المحتوى
يُعدُّ الذكاء الاِصطناعي (AI) هو المفتاح لاِكتساب ميزة تنافسية في مجال عملك. إذ إنَّ تطوير اِستراتيجية شاملة للذكاء الاِصطناعي يضمن تقريباً الحصول على هذه الميزة القويَّة.
وتوفّر أدوات الذكاء الاِصطناعي حالياً ذكاء الأعمال من خلال اِستراتيجيات التسويق، والخطط الإعلانيَّة، والأفكار المعزِّزة للتحويل، وغيرها. ويتمّ إنتاج كل ذلك من خلال تحليل البيانات المتاحة.
لذا، دعنا نستكشف في هذا المقال الطرق المبتكرة التي يمكن للذكاء الاِصطناعي من خلالها مساعدة الشركات على اِكتساب ميزة تنافسية في السوق.
ما هي المزايا التي يوفرها استخدام الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات التسويق؟
فيما يلي عرض مفصَّل لما يمكنك توقّعه من خلال الاِستخدام الذكي لهذه التقنية.
1- تعزيز تجربة العملاء
غيَّر الذكاء الاِصطناعي والتعلّم الآلي طريقة تفاعل الشركات مع عملائها، ممَّا ساعد المؤسَّسات على تقديم تجارب مخصَّصة وسلسة لعملائها.
يمكن لخوارزميات التعلُّم العميق (ML) تحليل تفضيلات العملاء وسلوكهم؛ لتقديم توصيات مستهدفة وحملات تسويقيَّة مخصَّصة. ومن خلال تحسين تجربة العملاء، يمكن للشركات تعزيز الولاء وزيادة معدَّلات الاِحتفاظ بالعملاء وكسب ميزة تنافسية على منافسيها.
وتتمثَّل إحدى الطرق المهمَّة التي تستغلّ بها الشركات الذكاء الاِصطناعي هي اِستخدام روبوتات الدردشة (Chatbots)، المدعومة بتقنية (GPT). يمكن لهذه الروبوتات خدمة العملاء على مدار الساعة، والاِستفادة أيضاً من مخازن ضخمة من البيانات لضمان حصول المستخدمين النهائيين على أفضل المعلومات والتجربة في آن واحد.
2- كشف الاحتيال والأمن السيبراني
في المشهد الرَّقمي الحالي، تتزايد تهديدات الأمن السيبراني ومحاولات الاِحتيال. يلعب الذكاء الاِصطناعي وتعلّم الآلة دوراً مهمّاً في اِكتشاف ومنع هذه الأنشطة الضَّارة. ويمكن لخوارزميات التعلُّم الآلي تحليل كميَّات هائلة من البيانات لتحديد الأنماط التي قد تشير إلى سلوك اِحتيالي.
من خلال تنفيذ أنظمة كشف الاِحتيال المدعومة بالذكاء الاِصطناعي، يمكن للشركات؛
- تقليل الخسائر المالية.
- حماية بيانات العملاء.
- والحفاظ على سمعتها عبر الوسائل الرَّقمية والآلية.
وبالتالي، من خلال بقائها متقدِّمة على التهديدات الإلكترونية، يمكن للشركات بناء الثقة مع عملائِها واِكتساب ميزة تنافسية.
3- أتمتة العمليات وكفاءتها
تتفوَّق تقنيّات الذكاء الاِصطناعي في أتمتة المهام المتكرِّرة والمستهلكة للوقت، ممَّا يتيح تحرير الموارد البشرية للتركيز على المزيد من المبادرات الاِستراتيجية. ويمكن تدريب خوارزميات التعلُّم الآلي على التعرّف على الأنماط وأداء المهام المعقَّدة بأقلّ تدخّل بشري.
تؤدِّي هذه الأتمتة إلى زيادة الكفاءة وتقليل الأخطاء وتوفير كبير في التكاليف. ومن خلال أتمتة إدارة المخزون إلى تحسين الخدمات اللوجستية لسلسلة التوريد، يمكن للشركات تبسيط العمليات واِكتساب ميزة تنافسية من خلال الاِستفادة من الذكاء الاِصطناعي.
4- تحسين الكفاءة التشغيلية
يمكن للذكاء الاِصطناعي تحسين جوانب مختلفة من العمليات التجارية، ممَّا يؤدّي إلى تحسين الكفاءة وتوفير التكاليف. على سبيل المثال، يمكن لهذه الخوارزميات:
- تحليل البيانات السَّابقة لتحسين إدارة المخزون، ممَّا يمكّنها من توقّع أنماط الطَّلب وتقليل المخزون الزائد أو النقص.
- تحسين عمليات الإنتاج عن طريق تحديد العقبات، واِقتراح تحسينات في العملية، والتنبّؤ بالحاجة إلى صيانة المعدَّات للحدّ من فترات التوقُّف عن العمل.
- تحسين اِستراتيجيات التسعير بناءً على ظروف السوق وسلوك العملاء وأسعار المنافسين، ممَّا يضمن أن تقدِّم الشركات أسعاراً تنافسية مع تحقيق أقصى قدر من الأرباح.
وبالتالي، من خلال الاِستفادة من الذكاء الاِصطناعي والتعلُّم الآلي لتحسين العمليات التشغيلية، يمكن للشركات تبسيط عملياتها، وتقليل التكاليف، واِكتساب ميزة تنافسية كونها أكثر كفاءة من منافسيها.
