المحتوى
للعلامات التجارية صوت يُمكن أن يتحدّث بطريقتين مختلفتين؛
- الأولى تأتي من داخل المؤسسة، حيث يُعبّر الموظفون عن قيم الشركة ورسائلها (EGC).
- والثانية تنبع من خارجها، حيث يُشارك العملاء تجاربهم وآرائهم الخاصة (UGC).
السؤال الذي يطرح نفسه: أيّ الصوتين أكثر تأثيراً؟
الفرق بين الاثنين ليس مجرد مصدر الإنتاج، بل يمتدّ إلى المصداقية وأسلوب التفاعل مع الجمهور. فهل المحتوى العفوي الذي يخلقه العملاء أكثر تأثيراً، أم أنّ الرؤية المنظّمة التي يقدّمها الموظفون تحقّق نتائج أفضل؟
الإجابة في هذا المقال..
المحتوى الذي ينشئه العملاء UGC: دع جمهورك يسوّق لك بأسلوبه الخاص!
تخيّل أنّك تتصفّح إنستقرام، فتجد صديقاً ينشر صورة له وهو يرتدي منتجك، مبتسماً بثقة. هذا هو جوهر المحتوى الذي يُنشئه المستخدمون (UGC). ويُشير إلى المحتوى الذي يُنشئه عملاؤك ومتابعوك ويشاركونه حول علامتك التجارية أو منتجاتك.
عندما يشارك العملاء تجربتهم الحقيقية مع علامتك التجارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يصبح الأمر أكثر من مجرد ترويج أو إعلان، بل شهادة حية على قيمة منتجك حيثُ يروي العملاء قصة عن أنفسهم، قصة يشعر الآخرون برغبة في أن يكونوا جزءًا منها. وهذا هو سر قوة الـ (UGC)، إنه يعزز الثقة لأنه يُعطي انطباعاً بالأصالة ويخلق شعوراً بالانتماء للمجتمع.
يضمّ المحتوى الذي يُنشئه المستخدمون أشكالاً عديدة من مراجعات سريعة بالفيديو إلى لقطات خلف الكواليس وصور تجارب حقيقية، وتشمل أهمّ مزاياه:
- سرد حقيقي للقصص: يعكس هذا المحتوى تجارب غير مصطنعة تُلامس الجمهور الباحث عن محتوى أصيل، خاصةً في الفيديو حيثُ يفضّل المشاهدون منظوراً حقيقياً بعيداً عن الصياغات الرسمية.
- إنتاج منخفض التكلفة: عملاؤك ينشئون المحتوى لك، ممَّا يحول لقطاتهم إلى أصول تسويقية دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة.
- معدلات تفاعل أعلى: يتفاعل الجمهور أكثر مع المحتوى الذي يبدو وكأنّه صادر من أشخاص مثلهم، وليس إعلاناً صُمِّم في غرفة اجتماعات.
ولكن على الرّغم من هذه المزايا إلّا أنَّ محتوى الـ (UGC) يحتوي على بعض التحديات:
- جودة غير متّسقة: بعض المحتوى قد لا يتناسب مع معايير علامتك التجارية، فاهتزاز الكاميرا والإضاءة السيئة قد لا يعكسان صورة احترافية.
- تحكّم محدود: لا يُمكنك التحكم بالسرد أو ضمان اتساق الرسائل، ممَّا قد يؤدي إلى تفاوت في الانطباع العام.
المحتوى الذي ينشئه الموظفون EGC: اصنع المحتوى الذي يعكس رؤيتك كصاحب عمل!
إذا كنت تريد جذب المواهب إلى شركتك، فالسؤال يُصبح: ما الذي يجعل شركتك مكاناً مميّزاً للعمل؟ وما هي قيمك، وثقافة شركتك؟ هُنا يأتي دور المحتوى الذي يصنعه الموظفون (EGC). إنَّه الطريقة التي تروي بها شركتك قصتها من الداخل.
من خلال تسليط الضوء على بيئة العمل وقصص الموظفين وتجاربهم، يُصبح لديك أكثر من مجرد إعلان وظيفي. أنت تبني هوية لصاحب العمل، وتجعل الأشخاص المناسبين يرون شركتك كوجهة، وليس مجرد فرصة عمل أُخرى.
يتميّز هذا النوع من المحتوى بمجموعة من الخصائص الفريدة التي تمنحه قوة وتأثيراً كبيرين. أبرز هذه المزايا:
اشترك في نشرة تواصل
التغيير هو الثابت الوحيد، والمعلومة الدقيقة هي الفارق. تواصل، نشرة شهرية تغوص في جديد التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية وتأخذك إلى ما وراء العناوين. اشترك الآن، وابقَ في قلب الحدث!
- أصالة مع تحكم أكبر: يمنحك (EGC) محتوى واقعي لكنَّه يظلّ متماشياً مع هوية العلامة التجارية، ممَّا يضمن جودة أعلى في الصور والفيديوهات.
