المحتوى
هل سبقَ أن توقَّفت للتفكير في سبب تأثير بعض المنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من غيرها؟ وما هي الأساليب التي تتَّبعها بعض العلامات التجارية لتحقيق اِنتشار واسع لمنشوراتها؟
الإجابة ليست في الخوارزميات فقط، بل في الأساليب النفسية. فالبشر كائنات معقَّدة، لكن هناك محفّزات بسيطة تستطيع أن تؤثّر على قراراتهم وتصرُّفاتهم.
إذا كنتَ تبحث عن طرق لاِستثمار هذه المحفّزات في تحسين تفاعلك على المنصات الرقمية، فهذا المقال يُقدّم لك (7) حيل نفسية فعّالة لجذب الانتباه وتحفيز جمهورك على التفاعل معك!
أهمية استخدام علم النفس في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي
تهدف جميع الجهود التسويقية في النهاية إلى إقناع الناس بشراء منتجك أو خدمتك! لكنَّ التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتجاوز مجرَّد تحقيق المبيعات المباشرة أو زيادة حركة المرور إلى الموقع. فهو يسعى إلى بناء وعي بالعلامة التجارية، وترسيخ الثقة، وتعزيز المصداقية، وخلق مجتمع متفاعل مع مرور الوقت، ممَّا يضع أُسساً قوية لنمو العلامة التجارية على المدى البعيد.
لبناء الثقة؛ عليك أن تضع نفسك مكان جمهورك المستهدف. بدلاً من التركيز على السمات السطحية أو الديموغرافية، حاول التعمّق في الأسئلة النفسية التي تتعلق بجمهورك. على سبيل المثال:
- ما الذي يهتمّ به الجمهور؟
- ما هي نقاط الألم والتحديات التي يواجهونها؟
- ما الذي يحفزهم؟
- كيف يفضلون التعلم؟
عند تقديم محتوى يُجيب عن هذه الأسئلة باِستمرار، ستتمكَّن من بناء الثقة مع جمهورك وتحقيق معدلات تفاعل اِستثنائية!
7 حيل نفسية لزيادة التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي
في ظلّ الكمّ الهائل من المحتوى الرقمي الذي يواجهه المستخدم يومياً، يُصبح جذب الاِنتباه وتحفيز التفاعل تحدّياً كبيراً للعلامات التجارية.
وتلعب العوامل النفسية دوراً كبيراً في فهم دوافع المستخدمين وسلوكياتهم. إليكم (7) حيل نفسية فعّالة لتعزيز تفاعلات جمهورك وبناء علاقات أقوى:
1- استثمر في قوة الدليل الاجتماعي عبر منصات التواصل الاجتماعي
الدليل الاجتماعي هو ظاهرة تدفع الأفراد إلى اِتّباع توجُّهات الآخرين، بناءً على اِفتراض أنَّهم يمتلكون معرفة أكبر بالوضع، وتستخدم العديد من العلامات التجارية هذا التأثير لإثبات المصداقية.
وفي العصر الحالي، أصبح الدليل الاجتماعي أكثر أهمية بفضل منصات التواصل الاجتماعي. وهناك عدّة طرق يمكنك من خلالها استغلال هذا الدليل لزيادة تفاعل الجمهور وتعزيز المبيعات:
- اِستخدام اِقتباسات مؤثّرة: اِستشهد بمراجعات أو تصريحات من وسائل إعلام معروفة.
- عداد مشاركات وسائل التواصل الاجتماعي: أضف عداداً لمشاركات المقالات على المنصات الاجتماعية، مع توفير أزرار مشاركة محدودة لتجنب تشتيت المستخدمين.
- تحسين موضع أزرار المشاركة: وضع الأزرار بشكل بارز يُمكن أن يزيد المشاركة بشكل كبير.
- اِستخدم الإعلانات بذكاء: ركّز على اِستهداف جمهورك المثالي؛ لتحسين كفاءة الإنفاق الإعلاني وتحقيق نتائج أفضل.
2- استفد من أكثر المشاعر انتشاراً على وسائل التواصل الاجتماعي
وجدت الدراسات أنَّه من بين المشاعر الأربعة الرئيسية (السعادة والخوف والحزن والغضب)، السعادة هي الشعور الأكثر تأثيراً واِنتشاراً عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وإحصائياً، تولّد المنشورات الإيجابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ردود فعل إيجابية بمعدّل (1.75) مرّة أكثر من المنشورات السلبية، بينما تحفّز المنشورات السلبية ردوداً سلبية بمعدّل (1.29) مرّة.
إذن؛ كيف تستغل السعادة في استراتيجيتك التسويقية؟
- مشاركة لحظات النجاح: اِنشر إنجازات علامتك التجارية أو صور فريقك المبهجة، لإضفاء لمسة إنسانية وتعزيز الوعي بالعلامة التجارية.
- إظهار الجانب المرح: اِستخدم الفكاهة في منشوراتك مثلما تفعل (Nutella).
- اِستخدام الرموز التعبيرية: أظهرت الأبحاث أنَّ المنشورات المزوّدة بالرموز التعبيرية عبر فيسبوك تحصد تفاعلاً أعلى بنسبة (57)%، مع زيادة في التعليقات والمشاركات بنسبة (33)%.
