المحتوى
ما الفرق بين إعادة الاستهداف وإعادة التسويق؟ كثيراً ما يتمّ اِستخدام هذين المصطلحين بالتبادل، لكن هل يعني ذلك أنَّهما متشابهان؟
في حين قد يبدو الأمر كذلك للوهلة الأولى، إلَّا أنَّ هناك اِختلافات جوهرية تجعل كلّ استراتيجية منهما تلعب دوراً مختلفاً في جذب العملاء وتحقيق المبيعات.
بين سعي الأولى إلى اِستعادة الزوار غير المتحولين، وتركيز الثانية على تعميق العلاقة مع العملاء الحاليين، يعتمد النجاح على تطبيق كلّ اِستراتيجية في السياق المناسب.
فإذا كنت تتساءل عن الاستراتيجية الأنسب لأهدافك، تابع القراءة لمعرفة المزيد عن الاختلافات بينهما، وكيفية اِستخدام كلّ منهما على نحوٍ فعَّال!
إعادة الاستهداف
إعادة الاستهداف هو شكل من أشكال الإعلان عبر الإنترنت، ويُركّز على جذب زوار الموقع السابقين الذين تفاعلوا سابقاً مع موقعك الإلكتروني أو تطبيقك دون إتمام الإجراء المطلوب، مثل إتمام عملية شراء.
تُذكّر إعلانات إعادة الاستهداف هؤلاء المستخدمين بمنتجاتك أو خدماتك أثناء تصفّحهم لمواقع ويب أُخرى أو منصات وسائط اِجتماعية، بهدف تشجيعهم على العودة وإكمال الإجراء المطلوب.
كيفية عمل إعادة الاستهداف؟
يعتمد إعادة الاستهداف على اِستخدام جزء صغير من التعليمات البرمجية، يسمَّى بكسل، في موقعك الإلكتروني. يعمل هذا البكسل على تتبّع زوّار الموقع، ممَّا يُتيح لك عرض إعلانات موجَّهة لهم أثناء تصفّحهم مواقع أُخرى.
على سبيل المثال؛ إذا زار أحد الأشخاص متجرك الإلكتروني واِطّلع على منتج معيّن لكنَّه لم يقم بالشراء، يُمكنك عرض إعلانات تروّج لهذا المنتج عندما يتصفَّح مواقع أخرى.
فوائد إعادة الاستهداف
تُساهم إعادة الاستهداف في إبقاء علامتك التجارية في ذهن العملاء المحتملين بعد مغادرتهم موقعك. وتُعدُّ هذه الطريقة فعّالة لزيادة معدلات التحويل، إذ تُركّز على الأفراد الذين أبدوا بالفعل اِهتماماً بمنتجاتك.
كما تتميَّز هذهِ الإعلانات بإمكانية تخصيصها بشكل كبير بناءً على سلوك المستخدم، ممَّا يُعزّز التفاعل ويُحقّق نتائج أفضل.
أنواع إعادة الاستهداف
تشمل إعادة الاستهداف عدّة أنواع، منها:
- إعادة الاستهداف عبر الموقع: تظهر الإعلانات للأشخاص الذين زاروا موقعك الإلكتروني.
- إعادة الاستهداف عبر البحث: تستهدف المستخدمين بناءً على اِستفساراتهم البحثية.
- إعادة الاستهداف عبر البريد الإلكتروني: تُركّز على عرض الإعلانات للأشخاص الذين تفاعلوا مع حملاتك البريدية.
أفضل الممارسات لإعادة الاستهداف
لتحقيق أفضل النتائج من حملات إعادة الاستهداف، يُوصى بتقسيم جمهورك بناءً على سلوكهم. يُساعد هذا التقسيم في تصميم إعلانات مخصَّصة تتناسب مع اِهتمامات كلّ مجموعة بشكل أكبر.