- إضفاء الطابع الإنساني على العلامة: عندما يظهر فريقك في المحتوى، يُصبح الجمهور أكثر ارتباطاً بعلامتك التجارية، ممَّا يجعلها أقرب وأصدق.
- تعزيز الثقة: إظهار فريق العمل في بيئة العمل يُضيف مصداقية، ويوضّح أنَّ هناك أشخاصاً حقيقيين وراء العلامة التجارية، وليس مجرد شعارات مصقولة.
يتطلّب إنتاج هذا النوع من المحتوى تجاوز عدّة عقبات قد تؤثّر على فعّاليته، من أبرز هذه العقبات:
- مدى استعداد الموظفين: قد يؤثّر عدم ارتياح بعض الموظفين للتصوير أمام الكاميرا على كمية المحتوى المتاح.
- الوقت والموارد: رغم أنَّه أقلّ تكلفة من الإنتاج التقليدي، إلا أنَّ (EGC) يتطلّب تخطيطاً وتنسيقاً للحفاظ على الجودة.
الفرق بين المحتوى الذي ينشئه العملاء UGC والمحتوى الذي ينشئه الموظفون EGC!
ما الذي يميّز المحتوى الذي ينشئه المستخدمون (UGC) عن المحتوى الذي ينشئه الموظفون (EGC)؟ ببساطة:
- UGC: يمنح عملاءك دور السفراء، حيثُ يشاركون تجاربهم وينقلون رسالتك من خلال شبكاتهم الشخصية. إنَّه محتوى تلقائي وحقيقي.
- EGC: هو صوت شركتك، يروي لماذا هي مكان رائع للعمل، وما الذي يجعلها مختلفة، ولماذا يجب أن يهتمّ بها الأشخاص المناسبون؟
كلا النوعين من المحتوى أساسي لبناء الثقة، لكن بطرق مختلفة؛ محتوى (UGC) يبني علاقات مع عملائك، بينما محتوى (EGC) يفتح الأبواب للمواهب الجديدة ويكشف جانباً من الشركة قد يجذب حتى العملاء أنفسهم.
EGC مقابل UGC: أيهما الأفضل لعلامتك التجارية؟
يعتمد الاختيار بين المحتوى الذي يصنعه المستخدمون والمحتوى الذي تصنعه الشركة على هدفك. يمنحك (UGC) وصولاً طبيعياً ومصداقية عالية، خاصةً عند إظهار تفاعل العملاء الحقيقي مع علامتك التجارية. في المقابل، (EGC) مثالي لسرد هوية الشركة وتسليط الضوء على ثقافتها، حيثُ يحقّق التوازن بين التحكّم بالمحتوى والحفاظ على طابعه الشخصي.
ولكن، متى تستخدم كل نوع؟
- UGC: الأفضل لعرض تجربة العملاء في استخدام المنتج، إثبات الجودة عبر المحتوى الاجتماعي، والحملات التي تتطلَّب حجماً كبيراً من المحتوى العفوي.
- EGC: مثالي لسرد قصة العلامة التجارية، عرض المشاهد من وراء الكواليس، وإبراز الجانب الاحترافي للعلامة التجارية.
المزيج الأمثل: الجمع بين UGC وEGC
أفضل الاستراتيجيات تمزج بين النوعين. اِستخدم (UGC) لإبراز صوت العملاء، و(EGC) لإظهار شخصية العلامة التجارية من منظور فريقك. على سبيل المثال، أنشئ حملة يصوّر فيها الموظفون دروساً تعليمية أو يشرحون قيم الشركة، ثمَّ أضف محتوىً من إنشاء المستخدمين يُظهر للعملاء تطبيقهم لهذه القيم.
الأمر لا يتعلق بالاختيار بين (UGC) أو (EGC)، بل بكيفية توظيفهما معاً لتحقيق أقصى تأثير.
الخلاصة: ابتكر قصة يرغب الناس في أن يكونوا جزءاً منها
المحتوى الذي ينشئه العملاء (UGC) والمحتوى الذي ينشئه الموظفون (EGC) ليسا مجرد أدوات تسويقية، بل اِنعكاس لعلاقة العلامة التجارية بجمهورها الداخلي والخارجي.
يمنحك (UGC) المصداقية والتأثير الجماهيري، بينما يعطيك (EGC) السيطرة والسرد المتماسك. ولا يُمكن تحديد أيَّهما أفضل بشكل مطلق؛ فكلّ نوع له دوره الفريد في بناء قصة متكاملة.
كما تدرك العلامات التجارية الأكثر نجاحاً أنَّ القوة الحقيقية تكمن في الجمع بين الاثنين؛
- تحفيز العملاء ليكونوا سفراء.
- وتمكين الموظفين ليكونوا رواة قصص مقنعين.
السؤال لك الآن: كيف يُمكنك تحويل علامتك التجارية إلى قصة جذابة تستقطب جمهورك وتجعله شريكاً فعلياً في رحلتك؟ شاركنا أفكارك وتجاربك في خانة التعليقات..!