المحتوى
بناء مجتمع حول شركتك هو عمل شاقّ ويحتاج صبر ومثابرة. تماماً مثل تحسين محرِّكات البحث، لا توجد حيل.
ليس هناك حقاً طريقة سهلة للقيام بذلك. حتى عندما تعمل مع وكالة، لا يمكنك فقط تقديم طلب للحصول على مجتمع كبير وتوقُّع حدوث ذلك بين ليلة وضحاها. عليك القيام بهذا العمل بجدّ!
يتعلَّق بناء المجتمع ببناء الوعي، وهذا يتضمن مزيجاً متماسكاً من العديد من المكونات الأساسيّة، بما في ذلك تحسين محرِّكات البحث والمحتوى والتسويق عبر وسائل التواصل الاِجتماعي.
إذا كنت ترغب في اِستخدام وسائل التواصل الاِجتماعي بشكل فعالّ لتنمية شركتك، فعليك بناء مجتمع من خلالها. تكمن المشاركة وتقديم شيء ذو قيمة في صميم بناء المجتمع.
ما هي القيمة؟
ببساطة، القيمة هي كلّ شيء يحمل القيمة أو يستحقّ. شيء مهمّ لشخص ما. شيء يخدم غرضاً. شيء له أهمية عند شخص ما لسبب أو لآخر.
في عالم المحتوى والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن ترجمة القيمة إلى فيديو أو صورة أو منشور مدونة أو قائمة مرجعية أو مستند تقني.
مع القيمة، يكون الجمال في عين الناظر، لذلك عليك أن تعرف ما الذي يشكِّل قيمة لجمهورك.
إذا كان جمهورك من عشاق الموسيقى، فربما يكون الشيء القيّم عندهم هو أحدث مقطع صوتي أو مقطع فيديو تمّ تسريبه.
إذا كان الأمر يتعلَّق بالمهندسين، فربما يكون رسماً بيانياً يوضِّح بشكل جميل جميع البيانات التي يحتاجونها لهضمها بسرعة (بدلاً من سرد أو جدول بيانات، ربما).
القيمة شيء جيّد. ولكن ضع في اِعتبارك؛
القيمة ليست كل شيء عنك.
التركيز على العميل مقابل التركيز عليك
يحبّ الناس التحدُّث عن أنفسهم، وعندما تكون شركة لديها شيء تبيعه، فمن السهل أن تعتقد أنَّه كلّما تحدَّثت عن نفسك (خاصةً عبر وسائل التواصل الاِجتماعي)، زاد عدد الأشخاص الذين يرونك ويسمعونك ويريدون الشراء منك.
هناك فرق كبير بين تقاسم القيمة والترويج الذاتي.
عندما تروِّج لنفسك بنسبة (100%) من الوقت، يكون التركيز عليك بالطبع، ممَّا يعني أنَّك تقول أساساً أنَّك أهمّ جزء في معادلة الشركة / العميل. لقد أصبح هذا قديماً. لا يترك لك الكثير من الحديث أو المشاركة في الفضاء الاِجتماعي، ولا يترك مجالاً للنمو، وبالتأكيد لا يقدِّم قيمة كبيرة لعميلك.
عندما تركِّز على العميل وتفكِّر في ماهية اِهتماماتهم وما يحتاجون إليه وما يواجهونه من تحديّات، فجأة تصبح الفرص والخيارات لمشاركة القيمة والتواصل معهم أكبر بكثير.
تنمية مجتمعك عبر الإنترنت مع قيمة
يمكنك تنمية مجتمعك عبر الإنترنت (وتحويل عملك) ببساطة من خلال التركيز على عميلك ومشاركة بعض القيمة معهم.
خذ (MailChimp) على سبيل المثال؛
لقد طوَّروا عدداً كبيراً من الموارد عبر موقع الويب الخاصّ بهم لمساعدة عملائهم على القيام بالتسويق عبر البريد الإلكتروني. تغطِّي أدّلتهم كل شيء من البدء بمنتجهم إلى إدارة قائمتك واِستخدام (Google Analytics) في التسويق عبر البريد الإلكتروني.
لا تُكسِبهم هذه الأدّلة أي أموال بشكل مباشر، لكنَّها تركز على العميل وتوفِّر لهم قيمة. هذه هي الأشياء المثالية لتشاركها (MailChimp) عبر وسائل التواصل الاِجتماعي. على الرغم من أنَّهم يروِّجون بشكل غير مباشر لمنتجهم الخاصّ، إلا أنَّهم ما زالوا يركِّزون على تقديم قيمة هائلة لعملائهم.
