المحتوى
الحيوانات في التسويق
كلنا نلاحظ أن العلامة التجارية ما هي في النهاية إلا عبارة عن تمثيل وصورة ذهنية لخدمة أو شيء ما تحصل عليه.
وبالفعل نحن لا نتفاعل ماديًا مع الإعلانات حيث أنها تمثيلات ذهنية فقط، ولذلك فمن المنطقي أن يكون هدفًا رئيسيًا للمسوقين هو تضمين شيء ما بالإعلان يجعله حيويًا وحيًا ومرتبطًا بالعميل فلا ينساه.
وما الذي بإمكانه جمع كل هذا معًا أكثر من الحيوانات؟!
الناس تُحب الحيوانات…
نعم نحن في العصر الرقمي، وقد ولّت أيام رعينا للأغنام وحرثنا للأرض مع الحيوانات، والجلوس والسمر والسهر بالقرب من ساحات البط والأوز والدجاج.
ولكن ومع كل هذا يظل لدينا كبشر الدافع الغريزي للتواصل مع الطبيعة، هذا جزء لا يتجزأ من إنسانيتنا.
لذا صرنا نبحث عن طرق لدمج الحيوانات في حياتنا اليومية، كالحيوانات الأليفة بالمنزل مثلًا.
فمن المنطقي أن يستخدم المسوقون أيضًا الحيوانات في الإعلانات لمنح الناس ما يريدونه.
لماذا تشجع الحيوانات المستهلكين على التفاعل مع العلامة التجارية؟
أنت بحاجة إلى النظر إلى موقع مقارنة الأسعار Compare The Market لترى كيف أن لظهور الحيوانات في الإعلانات أثرًا كبيرًا في خلق تفاعل وولاء المستهلك.
ولكي تفهم كيف يمكن للحيوانات تحسين نتائج إعلاناتك، فعليك أولا فهم السبب.
فيما يخص التسويق الرقمي، يجب أن يكون هدفك هو ضمان أن يكون لدى عملائك تمثيلًا عقليًا أو صورة ذهنية قوية لما تقدمه شركتك، وصور الحيوانات تستطيع أن تساعدك في ذلك.
1. الحيوانات لها تأثير عاطفي
تساعد الحيوانات الأشخاص على ربط شعور ما بشيء ما، كما يمكنها المساعدة في تشكيل وعينا بالمفاهيم والأفكار، وغالبًا ما يكون لدمج صور الحيوانات في الإعلانات تأثيرًا عاطفيًا بشكل لا يُصدق.
ومثال على ذلك الاستخدام الواسع لحيوان الباندا في الحملات الإعلانية بعالمنا العربي عند الترويج لمنتجات الألبان، وكذلك البقرة في الترويج للجبن والزبادي وغيرها من المنتجات الغذائية من أصل حيواني.
وكمثال من خارج العالم العربي هناك سلسلة المتاجر البريطانية Iceland كانت قد أطلقت حملة إعلانية تناولت قصة حيوان (إنسان الغاب أو الأورانج أوتان) وهو من فصيلة القرود، وقد تم تدمير موطنه نتيجة لزراعة زيت النخيل.
كانت رسالة الشركة بالحملة: نفقد يوميًا 25 قردًا من نوع الأورانج أوتان، وذلك بسبب تدمير الغابات لزراعة زيت النخيل، ولذا لقد قمنا بإزالة زيت النخيل من قائمة المنتجات المُصنعة والمُباعة لدينا.
قدمت صورة القرد في هذه الحملة أثرًا قويًا إلى حد لا يُصدق، كما علقت صورته في عقول الناس.
وأشعلت الحملة نقاشًا ساخنًا حول رعاية الحيوانات وتغير المناخ، كما شجعت تفاعل المستهلك مع علامتهم التجارية.
2. الجميع مرتبطون بالحيوانات
غالبًا ما يواجه المسوقون تحديًا يتمثل في حرصهم على التأكد من أن الجمهور بالكامل موجود وحاضر ومُمثل في إعلاناتهم وعلامتهم التجارية.
