المحتوى
في عالم التسويق، غالباً ما نجد أنفسنا أمام مفارقات غريبة، تُثير حيرة البعض وتُشكّل تحدّياً للآخرين. ففي حين قد تبدو بعض القواعد منطقية، إلَّا أن الواقع يُثبت عكس ذلك تماماً.
سأقدّم لكم في هذا المقال، بعض من أكثر مفارقات التسويق قوّة، تلك التي تُظهر لنا أنَّ النجاح في هذا المجال لا يعتمد فقط على تطبيق القواعد التقليدية، بل يتطلَّب فهماً عميقاً لطبيعة هذه المفارقات وكيفية التعامل معها بذكاء.
1- مفارقة الفراشة
تُعدُّ أحد أبرز مفارقات التسويق، حيثُ يبدو المحتوى الفيروسي وكأنَّه شيء غريب دائماً، ويزدريه الكثير من الناس في البداية. إلى أن يبدأ الشخص الأكثر ذكاءً بنشره، ثمَّ تأتي الحشود ويتحوّل المحتوى بكامله من مظهره الغبي إلى مظهر عبقري!
يُطلق على هذه المفارقة “تأثير الفراشة” وهي درس متقدِّم في علم النفس التسويقي.
2- تأثير المفاخرة
يبدو الإعلان الرائع سهلاً، ولكن نظراً لأنَّ الأفكار شديدة الوضوح، فإنَّ القرّاء العاديين لايقدِّرون الوقت والجهد الذي اِستغرقه المسوّق في تحسينها.
والمغزى هنا أنَّه ستبدو إعلاناتك بسيطة لدرجة أن يعتقد العميل أنَّ بإمكانه القيام بها بسهولة، ممَّا يعني أنَّه لن يقدّر مدى صعوبة عملك!
وبالتالي، فالبساطة ليست أمراً بسيطاً.
3- مفارقة الإبداع
أن تكون متقدِّماً على منافسيك لمدّة عام سيجعلك ثرياً، ولكن أن تكون متقدِّماً عليهم بعقد من الزمان سيدفعك إلى الإفلاس!
لذلك، سوف تجعلك البحوث السوقية ترى مدى هشاشة وعدم دقّة تفكيرك طوال الوقت، ولكنَّها ستمنحك الصدارة دائماً.
4- مفارقة ستيف جوبز
قبل شركة آبل، كانت الإعلانات متوقَّعة، بالرّغم من كلّ الجمال الذي تضمَّنته. ولكن بفضل الطفرة الاِبتكارية التي جلبتها شركة آبل للعالم، ظهرت إعلانات مدهشة لم نكن لنكتشفها في عصر الملصقات.
يعود هذا إلى اِستراتيجية ستيف جوبز التسويقية الجديدة والواضحة للجمهور العام، حيثُ اِعتمد نظرية لطيفة مفادها: “اِصنع عالماً غير كامل، ثمَّ قم بتحسينه”.
5- مفارقة الرغبة
البشر مقلّدين في العادة، فنحن لا نعرف ماذا نريد، لذلك نقلّد بعضنا البعض. بدلاً من خلق رغباتنا الخاصة، نجد أنفسنا نرغب في نفس الأشياء التي يرغب بها الآخرون!
وإنَّ صناعة الإعلان بأكملها مبنية على هذه الفكرة!
6- مفارقة الحظ
عندما تجد نفسك محاصراً بين خيارين ولديك ميزانية محدودة، فاِختر الخيار الذي يبدو أنَّه سيجلب لك أكبر قدر من الحظّ في المستقبل.
قمتُ باِستخدام هذه المفارقة لإنتاج محتوى مع أحد المتاجر، بدلاً من إهدار الميزانية على الإعلانات. بعد سنتين، أصبحَ هذا القرار أعلى قرار عائداً على الاِستثمار تمَّ اِتّخاذه من قبل المتجر على الإطلاق.
7- قانون هوفستاتر
يستغرق التسويق دائماً وقتاً أطول ممَّا تتوقَّع، حتَّى عندما تأخذ في الاِعتبار قانون هوفستاتر!
بمعنى أنَّه؛ قد يُكلّف كلّ مشروع ضعف التكلفة التسويقية، ويستغرق ثلاثة أضعاف (3x) الوقت المحدَّد، حتَّى عندما تضع في توقُّعاتك هذا الاِعتبار.
8- الكاريزما
إذا تلقّيتَ أكثر من عرض تسويقي بنفس التكلفة لإدارة أنشطتك التسويقية، فاِختر العرض الأقل قدراً من الكاريزما!
لقد وصل العرض غير الكاريزمي إليك على الرّغم من اِفتقاره إلى الكاريزما والعلاقات، ولكنَّ العرض الجذاب وصل إليك بمساعدة جاذبيته وعلاقاته.
9- مفارقة أوجلي
عند كتابة محتوى، إذا كان جزء منه غير ضروري، فلا تقم بإطلاقه. عليكَ أن تبذل المزيد من الجهد لجعل كتاباتك ذات معنى.
10- مفارقة الجهد
كلَّما زادت عدم الراحة في التسويق زادت اِحتمالية أن يؤدِّي إلى النمو، وكلَّما كان فريق التسويق أكثر راحة، زادت اِحتمالية أن يؤدِّي إلى الركود. فالتسويق الراكد لا يكسب المال.
الخلاصة
أخيراً، إليكم مفارقتي الخاصة؛ لا تسمح لنفسك بالعمل مع مدير تنفيذي لا يفهم التسويق، لأنَّه غالباً ما تنبع أعظم إنجازاتنا مباشرةً بتجنُّب العمل مع مؤسِّس يؤدِّي إلى تدميرنا جميعاً.
والمغزى من ذلك، أن لا تعمل مع كلّ من يدفع أكثر، إذ يأتي النجاح بالعمل مع شركات تفهم التسويق، ولديها تركيز عميق على المهام المهمّة حقاً.
هناك الكثير من المفارقات والإشارات الأُخرى في التسويق، إذا كنت تعرف إحداها شاركها معنا في خانة التعليقات. وإذا وجدتَ هذا المقال مفيداً، يُمكنك متابعتي عبر حسابي في منصّة (X).
أكثر مفارقات التسويق قوة:
1.مفارقة الفراشة:
يبدو المحتوى الفيروسي وكأنه شيء غريب دائما. يزدريه الكثير من الناس. إلى أن يبدأ الأكثر ذكاء بنشره. ثم تأتي الحشود ويتحول المحتوى برمته من مظهر غبي إلى مظهر عبقري!هذا المفارقة تسمى "تأثير الفراشة" وهو درس متقدم في علم النفس التسويقي.…
— Hasan Mattar (@HasanmMattar) May 1, 2024