المحتوى
بدأ مصطلح كتابة المحتوى الاِنتشار بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث باتت الأشكال التقليدية للإعلان لا تكفي لتحقيق أهداف الأنشطة التجارية المختلفة.
كما اِكتشفت الشركات من جميع الصناعات أنَّ النجاح في العصر الرقمي يتطلَّب أكثر من اِستراتيجيات التسويق التقليدية الاِعتيادية.
من خلال كتابة المحتوى يمكن للشركات بناء علاقات عاطفية أكثر مع جمهورها المستهدف، ممَّا يُمِّهد الطريق لولاء العملاء ومشاركة العلامة التجارية مع غيرهم.
غالباً ما تشكِّل كتابة المحتوى أسس كل اِستراتيجية تسويق رقمية، حيث أنَّ المحتوى بكافة أنواعه ضروري في مختلف مراحل التسويق بدءاً من التدوين واِستراتيجيات تحسين محرِّكات البحث إلى البريد الإلكتروني والترويج عبر وسائل التواصل الاِجتماعي.
يُطلق مصطلح كتابة المحتوى في العصر الحالي على عملية كتابة وتحرير ونشر معلومات قد تكون تعليمية ترفيهية أو تسويقية بصورة رقمية.
تتضمن كتابة المحتوى:
- كتابة منشورات منصات التواصل الاِجتماعي.
- مقالات المدونات والمواقع.
- نصوص الفيديو والبودكاست.
- وصف المنتجات.
- والتقارير الصحفية والكثير من الأنواع الأخرى.
- كتابة الإعلانات ال copywriting
كما تُعدّ كتابة المحتوى أحد أهمّ أشكال التسويق والتي تهدف إلى مشاركة معلومات متنوّعة حول علامة تجارية أو منتج ماء ما يساهم في كسب ثقة وولاء الجمهور المستهدف وبالتالي زيادة المبيعات والأرباح.
أنواع المحتوى الرقمي
هناك عدّة أنواع لكتابة المحتوى يجب على أي كاتب الإلمام بها ومعرفتها حتى يستطيع توظيفها بشكل صحيح في أي عمل يقوم به.
- المحتوى التثقيفي: يكون الهدف منه تقديم أكبر قدر من الإفادة والمعلومات القيّمة للجمهور المستهدف، دون التطرُّق لأي أمر شراء. هذا النوع من المحتوى يعمل على بناء الثقة بين العلامة التجارية والعملاء المحتملون.
- المحتوى التفاعلي: الهدف من هذا النوع من المحتوى بناء علاقة قوية بين العلامة التجارية والجمهور، زيادة التفاعل من قبل الجمهور لكل ما يتمّ تقديمه لاحقاً، بالتالي تحسين الحضور الرقمي للعلامة التجارية عبر المنصّات المختلفة وتحسين النتائج الخاصة في التسويق بالمحتوى.
- المحتوى التسويقي: يهدف هذا المحتوى إلى البيع بالدرجة الأولى، ويكون فيها أمر واضح للشراء أو الاشتراك أو تنفيذ أي هدف تسويقي آخر.
ويتم اِستخدام كلمات في هذا النوع من المحتوى يطلب الكاتب من الجمهور تنفيذها “CTA”، مثل اِطلب الآن، اِشترك الآن، حمِّل التطبيق وغيرها.
ما هي المهام الرئيسية لكاتب المحتوى؟
مع اِستمرار تطوُّر تعريف المحتوى بشكل متسارع في عالم التسويق الرقمي، يمكن أن يختلف دور كاتب المحتوى وبالتالي تختلف المهام التي يقوم بها من جهة أخرى.
من الممكن أن يركِّز بعض كتاب المحتوى على جانب معيّن من إنتاج المحتوى مثل كتابة المقالات المتوافقة مع محرِّكات البحث. قد يقدِّم كتَّاب المحتوى الآخرون مجموعة من الخدمات المختلفة المتعلِّقة بإنتاج المحتوى المرئي والنصوص المتعلقة به.
