المحتوى
أصبح التسويق العاطفي “Emotional Marketing” في الوقت الحالي اتجاهًا قويًا، لأنه يحقق نتائج جيدة فعلًا.
إذ إن المشاعر تمتلك تأثيرًا قويًا على الإنسان في مختلف نواحي حياته.
وفي الحقيقة وجد علماء التسويق أن منح قصة أية علامة تجارية اتجاهًا عاطفيًا يجعلها أقرب إلى الجمهور وأكثر تأثيرًا أيضًا.
إذا لم تكن سمعت عن التسويق العاطفي من قبل فيمكنك التعرف عليه من خلال هذا المقال.
إن المستهلكين اليوم أكثر تعليمًا وخبرة كما أنهم مجهزون بشكل أفضل للبحث عما لا يعرفونه، بينما يملّون من كمية الإعلانات التي تعرض عليم يوميًا.
والحل هنا هو الاستفادة من عنصر رئيسي آخر في جذب انتباه المستهلك ودفعه لاتخاذ قرار الشراء – العاطفة.
في هذا الدليل سنشرح ما الذي يجعل التسويق العاطفي قويًا للغاية وكيف يمكنك الاستفادة منه للتواصل مع جمهورك وتشجيعهم على اتخاذ الإجراء.
1. مفهوم التسويق العاطفي
يدل التسويق العاطفي على الإعلانات والجهود التسويقية القائمة على المشاعر بشكل أساسي.
حيث تلفت انتباه الجمهور وتجعله يلاحظ ويتذكر، ثمّ يشارك ويشتري منتجك في النهاية.
وهنا يجب أن نتذكر أن العواطف لا يقصد بها المشاعر بل هي الحالة الذهنية للإنسان.
عادةً ما يعتمد التسويق العاطفي على إحدى العواطف، مثل السعادة أو الحزن أو الغضب أو الخوف لإثارة استجابة المستهلك.
لكن المشاعر هي ما يدخل فعليًا في اهتمامات هذا الاتجاه من التسويق، فالمشاعر محددة بشكل أكبر.
إذ تستطيع أن تصف وتشعر بشعور الغضب أو السعادة أو الفرح أو الحزن، وهذا ما ينبغي أن تركز عليه في التسويق العاطفي.
إن العواطف مثل الألوان، فهناك القليل من المفاهيم المحددة لكل لون، وتتوزع الألوان بدرجاتها على طيف، وكذلك العواطف أيضا التي يمكن أن يؤدي التغيير الطفيف على طيفها إلى نوع مختلف من السعادة ونوع مختلف من الحزن ونوع مختلف من الغضب.
توضح “عجلة العواطف” لروبرت بلوتشك بعض هذه الأطياف العاطفية ببساطة عبر استخدام الألوان.
من المهم تحديد نوع العواطف التي تريد تضمينها في خطتك التسويقية.
وفي الحقيقة لا يمكن الاختيار من نفسك بدون تفكير أنك مثلًا تريد منح جمهورك السعادة من خلال منتجاتك.
حيث إنّ مجال عملك بالإضافة إلى جمهورك ونوع منتجك هو ما يحدد فعلًا الشعور الذي ينبغي لك التركيز عليه أثناء التسويق.
طبعًا هذا الأمر مهم جدًا لأنه سيؤثر على تفاصيل العملية التسويقية، ككتابة الإعلانات المناسبة مثلًا.
بالإضافة إلى الوسائط والتصاميم التي ستعتمدها عند التوجه إلى جمهورك، تبعًا لنوع العاطفة التي تريد إثارتها لديهم.
2. أهمية التسويق العاطفي
التسويق العاطفي يعطي انطباعات أولى رائعة
طالما أن المشاعر مصاحبة للإنسان أمام أي نشاط يمارسه، فإنها ذات تأثير على الانطباعات الأولى للإنسان.
فالتسويق العاطفي يعطي انطباعات أولى مميزة فعلًا، على سبيل المثال إن مشاهدتك لإعلان عن منتج ما، يجعلك تضحك أو تبكي وتتأثر مختلف تمامًا عن إعلان تجاري مباشر وفج.
