المحتوى
تُعدُّ الفكرة الشائعة التي مفادها بأنَّ الأوَّل في الترتيب في السوق سيضمن النجاح، هي فكرة خاطئة تماماً.
ويرجع سبب هذا الاِعتقاد إلى أنّ معظم الأبحاث تركّز على دراسة الشركات الرّائدة حالياً وليس على دراسة الشركات السابقة التي فشلت.
لذلك، ستجدون في هذه المقالة مايلي:
- مقدّمة تحفيزية.
- (3) أمثلة حيّة تؤكّد أنَّ “الرائد ليس دائماً الناجح”.
- (5) مبادئ أساسيَّة لنجاح الشركات الناشئة.
في بحث بعنوان (First to Market, First to Fail)، تمّ اِستكشاف موضوع الدخول السريع إلى القطَّاع أو السوق الجديد وأن تصبح الأوّل فيه بالتفصيل.
وتمَّ دراسة الأبحاث السابقة حول موضوع روَّاد الأسواق (Market Pioneers) أو باِختصار الشركات الأولى التي دخلت مجالاً معيناً.
بالإضافة إلى ذلك، أعادوا إجراء هذه الدراسات بعد إصلاح الأخطاء الموجودة في البحوث السابقة. ودرسوا الأسباب الحقيقية وراء نجاح الشركات الناشئة، وكانت النتائج صادمة.
مقدّمة تحفيزيّة
هذه المقدّمة لتشجيعك على الاِستمرار في القراءة. حيثُ تشير الإحصائيَّات إلى أنَّ:
- نسبة فشل الشركات الرائدة أو الأولى بالسوق تبلغ (47%).
- وكانت الحصَّة السوقيّة للشركات الرَّائدة لا تتجاوز (10%) من السوق.
- كما كشفت دراسة حول الشركات الرَّائدة في (50) قطَّاع، أنّها حقَّقت النجاح فقط في (11%) من القطاعات.
دعنا نتأمَّل الأمر بدقَّة وتمعُّن، أليسَ من المُفترض أن يستحوذوا على حصّة السوق الكاملة، إذا كانوا يُعدُّون الأوائل. فما السبب في عدم تحقيقهم لهذا الهدف؟
يُعدُّ هذا الاِفتراض خاطئاً، حيثُ أنَّ الحظّ كان يعمل دائماً في صالح الشركات المبكِّرة.
الشركات المبكرة
ماذا نقصد بمصطلح الشركات المبكِّرة؟
هي الشركات التي تدخل السوق بعد مرور فترة من دخول الشركة الرائدة التي اِفتتحت هذا المجال الجديد.
تُشير الإحصائيَّات إلى أنَّ:
- نسبة الفشل في هذه الشركات أقلّ بكثير.
- متوسط نسبة اِستحواذها على السوق يفوق ثلاثة أضعاف ما تحقِّقه الشركات الرائدة.
- بالإضافة إلى ذلك، فالشركات المبكرة لديها اِحتمالية أعلى لتحقيق النجاح، والاِستحواذ على القطّاع أكثر من الشركات الرائدة.
يتكون البحث من (13) صفحة، ويناقش (3) أسئلة رئيسيَّة بصورة مفصَّلة وهي:
- ما هي العوامل التي تجعل الشركات المبكرة تحقّق نجاحاً باهراً؟
- ما الأسباب التي تؤدّي إلى فشل الشركات الرائدة عادةً؟
- ما هي العوامل الحقيقية التي تساعد الشركات الناشئة على النجاح والاِستحواذ على القطَّاع، خاصّةً إذا لم يكن النجاح يتمثَّل في أن تكون الأوَّل؟
أمثلة حية لتأكيد مبدأ الرائد ليس الناجح
المثال الأول، شركة (P&G)
إنَّ الشركة الأولى التي يمكن تذكّرها عند التفكير في حفاضات الأطفال، هي شركة بامبرز التي تنتجها شركة (P&G). وعلى الرُّغم من ذلك، فإنَّها ليست الشركة الرائدة في هذا المجال، بل هي الشركة المستحوذة على القطَّاع عالميّاً.
في عام (1991)، اِحتفلت شركة (P&G) بالذكرى الـ(13) لها في سوق الحفاضات. وقد اِدَّعت بأنَّها الشركة التي اِخترعتهم وأنَّها الشركة الرَّائدة بهذا المجال.
ولكن، كان هذا الاِدّعاء غير صحيح، حيثً أنَّ أوَّل شركة حفاضات في العالم كانت شركة باِسم (the Chux Brand). وهذه الشركة مازالت موجودة حتَّى اليوم، إلّا أنَّها تركت المجال منذ عدّة عقود.