بغضّ النظر عن الجانب الذي يتخذّه كاتب محتوى معيّن، من المهم معرفة أنَّ دوره الرئيسي يبدأ بدراسة وفهم الجمهور المستهدف للجهة التي يكتب لها سواء كانت شركة، مؤسسة، أو أي علامة تجارية أخرى.
ما هي أساسيات وقواعد كتابة المحتوى؟
كتابة المحتوى هي ممارسة إنتاج محتوى هدفه إشراك وتحفيز جمهوراً معيّناً حتى يتمّ إعادة اِستهدافه فيما بعد لأهداف متنوعة.
تستخدم حوالي (87%) من وكالات التسويق إنتاج وكتابة المحتوى لتوجيه العملاء المحتملين عبر مراحل البيع المختلفة التي يمر بها العميل في قمع المبيعات الرقمي.
تتطلَّب كل مرحلة من مراحل رحلة العميل نهجاً مختلفاً للمحتوى يتناسب مع مقدار الوعي الذي وصل له العميل.
على سبيل المثال:
- أثناء مرحلة الوعي، التي تمثِّل أعلى قمع المبيعات، سيكون الهدف من المحتوى الذي سيتمّ إنتاجه هو إعلام العملاء بوجود العلامة التجارية وجذبهم لها.
- مرحلة التفاعل والإدراك بوجود العلامة التجارية، يتمّ تسليط الضوء على مزايا المنتجات والخدمات مقابل تلك التي يقدمها المنافسون.
على الرغم من عدم وجود نهج واحد يناسب الجميع لكتابة المحتوى، إلَّا أن هناك بعض النصائح الأساسية يتمّ تطبيقها لأي اِستراتيجية محتوى:
البحث
يُعدّ البحث أهمّ خطوات كتابة المحتوى لعدّة أسباب، منها أنَّ الكاتب بحاجة إلى تحديد الجمهور الذي يكتب من أجله أولاً.
يحاول أفضل كتاب المحتوى دائماً الوصول لطريقة مناسبة للتحدُّت إلى جمهور معين، وهو ما يطلق عليه “Tone of voice”.
كلَّما فهم الكاتب عميله أكثر كلَّما زادت قدرته على التواصل معه على المستوى العاطفي – ممَّا يؤدِّي إلى زيادة في المبيعات أو تحقيق الهدف الذي يسعى إليه.
كما يساعد البحث في الوصول للمعلومات التي سيكتب عنها الكاتب والتأكُّد من صحتها ودقة المصادر لتلك المعلومات.
حيث تُعدّ المعلومات الصحيحة والموثوقة عاملاً أساسياً في صناعة وكتابة المحتوى، حتى لو كان المحتوى الذي يُكتب لأغراض ترفيهية في المقام الأول.
تشير الدراسات إلى أنَّه إذا كانت العلامة التجارية تنشئ محتوى مزيفاً حول المنتجات أو الخدمات، فسيتوقف حوالي (59%) من العملاء عن الشراء من هذه الشركة على الفور.
أثناء مرحلة التفاعل والإدراك بوجود العلامة التجارية، يتمّ تسليط الضوء على مزايا المنتجات والخدمات مقابل تلك التي يقدمها المنافسون.
الخلاصة
إنَّ كتابة المحتوى مهارة كباقي المهارات يمكن اِكتسابها وتنميتها بالممارسة والتحسين المستمر على الأداء السابق من خلال الملاحظة، التحليل والمقارنة.
البدء من أساسيات المهارة التي ذكرناها وإتقانها هو نقطة الاِنطلاقة الأولى كي يصبح الفرد كاتب محتوى ناجح ومبدع.
الخطأ الذي يقع فيه معظم الأشخاص الذين يريدون تعلُّم كتابة المحتوى هو تجاهل الأساسيات ظنَّاً منهم أنَهم يريدون الاِنتقال إلى المستوى الأعلى مباشرة، بينما الحقيقة تبدأ من هنا من القواعد الصحيحة للتعلُّم ومن ثمَّ الاِنتقال إلى المستوى الذي يليه وهكذا تستمر العملية خطوة بخطوة.