في الواقع إن الإعلان الذي ينقل إليك رسالة تضحكك أو تجعلك متأثرًا هو ما ينطبع في ذهنك، وهذه الخطوة الأولى نحو الشراء.
ومن الجدير بالذكر أن الانطباعات الأولى تتكون خلال ثوانٍ، والأمر نفسه يحصل بالنسبة للانطباع الأول عن العلامة التجارية.
إن المنتج الجيد حسب التسويق العاطفي هو الذي يعطيك الشعور الملائم له، والذي تحتاجه فعلًا.
بعبارة ثانية عليه أن يمنحك أمانًا عاطفيًا أو يجعلك تشعر أنه باقتنائك هذا المنتج ستسد حاجة ضرورية في نفسك.
يساعد التسويق العاطفي الناس على الثقة بحدسهم لاتخاذ القرار.
كيف تقرر ما الخيار الذي ستقوم بشراءه؟ لا بد أنك تقارن الأسعار وتقضي وقتًا في القراءة عن كل منتج، ولكن عندما يحين وقت اتخاذ القرار نراهن أنك تنصت لقلبك وليس عقلك، فالمشاعر التي تشعر بها تساعدك في دفعك في الاتجاه الصحيح.
تظهر الدراسات أن الناس يعتمدون على العواطف أكثر من المعلومات لاتخاذ القرارات، تؤثر الاستجابات العاطفية للتسويق فعليًا في نية الشخص وقراره بشراء أكثر من محتوى إعلان أو مادة تسويقية.
يلهم التسويق العاطفي الناس لاتخاذ الإجراء
بينما يمكن للتسويق العاطفي أن يكون أداة قوية لجذب عملية الشراء، ستشجع العواطف أيضًا نشاطًا آخر يمكن أن يساعد في تنمية عملك وعلامتك التجارية.
فيما يلي شرح هذا النشاط لكل عاطفة:
- السعادة تجعلنا نشارك و تؤدي المشاركة إلى زيادة الوعي بالعلامة التجارية، تشير الدراسات إلى أن الأخبار الجيدة والمحتوى الإيجابي ينتشر على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أسرع من أي نوع آخر من المحتوى.
- الحزن يجعلنا نتعاطف ونتواصل والتعاطف يؤدي إلى زيادة العطاء، كشفت دراسة أجريت عام 2007 أن مشاعر التعاطف تؤدي إلى الإيثار والعمل من أجل الآخرين.
- بسبب الخوف نتشبث بما هو مريح و يؤدي هذا إلى زيادة الولاء للعلامة التجارية، تشير الدراسات إلى أن إثارة الخوف تسمح بأن يُنظر إلى علامتك التجارية على أنها الشيء الجيد الوحيد في العالم المظلم، مما يعني أن المستهلكين سيعتمدون عليك أكثر عندما تتدهور الأمور نحو الأسوأ.
- يزيد الغضب والشغف من عنادنا والعناد يؤدي إلى انتشار المحتوى والمتابعين المخلصين، تذكر كيف تجذب مقاطع الفيديو على فيسبوك التي تظهر مأساة محلية أو قضية سياسية الكثير من الإعجابات وآلاف التعليقات، حيث تشير الدراسات إلى أن إنتاج محتوى يثير الغضب والقلق سيؤدي إلى الانتشار وزيادة المشاهدات.
الآن بعد أن عرفت سبب نجاح التسويق العاطفي فلنتحدث عن كيفية دمجه في جهودك الحالية… أو ربما في حملة تسويق جديدة.
3. نصائح وخطوات في التسويق بالعواطف
يمكن الجمع بين الإستراتيجيات التالية واستخدامها لاستحضار جميع أنواع المشاعر، نحن نشجعك على البدء بالأولى، مع العلم أن تحديد المشاعر التي تستهدفها سيعتمد على من تقوم بالتسويق لهم.