المثال الثاني، في سوق أجهزة الحواسيب الشخصية
هذا المثال يوضّح كيف ينسى السوق الشركات الرائدة التي فشلت ويتذكَّر الشركات المبكّرة الناجحة.
في بداية (1980)، نشرت صحيفة (Business Press) مقالاً عن شركة (Apple) وكيف أنَّها الشركة الرائدة في مجال الحواسيب الشخصية.
ولكن، تمّ بيع أوَّل جهاز حاسوب شخصي في عام (1975) من شركة تسمَّى (MITS)، وكانت هذه الشركة الرائدة، أي الأولى في هذا القطَّاع.
وقد صُمِّمت الأساسيَّات التي تمَّ اِستخدامها في نسختهم الأولى بشكل جيّد لدرجة أنَّ الشركات لا تزال تستخدمها حتَّى يومنا هذا. ولقبّت الشركة بـ (IBM of Home Computers) بسبب قوّتها.
ومع ذلك، لم يكن نجاحهم خلال السنوات الأولى كافياً لتحقيق نجاح طويل الأمد. وبدأَ التصفيق يتّجه نحوَ الشركات المبكّرة في هذا المجال مثل (Apple).
المثال الأخير، في مجال مطاعم الوجبات السريعة
إذا كان لدينا الأسئلة التالية:
- ماهي أكبر سلسلة مطاعم للطرق السريعة في العالم؟
- أو من هي الشركة الرائدة في فرنشايز المطاعم؟
- أو أشهر قصّة نجاح في سلاسل المطاعم؟
بالتأكيد ماكدونالدز هي الإجابة الأولى التي ستظهر لدى الجميع. ولكن هذه ليست الإجابة الصحيحة، هذه الأسئلة تصف سلسلة مطاعم (Howard Johnson) والتي أعتقد أنها غير معروفة لك وربما للكثيرين.
ومع ذلك، فإنَّ الاِسم لم يعُد معروفاً، وتمَّ إغلاق آخر مطعم في سلسلتهم في عام (2022).
حسناً، لننتقل الآن إلى ملخص أسباب النجاح. فإذا كانت الريادة والاِنفراد بالمرتبة الأولى لا تكفي، فما هي وصفة النجاح؟
(5) مبادئ أساسية لنجاح الشركات الناشئة
إليك الآن أهمّ خمسة مبادِئ لتحقيق النجاح في الشركات الناشئة :
- وضع رؤية واضحة تستهدف السوق الأكبر (Mass Market).
- الإصرار والمثابرة الإدارية.
- الاِلتزام المالي.
- الاِبتكار السريع دون توقّف أو ملل.
- الاِستفادة من الأصول بأقصى قدر ممكن.
وفي الوقت نفسه، فإنَّ تجاهل بعض أو جميع هذه المبادِئ من الأسباب الرئيسيَّة لفشل الشركات الرائدة في مجالها.
وتُعدُّ العوامل الأربعة الأولى مكوّنات أساسية مرتبطة بالعقلية التي تحفِّز نجاح الشركات المبكّرة، خاصَّةً في المجالات الجديدة.
أمَّا العامل الأخير فهو مهمّ للغاية عندما تبدأ الشركة في التوسُّع إلى مجالات فرعية.
هل يُعدّ كلام البحث صحيحاً بنسبة (100%)؟ وهل يعني هذا أنَّه إذا دخلت مجالاً كأوَّل شركة ستفشل بالضَّرورة؟
بالطبع لا، إنَّ البحث يعود إلى أكثر من (20) عاماً، وقد تغيَّر السوق وريادة الأعمال والتقنيات كثيراً منذ ذلك الحين. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الصحة في البحث.
فإذا كنت تخطِّط للدّخول إلى مجال جديد وستكون الشركة الأولى فيه، فإنَّ قراءة البحث قد تساعدك على أن تصبح الأوَّل والأنجح في هذا المجال.
حيثُ يحتوي البحث على تفاصيل أكثر عن كل واحدة من المبادئ الخمسة، بالإضافة إلى أمثلة تساعدك في تطبيقها.
الخلاصة
إذا كان هذا المقال مفيداً بالنسبة لك، ستسعدني متابعتك عبر حسابي في تويتر للمزيد من المحتوى.
فكرة انه "كون الأول بالسوق وراح تنجح" هي فكرة خاطئة 🚫
سببها إن أغلب الأبحاث كانت تدرس "الشركات الرائدة حاليًا" وماتدرس الشركات اللي سبقتهم وفشلت..
🟦 تجد في هذا الثريد 🟦
• مقدمة يمكن تحمسك 😬
• 3 أمثلة حيّة على "الرائد ليس الناجح" 🥺
• 5 مبادئ لنجاح الشركات الناشئة 🚀 pic.twitter.com/i0u9ITGbAs
— جوانا طلال 👩🏽💻 (@Jwanaio) April 2, 2023