فإذا لم يتم تمثيل المستهلكين بإعلاناتك، فمن غير المرجح أن يشعروا بأي رغبة في التواصل مع شركتك.
هنا يُصبح للحيوانات دورًا، فمثلًا علامة فرقع لوز اختارت الكلب كحيوان أليف في سياق إعلانها، رغم أنه لا توجد أية علاقة بين المنتج والحيوان هنا.
وكذلك شيبسي في إعلانها الذي بدأته بعبارة (قطط في محطة جبنة بالشطة)، قد استخدمت القطط كوسيلة وصول وصنع صورة عن منتج جديد تطلقه.
وخارج العالم العربي رأينا الحملة الإعلانية التي قام بها بنك لويدز LIoyds Bank
حيث قاموا بإعلان تحت عنوان “الرحلة الملحمية” والذي يصوّر حصان ومُهر في رحلة للعثور على قطيعهم.
يستثير الإعلان شعورًا بالأمان بمرور الوقت، وهو ما تريده بالضبط من أي مصرف أو بنك تتعامل معه.
فأنت تثق في هذه المؤسسة بكل ما لديك (أموالك)، وذلك كما يفعل المُهر الصغير مع الفرس الكبير.
وأنت أيضًا تريد لأموالك أن تنمو وتكبر، مما يعني أنه عليك الاعتناء بأموالك كما يفعل الفرس مع المهر.
وهكذا عادة ما يتفوق الجمال على الوعود الصادقة، فمهما شرح البنك وسرد المميزات والخصائص والخدمات التي يقدمها، سيظل العميل يحتاج صورة ذهنية يرتبط بها.
هنا يكون لرحلة الفرس والمهر معنى وقيمة كبرى لدى المستهلك، وتجعله يشعر بأن مصرف لويدز جزء مهم من رحلته الشخصية المشابهة هو الآخر.
3. الحيوانات لا تُنسى
بشكل عام ترتبط الحيوانات بمشاعر إيجابية مثل الحب والرفقة والراحة.
وقد أظهرت دراسات عديدة أن البشر لديهم ميلًا أكبر إلى تذكر الأحداث الإيجابية على الأحداث السلبية أو الصادمة أو حتى التي هدفها إعلامي فقط.
لذا هنا يُعد استخدام الحيوانات في إعلاناتك طريقة رائعة لجعلها إيجابية، ومن ثم يُمكن للمستهلكين تذكرها بشكل أكبر.
استخدامك للحيوانات في إعلانك يمنحك نقطة قوة إضافية لصناعة إعلان لا يُنسى.
وهنا سيكون عليك اختيار نوع الحيوان المناسب للرسالة التي تستهدفها، فمثلا اختيار الكلاب يرمز إلى الولاء، بينما ترمز القطط البرية إلى الأناقة والقوة.
اكتشف خصائص علامتك التجارية، سواء كانت الولاء أو القوة أو القدرة على التحمل أو…، ودع الحيوان الذي اخترته يُمثل هذه الصورة التي تريد إيصالها.
بطبيعة الحال سيكون لدى كل شخص تفسيرًا مختلفًا للرسالة التي يُظهرها الحيوان في إعلانك، ولكن هذا ليس بالأمر السيئ في كل الأحوال.
من المهم في بعض الأحيان الاستفادة من أشياء تبدو بسيطة للغاية. تعمل الحيوانات في الإعلانات على إشباع احتياج إنساني طبيعي، وهو الميل للألفة والبراءة والطبيعة.
هكذا أصبحت الحيوانات صديقك في رحلة التسويق والإعلان عن منتجاتك أو علامتك التجارية، هي بالفعل كذلك لنا جميعًا؛ قريبة ومألوفة ومُحببة ومُبهجة.
والآن ما اسم الحيوان الذي قد يُساعدك في التسويق لمنتجك أو علامتك التجارية؟
للمزيد اطلع على المصدر
إقرأ أيضاً: لماذا تحتاج علامتك التجارية إلى التسويق عبر المؤثرين؟
مقال رائع