بالإضافة إلى ذلك، من المهمّ تحديد حد أقصى لعدد مرات ظهور الإعلانات لكلّ مستخدم لتجنّب إزعاجهم. كما يُنصح دائماً بتجربة تصاميم إعلانات مختلفة لاِكتشاف الأفضل أداءً، وتحقيق أهدافك بشكل أكثر فعالية.
إعادة التسويق
تُشير إعادة التسويق عادةً إلى إرسال رسائل مخصَّصة وموجَّهة للأفراد الذين أجروا بالفعل عملية شراء، وتهدف هذه الطريقة إلى تعزيز العلاقة مع العملاء وتشجيعهم على تكرار الشراء.
كيفية عمل إعادة التسويق
تعمل إعادة التسويق عبر جمع معلومات الاتصال للمستخدمين الذين أبدوا اِهتماماً بمنتجاتك أو خدماتك، غالباً من خلال نموذج تسجيل أو عملية شراء سابقة. بعد ذلك، يتمّ إرسال رسائل بريد إلكتروني مستهدفة لإعادة التواصل معهم وجذبهم.
على سبيل المثال؛ يُمكنك إرسال عرض خصم لعميل تخلّى عن سلة مشترياته قبل إتمام الشراء.
فوائد إعادة التسويق
تُعتبر إعادة التسويق فعّالة للغاية؛ لأنَّها تستهدف أشخاصاً لديهم معرفة مُسبقة بعلامتك التجارية ومنتجاتك. يُمكن لرسائل البريد الإلكتروني المخصَّصة أن تساعد في تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء فعليين، كما تُعدُّ هذه الاستراتيجية أقلّ تكلفة مقارنةً بأنواع الإعلانات الأُخرى.
أنواع إعادة التسويق
هناك أنواع مختلفة من رسائل إعادة التسويق؛ بما في ذلك رسائل الترحيب ورسائل التخلي عن عربة التسوق ورسائل إعادة التواصل.
- الرسائل الترحيبية: تُرسل هذه الرسائل إلى المشتركين الجُدد لتعريفهم بعلامتك التجارية.
- رسائل تذكير سلة المشتريات: تُحفّز المستخدمين على إكمال عمليات الشراء غير المكتملة.
- رسائل إعادة التفاعل: تستهدف العملاء غير النشطين لإعادة جذبهم.
أفضل الممارسات لإعادة التسويق
لتعظيم فعَّالية جهود حملات إعادة التسويق، قم بتخصيص رسائل البريد الإلكتروني بناءً على سلوك المستخدم وتفضيلاته.
واِستخدم عناوين جذابة لزيادة معدّلات فتح الرسائل، مع تضمين عبارات واضحة للحثّ على اِتّخاذ الإجراء. كما يُوصى بتحليل أداء الحملات باستمرار وإجراء التعديلات لتحسين النتائج.
الاختلافات الرئيسية بين إعادة الاستهداف وإعادة التسويق
على الرَّغم من أنَّ إعادة الاستهداف وإعادة التسويق يشتركان في الأهداف، إلَّا أنَّهما يختلفان في النهج والتنفيذ. يُساعدك معرفة هذه الفروق في اِختيار الاستراتيجية الأنسب لعملك:
1- وسيلة الاتصال
تعتمد إعادة الاستهداف بشكل أساسي على الإعلانات المرئية للوصول إلى العملاء المحتملين، بينما تعتمد إعادة التسويق على حملات البريد الإلكتروني. يُمكن أن يؤثّر هذا الاِختلاف في الوسيلة على مدى الوصول وفعَّالية كلّ اِستراتيجية.
2- الجمهور المستهدف
تُركّز إعادة الاستهداف على المستخدمين الذين زاروا موقعك الإلكتروني أو تطبيقك دون إتمام الإجراء المطلوب.
في المقابل، تستهدف إعادة التسويق الأفراد الذين قدّموا معلومات اِتصالهم أو قاموا بعملية شراء. ممَّا يعني أنَّ جمهور إعادة الاستهداف أوسع، بينما جمهور إعادة التسويق أكثر تخصّصاً.