(Simply Business) هو مثال رائع آخر. ربما يكون هذا أمراً سهلاً بالنسبة لهم لأنَّ هدفهم الوحيد هو أن يكونوا مصدراً للمعرفة لشركات المملكة المتحدة، ولكن كل ما تقوم به شركة (Simply Business) طوال اليوم هو توفير قيمة كاملة للقارئ: من الموارد الخاصّة بالتأمين على الأعمال، ونصائح اللياقة البدنية لأصحاب الأعمال، إلى دليل الأعمال الصغيرة لـ (Google Analytics).
ركَّز الجميع على العميل كما ركَّزوا على تقديم القيمة.
لكن انتظر هناك المزيد
كل هذا المحتوى عالي الجودة الذي ينشئه كل من (MailChimp) و(Simply Business) رائع، لكنني أعلم بشكل مباشر أنَّ هذه الأشياء تستغرق الكثير من الوقت والطاقة ومقداراً جيداً من الميزانية لتوليده.
هناك شيء إضافي واحد بسيط يمكن لكل من (MailChimp) و(Simply Business) القيام به لخدمة عملائهم وتنمية مجتمعهم، ولكن لن يكلفهم شيئاً (باستثناء القليل من الوقت).
يمكنهم الاستفادة من مجتمعات الشركات الأخرى.
- يقومون بسؤال مجتمعهم عمَّا إذا كان لديهم أي شيء ذو قيمة لمشاركته.
- بالإضافة إلى مطالبة عملائهم بالأشياء القيمة التي يرغبون في مشاركتها، ماذا لو كانت شركة ( Simply Business) تشارك كل بضعة أيام قيمة من الشركات الأخرى التي يحترمونها ويثقون بها ويؤمنون بها؟
ألن يساعد هذا عملاءهم في بناء مجتمع؟ أعتقد… نعم سيساعد.
الاستفادة من المجتمعات المجاورة ذات القيمة وقاعدة 80/20
الآن هذا هو المكان الذي نصل فيه إلى الجزء الجيد. يمكنك تجربة روتين جديد يقوم بعدة أشياء:
- يخلِّصك من الاضطرار دائماً إلى إنشاء محتوى عالي الجودة.
- يقدّم لعملائك قيمة إضافية (ومتنوعة).
- يقوم بتشجيع وتنمية مجتمعك عبر الإنترنت وعلاقاتك مع الأشخاص والشركات الرائعين الآخرين.
إليك كيف تفعل ذلك:
قم بمشاركة القيمة التي لم تولدها بالفعل بنسبة (80%) من الوقت
هذا صحيح. الاِتفاق مع هذا هو أنَّك إذا كنت تقضي (80%) من وقتك عبر وسائل التواصل الاِجتماعي في العمل لمشاركة قيمة الآخرين، فسوف ينتهي بك الأمر إلى بناء علاقات، ومجتمع أكثر إرضاءً، والمزيد من المعجبين، ودعاة أكبر للعلامة التجارية.
وهذا يعني المزيد من المؤيدين والمزيد من الأشخاص الذين يرغبون في نشر الكلمة (أي القيام بالعمل) عنك (مجاناً!).
إنَّ مهمتك هي العثور على أشخاص آخرين أو شركات أخرى عبر الإنترنت تحبّها، والتي قد تحمل قيماً مماثلة أو لديها نهج مماثل، وتنتج محتوى جيداً.
- تعرَّف عليهم.
- اقرأ ما يكتبونه.
- قم بمشاركة الأشياء الخاصّة بهم.
- كن صديقهم.
حتى إذا كانت الشركات والأشخاص الذين تبحث عنهم منافسين مزعومين، إذا كانوا متوافقين مع قيمك الشخصية وقيم الشركة (ولديهم محتوى قيم للمشاركة)، فسيقدِّرون عرضك لأشياءهم، وسوف يستفيد عملاؤك منها، وسيرغبون في أن يصبحوا أصدقاء أيضاً (ممَّا يعني أنَّهم سيردون الجميل في النهاية).
يمكن مساعدة بعضكما البعض في التعلُّم وتنمية مجتمعاتِ بعضكما البعض.
ولكن من أجل القيام بذلك والعمل على إنجاحه، عليك أن تقرأ الكثير:
- تعني مشاركة القيمة أنَّه يجب عليك القراءة والتعلم. طوال الوقت. بالإضافة إلى تكوين صداقات مع شركات أخرى، وتتبّعها دوماً وقراءة مدوناتها، تأكَّد من متابعة الأشخاص عبر تويتر الذين يشاركون القيمة باِستمرار. اِعثر على جميع المعلومات المفيدة التي يمكنك الحصول عليها (الأشياء التي تعرف أن مجتمعك سيحبها).