5- تسويق فعال وتحقيق عائد استثمار أفضل
يمكن أن يمنح الذكاء الاِصطناعي الشركات ميزة تنافسية في التسويق. وذلك بفضل قدرته على التعلّم والتدريب اِستناداً إلى البيانات. إذ يمكنه تقديم رؤى عديدة حول كيفية التسويق، ولمن يتمّ، ومتى وأين يتمّ، وحتَّى لماذا يتمّ التسويق.
وتستند الرّؤى التي يقدِّمها الذكاء الاِصطناعي إلى المبادئ الأساسية التالية:
- اِمتلاك الشركات بالفعل كميّة كبيرة من البيانات حول المستهلكين.
- تقديم الذكاء الاِصطناعي رؤى موضوعيّة وقويّة قائمة على البيانات، تستمدُّها من البيانات التي تمتلكها الشركات بالفعل.
لتوضيح الأمر، يتعرَّف الذكاء الاِصطناعي على العملاء على مستوى شخصي لم نشهده في الماضي؛ بسبب قدرته على اِكتشاف الأنماط السلوكية.
وقد نجحت شركة أمازون (Amazon) في تطبيق هذا النهج على العملاء. من خلال متابعة سلوكيات المستخدمين عبر المنصَّة مثل أنواع المنتجات التي يشترونها، والمدَّة التي يقضونها على صفحة المنتج، وما إلى ذلك. فتقوم الأنظمة بسرعة بتوليد توصيات تتناسب تماماً مع ذوق وتفضيل كلّ مستخدم، اِستناداً إلى نشاطهم على المنصَّة.
6- اتخاذ قرارات أسرع وأكثر ذكاء
تكمن القيمة الأساسيّة للذكاء الاِصطناعي في التسويق في دعمه لصنع القرارات الإدارية. إذ يُعدُّ التحدّي الرَّئيسي للإدارة هو اِتّخاذ القرارات بناءً على معلومات غير كاملة. ولكن يمكن اِستخدام الذكاء الاِصطناعي لتقليل حدَّة هذا النقص إلى حدٍّ ما.
لن تفقد وظيفتك بسبب الذكاء الاِصطناعي. ولكن قد تفقدها لصالح شخص يستخدم الذكاء الاِصطناعي بشكل أفضل منك.
وبالتالي، سيوافق فريق الإدارة العليا على اِستراتيجيتك بشكل أسرع إذا أوضحت لهم؛
- كيف سيؤدّي التغيير إلى زيادة المبيعات بنسبة (5.5%) في العام المقبل.
- كيف يمكن لتغيير المزيج التسويقي أن يضاعف الهوامش بنفس التكلفة المدرجة في الميزانية.
- أو أنَّ الحملة التسويقية المستهدفة لشريحة جديدة لديها فرصة بنسبة (80%) لتحقيق زيادة كبيرة في المبيعات قبل الربع الرابع من العام.
المزايا التنافسية لتسويق المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي
تكمن أهمّ مزايا الاِعتماد على تقنيّة الذكاء الاِصطناعي في القدرة على زيادة الإنتاجية بتكلفة أقلّ. ومنح المتبنّيين الأوائل ميزة تنافسية، طالما أنّهم قادرون على التغلُّب على التحدّيات التعليميّة الأوَّلية.
وعلى عكس التفسيرات التي تقول إنَّ الآلات هنا لاِستبدال البشر، فإن َّالمواهب الإبداعية البشرية لن تختفي في المستقبل القريب. بدلاً من ذلك، سيتمّ إنتاج المحتوى على نطاق أكبر بكثير وبجزء بسيط من التكلفة.
إذ يمكن للعلامات التجارية تكليف المهام المملَّة للذكاء الاِصطناعي، ممَّا يوفّر الوقت والموارد للمهام الأكثر تعقيداً وإبداعاً.
يقول (Ron van Valkengoed)، المدير التنفيذي والمستثمر في (Contentoo):
“تخيَّل فقط أن تكون قادراً على زيادة المحتوى بمعدَّل أكبر بـ (5) مرَّات ممَّا كان عليه من قبل وبنفس التكلفة، مع القدرة على تحديث المحتوى القديم باِستمرار. نظراً لأنَّ أكثر من (80%) من المحتوى الموجود على مواقع الويب لمعظم الشركات قديم، فيمكن أن يولّد التحديث زيادة عدد الزيارات العضوية بنسبة تصل إلى (80%)”.
وبشكل عام؛
- ستتمتَّع العلامات التجارية التي تستخدم أدوات إنشاء المحتوى بالذكاء الاِصطناعي بأوقات اِستجابة أسرع.
- وستصبح أكثر فعَّالية وكفاءة في إنتاج المحتوى.
- وأكثر صلة بجماهيرها.
الخلاصة
في النهاية، الذكاء الاِصطناعي ليس حلَّاً سحرياً بمفرده. بل يتطلَّب توازناً بين التكنولوجيا المكتسبة والهيكل التنظيمي الدَّاخلي للشركة والموظَّفين ومستوى الرَّقمنة الذي وصلت إليه الشركة.
ولكن، إذا تمَّ تنفيذه بشكل تدريجي مصحوباً ببرامج تدريبية للموظَّفين، يمكن أن يشكّل ميزة تنافسية قويَّة يصعب التغلُّب عليها.