- عناوين جذابة ومفعمة بالعاطفة: اِستخدم كلمات محفّزة في عناوين منشوراتك؛ لإثارة مشاعر إيجابية.
3- إعادة استهداف زوار موقعك على وسائل التواصل الاجتماعي
يؤدِّي إعادة اِستهداف زوّار موقعك عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى ظاهرة “تأثير التكرار” أو ما يُعرف بظاهرة “بادر-ماينهوف”.
على سبيل المثال؛ إذا سمعت مصطلحاً جديداً مثل “تحسين محركات البحث (SEO)”، ستبدأ فجأة بملاحظته في كلّ مكان، ممَّا يجعله يعلق في ذاكرتك.
هذه الظاهرة ليست مُقتصرة على الكلمات فقط، بل تشمل التجارب الشخصية، مثلاً، إذا كنت تفكر في شراء سيارة من نوع أودي، ستُلاحظ فجأة اِنتشار هذا النوع على الطرق.
بالنسبة للمسوقين؛ يُمكن اِستغلال هذا التأثير من خلال تكرار الرسائل الإعلانية لزيادة الوعي بالعلامة التجارية، وبناء الثقة مع الجمهور. ووفقاً لـ (WordStream)، تزداد معدلات التحويل مع زيادة مرات ظهور الإعلانات. على سبيل المثال، إعلانات إعادة الاِستهداف على فيسبوك تُحقّق تفاعلاً أكبر بثلاثة أضعاف مقارنةً بالإعلانات التقليدية.
4- سلط الضوء على ما يخسره المستخدم إذا لم ينقر على منشورك أو يجرب منتجك
وفقاً لدراسة أجرتها (My Life)، أكثر من نصف مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يخشون الغياب عن الأحداث المهمة، ممَّا يجعلهم يتابعون تحديثات شبكاتهم باِستمرار.
هذا الشعور يُعرف بـ“الخوف من التفويت” (FOMO)، وهو إحساس يدفع الناس للاهتمام الزائد بالمستجدّات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خوفاً من تفويت خبر أو فرصة مهمة.
ولكن يتعيّن على العلامات التجارية توخّي الحذر عند اِستغلال هذا الشعور في حملاتهم، فلا تقدّم وعوداً لا يُمكنها الوفاء بها، وتجنُّب العناوين المضللة التي تستغلّ الخوف لجذب النقرات.
بدلاً من ذلك، من المهمّ تعزيز العلاقة مع الجمهور من خلال توفير محتوى حقيقي وقيّم، وتشجيعهم على تفعيل إشعارات المنشورات ليبقوا على اِطلاع دائم بآخر الأخبار.
5- اخلق الإثارة والتشويق في منشوراتك من خلال وعود بالكشف عن الأسرار
البشر فضوليون بطبيعتهم؛ وينتج هذا الفضول عن فجوة معرفية، حيث يرغبوا في سدّ نقص المعلومات.
لتوظيف هذه الفجوة في منشوراتك، قدّم معلومات محدودة تُثير اِهتمام الجمهور، ما يدفعهم للنقر لاِستكمال القصة. واِستخدم كلمات تثير الفضول مثل: “مَن”، “كيف”، “أين”، “لماذا”، و”ما هو”!
يُمكنك البحث عن الأسئلة الشائعة في مجالك عبر مواقع مثل كورا (Quora) لمعرفة ما يُثير اِهتمام جمهورك، والتأكَّد من معالجة هذه الأسئلة بطريقة جذابة تُحفّزهم على التفاعل.
وأخيراً، التركيز على سؤال “لماذا” يُعدُّ من أكثر الاستراتيجيات فعَّالية لتحفيز جمهورك على اِتّخاذ إجراء، سواء بالنقر أو التفاعل مع منشوراتك.
6- بناء علاقات مميزة مع الجمهور
يستجيب الناس عادةً بشكل إيجابي عند تلقّيهم معاملة طيبة، هذا السلوك يعكس مبدأ المعاملة بالمثل. يُمكنك اِستغلال هذا المبدأ في سياق الأعمال، لبناء علاقة قوية مع جمهورك من خلال تقديم تجارب فريدة لهم، مثل الهدايا المفاجئة، العروض الحصرية، وغيرها من التصرفات التي تعكس اِهتمام العلامة التجارية.
7- شارك المتعة والفائدة مع المتابعين لتعزيز الشعور بالانتماء
الاِنتماء جزء أساسي من الاِحتياجات البشرية، كما أشار أبراهام ماسلو (Abraham Maslow) في هرم الاحتياجات. ويُمكنك تعزيز هذا الشعور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال بناء بيئة تفاعلية تدعم جمهورك وتشعرهم بالتقدير. وذلك عن طريق:
- الاِستجابة لاستفسارات الجمهور بصدق وشفافية لبناء الثقة.
- إطلاق اِستطلاعات رأي لفهم توقُّعات الجمهور ومشاركتهم القرار.
- تنظيم بثوث مباشرة عبر منصات مثل فيسبوك وإنستغرام لتقوية العلاقة معهم.
الخلاصة
في النهاية، التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق الكبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي. قد تبدو الحيل النفسية التي ناقشناها أعلاه بسيطة، لكنَّها قادرة على تحويل حملتك من مجرَّد تجربة عادية إلى نجاح كبير يُحقّق التفاعل، ويجذب الجمهور، ويزيد من التحويلات..