-
معرفة وتحديد جمهورك
إذ في أي نوع من أنواع التسويق عليك أن تعرف جمهورك جيدًا، فما بالك في مجال التسويق العاطفي؟!
هنا تزداد الأهمية فعلاً لأنه يحتم عليك معرفة حاجاتهم، وكيف يشعرون وما الأشياء التي تؤثر فيهم بالفعل.
لأن المحتوى الذي ستبنيه ينبغي أن يكون مؤثرًا، وهنا يتدخل المزاج العام للجمهور والذي يحكم تصرفاتهم فعلاً.
ولتتذكر دائمًا أن البحث عن جمهورك سيوفر عليك وقتًا ثمينًا وموارد كثيرة أيضًا.
-
التركيز على اللون:
يلعب اللون دورًا رئيسيًا في إثارة العاطفة لأنّ اللون يرتبط بالعاطفة بطريقة ما، حيث إن كل لون يعطي انطباعًا وشعورًا معينًا في النفس.
كما أن اللون يلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في إثارة المشاعر، وهذا ما يسمى بعلم نفس اللون.
وفي الحقيقة هناك العديد من الشركات الكبرى حول العالم تستعمله وتعتمد نتائج أبحاث العلماء فيه أيضًا.
يصمم المعالجون النفسيون مكاتبهم بحيث تساعد في تهدئة مرضاهم ويصمم منتجو الأفلام مخطط ألوان الملصقات والإعلانات بحيث تثير مشاعر الخوف أو المفاجأة.
فيما يلي بعض المشاعر المرتبطة بالألوان:

-
اهتمّ بالسرد القصصي
يعد السرد القصصي من أبرز الوسائل المفيدة في التواصل مع الجمهور، لأن الإنسان بطبعه يحب القصص منذ قديم الأزمان.
لذا يمكن ربط القصص بعلامتك التجارية ومشاركتها مع الجمهور، مهما كانت تركيبة هذا الجمهور.
لأن الناس يميلون لسماع القصص دون أن تتسبب لهم بالإزعاج أو الملل، وهذا ما يؤكد أن الإعلانات التي تخبر قصة، تجد صدى واسعًا لدى الجمهور، كما تحظى بانتشار واسع للمنتج الذي تسوق له.
-
أنشئ تجمّعًا مشجعًا لعلامتك التجارية
إذ يفيدك التسويق العاطفي في جعل الجمهور يلتف حول علامتك التجارية، من خلال تحفيزهم نفسيًا وكسب تعاطفهم.
إذ يمكن لمشاعر الصداقة والقبول أن تخلق حالة من الولاء لعلامتك التجارية.
-
عزز الطموح لدى جمهورك وألهمهم تحدي المستحيل
لأن تعزيز حالة الإلهام لدى الجمهور تبرز مشاعر متعددة داخلهم، كالفرح والإثارة والأمل.
لذا يمكنك أن تجعل منتجك يحفز الطموح لدى جمهورك، أو يساعدهم على تحقيق طموحهم.
ومن الأفكار الجيدة في هذا المجال، أن يثير إعلانك مشاعر الإثارة والأمل في تحقيق أحلام الجمهور من خلال منتجك.
ويمكنك هنا طبعًا ربطه بقصة نجاح معينة أيضًا.
الملخص في التسويق العاطفي
يعد دمج المشاعر في التسويق والإعلان طريقة مؤكدة لجذب جمهورك والتفاعل معه وتشجيعه على اتخاذ إجراء معين، ولتضمين العاطفة في التسويق الخاص بك بنجاح كل ما عليك فعله هو معرفة جمهورك ومعرفة المشاعر التي سيكون لها تأثير أكبر، ثم القيام بدمجها مع أهدافك التسويقية العامة، وستكون جهودك التسويقية العاطفية من الأكثر فعالية ضمن جهودك.
والآن أخبرنا هل جربت التسويق العاطفي ولمست نتائج طيبة فيه؟ شاركنا تجربتك في التعليقات.
المراجع : blog.hubspot.com