الفائدة من ذلك، بالطبع، هي الحصول دائماً على شيء مفيد (وقيِّم) لمشاركته مع مجتمعك، وستكتشف مجالات وفرصاً جديدة (أي المجتمعات المجاورة الأخرى للاِستفادة منها).
خلاصة القول، فقط اجعل مشاركة المحتوى القيم للآخرين جزءاً من روتينك بنسبة (80%) تقريباً.
شارك الأشياء التي أنشأتها بنفسك بنسبة (20%) من الوقت
عندما تركِّز على مشاركة المحتوى الخاصّ بك، تأكَّد من أنَّه جيّد فعلاً. وتذكَّر أنَّ الأشياء التي تنشئها وتشاركها عبر مدوّنتك الخاصّة ووسائل الإعلام الاِجتماعي يجب أن تخدم مجتمعك، وليس أنت.
وإليك نصيحة رائعة من (Rob Ousbey) والتي ستحدث تأثيراً أكبر في مجتمعك وستصل إلى المزيد من الأشخاص بقيمتك؛
قبل أن تنشئ المحتوى، حاول طلب التعليقات. أجرِ مقابلات مع عملائك، واِستطلع آراءهم، واِطرح عليهم أسئلة حول تحديّاتهم وقلقهم ونقاط الألم التي يواجهونها. يساعدك هذا في الحصول على تأييد حتى قبل بذل الجهد، وتضمن أنّك تطور شيئاً يهمّهم حقاً.
بعد ذلك، بمجرَّد أن يصبح المحتوى الذي كنت تعمل عليه جاهزاً، أظهر للأشخاص الذين قدَّموا لك التعليقات ما قمت بإنشائه. لقد عزَّزت الثقة الآن لأنهم كانوا جزءاً من العملية.
لذلك عندما تذهب للقيام بالتوعية ونشر الخبر عبر وسائل التواصل الاِجتماعي، يكون لديك بالفعل شخص مستثمر شخصياً ويريد مساعدتك في التوعية.
لا يعني ذلك أنك تريد تجنّب الترويج لشركتك أو مساعدة الناس على فهم ما تفعله. إنَّ الترويج الذاتي بوضوح لن يوصلك إلى أي مكان، وبالتأكيد لن يساعد في بناء مجتمع.
عندما تروج لنفسك، تأكَّد أنَّه مدعوم بالقيمة.
دائماً أعده إلى القيمة
بغض النظر عن أي شيء، اِلتزم بمشاركة القيمة (ومرة أخرى، ليس فقط ما يخصّك). ربما لا تكون نسبتك (80%) من الأشياء الخاصّة بالأشخاص الآخرين و(20%) تخصّك (على الرُغم من أنَّ هذه هي النسبة التي عملت بشكل أفضل بالنسبة لنا).
ربما تكون ( 60/40) أو (70/30). مهما كان التوازن، شارك القيمة دائماً وحاول بجدّ ألَّا تجعل الأمر كلَّه متعلقاً بك. اِختبرها واِعثر على المزيج المناسب لعملائك ومجتمعك.
عندما تكون في شك، فكر في عميلك أوّلاً. كيف يمكنك حقّاً أن تكون في خدمتهم؟ إذا لم تتمكن من ذلك، قم بإحالتهم إلى شخص آخر يستطيع ذلك.
قد لا يصبحون عملاءَ لك، لكنهم سيكونون دائماً من المعجبين بك، ويدعمون مجتمعك، و يُحيلونك إلى أصدقائهم. هذا هو كل ما يتعلق ببناء مجتمع ذي قيمة.
الخلاصة
يحب الناس المشاركة. عندما تركِّز على الشركات الأخرى (والأشخاص) وليس دائماً على نفسك، فسوف تنتشر بشكل طبيعي وسيبدأ هؤلاء الأشخاص والشركات في مشاركة الأشياء الخاصّة بك. لكن “الحيلة” في هذا الأمر برمته هي أنَّه عليك أن تبدأ بالقيمة.
لذا جرّبها بنفسك وشاهد ما سيحدث. هناك اِحتمالات، ستصبح أكثر ذكاءً، ستساعد الآخرين، وستعمل على تنمية عملك مع مجتمع رائع للغاية.