3- التكلفة والعائد على الاستثمار ROI
عادةً ما تكون إعادة الاستهداف أكثر تكلفة؛ لأنَّها تتطلَّب شراء مساحات إعلانية على منصَّات متعدِّدة، لكنَّها تُتيح الوصول إلى جمهور أوسع. أمَّا إعادة التسويق، فتُعدُّ أكثر فعَّالية من حيث التكلفة لكنَّها قد تستهدف جمهوراً أصغر.
4- التخصيص
يُمكن تخصيص كلتا الاستراتيجيتين، لكنَّ إعادة التسويق تُوفّر مجالاً أكبر للتخصيص؛ لأنَّها تعتمد على معلومات أكثر تفصيلاً عن المستخدمين، ممَّا يزيد من فرص التفاعل ومعدلات التحويل.
5- التوقيت والتكرار
تُتيح إعادة الاستهداف عرض الإعلانات للمستخدمين فور مغادرتهم موقعك، ممَّا يُبقي علامتك التجارية في أذهانهم. أمَّا رسائل إعادة التسويق البريدية، فقد تتأخر لأنَّها تُرسل غالباً ضمن حملات مجدولة. لذلك، من المهمّ إيجاد التوازن الصحيح في التوقيت والتكرار؛ لتجنّب إرهاق جمهورك.
كيفية اختيار الاستراتيجية المناسبة لعملك
لاِتّخاذ القرار بين إعادة الاستهداف وإعادة التسويق، يجب النظر في أهداف عملك، ميزانيتك، والجمهور المستهدف. كلا الخيارين فعّال، لكنَّ الأفضلية تعتمد على اِحتياجاتك.
أهداف العمل
إذا كنت تسعى لزيادة الوعي بالعلامة التجارية والوصول إلى شريحة أكبر من الجمهور، فإنَّ إعادة الاستهداف هي الخيار الأنسب. أمَّا إذا كان هدفك هو تعزيز العلاقة مع العملاء الحاليين وتشجيعهم على الشراء مرة أخرى، فاختر إعادة التسويق.
اعتبارات الميزانية
تؤثّر ميزانيتك بشكل كبير على الاِختيار. عادةً ما يكون إعادة الاستهداف أكثر تكلفة نظراً للحاجة إلى شراء مساحات إعلانية، بينما يُعدُّ إعادة التسويق أكثر ملائمة للميزانيات المحدودة. لذا، حدّد أولوياتك بناءً على الموارد المتاحة ومدى اِستعدادك للاستثمار.
معرفة جمهورك
يُعدُّ فهم جمهورك هو المفتاح لاختيار الاستراتيجية الصحيحة؛
- إذا كان لديك الكثير من حركة المرور على موقعك ولكنَّ معدلات التحويل منخفضة، فيُمكن أن يُساعد إعادة الاستهداف في تحويل هؤلاء الزوار إلى عملاء.
- أمَّا إذا كانت لديك قاعدة عملاء قوية وترغب في زيادة عمليات الشراء المتكررة، فقد يكون إعادة التسويق أكثر فائدة.
الدمج بين الاستراتيجيتين
للحصول على أفضل النتائج، يُمكن الجمع بين إعادة الاستهداف وإعادة التسويق ضمن اِستراتيجيتك التسويقية. يُتيح لك ذلك توسيع نطاق وصولك إلى جمهور جديد، مع الحفاظ على تواصل فعّال مع العملاء الحاليين وتشجيعهم على المزيد من التفاعل والشراء.
الخلاصة
خلاصة القول، على الرغم من وجود اختلافات بين إعادة الاستهداف وإعادة التسويق، إلَّا أنَّهما يُمكن أن يعملا معاً بشكل متكامل لتعزيز نتائج حملاتك التسويقية.
من خلال اِستخدام إعادة الاستهداف لجذب الزوار السابقين إلى موقعك، ثمَّ اِستخدام إعادة التسويق لتغذية اِهتمامهم وتشجيعهم على تكرار الشراء، يُمكنك بناء مسار تحويل أكثر سلاسة وفعالية.