخطوات المناسبة لمعالجة هذه الفروقات وتحسين إدارة المخزون بشكل عام.
كما يُعدُّ جرد المخزون وسيلة فعّالة لتحديد المنتجات التالفة أو المنتهية الصلاحية؛ لتوفير بيانات دقيقة لاتخاذ قرارات بشأن اِستمرار تخزين هذه المنتجات من عدمه. فالمنتجات التالفة أو المنتهية قد تتسبَّب في تكاليف إضافية وتشغل مساحة قيّمة في المخزون، لذلك من الضروري اِتخاذ قرارات مدروسة بناءً على بيانات الجرد لتحسين الكفاءة وتقليل الهدر.
الخلاصة
باِختصار، لإدارة المخزون الفعّالة تأثير كبير على نجاح الأعمال التجارية، حيثُ تسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف وزيادة الأرباح. عند تبنّي نظام متكامل واستراتيجيات متطوّرة لإدارة المخزون، يُمكن للشركات ضمان تنظيم دقيق للمخزون، ممَّا يُتيح لها التنبّؤ بالاحتياجات المستقبلية وتجنّب النقص أو الفائض.
ويُمثّل نظام إدارة المخزون الناجح اِستثمار اِستراتيجي يعزّز من قدرة الشركة على تحقيق أهدافها، وتوفير تجربة استثنائية للعملاء، ويدفعهم للعودة مراراً وتكراراً..